آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 21

الموضوع: تدبر جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الجنة والنار وما حولهما

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي تدبر جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الجنة والنار وما حولهما

    عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    تفصيل الأحزمة الحلقية التسعة في الآخرة
    : (3) في الجنة و(3) في النار، و(3) خارج النار منها موقف الحساب
    الحزام في الأرض يكون بين خطي عرض وعرض يلف الأرض كلها ومثلها في الجنة.

    تنزيل الموضوع كاملاً سيأخذ وقتًا طويلاً
    وهو يعرض بطريقة لم يتكلم به أحد من قبل
    وفيها حل لملابسات عديدة بسبب عدم الرؤية التفصيلة لحقيقة الوضع يوم القيامة


    وقد اكتمل التنزيل بحمد الله

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/01/2019 الساعة 07:22 PM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الجنة والنار وما حولهما

    يوم القيامة تفقد الأرض قمرها الوحيد الذي يدور حولها،

    وذلك أن جاذبية الأرض تضعف كثيرًا، فيقل وزن كل ما عليها كثيرا؛
    : { يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ {8} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ {9} المعارج.
    : { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ {4} وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ {5} القارعة.
    وذلك بسبب مدها وتباعد أجزائها، فتنخفض كثافتها وتضعف جاذبيتها.
    : {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ {3} وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ {4} وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ {5} الانشقاق.
    فإذا كان هذا حال ما على الأرض، فكيف بالبعيد الممسوك بجاذبية الأرض،
    عند ذلك يأخذ القمر مدارًا أبعد وأبعد حتى يخسف ويختفي عن العيون،
    لأن القمر يدور في مدار منحنٍ تتعادل فيه قوة اندفاعه وقوة جذب الأرض له.
    وفي مداره الجديد والبعيد عن الأرض، تكون جاذبية الشمس له أقوى من جاذبية الأرض، فتجذبه إليها، فيجمع الشمس والقمر؛
    : { فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ {7} وَخَسَفَ الْقَمَرُ {8} وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ {9} القمر.
    فإذا كان هذا مصير القمر الذي انقطعت علاقته في الأرض، فكان مصيره في الشمس المحرقة،
    فكيف الحال مع الإنسان الذي انقطعت صلته بالحياة الدنيا، والساعة تقوم على شرار الناس؛
    : {يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ {10}كَلَّا لَا وَزَرَ {11} القمر ...
    لا مفر للإنسان ولا ملجأ يومئذ من الحساب والعقاب..
    بغياب القمر ودورانه حول الأرض ...
    يكون قد انفتح الطريق لاقتراب جُرم الجنة من الأرض والتحامه بها.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/01/2019 الساعة 07:21 PM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    يكون قد انفتح الطريق لاقتراب جُرم الجنة من الأرض والتحامه بها.

    فقد رأينا في الفضاء البعيد التحام نجوم مع بعضها،
    وبفعل أيدينا قمنا بإلحاق أقمار صناعية ببعضها في محطة الفضاء..
    فهل نستبعد التحام جرم الجنة بجرم الأرض، والفعل لله ؟!!
    : { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ {90} الشعراء.
    الجنة ليست بعيدة جدًا عن الأرض؛
    فإن كانت بيننا وبين الشمس فهي كالقمر ليلة المحاق، لا يمكن رؤيتها،
    وإن كانت في مدار أبعد من الأرض عن الشمس، فلا يمكن رؤيتها؛
    لأن شدة خضرتها تجعلها سوداء يصعب رؤيتها،
    وكذلك الحال لو كانت الشمس بينهما؛
    انظر إلى وصف أدنى الجنة (جنة أصحاب اليمين) من أعلى الجنة (جنة المقربين)
    : {وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ {62} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {63} مُدْهَامَّتَانِ {64} الرحمن.
    مداهمتان أي سوداوان من شدة الخضرة، هذا من نظرة غير بعيد عنهما؛
    فكيف إذا كانت في بعد كبير لا يعلمه إلا الله تعالى.


  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    نبدأ بالحديث عن أحزمة الجنة الثلاثة،
    ابتداء من الأعلى إلى الأسفل
    الحزام الحلقي الأول : حزام المقربين

    وهذا الحزام يحيط بقمة الجنة التي ينبع منها أنهار الجنة وهم أقرب من يكون لقمتها.
    وهذا الحزام أضيق الأحزمة، لأن قمة الجنة هي المركز، والأقرب من المركز يكون الأضيق،
    والأبعد يكون الأوسع لطول محيطه،
    والمقربون نسبتهم قليلة من بين أصحاب الجنة.
    : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {46} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {47} ذَوَاتَا أَفْنَانٍ {48} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {49} فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ {50} الرحمن.
    النظرة إلى أعلى؛ إلى الأفناء، والعينان اللتان تجريان يأتيان من مكان أعلى إلى أن وصلهم حيث هم.
    فجنتهم محيطة بقمة الجنة. وقد تتفاوت منازلهم؛ وإن عدوا جميعًا من المقربين؛
    لأن في الجنة مائة منزلة (كما في الحديث)، موزعة منازلها على المقربين وأصحاب اليمين.
    فمنازلهم هي الأعلى والأفضل من بين منازل الجنة .


  5. #5
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الحزام الحلقي الثاني : حزام أصحاب اليمين

    وهذا حزام أوسع من السابق، ونازليه أكثر عددًا، وأخفض مكانة في الجنة،
    وهو أبعد عن مركز الجنة وقمتها، وأقرب إلى النار.
    ويحيط بهذين الحزامين السور الذي يضرب بين الجنة والنار،
    فالجنة داخل السور، والنار من خارجه؛
    : { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ {13} الحديد.
    والماء في جنة المقربين متدفقة لأنها الأقرب إلى منابع أنهار الجنة، والماء في جنات أصحاب اليمين وآخر منازلها مسكوب؛
    : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ {27} فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ {28} وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ {29} وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ {30} وَمَاء مَّسْكُوبٍ {31} الواقعة.
    إذا لو ظل الماء بقوة اندفاعه من جنة المقربين إلى جنات أصحاب اليمين، لفاض على النار وانتفع به أصحاب النار.
    وعرفتنا الآيات أن جنة أصحاب اليمين أكثر دفئًا وحرارة من جنة المقربين؛ لذكر السدر المخضود، والطلح المنضود، والنخل، وكلها من أشجار المناطق الحارة، ووجود الظل الممدود الذي يوحي بالحماية من الحر، والماء المسكوب الذي يلطف الجو، هذه الأشجار من الشجر الكثير الثمر، ويصلح لكثرة أصحاب اليمين.
    ومنازل جنات أصحاب اليمين متفاوتة أيضًا، فمنها الأرقرب إلى النار وأكثر انخفاضًا،
    ومنها الأبعد والأكثر ارتفاعًا مما دونها .. ولذلك ذكر الرمان بعد ذكر النخيل في مرور المقربين عليها، فرأوا أنواعًا من الفاكهة فيها ولم يروا كل ما فيها من الفاكهة؛
    والعيون فيها فوارة نضاخة، لارتفاع مصدرها القادم من أعلى الجنة؛
    : { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ {62} ... {63} مُدْهَامَّتَانِ {64} ... {65} فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ {66} ... {67} فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ {68} الرحمن.


  6. #6
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الحزام الحلقي الثالث : حزام الانتظار خلف أبواب الجنة

    يحبس المؤمنون الناجون من النار خلف السور الذي يضرب بين الجنة والنار،
    حتى يجتمعوا قبل الإذن بفتح أبواب الجنة.
    فأهل النار لما يأتوها تفتح لهم أبوابها فيدخلوها مباشرة،
    : {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا {71} الزمر
    أما أهل الجنة فينتظرون طويلا خلف الأبواب حتى تفتح أبوابها ويؤذن لهم في ذخولها،
    فجيء بالواو الفاصلة "وفتحت" لأجل ذلك؛
    : {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا {73} الزمر
    وفي هذا الحزام مأمن من النار، لأنه أعلى من النار، وأخفض من حزام أصحاب اليمين.
    وسمي هذا الحزام الذي يحشر عليه أصحاب الجنة في الحديث "قنطرة" لارتفاعه عن النار.
    وفيه حوض النبي صلى الله عليه وسلـم الذي يصب فيه ميزابان من الجنة،
    قد يكون أحدهما يصب ماء والآخر لبنًا يصبرا الناس حتى يكتمل اجتماعهم،
    قبل فتح أبواب الجنة لهم.
    وحشر الناس خلف السور لا يكون حول السور كاملاً
    لأن في حديث الشفاعة لدخول الجنة؛ يقال للنبي صلى الله عليه وسلم :
    ادخل أنت وأمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في بقية الأبواب،
    أما السور فهو محيط بكل الجنة من دلالة اسمه ولقول تعالى :
    {فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ {13} الحديد.
    وكونه فيه باب دال على أنه ليس كل من في النار مخلدًا فيها،
    لأنه لا يجعل باب بلى استعمال، وإلا كان السور مصمتًا

    وقد يكون هذا السور المضروب سور آخر والقنطرة بينهما؛
    لأن فيه باب واحد، والأبواب التي يدخل منها أصحاب الجنة ثمانية .

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 27/06/2018 الساعة 09:52 PM

  7. #7
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    حوض النبي صلى الله عليه وسلم

    وأول من يتعدى النار ويصل إلى هذا الحزام، هو النبي عليه الصلاة والسلام،
    ثم يستقبل وفود الواصلين من أصحابه وأصحاب الجنة.
    وأرض هذا الحزام لا تمسك ماء، فبني لأجل ذلك الحوض لحفظ الماء من تسربه وجمعه فيه،
    ولماذا سمي هذا الحوض باسم النبي صلى الله عليه وسلـم ؟
    لأن كل أمة محمد صلى الله عليه وسلـم في شوق للنبي،
    ومن لم يقدر لهم أن يكون معه في حياته الدنيا ومن أصحابه،
    فهل يحرم من رؤيته ومقابلته في الآخرة، وزيارته فيها؟!
    وأهل المنازل الدنيا لا يكتب لهم الانتقال من منازلهم إلى أعلى الجنة لزيارة النبي عليه الصلاة والسلام حيث يكون في أعلاها،
    لأنهم لو اطلعوا على النعيم الزائد عند المقربين، والمنازل العليا لمنازلهم،
    لظلوا في حسرة لحرمانهم من هذه الزيادة، والإنسان لا يشبع من خير يعرفه.
    فالجهل به خير من الاطلاع عليه، فتبقى النفس في رضاها غير ساخطة على تقصيرها فحرمها من بلوغ تلك المنازل..
    فيزور المؤمنون النبي في هذا الحزام على حوضه، ويسلمون عليه، ويشربون من حوضه.
    فيغنيهم ذلك على زيارته في داخل الجنة، والسعيد من اقتربت منزلته من منزلة النبي عليه الصلاة والسلام داخل الجنة.
    فطول الإقامة لا يساويها الزيارة


  8. #8
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    استبشار الشهداء بمن لم يلحق بهم

    ومن أوائل الواصلين بعد النبي هم الشهداء، فبعد الفرحة بتعدي النار والنجاة منها، يتشوقون لنجاة من خلفهم، والذي ضحوا بأنفسهم لأجل أن يكونوا عبادًا لله، فينالوا الفوز بالجنة والنجاة من النار والعذاب؛
    : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (هذا مصيرهم عند الله) {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} آل عمران.
    كان الكفار يرون أن بالموت ينتهي التمتع في الحياة، فهم لا يؤمنون بالحياة الآخرة
    ومن يضحي بنفسه في القتال، فيقتل فقد حرم نفسه من متعة الحياة التي ليس بعدها متعة
    فكان الرد عليهم من الله تعالى؛ أن الذين يقتلون في سبيل الله هم أحياء عند الله، فهذا مصيرهم عند الله
    {قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار)
    والحي هو من ملك القدرة أن يفعل لنفسه أو لغيره ما يشاء ، فيجلب لها الخير ويدفع عنها الشر،
    والحياة في الآخرة هي لأصحاب الجنة فقط .
    أما أصحاب النار فلا هم أحياء يدفعوا عن أنفسهم العذاب ويجلبوا لها الخير، ولا هم أموات فيرتاحوا من العذاب
    : {إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى {74} طه
    : { وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى {11} الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى {12} ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى {13} الأعلى


  9. #9
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    وفي هذا الحزام يعرق الناس لأنهم مكشوفون بلا ظل،
    وعرقهم ينزل أربعين ذراعًا في أرضه،
    ودلنا ذلك على أن ماء الحميم في النار هو من تسرب بقية الماء النازل من الجنة،
    كالنازل من الميزابان،
    فيتسرب إلى قعر جهنم،
    ثم يخرج حميمًا حارًا في قعرها
    يشوي الوجوه. وفيه ينبت شجر الزقوم.


  10. #10
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    المقام المحمود


    : {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا {79} الإسراء
    لما يطول الموقف في هذا الحزام يذهب الناجين من النار للأنبياء يسألوهم الشفاعة عند الله ليؤذن لهم بدخول الجنة،
    فيبدؤون بآدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى عليهم الصلاة والسلام، فيعتذرون لذنوب وقعت منهم،
    ثم يذهبون إلى عيسى عليه السلام، فلا يعتذر، ولكن يقول لهم: اذهبوا إلى محمد،
    فيتشفع لهم عليه الصلاة والسلام عند الله تعالى،
    فيقال له: أدخل أنت وأمتك من الباب الأيمن وهم شركاء الناس في بقية الأبواب.
    وهذه الشفاعة هي التي أراحت الناس من الانتظار، وفتحت لهم أبواب الجنة،
    فيحمد أهل الجنة جميعًا بلا استثناء النبي عليه الصلاة والسلام،
    وهذا المقام هو المقام المحمود الذي لا ينبغي إلا لواحد فقط،
    فكان محمد عليه الصلاة والسلام هو صاحب هذا المقام.

    وهذا الحزام ليس كالمنازل في حزام المقربين وأصحاب اليمين،
    ولكن المؤمنين هم فيه في أمان، ويرزقون فيها رزقًا طيبًا من ماء حوض النبي عليه الصلاة والسلام ..
    ومرور أهل الجنة يبدأ بالمرور من الحزام الثالث؛ حزام الحشر خلف الأبواب،
    إلى الحزام الثاني؛ حزام جنات أصحاب اليمين،
    ثم الارتقاء للحزام الأول؛ حزام جنات المقربين، لمن كان هو من أصحابها فقط،
    ونسأل الله تعالى فضله فيجعلنا منهم.


  11. #11
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    أحزمة النار الثلاثة
    وفي جهنم ثلاثة أحزمة ؛ من الداخل للخارج؛
    حزام الزقوم والحميم ، حزام الهبوط والصعود، حزام الجحيم


    الحزام الحلقي الأول في النار : حزام الزقوم والحميم

    وهو الأقرب من الجنة والأبعد عن موقف الحساب.
    وهو خارج السور المضروب حول الجنة، والذي يفصل النار على الجنة،
    والسور ضرب لمنع المعذبين في نار جهنم من الدخول للجنة، ويخفي نعيم الجنة عنهم،
    حتى الرؤية لنعيم الجنة محرم عليهم، هم يعرفون الماء ولا يعرفون الرزق الذي فيها،
    : { وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ {50} الأعراف
    والسور فيه باب، وذكر الباب لا يكون بلا عمل،
    بل دال على أن بعض أصحاب النار لا يخلدون فيها، ويعفو الله عنهم، فيخرجون منها، ويدخلون الجنة، والسور مانع للدخول إلى الجنة، إلا إذا كان فيه باب يسمع بالوصول إليها.
    وهذا الحزام ينزل إليه الكفار في كل مرة من الجحيم، ليكلوا من الزقوم ويشربوا من الحميم، حتى يدوم بقاؤهم، ويستمر عذابهم، ثم يردون إلى الجحيم، في طواف دائم لا ينتهي؛
    : { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ {43} يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ {44} الرحمن
    : { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ {51} لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ {52} فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ {53} فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ {54} فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ {55} هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ {56} الواقعة.
    : { فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ {66} ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ {67} ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ {68} الصافات.
    ولم يرد في القرآن خاصة؛ القول بأهل الجنة، إنما القول دائمًا؛ أصحاب الجنة،
    لأن أهل الشيء هم الذين يعودون إليه كلما خرجوا منه وتركوه،
    وأصحاب الجنة ملازمين لها، لا يخرجون منها بعد دخولها أبدًا ...
    وأين سيخرجون ... إلى النار المحيطة بها .. وهم يرون الأشقياء الذين يعذبون فيها؟!
    وكذلك أصحاب النار ملازمين لها أبدًا ..
    وقد ذكر أهل النار في آية واحدة فقط، لخروجهم من الجحيم إلى الحميم؛
    : { وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ {62} أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ {63} إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ {64} ص.
    وفي هذا الحزام يلتقي أصحاب النار ببعضهم ويلعن بعضهم بعضًا،
    ويكون بينهم الأحاديث، كتفقدهم رجال كانوا يعدونهم من الأشرار،
    وكذلك يخاطبون أصحاب الجنة بأن يفيضوا عليهم من الماء من فوقهم، أو مما رزقهم الله.
    فلذلك قيل "أهل النار" لأنهم سيعودون بعد ذلك للجحيم.


  12. #12
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الحزام الحلقي الثاني في النار: حزام الهبوط إلى الزقوم والصعود إلى الجحيم

    وهذا الحزام فيه انحدار طويل حتى ينزل أصحاب الجحيم إلى الزقوم والحميم،
    ثم يعودون صعودًا إلى الجحيم، والنزول عليهم أسهل من الصعود،
    وخاصة أصحاب الأحمال الثقيلة فيرهقون في صعودهم؛
    : { كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا {16} سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا {17} المدثر.
    وبعض أصحاب الأحمال الثقيلة لن يستطيعوا الصعود لثقل أحمالهم، وامتلاء بطونهم من شجر الزقوم والحميم ... فيعتل هؤلاء -وهم رؤوس الكفر- إلى الجحيم؛
    : { إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ {43} طَعَامُ الْأَثِيمِ {44} كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ {45} كَغَلْيِ الْحَمِيمِ {46} خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ {47} ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ {48} ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ {49} الدخان.


  13. #13
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الحزام الحلقي الثالث في النار : حزام الجحيم

    وهو حزام النار، وهو أبعد الأحزمة عن أهل الجنة،
    والإقامة فيه لأصحاب النار هي الأطول من بقائهم في حزام الزقزم للأكل والشرب، وحزاب الهبوط والصعود من وإلى الحجيم
    وحزام الجحيم ليس كله نارًا، ففيها مواقع يصلى بها أهل النار دون الدخول فيها،
    ويتقون بوجوههم شدة حرها الذي لا تطيقه ظهورهم،
    : { أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ {24} الزمر.
    ويذهب بالذهب والفضة فتحمى في نار جهنم ثم تعاد فيكوى بها جباه أصحاب النار وجنوبهم وظهورهم؛
    : {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ {30} ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ {31} ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ {32} الحاقة.
    والنار تلف من حوله كالثوب؛
    : { فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {19} يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ {20} الحج.
    : { إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ {32} كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ {33} المرسلات.
    ترمي بشرر على من قرب منها وجاورها

    وشدة نار جهنم لا هي بالتي تفني الكافرين، ولا بالتي يحتملونها فيرتاحون؛
    : { وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ {81} التوبة.
    ولو كانت مواقف أصحاب النار في النار مباشرة لما أحمي الذهب والفضة لتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم؛
    : { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {34} يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ {35} التوبة.
    : { وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ {21} الحج
    ولو بلغت شدة كبيرة لصهرت الذهب والفضة ولم تعد صفائح تحمل لتكوى بها.
    ودرجة صهر الذهب 630 ْ ... فالحرارة ستكون دون ذلك، أو أنها لا تبقى طويلا على النار .. لكن لن تكون حرارتها أكبر درجة انصهارها.
    إنما عذابهم بها اصطلاء حتى لا يموتوا ولا يفنوا فيظلون في عذاب دائم؛
    : { هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {63} اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ {64} يس.
    : { اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {16} الطور0
    : { فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا {11} وَيَصْلَى سَعِيرًا {12} الانشقاق.
    : { سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ {3} المسد.
    وهذا الاصطلاء يحرق الجلد وينزع الشوى، كما ان الماء الحميم يشوي الوجوه؛
    : { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ {10} البروج.
    : { وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ {22} الحج.
    : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا {56} النساء.
    ولا يعني ذلك أنهم لا يطئون النار ، فطوافهم بين الجحيم والحميم يجعلهم يقعون على بعض جمارها ونيرانها فتنزع من لحم أرجلهم؛
    : { كَلَّا إِنَّهَا لَظَى {15} نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى {16} المعارج.
    وهم يحاولون دائمًا للخروج من النار بعيدًا عنها ليسلموا من حرها وحريقها؛
    : { كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ {22} الحج.


  14. #14
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الأحزمة الثلاثة والظل ذي الثلاث شعب

    والأحزمة الثلاثة جمعت في سورة المرسلات؛
    : { انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ {29} انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ {30} لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ {31} المرسلات.
    شعبة فوق حزام الجحيم،
    وشعبة فوق حزام الهبوط والصعود،
    وشعبة فوق حزام الزقوم والحميم.
    وفي هذه الظلال الحارة فيها من حوامات تهوي ببعض أصحاب النار أزمنة طويلة أو قصيرة قبل أن يستقر لهم على أرض جهنم قرار.


  15. #15
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الأحزمة الثلاثة خارج النار من الداخل للخارج؛
    الحزام الحلقي الفاصل عن الجحيم، وحزام موقف الحساب، وحزام الأجداث

    هذه الحلقات الثلاثة خارج جهنم وتحيط بها، وهي أول ما يواجهها الناس بعد البعث.


    الحزام الحلقي الأول : الحزام المحيط بالجحيم ويفصلها عن موقف الحساب.

    الناس لا يحاسبون على حافة جهنم، بل هناك فاصل بينهم وبين جهنم وبعدها ليس بالشديد التي تختفي عن الرؤية. ويساق الناس بعد الحساب قاطعين هذا الحزام إلى جهنم، أو مارين على الصراط إلى الجنة فوق جهنم.
    : { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا {12} الفرقان.
    : { وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا {86} مريم.
    هذا الحزام يوزع عليه أصحاب النار وفيه سبعة أبواب؛
    : {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا {68} مريم.
    : {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ {43} لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ {44} الحجر

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 27/06/2018 الساعة 09:59 PM

  16. #16
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الحزام الحلقي الثاني خارج النار : موقف الحساب
    الذي يتوجه إليه الخارجين من الأجداث،

    : { مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ {8} القمر.
    : { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا {108} طه.
    : { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا {68} مريم.
    وفي هذا الحزام يكون الموقف الذي تعرض فيه أعمال العباد يوم القيامة، فيعرف أصحاب النار من أصحاب الجنة،
    بسيماهم بالنور أو الظلمة في الوجوه، وباليد الذي يأخذون فيها كتبهم.
    الحشر على هذا الحزام لا يكون في كامل الحزام لعدة أسباب؛
    لقوله تعالى: : {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا {68} مريم.
    فإحضارهم حول جنهم وتوزيعهم على الأبواب بعد الحشر والحساب. لقوله {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا } أي بعد الحشر.
    ولقوله تعالى: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ {8} وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ {9} وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ {10} الواقعة.
    فإذا لم يكونوا مجتمعين فكيف يكون ميمنة ومشأمة، ومقدمة هم السابقون الذي ذهبوا بغير حساب.
    ولأن الناس يبعثون في ظلمة وليس لهم نور إلا نور المؤمن من نفسه،
    ثم تشرق الأرض بنور عرش ربها حتى تنتهي قراءة والكتب ويتم الحساب،
    والعرش يرى فوقهم بكل أطرافة،
    ثم تعود الظلمة مرة أخرى بارتفاع العرش عن الموقف،
    ويساق الناس إلى الجنة والنار ولا يكون هناك نور إلا للمؤمنين من أنفسهم.
    فلا يكون ذلك إلا إذا كانوا مجتمعين في صعيد واحد ..
    وبعد الحساب يساق الكفار إلى حول جهنم أبوابها.
    : { قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا {125} طه.
    : {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ {17} يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ {18} فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ {19} الحاقة.
    : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {69} الزمر.
    : {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {12} يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ {13} الحديد

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 27/06/2018 الساعة 11:25 PM

  17. #17
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    عندما يأتي الناس بعد البعث من الأجداث إلى الموقف للحساب

    يكون الموقف مظلمًا ويكون مع كل واحد سائق وشهيد من الملائكة اللذيان كتبا أعماله،
    فيؤخذه إلى المكان المقرر له في موقف الحساب وعند ميزان حسابه.
    : {وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ {21} ق.
    : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ {47} الأنبياء.
    أما الكافر فهو يخرج في ظلمة شديدة، وليس له نور يبصره ما حوله؛
    : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا {125} طه.
    : أما المؤمنون فلن يكون حالهم كحال الكافرين والمنافقين، فلكل واحد منهم له نوره بين يديه من جهة وجهه، ينير أمامه ، ونور بيمينه يريه ما حوله.
    هذا بعد البعث وقبل ابتداء الحساب، وكذلك بعد الحساب وخلال المرور على الصراط، حيث تعم الظلمة مرة أخرى، والنور هو ما أراك ما حولك فقط ، وفي الإشراق يعم النور ويكون ضياء
    : {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {12} الحديد.
    : {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ {19} الحديد.
    : {وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {8} التحريم.
    ويصفُّ الملائكة الناس في صفوف منتظمة؛ كل واحد منهم في مكان محدد له ومعروف، ويحافظون على هذه الصفوف. .
    :{وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا {22} الفجر.
    وفي ذلك علامة على مجي الله أي أنه معهم في موقف الحساب،
    المجيء دائمًا يعلمك حضور المذكور لا كيف حضر
    : ثم يأتي العرش فيكون فوق الناس في موقف الحساب، فتشرق الأرض بنور ربها، وليس فوقهم يومئذ إلا العرش.
    : {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ {17} يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ {18} الحاقة.
    : {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {75} الزمر.
    : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {69} الزمر.
    وتوضع الموازين وتنشر الكتب على أصحابها، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله. .
    : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ {7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا {8} وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا {9} وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ {10} فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا {11} وَيَصْلَى سَعِيرًا {12} الانشقاق.
    والكافر لا يريد أخذ كتابه فهو وثيقة شقائه، ولا يمد يده لأخذه،
    ففيرد يده خلف ظهره حتى لا يأخذه، ولكنه يلزم بأخذه بشماله من وراء ظهره
    وبعد المحاسبة على العمل وقراءة كل واحد كتابه
    يرتفع العرش ويعود إلى مكانه فوق الجنة،
    فيعم الظلام موقف الحساب
    ويبقى للمؤمن نوره ولا نور للكافر.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 03/06/2018 الساعة 02:47 PM

  18. #18
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الناس يوم القيامة ثلاثة أزواج
    أي يتمم بعضهم بعضًا فيملؤون المكان الذي إليه مصيرهم؛ في جنة أو نار.

    السابقون، أصحاب المينة ، أصحاب المشأمة


    : {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً {7} فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ {8} وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ {9{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ {10} الواقعة.

    أصحاب الميمنة هو أصحاب اليمين
    فموقف الحساب كموقف القتال في مواجهة الأعداء،
    لكن في موقف الحساب مواجة لنتائج الأعمال
    وفي القتال مواجهة للأعداء ، ويقسم الجيش إلى ميمنة وميسرة ومقدمة ومؤخرة وقلب
    فلما كان في هذا الموقف فيه مواجهة أعمالهم .. كان الوصف لهم بأصحاب الميمنة
    أما بعد دخول الجنة فهم أصحاب اليمين
    لأنهم دخلوا الجنة بجهد ومشقة في أعمالهم
    فباليمين يجلب الخير وتدفع السوء،
    وبأعمالهم دفعوا الشر عنهم وجلبوا الخير لأنفسهم، فكانوا من أصحاب اليمين.
    وكذلك وصف أصحاب الشمال بأصحاب المشأمة في موقف الحساب لمواجتهم سوء أعمالهم،
    وبعد دخول النار فهم أصحاب الشمال
    والشمال سمي بالشمال عند العرب لأنه مكان مفتوح يمكن الانتقال فيه إلى كل البلاد المعروفة وإلى القارات الثلاثة،
    لا يفصل بينهم وبينها أي بحار فصلا كاملا يعزلها عنهم.
    خلاف اليمين حيث ينتهي البر باليمن.
    وأصحاب الشمال في حركة دائمة بلا توقف واستقرار يطوفون بين النار والحميم
    أما السابقون فهم المقربون الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا يواجهون أعمالا يسألون عنها،
    وحسابهم يسيرًا، تعرض فيه أعمالهم عليهم عرضًا فقط
    فلا يطول وقوفهم في موقف الحساب فيسبقون بقية أصحاب الجنة إليها
    ومن حوسب وسؤل عن عمله يوم القيامة فقد عذب

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 03/06/2018 الساعة 01:42 PM

  19. #19
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    مسألة الشفاعة يوم القيامة

    الشفاعة هي التي تجعل المشفوع له بستمر ويثبت ويدوم
    فلو حكم على أحد بالقتل ؛ فإن نفذ فيه القتل يكون قد انتهى
    وإن شفع له أحد وقبلت شفاعته، استمر ودام في حياته وثبت

    والشفاعة التي تنقذ الناس يوم القيامة فيتجاوزن النار هي لله وحده،
    بحكمه عليهم؛ أن استحق دخول الجنة فيتجاوز به النار؛
    : {قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {44} الزمر.
    : {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ {23} سبأ.
    ومن ينفذ أمر الله تعالى هم الملائكة الذين لا يفعلون إلا ما يؤمرون؛
    : {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ {28} الأنبياء.
    : {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {86} الزخرف.
    وهذه الآية نزلت في الملائكة: ففي تفسير القرطبي : [وقيل: إنها نزلت بسبب أن النضر بن الحارث ونَفَراً من قريش قالوا: إن كان ما يقول محمد حقاً فنحن نتولّى الملائكة وهم أحق بالشفاعة لنا منه؛ فأنزل الله: { وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ } الزخرف ]
    وذكر المفسرون أن الآية تشمل مع الملائكة عيسى وغزيرا لأنهم عُبدوا من دون الله وهم يشهدون بالحق.
    لكن شفاعة الملائكة بالفعل؛ فمن يمر على الصراط كالبرق أو الريح المرسلة، لا يكون ذلك الأمر بقدرته هو، بل بمعونة الملائكة له، وكذلك حفظ غيرهم من السقوط في نار جهنم.
    أما ان تكون الشاغة طلبًا بإسقاط بعض ذنوبهم ولا يؤآخذون عليها،
    فهو مخالف لقوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ {8} الزلزلة.
    إذن .. كيف تكون شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
    شفاعته بحبه وكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

    فإن الصلاة على النبي ليست عبادة مباشرة لله تعالى،
    لكنها تحسب في ميزان حسنات المصلي علي النبي،
    فتكون سببًا لنجاته من النار أو تقليل مدة عقابه في النار إن قل عمله.
    وكذلك شفاعة الشهيد لأهله،
    فإن احتسبوا الابتلاء بشهادته عند الله، وأسرهم هذه الشهادة، وسدوا مسده بعد استشهاده،
    فيكتب ذلك في سجل حسناتهم فترجحها فتكتب لهم النجاة.
    أما هؤلاء الحالمين بشفاعة النبي بإسقاط ذنوبهم عنهم لمحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم، فتركوا العمل او زهدوا فيه،
    فإنهم قد فهموا الشفاعة فهمًا خاطئًا وأضروا بأنفسهم.
    فالعلم بشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام دافعة للعمل وليس لترك العمل

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 03/06/2018 الساعة 06:00 PM

  20. #20
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: عش مع جغرافية المكان والأحزمة التسعة في الآخرة

    الحزام الحلقي الثالث خارج النار : حزام الأجداث (قبور الآخرة)

    فبعد أن يسوي الله عز وجل الأرض بقيام الساعة،
    فما كان عاليًا ينخفض في الأسفل، فيرتفع بذلك الأسفل، وذلك عندما ترج الأرض وتبس الجبال وتسير وتكون هباء منبثًا؛
    : { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ {1} لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ {2} خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ {3} إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا {4} وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا {5} فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا {6} الواقعة.
    فتسوى بذلك الأرض، فلا يكون فيها ارتفاع ولا انخفاض؛
    : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا {105} فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا {106} لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا {107} طه.
    فلا يبقى من معالم الأرض السابقة شيئًا، وأكبر معالمها هي الجبال المرتفعة.
    أما قبور الناس؛ فالقديمة منها قد اندثرت، بتحولها لتراب،
    فقد يمر عليها سيل يجرفها،
    أو ريح تسف ترابها فيكشفها ويبعثرها
    وقد تكون في جبال فيثور بركان فينسفها،
    وقد يعبث بها الإنسان بحثًا عما دفن فيها مع الأموات،
    وبعضها ينقل للمختبرات ومعارض الآثار.
    أو تنبش بسبب الحاجة إلى أرضها .. كقبور المشركين التي كانت في أرض المسجد النبوي فنبشبت وحولت بعيدًا عنها.
    وبعض الأمم لا تدفن موتاها .. فتحرقهم وتذري رمادهم، أو تتركهم للطير والوحوش لتأكل جثثهم،
    وأحوال كثيرة تذهب بالقبور وتنشرها في الأرض وقد تحول أصحابها إلى تراب.
    ومن تقوم عليه الساعة لن يدفن وهم شرار الناس ، ومن سيدفنهم والكل أموات مثلهم ؟
    وما بقي من قبور الناس فإن أحداث يوم القيامة وما يحل بالأرض والجبال يبعثرها ولا يبقي منها شيئًا
    : { إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ {1} وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ {2} وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ {3} وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ {4} الانفطار.
    : {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ {9} العاديات.
    وبعثرتها نشرها متقطعة متفرقة
    أما بعث الناس من القبور (الأجداث) في الأجرة فيخرجون كاملين كما كانوا في الدنيا
    بعد تسوية الأرض يأتي البعث يوم القيامة،
    فيبذر ما يكون بداية لإعادة خلقهم، كالنطفة التي بدأ منها الإنسان في النشأة الأولى،
    وهي في الحديث من (عجْب الذنب)، فتوضع في الأرض فتنبت كما ينبت الزرع فيتكون جسد الإنسان من جديد كما كان؛
    : { كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ {29} الأعراف.
    : { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ {104} الأنبياء
    : { وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا {17} ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا {18} نوح.
    : { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى {55} طه.
    : { وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ {51} يس.

    هذه القبور التي يبعث منها الناس وكل الناس يبعثون منها،
    غير القبور التي كانت في الدنيا ودفن فيها بعض الناس وليس كل الناس.
    وهذه القبور بعدد ما خلق الله من الناس في الحياة الدنيا
    وهي قبور مجتمعة عددها عشرات المليارات وقد يزيد العدد بمئات المليارات لكل من الإنس والجن، ولا يحصي عددها إلا الله تعالى.
    : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ {51} يس.
    : { خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ {7} القمر.
    هذه الأجداث لكثرتها تقع في حزام خارج حزام موقف الحساب وحوله،
    فما أن يخرجون منها حتى يتوجهون سراعًا إلى موقف الحساب.

    لما يعاد بعث الناس من الأرض يبدؤون تحت التراب كما يبدأ خلق الجراد،
    ثم يخرجون منها كالجراد بأعداد لا يحصيها إلا الله.
    فلما أجسادهم قد نمت من التراب فيتركون بخروجهم حفر،
    كساق الشجرة المعمرة التي نمت من نبتة صغيره،
    فتحول التراب الذي كان حول ساقها الصغير في بدايتها إلى جزء منها في ساقها الغليظ.
    فإن كان الذي نبت منها من أصحاب الجنة فهي روضة من رياض الجنة،
    لأن ما نبت منها سيتحول إلى الجنة، والروضة لا تنبت إلى نباتًا طيبًا وغضًا وطريًا
    وإن كان الذي نبت من الحفرة من أصحاب النار، فهي حفرت من حفر النار


    ولعدم التفريق بين القبور التي يدفن فيها الناس، والتي يبعث منها الناس
    وعدم التدبر والنظر في آيات القرآن التي ترشدنا لهذا الفارق.
    ظن الناس أن القبور التي ندفن فيها أمواتنا هي التي روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار،
    وساعد على ذلك اعتمادهم على أحاديث لا تصح في الحقيقة ، فأوجد هذا اللبس في الأمر.

    ويتباكى بعض الوعاظ على أن هذه القبور دار الوحدة والظلمة والوحشة، وصندوق العمل.
    والميت فوق الأرض وقبل الدفن لا يحس بشيء،
    فكيف وجسده في داخل القبر قد تعفن وأروح وتحول إلى صديد قبل التحول إلى تراب
    وما ندفن في القبور إلا الأجساد
    أما الأرواح فهي تحفظ مباشرة بعد الوفاة عند الله حيث يعلم هو سبحانه..
    وهذا الحفظ قبل الدفن إن دفن الميت عند قوم يدفنون الأموات

    وكما قال أبو بكر رضي الله عنه، كفنوني بثبات قديمة، إنما هي للقيح والصديد،
    فالحي أولى من الميت بالجديد ..
    هكذا كان فهم خير الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لدفن الميت في الأرض.
    أما عذاب االقبر فهو حق وله حديث خاص إن شاء الله تعالى

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 27/06/2018 الساعة 11:38 PM

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •