مجتمع يتفرج على الرياضة ولا يمارسها
بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
تشكل الرياضة في الحياة اليومية جانبا مهما باعتبار أن الرياضة عنصر من عناصر الإعداد البدني والذهني والنفسي للفرد وأن حسن الأداء في العمل لابد أن يأتي من إنسان لائق بدنياً وذهنياً وهو ما تحققه الرياضة ، عملا بمقولة العقل السليم في الجسم السليم،
إننا مجتمع يتفرج على الرياضة ولا يمارسها.. هذه العبارة التي لا أدري من أول من أطلقها تختصر كل الاجتهادات حول أسباب موقعنا من المقولة لذي لا وجود له على الخريطة .
مما لا شك فيه أن الرياضة هامة ومفيدة جداً للمحافظة على الصحة العامة للإنسان، للوقاية من الأمراض، وهي تعتبر سلاح فتاك وقوي في المعركة اليومية ضد الزكام والأنفلونزا والسكري والأمراض الأخرى الخطيرة، ولذلك فدائماً ينصح بها الأطباء.
فالدراسات والأبحاث تجزم بما لايدع مجالا للشك بتحسن الحال البدنية والنفسية لممارسي الرياضة. وهي ذات فوائد عظيمة لعضلة القلب وخاصة الرياضات التي تستخدم العضلات الكبيرة مثل الساعدين والرجلين والبطن والظهر وهي بدورها تحتاج إلى كميات كبيرة من الدم، ويقوم القلب بتلبية تلك الاحتياجات، مما له الأثر الكبير في تحسين كفاءة الجهاز الدوري والتنفسي.
وزيادة كفاءة عضلة القلب. إذن هناك علاقة مباشرة ومتصلة بين الرياضة وكفاءة عضلة القلب، كذلك العلاقة مباشرة بين ممارسة الرياضة ومرونة الجسم فالعضلات والأوتار والأربطة المحيطة بتلك العضلات وكذلك مفاصل الجسم تصاب بأمراض عديدة كالتصلبات وعدم الاستجابة الكاملة لأوامر العقل إذا أهملنا وفرضنا عليها الخمول والكسل. لكن ممارسة الرياضة ترفع كفاءة الأربطة والأوتار.
وكما أن للكالسيوم فائدته العظيمة للعظام، كذلك الرياضة لها أثر عظيم في التمتع بعظام صلبة ذات كثافة عالية يعتمد عليها الإنسان في الشيخوخة.
كذلك للرياضة أثرها الايجابي على المخ حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الحالة النفسية الايجابية التي تلي التمارين الرياضية تحدث نتيجة أن النشاط الرياضي يساعد على إفراز هرمون الاندروفين المشابه لمادة المورفين والذي يؤدي إفرازه إلى الشعور بالراحة والسعادة والتخل من التوتر والقلق، كما تؤدي الرياضة الى تجديد النشاط الذهني لممارسي الرياضة وذلك عن طريق تحسين الدورة الدموية ووصول الدم بكميات كافية الى المخ.
الرياضة المعتدلة تعمل على بناء جهاز المناعة ومقاومة فيروسات البرد والأنفلونزا بينما الإفراط فيها يؤدي الى عجز الجسم على مواجهة تلك الفيروسات، وذلك حسب الدراسات التي أجريت.
المفضلات