آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الإسلام يدعو إلى الحوار والتعارف والسلام

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    08/06/2009
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي الإسلام يدعو إلى الحوار والتعارف والسلام

    المحامي الدكتور رفعت مصطفى
    حكم دولي في الخلافات الدولية
    سـوريا - حلب - صندوق بريد : 5232
    هاتف و فاكس : 2284810 - 2247391
    موبايل : 094236391
    DR.RIFAT MOUSTAFA
    Lawyer & International Arbitrator
    Syria - Aleppo - P.O. Box : 5232
    TEL & FAX : 2284810- 2247391
    E-mail : rifat1@scs-net.org



    الإسلام يدعو إلى الحوار والتعارف والسلام

    أولا: الإسلام يدعو إلى الحوار مع الذات :
    خلق الله الإنسان و ميزه عن باقي المخلوقات بالعقل الذي يتميز بقدرته على التحليل و التركيب لكافة المعلومات التي يتلقاها لينتج قرارات يتخذها الإنسان في تسيّر شؤون حياته المادية والمعنوية و الروحية و لهذا فان عملية التحليل للمعلومات و إعادة تركيبها هي حوار ذاتي داخلي و إن كانت العملية بحد ذاتها تقوم بها شبكات معقدة متداخلة في الدماغ إلا أنها في نفس الوقت هي عملية بسيطة يقوم بها العقل ليرشد الإنسان إلى قرارات يطبقها بشكل عملي .
    يحصل الإنسان على المعلومات بواسطة الحواس التي تنقل إلى دماغه ما يدور في محيطه حيث يلاحظ المخلوقات التي حوله من أشياء و حيوانات و نباتات ويرتب المعلومات بالدراسة المنهجية ليؤسس بينه و بينها علاقة تستند إلى قرار يتخذه العقل ليودعه في البصيرة التي بدورها ترشد الإنسان إلى حوار أعلى مع الذات من خلال جمالية ما يراه و ما يتحسسه في النبات و روعة و دقة ما يراه في الكون من أجرام سماوية و شمس ... قمر …نجوم ... الخ ومن خلال تراكم المعلومات ثم تحليلها و إعادة تركيبها مجددا يؤدي هذا إلى حوار أعلى ليصل العقل إلى قرارات منطقية.... تتميز بدقة القوانين المحيطة بالإنسان الواردة إليه من خلال المحاكاة بينه و بين محيطه والتي تدعوه إلى أن يسال .. من خلق هذه الأشياء و يتعمق الإنسان في التفكير في هذا السؤال من خلال عمليات التحليل و التركيب و التأمل و الملاحظة ليصل إلى الإله الذي خلق الإنسان وما حوله
    إذاً الله سبحانه و تعالى قد زود الإنسان بالعقل و دعاه لاستعماله و حمّله مسؤولية هذا الاستعمال بدقة الملاحظة و التأمل و التفكير حيث بين القران الكريم في آيات عديدة ورد فيها (( أفلا تعقلون )) منها :
    سورة المؤمنون الآية /80/ (( و هو الذي يحي و يميت و له اختلاف الليل و النهار أفلا تعقلون )) .
    سورة الأنبياء الآية /10/ (( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون )) .
    سورة هود الآية /51/ (( يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن اجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون )) .
    سورة الأنعام الآية /32/(( و ما الحياة الدنيا إلا لعب و لهو و للدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون )) .
    نأخذ مثالا على الحوار مع الذات سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما بدا الحوار بينه و بين محيطه من الأشياء فبدا يتأمل في السماء يريد الوصول إلى الحقيقة فرأى الكوكب في السماء فقال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين و بهذا نجد أن سيدنا إبراهيم عليه السلام كان قد جمع المعلومات و بدا بتحليلها و تركيبها ليصل إلى أن الكوكب هو ربه و لكن عندما جاءت المعلومة اللاحقة بان الكوكب قد أفل فان هذا الأفول ينفي صفة الإلوهية عنه فتأكد سيدنا إبراهيم أن هذا القرار خاطئ و أن عليه أن يزيد في التأمل و التفكير بدقة أعلى فنظر إلى القمر الذي كان بازغا في السماء و قال هذا ربي و طبعا قد اخذ هذه المعلومة بواسطة النظر و اتخذ القرار في بصيرته بان هذا ربه و لما جاءت معلومة الأفول فقد ألغت هذه المعلومة تلك الفكرة ليطلب منه العقل مزيدا من المعلومات ليرتقي في التأمل و التفكير لدرجة أعلى للوصول إلى الحقيقة و هنا بلغ العقل في تحليل و تركيب المعلومات إلى أقصاه ليتوصل غالى معلومة أساسية و هي أن يسال الإله أن يهديه لأنه خالق الكون و خالقه
    و نرى الحوار لدى سيدنا إبراهيم في سورة الأنعام (( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين /75/ فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين /76/ فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون /77/ ))
    صدق الله العظيم .
    من خلال هذه الآيات يتضح تماما حوار الإنسان مع الذات الذي يؤدي في نتيجته إلى طرح الخطأ والبحث عن الحقيقة بشكل مستمر ليرقى الإنسان إلى مستوى عال ويصل من خلاله إلى الهدف المنشود .
    و قد جاء جواب رب العاملين لسيدنا إبراهيم و هداه الصراط المستقيم وأصبح سيدنا إبراهيم هو أبو الأنبياء من خلال حواره مع الذات للوصول إلى الله .

    و هذه أعلى درجات الحوار مع الذات

    ثانيا : الإسلام يدعو إلى االحوارمع الآخر

    كل إنسان على هذه البسيطة يدرك أن ادم هو أبو البشر و أن حواء هي أم البشر فالإنسان الأول هو ادم عليه السلام و حواء زوجته وعندما خلقهما الله زودهما بالمنهج الرباني و هو غذاء للروح و أساس للتعامل مع الحياة على الأرض .
    و مع مرور الزمن و انتشار أبناء ادم في الأرض نسي البعض حظا مما ذكروا به من آبائهم و ذلك من خلال الظلم و الجشع الذي مارسه البعض البشرية و استبدل الحق بالباطل إلى أن ضل الإنسان ضلالا بعيدا
    فأرسل الله الأنبياء و الرسل بالمعلومات التي وضحت للإنسان بشكل جلي صاف نقي كل شيء يتعلق بالكون و الإنسان و النبات و المخلوقات الأخرى ليتزود الكانسان بهذه المعلومات و يرتفع بنفسه من خلال تطبيقها إلى الرقي و الحضارة ضمن منهج اخلاقي رفيع جعله الله شرعة للإنسان إذا طبقه بنى من خلاله حضارة إنسانية
    و لكن و إن تعددت الرسالات السماوية إلى الأرض آلا أنها في مضمونها و جوهرها واحد تطالب الإنسان و تدعوه إلى الحوار من اجل الرقي و بناء الحضارة لكن أين تكمن حضارة الإنسان ....؟؟!! إن حضارة الإنسان تكمن في التطبيق العملي للأسس العملية المنهجية الكامنة في بصيرته و التي حصل عليها نتيجة المعلومات الواردة إليه و التي قام بتحليلها و تركيبها و وضعها في بصيرته و نقلها إلى التطبيق العملي فلو سألنا مثلا ماذا يميز الإنسان السوي عن المنحرف لكان الجواب أن الإنسان السوي هو الذي عرف الخطأ من الصواب لكنه في الوقت ذاته أحجم عن تطبيق الخطأ و استمر في تطبيق الصواب قال الله تعالى في سورة الشمس ((/ قد افلح من زكاها /9/ و قد خاب من دساها/10/)) صدق الله العظيم .....
    و بالتالي فان الإنسان السوي هو الذي يبني حضارة الإنسان و هذه السوية قامت و تكرست و ترسخت في بصيرة الإنسان نتيجة المنهج الذي انتهجه بناء على المعلومات الربانية .
    لكن الرسالات السماوية المتعددة جاءت متوالية ما بين زمن و زمن و إن كانت تتعلق في الزمان و المكان الذي نزلت فيه إلى نبي معين اختصه الله بذلك من بني البشر ولكنها جاءت نقية واضحة إلى البشر عن طريق ذلك النبي أو الرسول ومع مرور الزمن و الصراع القائم بين الخير و الشر لدى الإنسان و تغليب فكرة الخطأ على فكرة الصواب و إخراجها إلى حيز التطبيق بدلا من منعها أدى إلى تكريس الخطأ على مر الأجيال فكانت الرسالة اللاحقة تأتي لتبين مضمون تلك الرسالة السابقة و تأتي برسالة أخرى ثابتة نقية طاهرة كمنهج يتلقاه الإنسان كمعلومات يراد التطبيق العملي الصحيح له ليرتقي الإنسان من خلال تطبيقه و يبني حضارة و يمتنع عن تطبيق الخطأ الذي يهدم إنسانيته بذاتها و لهذا فان الحوار مع الآخر كان الوسيلة الأمثل لبناء حضارة الإنسان .
    نأخذ مثالا على ذلك حوار الأنبياء عليهم السلام جميعا مع الناس حولهم من اجل إيصال المعلومات إلى عقولهم و هي الرسالة السماوية ليبدأ كل إنسان بذاته بالحوار الذاتي ما بين تلك المعلومات التي أتته و يتأمل ويفكر بشكل سليم بعيدا عن المؤثرات التي تؤثر على إرادته في التفكير الحر فينظر إلى نفسه و ينظر إلى ما حوله و يعيد التفكير مجددا بتلك المعلومات التي أتى بها الرسل و الأنبياء فقد ورد في سورة الغاشية (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت/17/و إلى السماء كيف رفعت /18/)) .
    و لهذا فان الله سبحانه و تعالى يدعونا إلى التفكير عن علم و معرفة و هذا هو الحوار مع الذات ثم الحوار مع الذي أضاع جزءاً أو كلا مما كان لديه من علم و معرفة و بهذا الصدد يقول الله سبحانه و تعالى (( هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب )) و يقول أيضا ((إنما يخشى الله من عباده العلماء و أن الله عزيز غفور )) العلماء الذين غاصوا في عمق الحوار إن كان مع الذات آو مع الآخر .
    و قد حثنا الله سبحانه و تعالى على الحوار الهادف و قد ورد ذلك في كثير من الآيات في القران الكريم التي ذكرت الحوار مع المشركين مثلا قال الله تعالى ((لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله))رغم أن هؤلاء المشركين كانوا يعبدون الأصنام تقربا إلى الله و إشراكا به لهذا فان الحوار يأتي لتبادل المعلومات و غربلتها و إزاحة ما هو خاطئ منها و استبدالها بمعلومات صحيحة التي هي خير للإنسان .
    لكن من شروط حوار الإنسان مع الإنسان أن يكون الحوار ذاته المقصود به سعادة الإنسان و رقيه و ليس الحصول على منفعة شخصية تجسد الظلم أو الجشع في نفس الإنسان فليس هناك من نبي حاور قومه و نقل الرسالة الإلهية غالى الإنسان الآخر من اجل منفعة شخصية لنفسه و إنما كان الهدف هو إنقاذ الإنسان و سموه و رقيه من خلال تطبيق المنهج الإلهي في الأرض و مثال ذلك النبي صالح و هود و غيره من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القران الكريم ((يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن اجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون)) و عندما جاء الرسول محمد عليه الصلاة و السلام برسالة القران الكريم قالوا لعمه (( إن كان يريد ملكا ...)) الخ الحديث
    و بالتالي فيتضح تماما أن الله سبحانه و تعالى يريد الخير للإنسان لأنه يحبه و زوده بنعمة العقل ثم بالمعلومات من اجل الحوار مع الذات و مع ما يحيط به من مخلوقات أخرى و مع الإنسان الآخر .
    نأخذ من التاريخ مثلا , سقراط و هو احد قادة الفكر و الفلسفة في عصره , عندما توصل إلى انه لا اله آلا اله واحد في السماء و واجه قومه بهذه الحقيقة وحاورهم بذلك, فأخذت ملك اليونان العزة بآلهته بدلا من الله رب العزة جل شأنه لأنه هناك في اليونان كانت آلهة متعددة فهناك آلهة الجمال و آلهة الحرب و آلهة الحب.... الخ فكيف سيتخلى الملك عن آلهة الحرب وهي ( كما يعتقد هو ) قد حقت له عدة انتصارات فأخذته العزة بالإثم و حكم على سقراط بالموت .
    يتضح الظلم و العزة للنفس و هي من دوافع التعصب الشخصية التي يحققها الإنسان على حساب الحق و الحقيقة المجردة .
    نأخذ مثالا آخر من حوار السيد المسيح عليه السلام مع حواريه حيث قال لهم (( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله و اشهد بانا مسلمون ..... ))ثم حواره مع الذين استبدلوا ألواح موسى عليه السلام بالتلمود تاركين الحكمة الإلهية التي نزلت بالألواح ليستعيضوا عنها بما كتبته أيديهم و أقلامهم حيث يقول لهم (( يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات و انتم الأشرار .... )) هذا ا لحوار و إن كان شديد اللهجة قوي المراس إلا انه صوت الحق ليسمع الآخرين المنهج الصحيح من اجل الإنسانية و القضاء على المعلومات الشريرة التي سيطرت على عقول الناس لتحقيق مصلحة شخصية أو منفعة ما تهدم المجتمع .

    وعندما جاءت رسالة الإسلام كشفت عن الأخطاء التي سيطرت على عقول الناس وتحولت إلى شرور بينهم و قدمت بدلا منها لهم المنهج الصحيح و دعت الإنسان إلى التطبيق العملي لهذا المنهج لبناء حضارة الإنسان من خلال سلوكه السلوك الصحيح وفقا للمنهج الرباني فقامت الحضارة الإسلامية التي وصلت غرباً إلى جبال البيرينه في فرنسا وشرقاً إلى الصين و من خلال دعوة الله سبحانه و تعالى إلى العلم و المعرفة من خلال تطبيق المنهج الرباني بشكل عملي في الحياة اليومية ازدهرت العلوم بكافة أنواعها و أشكالها في الطب و الهندسة و العلوم التطبيقية إلى أن بدأ يطغى الباطل على حقوق الإنسان العامة فتفككت الحضارة الإسلامية لأن بعض قياداتها قد تخلت عن المنهج الرباني و شذت عن طريقه .
    إن الغرب كان مليئا بالاستبداد و تنازعه الحروب و الفقر و يقسم الناس إلى طبقات و كما كان معروفا بعصر الظلمات فلم يكن هناك حقوق إلا حقوق الملك و النبلاء والدوق.....الخ أما غيرهم من البشر فلا حقوق لهم على الإطلاق........
    و نتيجة غزوات الغرب لأصقاع العالم للبحث عن المال و الذهب تنبه الغرب إلى العلوم التي كانت عند المسلمين فعندما غزا نابليون مصر قام بترجمة المنهج الإسلامي من نصوص قرآنية و أحاديث نبوية ليأخذ معه قانونا إلى فرنسا يختلف اختلافا جذريا عما كان سائدا في أوربا و أصبح القانون يسمى القانون المدني الفرنسي و هو مأخوذ كما أسلفنا عن الشريعة الإسلامية كما اخذ الانكليز عن المسلمين موضوع القياس و صاغوا طريقة أتباعهم للتطبيق القانوني على شاكلة القياس في الشريعة الإسلامية بالإضافة إلى ذلك فقد آمر نابليون بترجمة كافة العلوم الأخرى من طب و فلسفة و رياضيات ..... و سواها و التي وصل إليها العلماء المسلمين أمثال أبو بكر الرازي و الحسن البصري و ابن الهيثم و الإدريسي و الكثير من العلماء و سطعت شمس الحضارة الإسلامية على الغرب حيث بدؤا يدّرسون تلك العلوم لأبنائهم في جامعات الغرب و بناء عليها بدأت نهضتهم المدنية و بالتالي فإننا نجد أن الحضارة الإسلامية قدمت للعالم نماذج للعلاقات الإنسانية الرفيعة السامية و التي نهلها الغرب عن الحضارة الإسلامية أصلا و منها انبثق ما يسمى ميثاق الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و غيرها من المبادئ السامية العالمية .
    و الآن تطرح فكرة حوار الحضارات حيث الحضارة الإسلامية يطبقها الغرب بحذافيرها ما عدا المنهج المتعلق بالعبادة و بالتالي فهو حوار ما بين أئمة المسلمين و حضاراتهم هم إذ صاغها و استثمرها الغرب و أحسنوا استثمارها.
    لكن هناك فرق ما بين الحضارة و المدنية, فالحضارة تتضمن المدنية أما المدنية فلا تتضمن الحضارة ففي الغرب توجد مدنية تطورت لديها التكنولوجيا و هذا يختلف عن الحضارة التي هي بناء الإنسان و حضارة الإنسان تكمن في طريقة تفكيره و أسلوب عيشه و هذا يختلف عن التطور و التكنولوجيا إذ لا حوار بينهما لاختلاف الأسس التي تقوم عليها الحضارة و الأسس التي يقوم عليها التطور و التكنولوجيا.
    و أما حوار الأديان فهو الأساس و المدخل للتقارب و لطرح الأفكار الخاطئة لتحل محلها الأفكار الصحيحة و الحوار يبن الأديان فريضة مطلوبة حيث يقول الله سبحانه و تعالى (( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا ))
    و مما يؤكد على فريضة الحوار بين الإنسان و أخيه الإنسان أياً كان من اجل بناء الإنسان الحضاري السوي وفق العلم و المعرفة التي تلقاها من الله عن طريق الأنبياء و من خلال نعمة العقل في استكشاف القوانين و العلاقات ما بين الإنسان و الإنسان و الطبيعة و الكون
    قال الله تعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم )) .
    لتعارفوا أي لتتحاورا و يقدم كل جماعة للجماعة الأخرى ما لديهم من خير من اجل خير البشرية .
    وبالتالي فالإسلام يدعو إلى الحوار مع الآخر أفرادا و جماعات ودولا لبناء حضارة الإنسان
    الإسلام يدعو للسلام :
    يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء " الجار بالجنب " ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ظل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ".
    لم يقل الجار المسلم ولا المسيحي و لا اليهودي ولا البوذي ولا الملحد ، وإنما الجار دون النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه ... الخ .
    ثم الحديث النبوي الشريف : " لا يؤمن أحدكم حتى يأمن جاره بوائقه ، و البوائق ابتداء من الأذى حتى حدود الله " .
    وهذا الجار وان كان في المفهوم انه الفرد لكنه في المفهوم العام ينطبق على الجماعات والدول حتى يشمل العالم بأسره .
    وفي العصر الحديث ظهر مفهوم الاتفاقيات و المعاهدات الدولية و قد نص عليها القرآن الكريم في الآيات التالية :
    يقول الله تعالى في سورة المائدة : " يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود "
    و العقود مفردها العقد وهي في المفهوم الدولي الاتفاقيات التي تعاقدت عليها الدول المعنية في تلك الاتفاقيات .
    و يقول الله تعالى في سورة الإسراء :
    " و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا "
    و العهد في المفهوم الدولي هو المعاهدات الدولية ، وفي هذه الآيات تشديد على المسؤولية بالمعاهدات بين الدول و هذا يفرض على المسلم سلوك إلزامي بالمحافظة على تطبيق المعاهدات و انه مسؤول عن ذلك أمام الله ثم أمام الناس . وكل من ينقض العهد فهو ليس بمؤمن ودليل ذلك قول رسول الله " ص "
    آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان و إذا عاهد غدر .
    ولهذا فان التعاون الدولي مع الدول الإسلامية مريح تماما للدول الأخرى لان المعاهدات تقوم على مبدأ فيه رادع وهو العقوبة الإلهية ونفي الإيمان في حال نقض العهد ولهذا فان المحافظة على السلام و الدعوة إليه مستندها الحب لله و رسوله وطاعة الله و رسوله وفق المنهج الرباني لتنظيم شؤون الحياة للناس كافة على أسس الأمن والسلام .
    ومن هذا المنطلق يقول الله تعالى في سورة البقرة : " يا أيها الذين أمنوا ادخلوا في السلم كافة "
    لم يقل الله سبحانه أيها المسلم و لا أيها المسيحي ولا أيها اليهودي ولا أيها البوذي ولا أيها العربي ولا أيها الأوربي ولا أيها الأمريكي .. وإنما قال يا أيها الذين أمنوا أي أمنوا بمنهج الله سبحانه وتعالى فقد أمرهم أن يدخلوا في السلم كافة فيما بينهم من جهة وبين الناس جميعا .
    إذا الله سبحانه وتعالى يدعو الناس من خلال القرآن الكريم إلى السلام لان الله الذي خلق الإنسان فهو يحبه ويحب له السلام ويرفض أن يقتل أو يسفك دمه .. إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
    " ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا . ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا " هذا هو المنهج الإسلامي الذي التزم به الإسلام ودعا الله سبحانه وتعالى المؤمنين لكي ينشروا السلام في العالم .
    والآية الأخرى التي تدعوا للسلام : " فان جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله "
    الله من خلال المنهج الإسلامي يدعو إلى السلام و يحث المسلمين على الدعوة إلى السلام فإذا وقع اعتداء أو خيانة على المسلمين وجب على المسلمين الجهاد فان طلب الخصم السلم وجب على المسلمين الاستجابة لذلك و ينتهي القتال من خلال معاهدات أو اتفاقيات تؤدي إلى السلام . مثال ذلك : الحرب الاريترية الأثيوبية حيث تم حل الخلاف بالطرق السلمية . لكن لا يجوز أبدا التنازل عن شبر من ارض المسلمين للغير ولا يجوز التنازل عن أي ارض لغير المسلمين ولكنها في دولة مسلمة فلا يجوز التنازل عن كنيسة المهد لأي دولة أخرى ولا يجوز أبدا القبول بالتنازل عن أراضي الكنائس التي تعطى لليهود في فلسطين ولا يجوز أبدا القبول بالاستيلاء على أراضي الكنائس و المساجد في فلسطين أو أي بقعة ضمن حدود الدولة الإسلامية .
    ولهذا : فان اتفاقية كمب ديفيد باطلة بطلانا مطلقا وفق الشرع الإسلامي لأنها قامت على الاعتراف بشرعية كيان غاصب لأرض المسلمين ، فهي اتفاقية لا تمت للشرع الإسلامي بأي صفة و هي ساقطة .
    كما أن اتفاقية 17 أيار ساقطة شرعا و اتفاقية الأردن و إسرائيل ساقطة شرعا و اتفاقية أوسلو وخارطة الطريق و غيرها من الاتفاقيات مع الكيان الغاصب ساقطة و لا مستند لها في الشرع الإسلامي ولا يمكن أن يقبل بها أي مسلم لأنها تتنافى مع الأسس و المبادئ الإسلامية حتى يتم تحرير الأرض واستعادتها عندئذ تكون الاتفاقيات و المعاهدات جائزة وفق الشرع.
    من هذا المنطلق هناك حربا على الإسلام كمبادئ لإفراغه من أسسه وهناك حربا على المسلمين لإفراغ تلك المبادئ من ضمائرهم ووجدانهم وإيمانهم بكتاب الله وسنة رسول الله و ذلك حتى يتمكن الغاصب من الاستيلاء على الأرض ويضمن انه لن يكون هناك جيل يطبق الشريعة الإسلامية ويحرر الأرض لإقامة السلام على أسسه العادلة .
    ولهذا فان الإسلام لا يدعو إلى الاستسلام و إنما يدعو إلى السلام العادل .
    من خلال البحث نجد أن الحوار مع الذات هو الحرية المطلقة في اتخاذ القرار ثم التعبير عنه للأخر وهو الحوار مع الأخر، و الحوار مع الأخر يؤدي إلى كشف الحقائق وإزالة الافتراءات و الوصول إلى أهداف إنسانية أفضل للرقي الإنساني و الحضارة الإنسانية و بدوره يؤدي إلى السلام العالمي .
    وختاما أكرر قوله تعالى : " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم " . صدق الله العظيم

    والسلام عليكم المحامي الدكتور رفعت مصطفى


  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    08/06/2009
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الإسلام يدعو إلى الحوار والتعارف والسلام

    ادعو الجهابذة للرد او النقد وادعو القارئ الى تقييم الموضوع


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/04/2009
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الإسلام يدعو إلى الحوار والتعارف والسلام

    استاذي الدكتور رفعت مصطفي
    لقد استوفى مقالك كل المعلومات والحقائق التي ينبغى ان تكون نبراسا لنا في هذه الحياه
    فالحوار المنبثق من التحليل المنطقى للحقائق هو الطريق الصحيح للوصول الى الحضاره التي نريدها

    ففي بداية حياتي العمليه كنت اجد نجاحي في تحليل الارقام للوصول الى القرارت الماليه لتحقيق الربح بأقل التكاليف ثم بدأ عملي يؤثر على حياتي الاجتماعيه فأصبحت لا أتخذ قرارا الا بعد جمع المعلومات وتحليها

    ثم كان التحول الكبير عندما سمعت بحوار الاديان فأصبحت اهتم بقراءة القران وتفسيره والرجوع الى المراجع اللازمه وكانت هذه الفتره من امتع الفترات ووجدت نفسي استطيع ان اناقش في كثر من الا مور
    على اساس عقلاني

    ولكني لن استطيع ان اكتب مقال بجمال واقناع مقالك لذا ارجو ان تسمح لي بارسال مقالك الى بعض صديقاتي في استراليا من الجاليات الاسلاميه والعربيه الذين يساهمون في ندوات حوار الاديان


  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    05/04/2009
    المشاركات
    107
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الإسلام يدعو إلى الحوار والتعارف والسلام

    استاذى الاستاذ عامر العظم
    في ضوء مقال الاستاذ رفعت مصطفى ما رأيك لو استبدلت كلمة مكافحة بكلمة حوار فربما تحول هؤلاء التنابل الى القوه
    التي نصبو اليها في البناء
    عفوا لست املك قدرتك في التعبير ولكنه مجرد خاطر


  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    08/06/2009
    المشاركات
    240
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الإسلام يدعو إلى الحوار والتعارف والسلام

    هذا المقال ارجو ان ترسليه لكل انسان تعريفنه من اجل المعرفة لكل الناس ايا كان دينهم
    لك كل الاحترام اخت باسمة


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •