المرحلة الثانية


المرحلة الثانية


المرحلة الثانية

المرحلة الثانية من
(محاور في المقام العراقي)



2009




محاور في المقام العراقي
دراسة بحثية متسلسلة لمحاور تخص شأن
غناء وموسقى المقام العراقي
يـكـتبها في حلقات

مطرب المقام العراقي
حسين اسماعـيل الاعـظمي











الاردن / عمـَّان
كانون الثاني January 2009


اليكم أعزتي القراء في الصفحات التالية
المرحلة الثانية من (محاور في المقام العراقي) التي تم نشر تسعة عشر محورا في المرحلة الاولى من العام الماضي 2008 ، وها نحن نستهل عامنا الجديد 2009 بالمحور رقم (1) والمحور رقم (2) والمحور رقم (3) والمحور رقم (4) تكملة لمحاور المرحلة الاولى واستهلالاً للمرحلة الثانية .. وهذا المحور رقم (5) مذكــِّراً ، في حال فقدان أية حلقة من حلقات المحاور في مرحلتها الاولى والثانية أن تكتبوا إليَّ لأرسلها إليكم
***
أو الذهاب الى موقع كوكل google والبحث عن (محاور في المقام العراقي) او (محاور في المقام المرحلة الثانية) حيث تجدون كل المحاور منشورة في المواقع والشبكات الالكترونية مع الشكر والتقدير لكل اخوتنا واصدقائنا في هذه المواقع والشبكات

المرحلة الثانية
من المحاور المقامية

المحور رقم
(5)

Hussain_alaadhamy@yahoo.com

00962795820112



المحور رقم
(5)
********
الحاج هاشم محمد الرجب
(خبير المقام العراقي الاول في القرن العشرين)
( 1920-2003)
1 - شيء عن الرجب
2 - ظهور الرجب
3 - تسجيلاته المقامية الاولى
4 - بدايات الرجب
5 - مقام المنصوري
6 - تعابيره المقامية ومواهبه الاخرى
7 - تسجيلاته المقامية
8 - رؤيته الفكرية في المضامين المقامية
9 - تقليدية الرجب
10 - بعض انجازات الرجب الفنية
(1)
شيء عن الرجب
الحاج هاشم محمد الرجب ، احد الأئمة العاملين في الوسط المقامي ، مغنون او عازفون او خبراء ، الكلاسيكيون منهم او غيرهم وعلى مدى العصور ، وهو امامهم في القرن العشرين ، فتاريخه حافل بالانجازات الفنية ، فهو مطرب سجل العديد من المقامات العراقية بصوته ، وهو عازف على آلة السنطور الذي يعود له الفضل في بقاء هذه الآلة وعدم إندثارها إبان هجرة عازفيها في العقد الخمسيني من القرن العشرين الى فلسطين المحتلة ، يناظره في ذلك زميله عازف آلة الجوزة شعوبي ابراهيم خليل الذي انتدب لهذه الآلة ايضا ليكوِّنا معا اول فرقة جالغي بغدادي عند انتصاف القرن العشرين المتكوِّنة من هاتين الآلتين اضافة الى عازفيْن آخريْن او ثلاثة عازفين للايقاع ( الطبلة والرق واحيانا تضاف لهما آلة النقارة) ..وهو ايضا الخبير المخضرم الذي يعد اكبر مرجع ومصدر للمعلومات الشاملة عن المقام العراقي 6*، وهو كذلك المؤلف والكاتب الذي خلف لنا مؤلفات عديدة ، اذ ما يزال كتابه الاول الصادر في بغداد 1961 افضل كتاب تضمَّن معلومات علمية وفنية وتاريخية وافية عن المقام العراقي ، وبالمناسبة ، ان هذا الكتاب هو ايضا اول كتاب متخصص في موزيكولوجية 7* المقام العراقي ، فضلا عن كتب وتحقيقات عديدة اخرى في هذا الاختصاص , فنتاجاته مجتمعة ، تشغل مكانة هامة وخاصة , لا في تاريخ المقام العراقي فحسب ، بل في الغناء والموسيقى سواء في العراق او في خارجه ..
تبلور الاتجاه الجمالي للحاج هاشم محمد الرجب ، الى فن المقام العراقي تحت تأثير البيئة والمحيط الذي عاشه الرجب في مدينة الاعظمية التي تعد من اهم المراكز المقامية في بغداد ، ومن ثم تحت تأثير التجارب الغنائية لكثير من المغنين المقاميين الذين اتصل بهم منذ صغره واستمع اليهم , فكانت بدايته في حضوره مع والده للاستماع الى المناقب النبوية الشريفة والشعائر الدينية الاخرى والمشاركة فيها في بعض الاحيان , ثم جذبته التجمعات الشعبية في غناء المربع البغدادي , وقد مارس هذا الغناء بعض الوقت في الثلاثينات , خاصة في كسلات سلمان باك المشهورة في (قضاء المدائن)8 * وفي احدى زياراتي المتكررة له قبل اشهر من وفاته , قال لى (ان اول ما جذبني الى المقام هو استماعي الى مقام البيات بصوت نجم الشيخلي واعجابي به ، الامر الذي جعلني ابحث عن تسجيلات المقام العراقي باصوات المغنين كافة والاتصال بهم , حتى تسنى لي الاستماع الى استاذ الجميع رشيد القندرجي بكثرة , مما اثَّر في نفسي حتى تولعت فيه , ومن ثم اقتناعي بجدوى طريقته الغنائية المثيرة والجميلة والرصينة) 9* , وعليه اصبح الرجب منذ البداية احد اتباع الطريقة القندرجية المخلصين ، رغم اعجابه واتصاله بالطريقة الزيدانية من خلال المغنين المعاصرين المتأثرين بها مثل نجم الشيخلي وعبدالفتاح معروف وعباس كمبير ويوسف كربلائي وجميل الاعظمي وجميل البغدادي وغيرهم .. وحفظ الكثير من السمات التي كان يتميز بها مغنون عدة ..
وهكذا كان انتماء الحاج هاشم الرجب الى الطريقة القندرجية قد جاء عن قوة ودراية ومعرفة بما يدور في الوسط المقامي من اساليب وطرق ومدارس ليختار في النهاية طريقه الفكري والجمالي والذوقي في غنائه للمقامات العراقية والاستماع اليها ..








صورة / الحاج هاشم الرجب
(2)
ظهور الرجب
برز الحاج الرجب في الساحة الفنية على المستوى الاعلامي في اربعينيات القرن العشرين ، واتسمت تسجيلاته الصوتية المقامية منذ البداية بالمنهج الفني لاسلوب وتأثيرات الطريقة القندرجية ، فنراه يبتعد رويدا رويدا عن كل ما تأثر به او اعجب به من طرق واساليب غنائية لمغنين آخرين ، واتجه او استقل تماما عند فحوى الطريقة القندرجية والبحث العميق في مميزاتها وسماتها ، ليمسي الرجب بعدئذ فنانا كبيرا استطاع ان يتحدث ويعبر في الحديث والغناء عن هذه الطريقة حيث اعطى صورة للواقع والحياة الجارية ..
(3)
تسجيلاته المقامية الاولى
سجل الحاج هاشم محمد الرجب المقام العراقي بصوته القوي ، وكانت اشهر مقاماته مقام المنصوري (سلَّمه صبا) ومقام الحجاز ديوان ومقام الحليلاوي ومقام الراشدي (سلمه بين الرست والجهاركاه) ومقام العجم عشيران وغيرها ، وقد تم تسجيل اكثرها في العقد الخمسيني .. وتعتبر التعابير الغنائية التي عبر عنها الرجب متأثرا بروح الطريقة القندرجية ، ومعجبا بالمسارات اللحنية الكلاسيكية التي توحي عند سماعها وكأنك في حضرة تعابير القرن التاسع عشر ، تعابير مخضرمة رصينة ومتزنة .. وقد اكد ذلك الرجب في معظم تسجيلاته المقامية المسجلة بصوته وعلى الاخص مقام المنصوري ومقام الحجاز ديوان .. والرجب في تصويره هذا لمباديء الطريقة القندرجية ، نراه ينحو نحوا جديدا او مغايرا .. فهو لا يهتم بالتقليد الببغائي للاسلوب القندرجي الذي يعكس خلاصة حقيقية لتجارب الحقبة السابقة له ، قدر اهتمامه بتصوير التعابير التربوية والاخلاقية التي كان منها دعوته المستمرة للالتزام بالاصول التاريخية لفورم form المقام العراقي ومضامينه التعبيرية البغدادية الاصيلة التي يبدو فيها الرجب وهو يعاني من التطلعات الجديدة لجيله , فنلاحظه يدعو ويلتزم ويتمسك بالتقاليد المقامية بشدة كرد فعل لهذا الواقع .. الذي يخشى فيه الرجب على اصالة هذا التراث الغناسيقي العريق (المقام العراقي) وهو كذلك شأن القندرجيين جميعا ..
(4)
بدايات الرجب
ومن اجل الفهم الحقيقي لانجازات الحاج هاشم الرجب الفنية بصورة مجتمعة .. فإنه يجدر بنا الرجوع الى بداياته الاولى في البيئة والواقع المحيطين به ونشأته الاولى التي ارتبطت انجازاته الفنية بها ارتباطا شديدا ..
وباستعراض شيء من حياة الرجب ، نلاحظ ان طفولته قد عاصرت سنوات ما بعد ثورة العشرين وتأسيس الجيش العراقي في 6/1/1921 , أي ان طفولته كانت في حقبة التحول .. اما سنوات فتوَّتهِ وشبابه فقد عاصرت تجارب بث الاذاعة العراقية بداية الثلاثينات حتى اعلن عن تأسيسها رسميا عام 1936 وكذلك الامر مع تأسيس معهد الفنون الجميلة الذي بدأ هو الآخر بداية الثلاثينات وتأسس في نفس العام .. اما سنوات ظهوره كفنان على المستوى الاعلامي فقد عاصرت انتصاف القرن العشرين او قبله بسنوات قليلة ، وهي الحقبة التي اطلقنا عليها اسم( حقبة التجربة) .. وهي حقبة خصبة ومثمرة في القرن العشرين ، وما اعقب ذلك ، وعلى الاخص قيام ثورة 14 تموز 1958 التي اعلنت عن نهاية وجود الانكليز وكذلك نهاية الحكم الملكي واعلان الحكم الجمهوري لاول مرة في العراق . وعليه فإنه لم يكن من قبيْل المصادفة ان جاءت انجازات الرجب الغنائية والموسيقية والكتابية والخبرة الفنية في معرفة اعماق الاصول التاريخية المقامية ، منصبَّة على تصوير وعكس واقع العراق المتطـــــلع الى التقدم والقاء الضوء على جو الحياة السائدة ..
لقد اتصف الغناء المقامي بالدرجة الاولى بعكس واقع التآلف الاجتماعي الذي كان يسود العلاقات الاجتماعية سواء بين افراد المجتمع كافراد او بين الاسر الاجتماعية فيما بينها كمجموعات اسرية وعائلية ، وصوَّر المقام العراقي وكذلك الالوان الغنائية الاخرى لكل بيئات وخصوصيات المجتمع العراقي , كالغناء الريفي والغناء البدوي وغناء القوميات والاديان والاقليات الاخرى من خلال كل المغنين ، كيف ان التآلف الاجتماعي من شأنه ان يجعل الحياة الاجتماعية برُمَّتها متفائلة وحيوية لدرجة جعلت من الصدق التعبيري في الموسيقى والغناء المقامي وغير المقامي من اهم الصفات او المميزات التي اتصف بها الغناء والموسيـــقى في
العراق , الامر الذي جعل الجمهور المقامي يصل في تذوقه وحبه لغناء المقام العراقي حدا يشبه الجنون او اقرب الى ذلك ..! كما لو كان قد قدِّر لهذا الجمهور ان يوحي وكأنه لم يسبق له ان استمع الى أي موسيقى وغناء آخر غير غناء بلده .. وليس هذا الحديث كقصه من الخيال ، فقد كان هناك بالفعل العديد من الوقائع التي تؤكد هذا المنحى من التذوق الغناسيقي ..
(5)
مقام المنصوري
فلو تحدثنا عن مقام المنصوري المغنى بصوت الحاج هاشم الرجب ، الذي كان اول انجاز للرجب فيه ، اختياره لقصيدة صوفية رائعة ومن الوزن الثقيل في خيالها وحبكتها اللغوية وتماسك بنائها الادبي للامام البرعي .. بمستوى ثقل التعابير الغنائية التي يستوعبها هذا المقام الذي تتصف تعابيره الغنائية من حيث المبدأ بالحزن والشجن خاصة وان سلَّمه الموسيقى هو سلَّم مقام الصبا الذي يوحي بالتعابير الحزينة هو ايضا من حيث طبيعته .. ولو انتبهنا اكثر لادركنا ان موسيقى هذا المقام يرافقها ايقاع السماح 36 / 4 الذي يعد اكبر الاوزان الايقاعية المستعملة في العراق ، واوقعها ضغوطا وتطريبا واتزانا.
ويذكر ان الرجب كان قد سجل مقام المنصوري مرتين بصوته في اذاعة بغداد , فكان اولهما قد غناه بقصيدة الامام عبد الرحيم البرعي الشهيرة
.
فؤادي بربع الضاعنــــين اسير
يقيم على آثارهم ويســــــير
بعدتم ولم يبعِد عن القلب حــبكم
وغبتم وانتم في الفؤاد حضـــور
فوالله ما مال الفؤاد لغــــيركم
واني على جور الزمان صبــور
تمر الليالي في هواكم وتنقــضي
وفي القلب مني زفرة وســـعير
وكنت فتىً قد غبتموا عنه ســاعة
فكيف وقد مرت علي شـــهور
أأحباب قلبي هل ســـواكم لعلتي
طبيب بداء العاشقين خبــــير
اغارعليكم ان يراكم حواســـدي
وأُحجب عنكم والمحب غـــيور
فجودوا بوصل فالزمان مـــفرق
واكثر عمر العاشقين قصــــير

اما مقام المنصوري الثاني فقد غناه بهذه القصيدة ..

لعلك تصغي ســـــاعة واقول
لقد غاب واش بيننا وعــــذول
وفي النفس حاجات اليك كثيـــرة
ارى الشرح فيها والحديث يطـول
تعال , فما بيني وبـــــينك ثالث
فيذكر كل شــــــجوه ويقول
وايَّاك من نشر الحديــــث فإنني
به عن جميع العالمين بخــــيل
فما كل مخضوب البنان بــــثينة
وما كل مسلوب الفؤاد جـــميل
وياعاذلي قد قلت قولا سمـــعته
ولكنه قول علي ثقـــــــيل
وحقكم لم يبق في بقـــــــية
وكيف حديثي والغـــرام يطول
دعوا ذكر ذاك العذل منا ومنــكم
الى كم كتاب بيننا ورســـــول
وردوا نسيما جاء منكم يــزورني
فإني عليل والنسيم علــــــيل

ففي هذا المقام المغنى من قبل الفنان الرجب نجد انه كان اهلا في غنائه ، ومعبرا عن قيمة هذا المقام التاريخي الكلاسيكي , وعلينا ان نستمع اليه ونحن متتبعين مساراته اللحنية الكلاسيكية التي امتازت بها الطريقة القندرجية وكأننا في حضرة كل القيم المقامية التاريخية , حيث يمتاز هذا المقام ايضا بقيمة الشكل الذي تتوازن قيمته بقيمة مضامينه التعبيرية , فالمكونات والمضامين جميعها , تجدها متماسكة الى حد التوحيد .
من خلال التعابير التي تتصف بها المقامات العراقية التي تعكس بواسطة صدقها التعبيري حياة المجتمع البغدادي او العراقي على وجه العموم , حيث تكون هذه التعابير وهذا التمسك بالشكل الكلاسيكي للمقامات من اكثر الموضوعات المحببة والمجسدة في فكر وخيال الطرق القديمة والطريقة القندرجية التي جسدت كل ذلك .. ونحن نجد هذه التعابير في العديد من المقامات العراقية المغناة من قبل المغنين القدامى والمغنين من اتباع الطريقة القندرجية مع قائدهم رشيد القندرجي , من ذلك مثلا مقام الحسيني ومقامي العريبون بصوت احمد موسى ومقام الابراهيمي والمخالف بصوت شهاب الاعظمي ومقام البيات والجهاركاه بصوت عبد القادر حسون ومقام الحديدي ومقام البهيرزاوي بصوت رشيد الفضلي ومقام الحجاز ديوان ومقام المنصوري بصوت الحاج هاشم الرجب واخيراً المقامات جميعها بصوت المغني الكبير رشيد القندرجي.
ورشيد القندرجي وجميع اتباع طريقته في تصويره لحياة المجتمع , ينحو منحىً كلاسيكيا .. فهو لا يهتم بتصوير ترف الحياة التي يعيشها المترفون والارستقراطيون ومجتمع النخبة , قدر اهتمامه عكس الجانب التربوي والاخلاقي للمجتمع ولواقع حياتهم الحقيقية الذي يبرز في ارتباط وثيق بوجود المجتمع المتآلف , فبساطة الحياة وهمومها ومعاناتها هي صلب التعابير القندرجية , فرغم ما في اعماق التعابير القندرجية من بساطة في الفن الادائي نسبة لثقافة تلك الحقبة , فهي مع ذلك تمثل تعابيرها عالم الخير والمشاعر الطاهرة والمبادىء الانسانية والاخوة والضمير الحي والنفس القادرة على التضحية والمعاناة المتأملة لحياة اوسع ادراكا ..










الحاج هاشم الرجب في بيته بين ابنائه المحبين من اليمين قصي الطائي ومن اليسار
حسين الاعظمي ويقف في الخلف د. هلال عبد الكريم 2002 ..

(6)
تعابيره المقامية ومواهبه الاخرى
تضمنت المقامات المغناة بصوت الحاج هاشم الرجب , بصمة الواقع المعاصر وكذلك صوَّرت هذه المقامات واقع الغناء المقامي في تلك المرحلة من الثقافة الفنية , فمقامات الرجب رغم انها تشكل خطوة فنية الى الامام من هذه الناحية باعتبار ان الرجب يمتاز عن اقرانه بتطلعاته الفكرية والثقافة العلمية والموسيقية والبحث العلمي , إلا أن هذه المقامات ظلَّتْ محتفظة بكل الاسس التي اعتمدت عليها الطريقة القندرجية وهي ايضا انعكاس لواقع الغناء المقامي في تلك المرحلة , فقد مثلت هذه المقامات الكثير من حقيقة المضامين التعبيرية وتطبيق اصول الشكل المقامي بصورة افضل من معاصريه , والاهتمام المركز على اللحن المقامي , اكثر من اهتمامه بمعالجة موضوع الغموض اللفظي للكلمات ومخارج حروفها .. ملتزما بدقة الشكل المقامي في مساراته اللحنية التقليدية الرصينة المعبرة عن الحقب الزمنية الاقدم من حقبة ظهور الطريقة القندرجية وكذلك التعابير الخالصة للغناء المقامي البغدادي والعراقي التي تؤكد خصوصية الغناء العراقي دون تأثير خارجي يذكر ..
كما اهتم الحاج هاشم الرجب من جانب آخر بالعزف على آلة السنطور , وهي الآلة التراثية الموسيقية الخاصة بالعراق , بعد ان طلبت منه الحكومة عام 1951 تقريبا تعلُّمها على يد احد العازفين الذين ينوون السفر والهجرة الى فلسطين المحتلة , وقد جاء الرجب بزميله وابن مدينته المرحوم شعوبي ابراهيم خليل ليتعلم هو الآخر على آلة الجوزة ليصبحا معا بعدئذ نواة لتكوين اول فرقة للجالغي البغدادي من العرب المسلمين في العصر الحديث او في القرن العشرين بعد ان اقتصرت على عازفين من يهود العراق واحيانا من المسيحيين وذلك لاسباب اجتماعية مباشـرة جعلت من المسلمين يبتعدون عن الموسيقى على صعيدها الاعلامي ..!
على كل حال .. فبالرغم من ان الرجب لم يستمر الى النهاية عازفا على آلة السنطور وعضوا في فرقة الجالغي التي اضيف اليها عازفي الايقاع , إلا أنه اسَّس جيلاً جديدا في العزف على هذه الآلة حيث تُلمذ على يديه بعض العازفين امثال المرحوم حمودي الوردي وعبد الله علي وابنه باهر الرجب الذي يعد افضلهم جميعا وغيرهم من العازفين الآخرين , اما زميله المرحوم شعوبي فقد اتخذ من عزفه على آلة الجوزة مصيرا عمليا لحياته ومهنة فنية يعتاش عليها , وهو الآخر , علَّم الكثير من الطلبة العزف على هذه الآلة واسس اجيالا اخرى لها من طلبة معهد الدراسات الموسيقية ..
وفي عام 1961 فاجأ الرجب الوسط المقامي باصداره اول كتاب متخصص في المقام العراقي , ولا اغالي ان قلت ان هذا الكتاب ما يزال الى هذا اليوم افضل كتاب صدر بخصوص المقام العراقي , لما تضمنه من معلومات دقيقة , في اصول المقامات وتاريخها ومحتوياتها وشرح كل ابعاد هذه المقامات , رغم ان اصابع الاتهام ظلَّت موجهة اليه بخصوص هذا الكتاب على ان الخبير المقامي باهر فائق والاديب المؤرخ عبد الجبار شوكت النجار قد شاركا في تأليفه ولكن الرجب لم يذكر اسميهما كزميلين له في التأليف ولا في الكتاب كله ..ً!؟
على كل حال , تمسَّك الرجب من جديد بجانب آخر من اهتماماته الفنية , فقد انكبَّ على البحث والتمحيص والتقصي فيما يخص شؤون المقام العراقي , وهكذا ظلَّ الرجب يصدر الكتب والمؤلفات حتى وفاته يوم 8 / 12 / 2003 , فكان كتابه , ( من تراث الموسيقي والغناء العراقي) الصادر في بغداد عام 2002 استمراراً لاهتماماته هذه وهو الاخير .. وهكذا يكون الرجب قد ركز جهوده في هذه الناحية التي رأى فيها وفرة في الموضوع ولذة في البحث والتعريف رغم ان هذه الاهتمامات الكتابية عاصرت بداياته الفنية مجتمعة مع الغناء والعزف .. فكان كتابه الاول مجموعة من ابيات الابوذية المقيدة قد صدر عام 1949 ثم انجز بحثا متكاملا (بحث في الابوذية) في عام 1961 حتى جاء كتابه الشهير في نفس العام ( المقام العراقي ) الذي مرَّ الحديث عنه ، وبعد ذلك جاء كتابه ( الشعر العامي – المذيل ) سنة 1964 , وبعد ثلاث سنوات جاء كتابه (حل رموز الاغاني للمصطلحات الموسيقية في كتاب الاغاني لابي الفرج الاصفهاني )– سنة 1967.. وفي العقد السبعيني اصدر كتاب – (تحقيق وشرح كتاب –الادوار-) لصفي الدين البغدادي الارموي المتوفي سنة 693هـ 1294 م .. ثم كتاب ..( تحقيق وشرح كتاب – الرسالة الشرفية ) للارموي البغدادي سنة 1982.. واتبع ذلك كتاب آخر مناظر لسابقه وهو – تحقيق وشرح كتاب ( الرسالة الفتحية ) لمحمد بن عبد الحميد اللاذقي كان حياً سنة 888هـ 1486 م وذلك سنة 1986 ببغداد . وكتابين آخرين في العام 1982- الموسيقون والمغنون خلال الفترة المظلمة – وكتاب – محاظرات في الموسيقى العربية- وفي 1988 اصدر – كتاب – موسوعة الابوذية العراقية مطلقة ومفيدة 1988 في الدوحة . واخيرا جاء كتابه – من تراث الموسيقى والغناء العراقي 2002 الذي حصلنا منه على هذه المعلومات الكتابية تحت عنوان – مؤلفات الحاج هاشم الرجب العبيدي المطبوعة ص 378. وهوكتابه الأخير ..
اما كتب الرجب المخطوطة التي تنتظر الطبع فهي ..
1- تحقيق وشرح كتاب ( مولانا مباركشاه ) في الموسيقى الى علي بن محمد الجرجاني المتوفي سنة 816هـ - 1413 م .
2- تحقيق وشرح كتاب ( الميزان في علم الادوار والموازين ) المؤلف مجهول من علماء القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي .
3- تحقيق وشرح كتاب ( الشجرة ذات الاكمام الحاوية لاصول الانغام ) المؤلف مجهول من علماء القرن الحادي عشر الهجري القرن السابع عشر الميلادي
4- تحقيق وشرح كتاب ( برء الاسقام في شرح ارجوزة الانغام ) الشارح مجهول والارجوزة
5- الى بدر الدين الاربلي المتوفي (755هـ - 1354م )
6- موسوعة في الموال البغدادي .
7- موسوعة من الشعر الشعبي ( الدارمي ).
(7)
تسجيلاته المقامية
في الغناء المقامي سجل الحاج هاشم الرجب بصوته 44 مقاما عراقيا , للاذاعة العراقية .. ولكنه قبل تسجيله لهذه المقامات كان قد سجل ثمان اسطوانات برفقة فرقة الجالغي البغدادي المؤلفة من صالح شميل عازف الرق ويهودا شماس عازف الطبلة وذلك على حساب اذاعة الشرق الادنى بواسطة الفنان وديع خوندة الذي كان مسؤولا عن الموسيقى في الاذاعة التي كان مقرها جزيرة قبرص .. ويقول الرجب , انه لم يستلم اجرا على هذه التسجيلات الثمانية .. في حين ان اعضاء الفرقة الموسيقية قد حصلوا على اجورهم 10*.. ويضيف الرجب ان هذه الاذاعة ألغيت بعد الاعتداء الثلاثي على الجمهورية العربية المتحدة سنة 1956.. اما المقامات الـ 44 التي سجلها في الاذاعة العراقية فهي ..
مرتين لمقام الحسيني احدهما بهذه القصيدة .
جسمي كجفنك من هواك عــليل
وقصير ليلي من نواك طـويل
يافاتني بنواظر مكــــــحولة
في غنجها مـا عبّ فيها الميل
طرفي ابتلاني في هواك فمن دمي
انت البرئ وطـرفي المسوؤل
ورد بخدك عاقني عن قطــــفه
سيف بجفنك صــارم مسلول
وكحيل طرفك قد نضى لي صارما
ما ض على العشاق وهو كليل
ليلاي انت , وانني قيــس الهوى
بك جميل وذا هــواك جميل
شوقي كثير في هواك ولوعتــى
وسلو نفسي عن هــواك قليل
ومقام الحسيني الثاني كان بقصيدة الشاب الظريف وهذا مطلعها .
لاتخفي ما صنــعت بك الاشواق واشرح هواك فكـــلنا عــشاق .

وسجل مقام النوى ثلاث مرات بقصائد مختلفة واليك عزيزي القارئ احدى القصائد المغناة في مقام النوى وهي لصفي الدين الحلي .

ابت الوصال مخافة الرقبـــاء
واتتك تحت مدارع الظلمـــــاء
اصفتك من بعد الصدود مــودة
وكذا الدواء يكون بـــــعد الداء
احيت بزورتها النفوس وطـالما
ضنت بها فقضـــت على الاحياء
امست بليل والنجــــوم كأنها
درر بباطن خــــــيمة زرقاء
امست تعاطيني المدام وبيـــننا
عتب غنيت به عن الـــصهباء
ابكي واشكو ما لقيت فـــتلتهي
عن در الفاظي بدر بكـــــاء
آبت الى جسدي لتنظر ما التـهت
من بـــــعدها فيه يد البرحاء
انفت به وقع الصفاح فراعـــها
جزعا وما نـظرت جراح حشائي
امصيبة منا بنبل لحاظـــــها
ما اخطأته اسنه الاعـــــداء
اعجبت مما قد رأيت وفي الحـشا
اضعاف ما عانيت في الاعـضاء
امس ولست بسالم من طـــعنه
نجلاء او من مقله كحــــلاء
ان الصوارم واللحاظ تعاهـــدا
ان لا ازال مزمــــلا بدمائي
احنت علي بما رأيت معاشـــر
نظروا الي بمـــــقله عمياء

ثم سجل مقام الحجاز شيطاني ومقام البيات بنفس القصيدة للشاب الظريف مطلعها
ايامعشر العشــاق بالله خبروا اذا اشتد عشق بالفتى ماذا يصنع

ومقام البيات الثاني بقصيدة شمس الدين الكوفي يبدؤها ب

( عندي لاجل فراقكم آلام..................................)

ومقام الدشتي ومقام الصبا ..وكل هذه المقامات بقصائد مختلفة ..
وفي مقام التفليس غنى قصيدة ابراهيم ابن سهل ..

( سل في الظلام اخاك البدر عن سهري تدري النجوم كما تدري الورى خبري )

ثم غنى مقام العجم عشيران اربع مرات بقصائد مختلفة . فاولهم غناه بقصيدة يبدأها ب
( ان يمنعوا عيني لحسنك ان ترى .................... )

والثاني يبدؤه بقصيدة اخرى
( ودار ندامى عطلوها واولجوا................................)
وهي لشهاب الدين التلعفري ومقام العجم الثالث بقصيدة الرصافي ومطلعها ..

( رقت يوصف جمــالك الاقوال وراتك فافتــــتنت بك العذال)

والرابع من مقامات العجم عشيران التي غناها الرجب كان قد بدأه بقصيدة
(على من لا اسميه السلام..........)
اما في مقام الاورفة فقد سجله مرتين , الاول بقصيدة
(يامن بحسنك حارت الاراء .................................................. .)
والثاني بقصيدة لشهاب الدين التلعفري
(قاسوك بالبدر المنير فاخطاوا ...............................................)

وسجل ايضا مقام الحجاز ديوان ثلاث مرات , اولهم بقصيدة شهاب الدين السهروردي
(ابدا تحن اليكم الارواح ......ووصالكم ريحانها والراح )
والثاني بقصيدة
(حشاشة نفسي ودعت يوم ودعوا ......................................)
والثالث بقصيدة الشاب الظريف ..
(لاتخفي ما فعلت بك الاشــواق واشرح هواك فكــــلنا عشاق)
اما مقام الطاهر فقد سجله مرتين الاول بقصيدة عبدالله ابن المعتز ..
(اديرا علي الكاس ليس لها ترك ...........................................)
والثاني بقصيدة البهاء زهير ..
(عرف الحبيـــتب مكانه فتدللا وقنعت منه بموعد فتــــعللا)

ويعود الرجب الى تكرار تسجيلاته المقامية , ففي مقام السيكاه الرئيسي حيث يسجله اربع مرات , اولهم بالقصيدة الصوفية لعمر بن الفارض..
(زدني بفرط الحـــب فيك تحيرا وارحم حشى بلــظى هواك تسـعرا)
ومقام السيكاه الثاني بقصيدة عبدالرحيم البرعي...
(هم الاحبة ان جاروا وان عدلوا............................................. ....)
وكان السيكاه الثالث بقصيدة الشاب الظريف...
(احلى الهوى ان يطول الوجد والسقم .....................................)
اما السيكاه الرابع فقد اختار له قصيدة شهاب الدين التلعفري..
(ودار ندامى عطلوها وادلجوا .......................................)
وفي مقام دشت العرب يغني الرجب قصيدة لعرابي الشيص..
(اجد الملامة في هواك لذيذة............................................. .......)
ثم نرى الرجب يغني مقام الجهاركاه مرتين , الاول,
(جسمي لبعدك والصبابة تامل ............................................)
اما الجهاركاه الثاني ...
(سهر واشواق تزيد وادمع .................................................. ..)
ويغني الرجب مقام العريبون عجم بقصيدة معاصرة لعبد المجيد الملا هذا مطلعها.
(يامن هواه اعزه واذلـــــني كيف السبــيل الى وصـالك دلني)
ثم يعلن الرجب اعجابه بمقام البنجكاه , حيث يسجله خمس مرات بقصائد مختلفة وهي للبهاء زهير التي سبق ان غناها في مقام الطاهر
(عرف الحبيب مكانه فتدللا..........................................)
والثاني بقصيدة لشهاب الدين التلعفري
(اغمد فصارح جفنك المسلول........................................... .....)
والثالث يغنيه ب(لاتحفلن بقول اللائم اللامي........................................)
اما المقام الرابع فيغنيه بهذه الكلمات
(قال لي صاحبي ليعلم ما بي ....................................)
واخيرا مقام البنجكاه الخامس اذ يكررالقصيدة التي غناها في مقام المنصوري .......
(لعلك تصغي ســــــاعة واقول لقد غاب واش بيــــننا وعذول)
وفي مقام الرست الرئيسي , يغنيه الرجب ثلاث مرات بثلاث قصائد مختلفة الاول بقصيدة علي ابن الجهم ...
(عيون المها بين الرصافة والجـسـر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري)
والثاني بقصيدة ابي العلاء المعري.....
(اسيت على الذوائب ان علاها............................................. ....)
اما الثالث فكان بقصيدة معاصرة لفخري محمود الاعظمي
(اشجاك خل بالفراق ام الدهر............................................. ........)
وفي مقام الخنبات غنى الرحب قصيدة شهيرة لمهيار الديلمي..
(استنجد الصبر فيــكم وهو مغلوب واسال النوم عنكـــم وهو مسلوب)
ونراه في مقام المثنوي يغني
(خذ من صفالك فالحياة غرور .................................................. ...)
وفي مقام الصبا يغني للمتنبي
(القلب اعلم ياعذول بدائه............................................. ...............)
وفي مقام الاوج يغني
(احدثه اذا غفل الرقيب............................................ .............)

وهناك تسجيلات اخرى عديدة بعضها اذاعية والاغلــبية تلفزيونية لم يتسن للمؤلف الحصول عليها ..
وهكذا نلاحظ ان الرجب يترك لنا تاريخا حافلا بالتسجيلات المقامية المهمة .. فرغم ان الحاج هاشم الرجب حاول الربط بين هذا النمط من اسلوب الغناء الكلاسيكي الذي تمتاز به اساليب غناء الطرق القديمة والطريقة القندرجية طبعا , وبين التطلعات الجديدة لحقبة التحول وممثليها من المغنين الابداعيين الذين ظهروا فيها وعلى الاخص المطرب الكبير محمد القبانجي , وعلى هذا الاساس اعتبرت المقامات المسجلة بصوت الرجب ذات اهمية كبيرة من حيث كونها حلقة وصل مناسبة بين القديم وحركات الابداع الجديدة التي اتسمت بها حقبة التحول .. نحاول ان نبحث عن هذه التسجيلات لنستمع الى مقام العجم عشيران المغنى بهذه القصيدة لشاعرنا الكبير معروف عبدالغني الرصافي ..
رقت بوصف جمالك الاقـــوال
وراتك فافتتنت بك الــــعذال
وهب الاله بك الجـــمال تجملا
حتى كانك للجمــــال جمال
لو كنت في ايام يوــسف لم تكن
بجمال يوسف تــضرب الامثال
عجبا لطرفك وهو اضعف ما ارى
يرنو فترهــــب فتكه الابطال

وعلاوة على ذلك , اكتسبت المقامات الرجبية هذه , وكذلك المقامات المسجله باصوات معاصريه اهميه اخرى وقوه فنيه ادائيه بواسطه تطورات حقبه التحول وكذلك حقبه التجربه من خلال التطور الصناعي المضطرد , اذ نلاحظ ان الرجب نفسه ومعاصـــريه من اتباع الطريقه القندرجية , احتفظوا باساليبهم الادائـية وتعابيرهم الرشيديه رغم انهم قد سجلوا مقاماتهم باصواتهم في حقبة التجربه منتصف القرن العشرين ...
(8)

رؤيته الفكرية في المضامين المقامية
فالرجب يرفض في مقاماته التساهل في تطبيق الاصول المقامية ويهاجم الانفلات من التقاليد الغنائيه المقاميه الكلاسيكيه , فهو يرسم في تعابير غنائه للمقامات لوحه تحذيريه بين الاصوليين من المغنين و المتطرفين من المغنين الابداعيين , ويحدِّق في ألمٍ وتعاطف في مصير هذا التراث الحضاري المخضرم الحاوي على الآلاف من الحقائق والتراكمات التاريخيه التي مر بها العراق ... كما حملت مقامات الحاج هاشم الرجب حلما وخيالا بتحولات وتغيرات حقبة التحول بمستقبل مشرق للمقام العراقي بغض النظر عن تطورات المغنين اتجاه سبل التغير والتحول .
ومقامات الرجب هي ايضا خير نموذج للمقامات التاريخيه والاجتماعيه , فإلى جانب الخط التاريخي الاصولي البارز في مقاماته , نجدها ايضا ذات اتجاهات اجتماعيه ونفسيه تعبر عن هموم ومعاناة الناس في ذلك الوقت , فالحاج الرجب الخبير المقامي الاول في القرن العشرين ، كان يسعى في تعابيره المقاميه وتركيزه على القواعد والاصول التقليديه للغناء المقامي , الى فهم الديناميك الادائي الذي يحرك هذا الغناء التراثي , الى الاشياء الخفيه غير المنظوره في عملية الغناء الموسيقي ...
ولنستمع الآن الى احد مقاماته وهو مقام التفــــليس المهمل من قبل الكثير من المغنين ..بقصيدة ابراهيم بن سهل ..

سل في الظلام اخاك البدر عن سهري
تدري النجوم كما تدري الورى خبري
ابيـت اهـتف بالشكوى واشرب مـن
دمعي و انـشق ريـا ذكـرك العطر
حتـى يخـيـل انـي شـارب ثمـل
بـيـن الرياض وبيـن الكاس والوتر
من لـي به اختـلـفت فـيه الملاحة اذ
أومـت الـى غيـره أيـماء مختصر
معـطـل فـالحـلـى مـنـه محـلاة
تـغـنى الدراري عن التقـليد بالدرر
نـجـده لـفـؤادي نـسـبـه عجـبا
كـلاهـما ابـدا يـدمي مـن النـظر
وخـالـه نقـطة مـن غنـج مقلـتـه
اتـى بـها الحـسن من أيـاتـه الكبر
حان من الـعـين نحـو الخـد زائره
وراقـها الورد فاستـغنت عن الصدر
بعض المحاسـن يهـوى بعضها طربا
تأمـلوا كيـف هـان الغنـج بالحـور
جرى القضـاء بـان اشـقى عليك وقد
أوتـيـت سـؤلك يا مـوسى على قدر
إن تعصنـي فـنفـار جـاء من رشـا
أو تغـنى فمـحاق جـاء مـن قمـر
فـدمت شـوقـا ولـكن ادعـى شططا
إنـي سقـيم ومـن لـلعـمى بالـعور
سـأقتـضي منـك حقي في القيامة إن
كانـت نجوم السـما تجـزي على البشر
أعيـا الوصـال و مـا أعيـا النسـيب
وقـد يغـرد الطيـر في غصن بلا ثمر

فكان الرجب يحاول النفاذ إلى مغزى المشاكل الاجتماعيه أو الى المشاكل الجوهريه في سبيل تطور المجتمع , وعليه فإن الرجب يصوِّر مصير حياته في ارتباط لا ينفصم بالموضوعات الاجتمـاعية و النفسية و الاخلاقية و الدينية التي يطرحها في مقاماته و هي مركز اهتماماته و بحوثه .. و عليها يتحدد بنيان الغناء المقامي و تعابيره وخصائصه .. ولذا نجد ان المقامات المسجله بصوت الرجب تتميز بعنصر الاثاره و الديناميكيه المقبوله للاحداث التي تنبع من صراع الحياة و صراع الجمهور من المؤيدين لهذا المنحى و المعارضين له حيال الافكار و الجماليات الوارده في الطريقه القندرجية التي ترتبط حتى ذلك الحين بكل الاحداث و بكل خطوط المضامين التعبيريه في الغناء المقامي و التي تفسر قيم غناء كل المغنين القندرجيين .. و قد اكسبت ديناميكية ظروف الحياة وتوترها مقامات الرجب وزملائه الآخرين من القندرجيين طابعا دراميا .. و يدعم هذا الطابع من جهه اخرى بظروف العراق القاسيه وحالته المأساويـه و هو لم يزل يقبع تحت نير الأستعمار الأنكليزي ..
لاحظ ذلك عزيزي القارىء وانت تستمع الى الحاج هاشم الرجب و هو يغني مقام العريبون عجم بقصيدة لعبد المجيد الملا...


يامن هواه اعزه و أذلــــــني
كيف السبيل الى وصالك دلـــني
واصلتني حتى ملكت حـــشاشتي
و رجعت من بعد الوصال هجرتني
الهجر من بعد الوصال خطــــيئة
يا ليت قبل الوصل قد اعلمـــتني
انت الذي حلّفتــــني و حلفت لي
و حلفت انك لا تخون فخنتــــني
وحلفـــت انك لا تميل مع الهوى
أين اليمين وأين ما عاهدتنـــــي
فلأ قعدنّ على الطريق و أشـــتكي
و أقول مظلوم وأنت ظلمــــتني
ولأدعونّ عليك في غســـق الدجى
يبليك ربي مثلما ابلــــــيتني
ان الحاج الرجب قد قدم مقامات حقيقيه كما أشار العديد من النقاد , مقامات جميله مسجلة بصوته , توحي لك و كأنك في حضرة قيم الغناء بأشكاله و مضامينه في القرن التاسع عشر, بصورة مهذبه نقيّه للطريقة القندرجية .. فغنائه المقام العراقي يتسم بالوضوح نسبيا ببناء لحني متماسك و جميل جدا و بدقه تصوير أفكار وجماليات و أحاسيس الطريقه القندرجية .. ففي مقام الحجاز ديوان يتضح لنا هذا القول حين يغنيه الحاج الرجب بقصيده من اشهر القصائد الصوفيه لشهاب الدين السهروردي.

ابدا تحنُّ اليكــــــم الارواح
ووصالكم ريحــــانها والراح
وقلوبُ اهل ودادكم تشــــتاقكم
والى لذيذ لقائكــــــم ترتاح
وارحمتا للعاشقين تكـــــلفوا
سرَّ المــــحبة والهوى فضاح
عودوا لنورالوصل من غسق الجفا
فالهجر ليل والوصـــال صباح
بالسرِّ ان باحوا تباح دمـــاؤهم
وكذا دماء العاشقــــين تباح
واذا همُ كتموا تحدث عنــــهم
عند الوشاة المدمعُ الســــفاح
وتمتعوا فالوصل طاب لقربــكم
راق الشراب وراقـــت الاقداح
ياصاح ليس على المحـب ملامة
ان لاح في افق الصــباح صباح
لاذنب للعشاق ان غلــب الهوى
كتمانهم فنــــما الغرام وباحوا
ركبوا على سفن الهوى ودموعهم
بحر وشـــــدة شوقهم ملاح
وبدت شواهد للســــقام عليهم
فيها لمشــــكل امرهم ايضاح
خفض الجناح لكم وليس علــيكم
للصب في خــفض الجناح جتاح
فإلى لقاكـــــم نفسه مرتاحة
وإلى رضاكم طــــرفه طماح
صافاهم فصفوا له فقلوبهــــم
في نورها المشكاة والمصـــباح
سمــحوا بانفسهم وما بخلوا بها
لما دروا ان الســــما ح رباح
ودعاهم داعي الحـــقائق دعوة
فغدوا بها مستانســــين وراحوا
والله ماطلبوا الوقوف ببــــابه
حتى دعوا واتـــــاهم المفتاح
لايطربون لغير ذكر حبيـــبهم
ابدا فكل زمانـــــــهم افراح
حضروا وقد غابت شـواهد ذاتهم
فتهتكوا لما راوه وصـــــاحوا
اغناهم عنهم وقد كشـــف لهم
حجــــب البقا فتلاشت الارواح
فتشبهوا ان لم تكونوا مثـــلهم
ان التشبــــــه بالكرام فلاح

وكما اشرنا سابقا , في غير هذا الكتاب , أن الحاج هاشم الرجب هو احد رواد الطريقه القندرجية , فغناؤه للمقامات يتسم بكل مبادئها و أفكارها , و بدقتها في تصوير المشاعر و الاحاسيس و انعكاسات تعابير البيئه , و على هذا الأ ساس تعد الطريقه القندرجية بكل فحواها, آخر الطرق و الاساليب الغنائيه المقاميه الموصوفه بالمحلية و كل ما تعكسه البيئه و المحيـــط
والثقافه و التاريخ بصوره عامه , فهي تعابير عراقيه بحته تصل حد النقاء التام من هذه الناحيه ,
و لنستمع ألآن الى احد المقامات التي يتجسد فيها النقاء التعبيري العراقي الى درجه عاليه من الصدق و قد اخترت لك عزيزي القارىء مقام الرست الذي يعد اكبر المقامقات العراقيه في شكله و مضمونه و في نواحيه الفنيه حيث غناه الرجب بالقصيده الرصافية لعلي ابن الجهم الشهيره ...

عيون المها بين الرصافه و الجســر
جلبن الهوى من حيث ادري و لا ادري
اعدن لي الشوق القديــم ولم اكن
سلوت و لكن زدن جمرا على جــمر
سلمن و اسلمن القلوب كأنـــــما
تشق باطراف الردينـــــيه السحر
خليلي ما احلى الهــــوى و أمره
و اعرفني بالحلو منه و بالـــــمر
بما بيننا من حرمه هل علمتــــما
ارق من الشــكوى و اقسى من الهجر
و افضح من عين المحب لســــره
و لا سيما و ان اطلعــت غيره تجري
و لم أنسى للأشياء و لم أنسى قولــها
لجارتها ما أوسع الحب بالحــــسر
فقالت لها الاخرى فما لصديقــــنا
معنى و هل في قـــتله ,لك من عذر
(9)
تقليدية الرجب
والحاج الرجب , و هو الخبير الأول في المقام العراقي خلال القرن العشرين , يستند في تعابير غنائه الى الاقتراب من جعل المقام أكثر جمالا و أكثر كمالا , فهو يستند أيضا الى التقاليد , و هي تقاليد عريقه بلاريب , فهو يحاول ان يميز نفسه بين زملائه القندرجيين بل يحاول ان يبزهم في منافسة شريفه, و بالاضافه الى ما ذكرنا فقد جعل الرجب من مقاماته الغنائيه ان تتصف بالعديد من الخصائص الفنيه الاخرى التي ارتبطت بمهمه تجسيد أفكاره وأفكار الطريقه القندرجية برمتها ...
يبدو ان مقام السيكاه , و هو من المقامات الرئيسه و الكبيره في شكلها الفني , بل هو أصعب المقامات العراقيه من حيث الجهد المبذول من قبل المغني عند غنائه له , لتعدد مواده ألاوليه التي تعبر عن شكله المتخم بالميانات و الصيحات العاليه , اضافه الى ثقله التعبيري الرصين , و هذا المقام ايضا هو احد المقامات الثلاثه (النوى ,السيكاه , المنصوري ) التي يرافق موسيقاها ايقاع السماح 36\4 , فهو مقام يحتاج الى مغن متمرس ذا مستوى عال من الفن و التجربه الغنائيه , بل من التجربه الحياتيه ايضا ... وعلى هذا الاساس كما يبدو , فقد انتدب الحاج هاشم الرجب عند غنائه لهذا المقام , قصيده هي الاخرى من الوزن الثقيل في تعابيرها و معناها و حبكتها الادبيه الشعريه وهي احدى القصائد الصوفيه الشهيره لعمر ابن الفارض...

زدني بفرط الحب فيك تحيـــرا
وارحم حشا بلظى هواك تــسعرا
و اذا سألتك ان أراك حــــقيقه
فامنن و لا يجعل جوابي , لن ترى
يا قلب انت وعدتني في حبـــهم
صبرا فحاذر ان تضيق و تضـجرا
ان الغرام هو الحياة فمــــت به
صبا فحـــقك ان تموت و تعذرا
قل للذين تقدموا قبلــــي و من
بعدي و من اضـحى لاشجاني يرى
عني خذوا و بي اقتــــدوا ولي
اسمعواو تحدثوا بصبابتي بين الورى
و لقد خلوت من الحبـــيب و بيننا
سر ارق من النســــيم اذا سرى
و اباح طرفي نظرة أملتـــــها
فغدوت مــــعروفا و كنت منكرا
فدهشت بين جمـــــاله و جلاله
و غدا لســـان الحال عنى مخبرا
فادر لحاظك في محاســـن وجهه
تلقى جميع الحــــسن فيه مصورا
لو ان كل الحـــسن يكمل صوره
ورأه كان مهللا و مكـــــــبرا
(10)
بعض انجازات الرجب الفنية
و من انجازات الرجب الفنيه التي انجزها خلال سيرته المقاميه , عندما مارس خبرته المقاميه التي اتصف بها و غلبت على كنيته الفنيه - خبير المقام العراقي - فقد استلم مهمه رئاسه اللجنه الفنيه لاختيار المغنين المقاميين المتقدمين الى الاذاعه العراقيه لقبولهم كمغنين معتمدين فيها لتلبيه طموحاتهم في تسجيل المقامات العراقيه بأصواتهم .. و ذلك بعد وفاة رئيس اللجنه السابق المغني المخضرم جميل البغدادي عام 1953 , ومن هذا التاريخ دخل الرجب في حضيره الوسط المقامي بكل قوه وأثار الانتباه اليه اكثر من أي وقت مضى فنجح في مهمته و تفرد فيها ... و من المغنين الذين كان له الرأي في قبولهم كمغنين عرفوا بعد ئذ , حمزه السعداوي و عبد الجبار العباسي و عبد الرحمن العزاوي و عبد المجيد العاني و غيرهم الكثير.
لنتوقف قليلاونستمع الى مقام الطاهر وقصيدة البهاء زهير ..
عرف الحبيب مـــــكانه فتدللا
وقنعت منه بموعد فــــتــعللا
واتى الرسول ولم اجد فـي وجهه
بشرا كما قد كنت اعـــــهد اولا
فقطعت يومي كله متفـــــكرا
وسهرت ليلي كله متملــــــملا
واخذت احســب كل شىء لم اجد
متحركا في فكرتي متــــــخيلا
فلعل طــــــيفا زار منه فرده
سهري فعاد بغــــــيظه فتقولا
وعسى نســــيتم بت اكتم سرنا
عنه فراح يقـــــول عني قد سلا
ولقد خشــــيت بان يكون آماله
غيري وطبع الــــغصن ان يتميلا
واظنه طلب الــــجديد وطالما
عتق القمـــيص على امرىء فتبدلا
ابدا يرى بعدي واطلــــب قربه
ولو اني جار له لتـــــــحولا
وعلقته كالغصن اسمر اهيــــفا
وعشـــــقته كالظبي احور اكحلا
فضح الغزالة والغــزال فتلك في
وسط الســـماء وذاك في وسط الفلا
عجبا لقلــــب ما خلا من لوعة
ابدا يحــــــن الى زمان قد خلا
ورسوم جســم فيه يحرقه الجوى
لولم تدركه الدمــــــوع لاشعلا

وهوى حفظت حديـــثه وكتمته
فوجدت دمعــــي قد رواه مسلسلا

برز الحاج هاشم الرجب خلال سيرته الفنية متميزا بعدة خصال كما مر بنا , فهو المغني وهو العازف وهو المؤلف وهوالخبير المقامي , ويمكننا ان نضيف اشياء اخرى الى ذلك عندما قام باعداد برامج اذاعية وتلفزيونية كثيرة في شأن المقام العراقي , وكان اكثرها شهرة هو برنامج (سهرة مع المقام العراقي ) التلفزيوني الذي استمر حوالي خمس سنوات متتالية اسبوعيا امتدت كل حلقة فيه اكثر من ساعة تلفزيونية .. ما بين عامي( 1984و1988 ) ظهر من خلاله الكثير من المغنين المقاميين الجدد تحت اشراف الرجب امثال سامي عبداللطيف وخالد السامرائي وحامد السعدي ومحمود السماك وابراهيم العزاوي وغيرهم الكثير , وبذلك يكون الرجب قد انشأ جيلا جديدا من المغنين المقاميين من الذين ظهروا لاول مرة امام الجمهور من خلال هذا البرنامج رغم ان بعضهم كان لديه بعض التجارب البسيطة , وبهذا يكون الرجب قد انشأ فعلا , جيلا بل اجيالا من مغني المقام العراقي وهو ديدنه منذ بدايته كفنان مقامي والى حد الان ..
وعلى الرغم من ان بعض زملائه القندرجيين لم يكن لهم دورا فعالا في خدمة الطريقة القندرجية , لأنه لم يكن بامكانهم تسجيل المقامات باصواتهم إلا مرة واحدة او اكثر بقليل لاسباب اجتماعية او ظروف اخرى امثال سعيد دخان وابنه سليم وكذلك عبد الخالق صالح رحيم وغيرهم . إلا أن الرجب غامر بجراة وقدم نفسه الى وسائل الاعلام ..
ان موضوع الجماهير المحبة للمقام العراقي وسماعه بشغف يتجلَّى بالمقامات الناجحة بكثير من المقاييس التاريخية والبيئية والفنية والمسجلة باصوات كبار المغنين المقاميين , ومن خلال علاقة هؤلاء الفنانين بالجماهير , اعطى كل واحد من هؤلاء المغنين صفات الفنان الحقيقي وملامحه .. فمع كل صورة من صور التعبير التي يوردها المغني المقامي عند غنائه للمقام تبرز العلاقة الوطيدة والاخلاقية بين الفنان وجماهيره المحبة , وتنكشف كل صور المبادىء الخلقية في صورة اوضح.. ورغم حب الفنان للجماهير وحب الجماهير للفنان وتعاطف كل منهما للآخر , إلا أنه لم يسع أي منهما الى تزيين صورة الآخر او تزييفها .. لأن علاقتهما علاقة حقيقية مبنية على واقع النجاح الفني والغنائي ابتداءا من الفنان .. وبذلك يكون الحاج هاشم الرجب وامثاله بالمستوى الفني , هم الذين يجسِّدون صور العلاقة الفنية بين الفنان والجماهير ..
واخيرا ونحن نختتم حديثنا عن خبير المقام العراقي الاول في القرن العشرين , الحاج هاشم محمد الرجب , نستمع الى مقام الخنبات المؤدى بصوته بهذه القصيدة ..


استنجد الصبر فيــــكم وهو مغلوب
واسال النوم عنكم وهو مســــلوب
وابتغي عندكم قــــــبا سمحت به
وكيف يرجع شىء وهو موهـــوب
ما كنت اعرف ما مقدار وصــــلكم
حتى هجرتم وبعـــض الهجر تاديب
استودع الله في ابياتكم قــــــمرا
تراه بالـــشوق عيني وهو محجوب
ارضى واسخط او ارضى تــــلونه
وكل ما يفعل المحــــبوب محبوب
اما وواشيه مردود بلا ظــــــعن
وهل يجــــاب وبذل النفس مطلوب
او كان ينصف ما قال انتـــظرصلة
تاتي غدا وانــــتظار الشىء تعذيب
اوكان في الحب اسعاد ومنعطـــف
منه كما كان تعنيــــــف وتانيب
تابى البياض وتابى ان اســــوده
بصيغة وكلا اللونين غربـــــيب
ليت الهوى صـان قلبي عن مطامعه
فلم يكن قط يستــــسدنيه مرغوب

******************************
هوامش
6* عندما كنت مديرا لبيوت المقام العراقي في بغداد والمحافظات من عام2002 حتى2004 اقترحت على وزارة الثقافة ودائرة الفنون الموسيقية تكريم الحاج الرجب بمنحه شهادة تقديرية ولقب فني اخترت نصه بنفسي وهو(خبير المقام العراقي الاول في القرن العشرين) تكريما لتاريخه الحافل وخدمته الطويلة للغناء والموسيقى العراقية والمقام العراقي , فتمت الموافقة عليه , وهكذا اقام له بيت المقام العراقي حفلا تكريميا صباح يوم 14 \ 9 \ 2003 - المؤلف –










7* الموزيكولوجية .. ونعني بها علم الموسيقى , علم متعدد الاختصاصات
يتصدى لدراسة الظاهرة الموسيقية عبر تاريخها الطويل , من خلال المكتوبة والمسموعة معتمدا في ذلك اساسا , الصرامة المنهجية والتقنيات الدقيقة المستعملة في العلوم الانسانية والعلوم الصحيحة , فهو يختص بالبحوث والتفاصيل الفنية لدراسة الموسيقى ونظرياتها وتاريخها وتذوقها , يتبالدرس والتحليل عناصر اللغة الموسيقية وتطوراتها عبر العصور والبلدان والمناطق , ويقوم بدور هام في البحث واكتشاف المخطوطات القديمة والمؤلفات الضائعة او المنسية وتدوينها وتسجيلها , وتفسير الاعمال الموسيقية والتنقيب عن الاعمال التي حدثت في الماضي وتقييمها .. (قطاط , د.محمود , مجلة المجمع العربي الموسيقي , جامعة الدول العربية , نصف سنوية , الموسيقى في سياقاتها الاجتماعية والحضارية , المجلد الخامس العدد الاول , شتاء وربيع 2006 , ص11)
8* الكسلات .. وهي احتفالات شعبية تقام بعد المناسبات الكبيرة وكثيرا ما يبقى المحتفلون اياما اخر بعد الاحتفالات الاساسية مستمرين بالاحتفال وعلى الاخص منهم من الناس الشعبيين وقد اشتهرت هذه الاحتفالات في المدائن (سلمان باك)
9* في يوم 19 / 6 / 2003 الخميس , قمت بزيارة المرحوم الحاج هاشم الرجب في بيته الجديد بحي الجهاد مصطحبا نسيبه وهو استاذي عبد الرزاق العزاوي ود. هيثم شعوبي وصديقنا قصي جاسم الطائي (اختام قصي) حيث اعتدت على زيارته في ايام الخميس حسب الظروف , وفي هذه الزيارة دارت احاديث شتى تخص المقام العراقي وتجربته المقامية ..
10* زيارتي الى الحاج هاشم الرجب في بيته بحي الجهاد يوم 27 / 6 / 2003 وكان معي د. هيثم شعوبي , اذ اشار الى عدم استلام اجره في حين اسلم كل الموسيقيين اجورهم , وقد بدا لي انه يشير الى ان اجوره موجودة ولكنه لم يستلمها ..!!