|
|
|
|
(21)
اه أيها الحبيب , إملأ الكأس التى تطهر يومنا
من ندم الماضى ومن مخاوف المستقبل
أتقول غدا؟ ربما أكون عندما يأتى غدى
مع الذين رحلوا من سبعة آلاف سنة
(22)
أحببنا من الناس أجملهم و أفضلهم
أولئك الذين شقوا طريقهم فى الزمن الذى يجرى من أعمارهم
شربوا كأسهم فى دورة أو دورتين من قبل
ثم مضوا واحدا بعد الآخر صامتين , الى الراحة الأبدية
(23)
نحن الذين نمرح الأن فى هذه الحجرة
لقد رحلوا عنها بينما الصيف يتشح بأزهاره الجديدة
لابد أن نهبط بأنفسنا تحت حشية الأرض
لنصنع من أنفسنا حشية أخرى , لكن لمن ؟
(24)
اه , فلنبذل أقصى ما يمكننا الأن
قبل أن نهبط معا تحت التراب
تراب يدخل فى التراب, لينام تحت التراب
بلا نبيذ , بلا أغنية ,بلا مغنى ,بلا نهاية
(25)
الأمر سيان لمن يعدون أنفسهم لهذا اليوم
و من يتطلعون الى ما بعد غد
ها هو المؤذن من برج الظلام, يصيح:
أيها الأغبياء , ليس لكم هنا جزاء , و لا هناك
(26)
لماذا , كل أولئك القديسين و الحكماء الذين ناقشوا
أمور الدنيا و الآخرة بكل حكمة , طوردوا
كأنهم أنبياء مزيفون , بعثرت كلماتهم باحتقار
و أغلقت أفواههم بالتراب؟
(27)
حينما كنت صغيرا , مارست أحيانا بشغف
دور الحكيم و دور القديس , و سمعت كثيرا من النقاش
حول ذلك , لكن المسألة الأهم أننى
خرجت من نفس الباب الذى منه دخلت!
(28)
سقيت معهم بذرة الحكمة
و رعيتها بيدى هاتين حتى تنمو
و ها هو الحصاد كله الذى جنيت
" كالماء جئت , كالريح أمضى "
(29)
جئت للعالم لا أدرى لماذا أو من أين جئت
كالماء أجرى شئت أم أبيت
و سأمضى عنه كالريح من الأرض اليباب
طائعا أو مكرها , دون أن أدرى إلى أين الرحيل
(30)
لماذا عجلوا بمجيئى ها هنا دون سؤال ؟
من أين جئت , و إلى اين سأمضى مسرعا دون سؤال؟
أعطنى الكثير من كئوس هذى الخمرة المحرمة
لابد أن أغرق ذكرايات هذا الهوان |
|
|
|
|
المفضلات