رحم الله صديقي، كان أباً، وصديقاً، علمني أن بحر الحياة متعدد الأمواج ،
وأنّ صديق الأمس ليس بالضرورة أن يكون صديق الغد،
علمني أنّ الحياة حكاية نمشي في مدرات حيرتها ونبقى في حيرة لا يتبدّد ضبابها إلا عندما نلتقي بذلك الإنسان في داخلنا..
رحل عني روحاً وبقي منه وثن،
كلما نظرت إلى عينيه وجدت رحيلاً، وجدتُ زمناً قد انتهى .
قد ولّى زمان البراءة الأولى يا أبي، يا صديقي الأول في عالم الروح،
رحلت تاركاً وردةً في غابة تناجي فيضاً من نورٍ،
رحلت عن عالمي بعد أن لوّنوا لوحتي بالأسود، وخطفوا بريق توهّجي،
لماذا؟ ..
لماذا سمحت لهم بأن يسرقوا مني عقد اللؤلؤ الذي في ذاك الخريف أهديتني؟
سيبقى في وردة الغابة إخلاص لتلك الأيّام..
وسأكبر غداً، سأكبر..
صدقني يا أبي.
المفضلات