هل تمثل نفسك حتى تمثل بلدك؟!
أصدم كثيرا عندما أرى أناسا يتحدثون وكأنهم ممثلين أو سفراء أو ناطقين رسميين لبلدانهم..يختصرون شعبا وتاريخا بشخصهم الهزيل! إن كان هذا الشخص، ذكرا وأنثى، لا يمثل نفسه أو أسرته أو عائلته أو قريته أو مدينته، فكيف يتنطع للحديث عن بلد بكافة تياراته واتجاهاته وشرائحه ومستوياته!
ترى شخصا لا يستطيع أن يؤثر أو يدير حياته الشخصية أو المهنية، أو ترى زوجته هي الآمر الناهي، ويأتيك ليتحدث بمراجل فارغة عن بلده!
ترى شخصا سيء الخلق، جاهلا متعصبا، أو بذيئا ولا أدري كيف يكون سيء الخلق ممثلا لبلد وتاريخ وشعب وحضارة!
ترى شخصا لا يقوم بعمله، ويكذب ويغش ويخون الأمانة، ولا يصدق ولا يلتزم بكلمته، ولا يحسن إلى جيرانه، ولا يصل أرحامه يتحدث عن بلد بأكمله وكأنه الممثل الشخصي والوحيد!
أقول لزوجتي ولمعارفي كثيرا…
لا أستطيع أن أتحدث باسم أي شخص آخر إن لم أكن أولا رجلا (بالمعنى الحقيقي للرجولة) في بيتي وأمثل أسرتي خير تمثيل، ثم أنتقل لأسعى لتمثيل عائلتي الأكبر، وإن اقتنعت بي، انتقل إلى تمثيل قريتي أو مدينتي، وهكذا دواليك..
الممثل أو السفير الحضاري هو الذي يعطي (ولا يمثل) صورة حضارية عن نفسه أولا، ثم عن بلده!!
المفضلات