السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى في الشعراء

{ فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ }94

ما الكبكبة ؟؟

هل هي تكرار الكبّ كما قال الزمخشري رحمه الله "

(والكبكبة: تكرير الكب، جعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى، كأنه إذا ألقى في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقرّ في قعرها، اللهم أجرنا منها يا خير مستجار )

أو هل هي كما قال ابن عطيّة فيها "

( ثم أخبر عن حال يوم القيامة من أن الأصنام تكبكب في النار أي تلقى كبة واحدة ووصل بها ضمير من يعقل من حيث ذكرت بعبادة، وكانت يسند إليها فعل من يعقل، وقيل الضمير في قوله { هم } للكفار، و { الغاوون } الشياطين، و " كبكب " مضاعف من كب هذا قول الجمهور وهو الصحيح لأن معناها واحد، والتضعيف في الفعل بين مثل صر وصرصر )

طيب

أنا لا أجد قول ابن عطيّة مشابها لقول الزمخشري ---فلماذا يا ترى اعتبر ه السمين الحلبي في الدرّ المصون يشبهه ؟؟

قال رحمه الله


(قوله: { فَكُبْكِبُواْ }: أي: أُلْقُوا، وقُلِبَ بعضُهم/ على بعض. قال الزمخشري: " الكَبْكَبَةُ تكريرُ الكَبِّ. جَعَلَ التكريرَ في اللفظِ دليلاً على التكريرِ في المعنىٰ ". وقال ابن عطية نحواً منه، قال: " وهو الصحيحُ لأنَّ تكريرَ الفعلِ بَيِّنٌ نحو: صَرَّ وصَرصَرَ ")

فابن عطيّة يعتبر الكبكبة والكب إلقاء لمرة واحدة --

بينما الزمخشري يعتبر الكبكبة تكرار الإلقاء --

والرأيان مختلفان --

والنقطة الأخرى هي أنّ الذين كبكبوا في النّار الأصنام --ووصل ب "كبكبوا" ضمير الجماعة لأنّ الأصنام كانت تعامل معاملة العقلاء --على هذا فليس في تكرار الكبّ للجمادات زيادة عذاب--

ونحن نميل بناء على كلّ ما سبق إلى أخذ رأي ابن عطيّة --بكون الكبكبة والكبّ بمعنى واحد

قال الحلبي

(. وفي مثل هذا البناءِ ثلاثةُ مذاهبَ، أحدها: هذا. والثاني: ـ وهو مذهبُ البصريين ـ أنَّ الحروفَ كلَّها أصولٌ. والثالث ـ وهو قول الكوفيين ـ أنَّ الثالثَ مُبْدَلٌِ من مثلِ الثاني، فأصل كَبْكَبَ: كَبَّبَ بثلاثِ باءات. ومثلُه: لَمْلَمَ وكَفْكَفَ. هذا إذا صَحَّ المعنى بسقوطِ الثالث. فأمَّا إذا لم يَصِحَّ المعنى بسقوطِه كانَتْ كلُّها أصولاً من غيرِ خلافٍ نحو: سِمسِم وخِمْخِم.)

ونسألكم --

تحت أي مذهب منها ينضوي قول ابن عطيّة ؟؟
__________________
http://www.attaweel.com/vb/