(41)
فإذا كان النبيذ الذى تشربه , و الشفة التى تقبلها
ينتهيان إلى التحقق الذى تصل إليه هذه البدايات
فاعلم أنك فى يومك هذا مثلما كنت فى أمسك
و أنك لن تكون فى حالة أقل من هذه غدا
(42)
من أجل رشفة الصباح من الخمر السماوية
ترفع زهرة الخزامى رأسها من الأرض إلى الأعالى
هل تكرس نفسك لتفعل نفس الشىء
حتى تردك السماء للأرض كالطأس الخاوية؟
(43)
حين يجىء ملاك الشراب الشديد السواد
و يلقاك فى آخر المطاف على حافة النهر
لا ترتعد حين يقدم كأسه اليك
و يدعو روحك للصعود الى سفتيك لتجرعها
(44)
لو تستطيع الروح أن تطيح بالرماد
عارية تظفو على نسيم السماء
أليس مهينا لها...
أن تبقى مشلولة فى طين هذا البناء
(45)
ليست الروح سوى خيمة يقضى فبها يوم راحته الوحيد
لقد نودى على السلطان ليذهب الى مملكة الموتى
يستيقظ السلطان , و الفراش الأسود يضرب بجناحيه
و يجهز الخيمة لضيف آخر
(46)
لا تخش ان ينتهى حظك فى هذا الوجود و حظى
و ان هذه الحياة لن ترى لنا شبيها أبدا
لقد صب الساقى الأبدى من ذلك الوعاء
ملايين الفقاعات التى تشبهنا , و سوف يصب المزيد
(47)
عندما نصبح انت و انا خلف الستار
سيبقى هذا العالم زمنا طويلا طويلا بعدنا
ما الذى من مجيئنا الى رحيلنا يبقيه؟
هل يمسك البحر فقاعة قذفتها الرياح؟
(48)
لحظة من التوقف , تذوق عابر
لكيان من الجمال بين اليباب
واعجبا , لقد وصلت القافلة الخرافية
لم يخرج منها سوى العدم ,آه ,فلتسرع الخطى
(49)
يا من تسرف فى الثرثرة عن الوجود
عن جوهر السر فيه , أيها الصديق
ربما هى شعرة تفصل بين الحق و الباطل
فعلام يا ترى , تقوك هذه الحياة؟
(50)
ربما شعرة تفصل بين الكذب و الحقيقة
نعم و قد يكون حرف الألف وحده مفتاح الطريق
الى بيت الكنز , لو استطعت العثور عليه
و قد تقودك الصدفة أيضا الى رب البيت