Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
محاور في المقام العراقي ،المرحلة الثانية 2009 المحور رقم 6

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: محاور في المقام العراقي ،المرحلة الثانية 2009 المحور رقم 6

  1. #1
    مطرب المقام العراقي الصورة الرمزية حسين اسماعيل الاعظمي
    تاريخ التسجيل
    06/07/2007
    العمر
    71
    المشاركات
    190
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي محاور في المقام العراقي ،المرحلة الثانية 2009 المحور رقم 6

    المرحلة الثانية


    المرحلة الثانية


    المرحلة الثانية

    المرحلة الثانية من
    (محاور في المقام العراقي)



    2009



    محاور في المقام العراقي
    دراسة بحثية متسلسلة لمحاور تخص شأن
    غناء وموسقى المقام العراقي
    يـكـتبها في حلقات

    مطرب المقام العراقي
    حسين اسماعـيل الاعـظمي











    الاردن / عمـَّان
    كانون الثاني January 2009
    اليكم أعزتي القراء في الصفحات التالية
    المرحلة الثانية من (محاور في المقام العراقي) التي تم نشر تسعة عشر محورا في المرحلة الاولى من العام الماضي 2008 ، وها نحن نستهل عامنا الجديد 2009 بالمحور رقم (1) والمحور رقم (2) والمحور رقم (3) والمحور رقم (4) والمحور رقم (5) تكملة لمحاور المرحلة الاولى واستهلالاً للمرحلة الثانية .. وهذا المحور رقم (6) مذكــِّراً ، في حال فقدان أية حلقة من حلقات المحاور في مرحلتها الاولى والثانية أن تكتبوا إليَّ لأرسلها إليكم
    ***
    أو الذهاب الى موقع كوكل google والبحث عن (محاور في المقام العراقي) او (محاور في المقام المرحلة الثانية) حيث تجدون كل المحاور منشورة في المواقع والشبكات الالكترونية مع الشكر والتقدير لكل اخوتنا واصدقائنا في هذه المواقع والشبكات













    المرحلة الثانية
    من المحاور المقامية


    المحور رقم
    (6)


    Hussain_alaadhamy@yahoo.com

    00962795820112





    المحور رقم
    (6)
    ********
    صدّيقه الملايه
    (1900-1970 م)
    إن طبيعة صوت هذه المرأة ، ينحو منحى الغلاظة نوعاً ما ، وتحسُّ به احياناً وكأنه يحاول الالتحاق بركب الصوت الرجالي ، مُفتخراً بهذه الميزة التي قد تنفر منها امرأة غيرها .. ولعل من المناسب ان نذكر ان هذه الغلاظه … ان أجيز هذا التعبير .. خدمت المطربة الراحلة صدِّيقه الملايه في غنائها وتعبيرها إذا ماتذكرنا ان غناء المقام العراقي يميل نحو الانفعال الحاد في تعابير ادائه لأمر يتعلق بالتزاوج بين ظروف المنشأ والتكوين بمساعدة روافد عدة … من ناحية اخرى ، لابد ان نذكر أيضاً ان غلاظة صوت المطربة صدِّيقه الملايه لم يكن تكويناً فيزيائياً أو فسلجياً لصوتها ، أي ان هذه الغلاظه في صوتها لم تكن اصيلة وانما جاءت بعد الاجهاد المضني والمتعب لصوتها عند ممارستها الشعائر الدينية بكثرة في مقتبل عمرها ، كذلك كثرة السهر واقامة الحفلات الليلية الكثيرة بعدئذ ، فضلا عن اسباب اخرى .. مما اضفى على صوتها حدة اقتربت من حدة التعابير الرجولية .. وينظر إلى هذه الحالة ، على ان صوت صدِّيقه قد تضرر من جرَّاء اجهادها لصوتها .. لكنها كانت مفارقة ..! فرُب ضارة نافعة .. لأن التجربة النسوية في الاداء المقامي ابتدأت من صدِّيقة الملايه وبواسطة تعابيرها الغنائية التي جاءت بصوتها الغليظ الذي كان له وقعاً مؤثراً في المجتمع المقامي من الرجال خاصة .. الامر الذي ساعد على تهدئة ثورة الرجال التقليديين من قضية دخول المرأة عالمهم المقامي …! وبذلك حصلت صديقه الملايه على مناصرة عدد لابأس به أخذ بالتزايد من الجمهور الذي كان حتى ذلك الحين رافضاً الاستماع إلى المقام العراقي بصوت أمرأة ..! وعليه فقد اصبحت صديقه الملايه بدايه طيبة للتجربة النسوية في غناء المقامات العراقية وبسببها امكننا الحديث عن هذه التجربة التي طال انتظارها زمناً طويلاً .
    ان ظهور صديقه الملايه فـي الغنـاء المقامي ، كان امراً جمالياً وفنياً واجتماعياً اقتحم ذلك السكون الذي استمر قروناً من الزمن ، ذلك الغموض الذي اكتنف الوجود النسائي الهارب .. الهارب من كل شيء .. حتى من نفسه .. من تطلعاته .. من اهوائه الانسانية !! .













    المطربة الكبيرة صديقة الملاية
    صورة
    تمتعت المطربة الرائدة صديقه الملايه ( فرجة بنت عباس ) وهو اسمها الحقيقي ، في العراق بشهرة واسعة وريادة شامخة للصوت النسائي في غنائنا وموسيقانا العراقية .. منذ عشرينات القرن العشرين في مدينة بغداد العاصمة .. وكان من اهم اسباب هذه الشهرة وهذه الريادة .. دخولها المجتمع المقامي وغنائها لبعض المقامات العراقية أسوة بالرجل الذي احتكره لوحده .. الامر الذي جعل هذه الشهرة وهذه الريادة للمطربة صديقه الملايه تجابه بالاعجاب من قبل الجماهير بصورة عامة من ناحية ، وبالتحفظ والحذر من قبل الوسط المقامي وبعض من الجمهور التقليدي الذي ناصرهم من ناحية اخرى .. ولما كان الأمر كذلك .. فان الواقع لابد أن يكون له مبررات وأسباب توحي بمصداقية هذه الحالة .. فبالنسبة إلى جماهير الشعب بصورة عامة .. الذين رأوا ان صديقه الملايه قد اقتربت في تعابيرها الغنائية من مغازلة مشاعرهم وهمومهم العاطفية رجالاً ونساءً .. ليس في مقاماتها فحسب ، وأنما أغانيها أيضاً .. لذلك فانهم يعتبرونها فنــانة شعبية ناجحة ..!
    أما بالنسبة إلى رأي الوسط المقامي وبعض من ناصرهم من الجمهور الذين يتميزون بواقع غنائي تقليدي صارم ينبغي على الجميع الالتزام بشكله ومضمونه كمادة غناسيقية تراثية وبعض من ناصرهم من الجمهور .. فأنهم يرون ان صديقه الملايه رغم انها اقتربت من التعابير الانفعالية الرجالية في غنائها لبعض المقامات التي يتميز بها الغناء المقامي على مدى تاريخه .. وهو امر مقبول بالنسبة لهم .. إلا أنهم يعتبرون مساهمتها بتحرير الاغنية التراثية مـن عفويتها وخروجها عـن الاصول الشكلية في غناء الاغنية ( البسته ) ، أمر غير مفضل بالنسبة لهم ..! خاصة انها انتجت اغانٍ مقصودة كـُتبت ولـُحنت لها وغنتها بصوتها بعد المقامات التي ادتها .. ياللغرابة ..!!
    ان هذا التفسير إذا كان مناسباً لنا عموماً .. فهذا يعني ان صديقه الملايه تكون إذن ، قد ساهمت أيضاً في تنبيه الجماهير إلى أن الاغنية المؤلفة والملحنة من قبل شعراء وملحنين معلومين في المجتمع ثم غنتها بصوتها .. سائرة في الاتساع بصورة ملحوظه .. خاصة عندما غنت اغنيتها الشهيرة ( الافندي ) .
    ومهما كان هذا الواقع ، ومع مايبدو عليه من تباعد ، فان صديقه الملايه مطربة لها قيمتها المشهودة في الساحة الغنائية ، لايمكن تجاهلها أو المرور بها مرور الكرام .
    صديقي المُطلع ، لو تفضلت وتتبعت فحوى تعابير هذه المطربه الأساسي لوضعت إصبعك على عوامل بيئية واجتماعية تتمازج في بودقة هذه المرأة ، لتظهر لنا تعابير غريبة آنئذٍ ، غير أنها مقنعة ، ترجونا أن نعطيها الفرصة ، وأن نصبر من جانبنا حتى نستمع بتجرد .. اما عن العوامل ، فهي مجمل الأحداث الحالمة والأصوات التي سبقتها أو عاصرتها بكل ما تمتلك هذه الأصوات من هبة سماوية ملفتة للنظر أثرت بدرجة ما بمطربتنا موضوعة البحث .. وإذا ماعرجنا إلى العامل الثاني ، وهو الأسى الذي يفرض نفسه ، فان الأحزان عموماً تنبثق من منافذ عدة لتؤثر في مكامن النفس البشرية ، ومن أعماق الوجدان لتصطبغ بنبرة الصوت ، بأنين موجع يهز الجوارح ..!
    أما العامل الثالث ، فأعني به القيود الاجتماعية الصارمة التي عاشتها المرأة .. والقيود هذه وكـأنها عبارة عن نفاذ الاوكسجين من وسط شاسع عن كائن محدد بذاته .. ينظر إليه الجميع نظرة استصغار وإن لم يكن ازدراء مرفوض ككل شيء تقوم به ..! وإن حاولت احداهن التعبير عن مواهبها وقٌبِلَ منها فذاك يكون من المنطلق الغريزي ليس إلا ..!


















    صورة / الكاتب الصحفي الكبير رشيد الرماحي في لقاء مع المطربة صديقة الملاية

    ان الاصوات الحالمة والأسى الذي يفرض نفسه ، والاحزان جميعها تضاف إلى تجربة القيود الاجتماعية الصارمة التي عاشتها المرأة .. وكل ذلك بمثابة الفحوى الأساسي لتعابيرها الاصيلة في هذه الحقبة من بدايات القرن العشرين .. ان أغنية - الافندي – أو أغنية - للناصرية , وغيرها تثير بنا هذه الخيالات والتأملات..
    لقد تمكنت صديقه الملايه ، ليس فقط من وضع حجر الأساس بل ومن تثبيته ، لعنصر المرأة في مشاركتها الرجل بغناء المقام العراقي – ووضع الخطوط العريضة لهذه الجذور ، ومن ثم توالي الاجيال النسوية ..
    ان الشيء المثير الذي يمكن للجمهور المستمع الحصول عليه من مقامات مثل مقام الحكيمي ومقام المحمودي ومقام البهيرزاوي أو أغاني مثل الأفندي وللناصرية ويا صياد السمج أو غيرها .. هو الشعور بالصوت الذاتي .. التعبير الذاتي .. للشعور بالأنا .. الشعور بالخصوصية .. كل ذلك يبرز بقوة كتعبير واقعي عن حقبة التحول التي اتسمت بالاتجاهات الجمالية الرومانسية الحالمة .. وبالتالي اتاحة الفرصة للفرد للاعلان عن امكانياته الذاتية لاول مرة في تاريخه .. ففي العديد من أغاني صديقه الملايه ، تعبر فيها عن تجاربها ، لتظهر شخصيتها بقوة وثقة بنفسها .. تصاحبها لغة غنائية فنية جديدة يمكن وصفها بأنها جميلة جاءت بصوت أدهش الكثير بادىء الأمر .. أهو جميل حقاً ..!! انه صوتها , كان وسيلة للتعبير عن غاياتها وأصالتها كعراقية التي تصدر عن غناء وموسيقى العراق في كل عصوره التاريخية ..









    صورة / المطربة صديقة الملاية وهي ترتدي العباءة العراقية في لقاء صحفي اخر

    اعتقد ان الكتابه عن المطربة القديرة صديقه الملايه .. عملية لاتخلو من صعوبة ، بحيث لايمكننا ذكر كل الدلائل التي تشير إلى كل حياتها وسيرتها الفنية .. وان مايعرف عنها .. انها مارست الاداء الديني منذ بدايتها في جمع من المنشدات من اقرانها مكوّنة فرقة انشادية دينية لأقامة المناقب الحسينية والشعائر الاخرى من الافراح والاتراح وهي تقودهم حيث توصف بالملاية ولطول الفترة التي قضتها في هذه الممارسات الادائية اضافة إلى الحفلات الليلية فيما بعد والايغال في اجهاد صوتها رغم صقله كما يبدو فقد خشن هذا الصوت واصبح يقترب من غلاظة صوت الرجال كما مر بنا .. وقد كانت هذه التجارب التي مارستها صديقه الملايه وعلى الاخص الغنائية التي بدأتها عام 1918 في الملاهي وتوقفت عام 1926 حيث تفرغت لتسجيل الاسطوانات التي كانت تمثل اقتحاماً كبيراً لمسرح الغناء الذي كان يقتصر على الرجال من المؤدين في الاعم الاغلب وفي الحقبة التي تمثلت ببدايات القرن العشرين واتساع تطور العلوم الصناعية – حقبة التحول - ورغم ان المستمع احياناً عندما يستمع إلى بعض أغاني صديقه الملايه يتملكه شعور بالدهشة عن سبب الضجة والشهرة التي احيطت بها ..!! إلا أنه من العدل ان نتذكر .. ان اقل مايمكن الحديث عن هذه المطربة القديرة .. هو كونها أول مطربة .. أو من المطربات الاوائل اللاتي ساهمن في فتح ابواب كانت موصدة أوشبه ذلك في وجه المرأة حتى هذه الحقبة .. ومن الطبيعي ان تكون هناك مطربات قبل الملايه يمتلكن مواصفات معهودة ولكن اهمية الملايه تكمن في اصرارها على تحدي الذات وولوجها غناء المقام العراقي وتحدي الواقع القاسي فاختارت الولوج في هذا المنحى الصعب ذو النفق المغلق كما يراه الجميع …. وعليه فان تجربة صديقه الملايه ومن عاصرنها كجيل أول ومن جئن بعدها كأجيال ثانية وثالثة … ساهمت بصورة كبيرة عن كشف الهوة التي تفصل طموحاتنا الذوقية والجمالية والفكرية عن حدودنا الجمالية والفكرية هذه التي اوجدتها ظروف ابتعادها وعدم مشاركتها الحياة مع الرجل . ولذلك نرى ان معظم نتاجات المؤدين من الرجال أو النساء في حقبة العشرينات من القرن العشرين ، تكشف لنا على ان هؤلاء قادرين على اكتشاف شخصياتهم الفنية الحقيقية وقادرين بذلك على اكتشاف القوى الكامنة للبيئة وتعابيرها الخاصة .. لذا فقد كانت نتاجات صديقه الملايه ومثيلاتها تفيض بأوصاف خيالية ومشاعر جياشة إلى حد الصدق المطلق وإلى حد الخصوصية التامة ..
    يمكن للمتلقي سماع بعض مقامات وأغاني صديقه الملايه ليكتشف الخزين الموجود في تعابيرها الجميلة ، إلا أن الامر يستدعي أيضاً الانتباه والملاحظة والتفكير ليكتشف من خلال تعابيــرها الادائية هذه ، بغدادية وعراقية هذه التعابير …
    لقد ساهمت صديقه الملايه في معالجة هموم المجتمع من خلال نتاجاتها الغنائية ، بصورة متكافئة بالانتقال من الغزل والحنين والعتب والحزن والنجوى والالم والامل والتفاؤل .. و .. و .. بمحاولة اشباع عموم المجتمع اشباعاً نفسياً ومعنوياً . وفي كل النواحي تشير الدلائل إلى أنها ابنة هذا المحيط وهذه الثقافة وهذا المجتمع بكل محتوياته .
    لقد تم التأكيد على التكافؤ في العديد من أغاني صديقه الملايه وعلى طابع الالحان التي تبدو لنا جميعاً انها تواءمت مع جميع كلمات الاغاني التي أدّتها أو المقامات ، أو بالاحرى هي التي استطاعت مواءمة الحانها الموضوعة من قبل ملحني حقبتها مع كلمات هذه الاغاني الموضوعة من قبل الشعراء المعاصرين .. وعلينا ان نلاحظ في أغنية الافندي التي يغلب على طابعها اللحني والشعري ، الحب والغزل في حب الافندي صبري – الحبيب المنشود – تعبير غزلي لتلك الحقبة التي سمحت بهكذا مضامين من تعابير الغزل..











    صورة / الصورة في اواخر الثمانيات في قاعة الاورفلي ببغداد بعد امسية المقام العراقي , يظهر فيها من اليمين الناقد الموسيقي د. علي عبد الامير , الكاتب والشاعر حسن عبد الحميد والفنانين , مهلب الرجب , حسين الاعظمي – المؤلف – جميل جوزي , باهر الرجب , قصي جاسم الطائي , وسام ايوب , صهيب الرجب .

    وهكذا نرى الامر في اغنية اخرى مثل اغنية للناصرية .. التي يبرز فيها تذلل الحبيب لحبيبه والتوسل والحب المفعم بالمشاعر الصادقة ..

    اغنية للناصرية

    وعندما تستمع إلى أغنية يا صياد السمج – نلاحظ فيها محاكاة البيئة ومميزاتها والعتب على الحبيب إذ تتهمه بالتمييز الاجتماعي .

    اغنية يا صياد السمك
    مع النوتة




    وهكذا نتتبع مساهمة صديقه الملايه المغنية وملحنيها وشعرائها في معالجة بعض ظواهر الحياة المعاشة ومشاكلها الاجتماعية …
    ومن انغام مقام المحمودي غنت صديقة الملاية هذا الزهيري

    يامن بسهم الجفا جوجاي خليته
    برياج خلة شبيه الصـبر خليته
    خلة جفيته بدار الغـرب خليته
    عاهدتني بالعهد ما عاشر وليف سواك
    اليوم الك ربع فـــانو صافين سواك
    ان جان هذي مودتنـــا وهذا سواك
    ارضى بلاكن عهودك وين خليته
    ومن انغام الصبا هذا الشعر مع الابوذية

    لا السيف في الشرق يرضيني ولا القلم
    اذا سيف الحر في كلاهما منثلــم
    سيف الحر والقلم ما ينفع مصيبة لان غارات الدهر عل الحر مصيبة اذا صبت الهدف كللي ما اصيبة اغمدة بالياس والالـــــــم بيديـــة
    *****
    وليلي ما يشوف الراح من هام عليل وما كطعت النوح من هام لون يوصل اليّ كتاب من هام اطيب وما يضــل كـل الــــــم بية

    وفي مقام المدمي غنت صديقة المقام المدمي هذا الزهيري
    تميت احوم على شوفك بس اروحن ورد
    وابغي وصالك واروم من المراشف ورد
    محتوم ذكـــرك علينه بالفروض ورد
    من حيث باسمك تتم فروضنا والدعـى
    رضوان حسن الحواري بوجنته وادعى
    والورد قدم لوايح وشتكى وادعـــى
    ويكول انت الورد وشلون تشتم ورد

    ان كل منحىً من تعابير ومقاصد هذه الاغاني وهذه المقامات يعد انجازاً جيداً للمطربه صديقه الملايه نسبة لحقبتها الزمنية .. ويوحي كل نتاج من نتاجاتها بالتطور عن الحقبة السابقة لها . التي تقودنا بالتالي إلى الأمل والتفاؤل ..

    * * * * *

    من المشاكل في بلدنا والوطن العربي أيضاً ، التي يواجهها الباحثون والكتاب والنقاد الموسيقيون عند الحديث أو الكتابة عن نتاجات فنانينا السابقين ، مشكلة جمع الدلائل والمعلومات التي تخص كل فنان .. إضافة إلى فقر المصادر الاخرى عن حياته ونشأته وكل ما يحويه الموضوع من إشارات تستحق الذكر .. فكيف يتسنى للباحث أن يعرف أو أن يحصل على معلومات كافية عن الفنان ، وكيف يتأكد من صحة الادلة غير المكتشفة من قبله والتي قد تساعده في القاء الضوء على موضوع البحث ؟ ومن ثم تساعده على إعادة التقييم في بحثه !!! إضافة إلى أن هناك تساؤلات اخرى تبقى بلا إجابة شافية ، هكذا واقع معاناة الباحث .. لا تواريخ .. لا دلائل .. لا معلومات كافية عن فنانينا السابقين .. وبالتالي يخضع البحث في أكثر تفصيلاته إلى التحليل والتدقيق وذكـاء وفطنة الباحث بصورة عامة .
    إذا أردنا أن نفكر بصورة تجريبية لأجل التأكد من صحة بعض المعلومات المتوفرة لدينا عن الفنان التي تستند اليها مناقشة الباحث وتدقيقه ، عندها يجب أن يكون كل باحث متنبهاً إلى ابعاد هذه المعلومات من نواحي كثيرة . لأن أية تفصيلات يصل إليها الباحث قد تكون تفصيلات مهمة وفريدة في ذاتها .. هذه هي الإمكانيات المتاحة التي يسير عليها الباحث ويضع تحليلاته المحدودة ، كشأن دلائل معظم الفنانين الآخرين من السابقين أو المعاصرين لصديقه الملايه .. ولذلك يستند هذا الكلام إلى التفسيرات المحددة لتلك الدلائل ضمن إطار الافتراضات المحدودة .. وبالتالي فأن الموضوع ينتهي في معظم الأحيان إلى كونه مرتبكاً أو بحاجة إلى مراجعه ، لذلك فقد أربكت الكثير من الجهود البحثية عن فنانينا.. ليس لكونها محدودةً أساساً فحسب ، بل لعدم الوصول بها إلى حد القناعة التحليلية، وفشلت الكثير من هذه البحوث لهذه الاسباب .
    تبرز التعابير كأبرز مالدى الباحث الموسيقي ليتحدث عن أي فنان عندما يستسلم إلى فقر معلوماته الاخرى التي يحتاجها كون أن هذه التعابير واضحة عبر النتاجات الادائية المتوفرة لدى الباحث فهي شيء محسوس أكثر مما هي رمز تاريخي أو معلومة نظرية عن الفنان قد تكون غير دقيقة .. وهو الارجح في أغلب الاحيان .. ففي كل أغنية أو مقام أدّتهما صديقه الملايه مثلاً ، توجد تلميحات وأيماءات عن واقع الحياة التي عاشتها في حقبتها الزمنية ، سواء في ادائها أو اللحن أو الكلمة المغناة .. وكذلك يوجد تأكيد على امكانيتها الفنية في الاداء والتعبير بصورة عامة وربما تفصيلية ما إستقرأته مرة اخرى واستعطفته الهمها تعبيراً مزدوجاً وحباها بنوع ما من الخلود .. وبطبيعة الحال لا يسعنا الا ان نؤكد أن كل لحظة تمر من عمر الزمن هي مهمة جداً بذاتها .. كذلك أن أي تاريخ مهما كانت درجة أصالته وأصالة مضمونه يكون مختلفاً عن غيره من التواريخ من نواحي عديدة .. وعليه فلغة التعبير التي جاءت بأداء صديقه الملايه لأغانيها ومقاماتها تختلف بصورة واضحة وجلية عن تعبير أي مؤدِ أو مؤدية من المعاصرين لها من الناحية الفردية رغم تشابه الجميع ضمن تعابير الحقبة الزمنية في خطها العام . فالذوق يختلف من شخص لاخر..
    ان الكتابة عن التاريخ الفني وابطاله الفنانين ، أمر مثير ومريب في نفس الوقت .. لأننا بصدد اعادة ترتيب للمشاعر والعواطف الاساسية التي عاشت قبلنا رغم أننا نستفيد منها كتجربة مع الافتقار الى معلومات رصينة تفيد التحليل ولا تستبدله او تنهيه فهي الدلائل المادية الغنية على ما نذهب اليه.. لذا فعلاقة الباحث مع بحثه ان اختص باستقرار للمشاعر والعواطف ستكون اصعب من جهة وارقى من أي منحى , خاصة اذا مس الباحث بشفافية ورِقّة وحنان هذه السمات الانسانية الخلابة , على ان يكون الصدق والموضوعية والدقة رائدة .
    أن أغنية – الافندي صبري – لصديقه الملايه التي تعتبر أشهر أغانيها بل وأجملها جميعاً .. غنتها في العشرينات .. وهي مثال جيد لجودة أساليبها الادائية وافكارها .. ومن الطبيعي ان تكون هناك أغانِ اخرى قد تمر دون ان نلاحظ اهميتها ، إلا إذا استمعنا اليها بصورة دقيقة وكذلك إذا كنا على معرفة بكل أو معظم نتاجات صديقه الملايه .. مثل مقام الحكيمي ومقام البهيرزاوي ومقام المحمودي أو الابوذيات أو الاغاني .. حيث نرى ان كل هذه النتاجات تؤكد الناحية المعبرة عن الخصوصية العراقية والبغدادية وتؤكد على نواحي من فيض العاطفة والشعور التي تعيدها الان وكأنها موجودة بيننا بكامل تفصيلاتها .. ومن ناحية اخرى فأن نتاجات صديقه الملايه تؤكد كما ارى وقدر مااستطيع ان اعتمد عليه من معرفتي وقيمي الثقافية التي امتلكها بخصوص المستوى الادائي لهذه النتاجات والاسلوب الادائي وحبكته بصورة عامة .. تؤكد على فرضيات محيطنا الذوقي والجمالي في تلك الحقبة أو بعدها .. وبالتأكيد فان الروح التعبيرية لدى صديقه الملايه عن عراقيتها وبغداديتها هي ابرز مانلاحظه .. وقد نندمج كثيرأ جداً اثناء سماعنا لنتاجات صديقه الملايه لانها لاتزال تعبر عن همومنا العاطفية رغم قدم هذه التسجيلات ..!! وبالتالي فأننا نشعر بالامتنان من هذه النتاجات التي تثير احاسيسنا وعواطفنا ووعينا بحقبتنا ومحيطنا .. فهي تؤدي إلى إثارة المتعة والرهبة والدهشة والحيرة والأمل دون ان تثير اليأس فينا ..
    أنه لشيء مستحيل ان نحلل نتاجات فنية غنائية وموسيقية ونتحدث عن جميع الاغاني والمقامات التي أدتها المرأة العراقية في صفحات قليلة كصفحات هذا البحث لهذا المحور .. إذ يحتاج الأمر إلى كتابة مجلدات عدة لنفي بغرض هذا التحليل .. بل من المستحيل أيضاً .. أن نحلل نتاجات واحدة منهن في بحث تكون فيه صديقه الملايه واحدة فقط من عيناته ..!
    على كل حال .. ان بعض مميزات الاداء المقامي المعاصر ذات مساس مباشر بالاداء المقامي مطلع القرن العشرين باعتباره تراثاً وطنياً …. فقد كانت صديقه الملايه قد صبّت جل اهتمامها في تلبية طموحاتها الفنية وتدعيم موقفها الشجاع بما فيه من مصارحة اجتماعية عامة وكذلك معارضة فنية من قبل الوسط المقامي باعتبارها رائدة التجربة النسوية في الاداء المقامي ، واستطاعت في النهاية من اختراق هذه الحواجز ، حيث لم تكن تعنيها اشياء غير قناعاتها ، واحجمت عن جميع المشكلات متحدية كل المحيط .. فقد كان بمقدورها ان تؤثر في الاداء المقامي بصورة ملحوظة .. وقد اثرت .. وأن اداءها للمقامات في هذه الحقبة يمكن ان يعتبر اسهاماً ممتازاً .. وقد كان .. لانها استطاعت أن تبين في أقل تقدير .. قدر من الفن لاغنى عنه .. فيه حركة جديدة نشطة من واقع رتيب إلى واقع جديد من النمو .. فليس هناك بُعدٌ او فجوة في العلاقة عن موضوع الاداء المقامي التقليدي .. فلا هي لجأت إلى استعارات لمجرد التجميل في الاداء المقامي .. ولاهي حاولت ان تتغلغل في فكر وشعور الرجل لذات الفكرة .. وليس معنى هذا ان المطربة صديقه الملايه كانت تبعد كل المحسنات عن اسلوبها الادائي عندما يكون نتاجها نفسه جميلاً .. ولكن الموضوع هنا يستلزم اظهار قيمة الحدث وقيمة اختراق الحواجز ونجاح التحدي والامكانية الفنية العالية .. ويكون هذا الحدث اكثر وضوحاً وفهماً عندما توضع أمامنا الدراسة التاريخية المريرة التي مر بها العراق خلال القرون السبعة المنصرمة ... ان أغنية الوطن .. هي أغنية الارض .. أغنية الرافدين .. أغنية دجلة والفرات .. انها تنبع من المرأة العراقية كما تنبع من الرجل سواء .. من هذه الجذور العظيمة .. من دلالات كبيرة .. أنها مثل شجرة معطاء تحيط بالمكان وتملئه خيراً وفيراً ..








    صورة / خبير المقام العراقي الاول في القرن العشرين الحاج هاشم الرجب يتوسط الصورة , عن يساره عائدة الخطيب , وعن يمينه عبد الرحمن خضر ويقف خلفه من اليمين , حمزة السعداوي , مع مجموعة من طلبة معهد الدراسات النغمية العراقي ويظهر المؤلف واقفا في اقصى اليسار ويظهر ايضا باسل كامل وفاضل خيوكة وميسان عارف ومحي ود. صباح عبد النور وجمال عزيز ومحمد عبد الجبار وهيثم شعوبي ومحمد زكي عام 1975.
















    زهـور حسـين
    (1924-1964م)
    تعتبر أغاني ومقامات المطربة الكبيرة زهور حسين ، أحسن ما يمثل الغناء الذي يمتاز بأسلوب وتعابير شعبية الطابع ، الذي نتج عن تجارب الشعب العراقي خلال النصف الأول من القرن العشرين ، ومع أن زهور حسين كانت عفوية وتلقائية في تعابيرها وهو ما يؤكد صدقها في الغناء ، إلا ان نتاجاتها بصورة عامة كانت رصينة بحيث امتزج عقلها مع قلبها لتعبر ببساطة غاية في السهولة عن هموم ومشاكل المجتمع في حقبة انتصاف القرن العشرين وما يحيطها من عقود زمنية ( حقبة التجربة ) ، فسرعان ما ثبتت زهور حسين نفسها في ذهن ومشاعر معظم فئات المجتمع العراقي الاجتماعية والذوقية … ولم تكن الظروف المعاشة نفسها هي الشيء الوحيد الذي عبرت عنه ، واظهرته زهور حسين وإنما تعدتها إلى التفاؤل بحياة المستقبل بعد مرور هذه الحقبة التي عاشتها , فان اغانيها ومقاماتها على قلتها .. ما أكثر ما نستمع اليها حتى الان ونحن تجاوزنا القرن العشرين !! صور متاملة ترسخت كلها في ذهن ومشاعر الشعب العراقي .. لقد كان هناك مطربون اخرون ممن ارشفوا ووثقوا بتعابيرهم الفنية في الغناء ظروف الحقبة التي اتسمت بظروف التجربة .. ولو تطلعنا الى الساحة الغنائية فيها لوجدنا فنانين كبار يشار لهم بالبنان امثال سليمة مراد ويوسف عمر ومائدة نزهت وعفيفة اسكندر وفاروق هلال .. لقد ظلت ظروف التجربة هي المنبع الاساسي في اغاني ومقامات الفنانين ، فقد كان الجمهور مذ وجد صورة ناطقة تعبر عن كوامنهِ وهمومه من خلال استماعه إلى غناء زمنه من فنانين استطاعوا أن يصلوا إلى اعماق عواطف الفرد العراقي .. بنتاجات تضمنت عرضاً متسلسلاً موحداً لما جاء متفرقاً في أساليب اعداد كثيرة من الفنانين … وقد كان لزهور حسين سابقة في هذا الخضم من التعابير الفنية المختلفة وذلك في تصوير اقرب وأوقع أثرا لمشاعر المرأة العراقية .. وان ما أكسب زهور حسين اهمية هي أنها أوجدت من هذه التعابير ، حضوراً دقيقاً حياً للأغنية الاقليمية لفن الغناء في العراق .
    ومعنى هذا ، انها لم تكتف باستغلال الفائدة التي حصلت عليها من معاصريها الفنانين فقط ، أو تنمية النواحي الجمالية الحسنة في الذوق الذي اكتسبه الجمهور . وانما عملت بصدق يتسم بالبراءة في عكس ظروف هذه الحقبة التي عاشها العراقيون عند انتصاف القرن العشرين ، ضمن تجاربها الخاصة ومن ثم نمّت إمكانياتها ، فمادتها كانت خبرتها وخزينها .. وما كان عليها إلا أن تقاوم ظروفها وبالفعل فان المقاومة والتصميم اصبحا اسلوبا وسلوكا ومنهاجا ، وتكلل النضال هذا بنجاح هائل حتى جعلت من فنها الغنائي شيئاً خاصاً يعكس هويتها وأسلوبها الخاص المميز – لتصيب النجاح والاستقرار الفني .. لقد كانت فنانة مقتدرة في فنها متواضعة في طرحها متبسطة فيه ، كل همها ان تحكي هموم الناس للناس فتحاورهم وتناجيهم دون انفعال او تصنع.











    صورة /
    إن من حسنات زهور حسين اهتمامها وحبها لفن الغناء الذي تولعت فيه بمحيط امكانياتها الجيدة الواضحة في تسجيلاتها الصوتية .. فهي لم تكن تمتاز بأنها صاحبة أفكار موسيقية ، وسوء حظها كان في ان بعض ما أنتجته من تسجيلات غنائية لم تكن جيدة حيث لم تكن على استعداد للغناء عند التسجيل في الأستوديو وكان صوتها مبحوحاً ومتعباً أو على الأقل لا يفترض ان تسجل في الأستوديو وصوتها على هذه الحال ولا يفترض ان تتعبه من كثرة السهر الذي يؤثر سلباً على الحنجرة الذهبية ونحن نعلم ان للانسان طاقة محدودة يتوجب عليه بعد عمل ما أن يخلد إلى الراحة … ان خير ما يمكن التوصل اليه كدليل على مدى ماقدمتـه زهور حسين للأغنية البغدادية والعراقية الحديثة الملحنة والمؤلفة ، هو ماعملته في سبيل توطيد اسلوب البساطة والسهولة في التعبير ، شأنها في ذلك شأن المطرب الكبير يوسف عمر .. ان عنصر الجمال في البساطة هو التمسك بالحقيقة الواضحة والاجتهاد الواعي من اجل الدقة المطلقة في جعل كلمات الأغنية ولحنها وغنائها مساوياً للتجربة الخاصة ومعبرا عن حقبة التجربة برمتها … فقضية البناء الادائي والاسلوب اصبحت وثيقة الصلة بحقيقة مميزة لا تقبل النقاش حيث تنتظم في اطارات مفعمة بالمعنى من داخلها وهي الحقيقة المميزة ..
    ان الكثير من النتاجات الغناسيقية في حقبة التجربة مدينة لجوانب كثيرة من المعرفة والعلم اللذين يستحقان تنويهاً خاصاً كجزء مهم من تاريخ الغناء العراقي الحديث . فان فناني هذه الحقبة هم ثمرة الجهود الفنية والعلمية لحقبة التحول التي سبقتها .. إذا شئنا قدراً اكبر من التحديد, فأننا نستطيع القول أن التطور الفني والاكاديمي لفنون الموسيقى أو الفنون عامة في حقبة التجربة ذو أثر بيّن في نظرة الفنانين إلى فنهم .
    ان الأغاني والمقامات التي سجلتها زهور حسين بصوتها ، المميزة بسهولة اسلوبها المعبر التي تنبىء بادىء ذي بدء بصورة متلائمة ومنسجمة عن سهولة في شكلها ومضمونها بدون أي تعقيد .. الامر الذي توفر للمتلقي راحة ومتعة ووقتاً للاستيعاب العاطفي دون جهد يذكر.. ويذكرنا ذلك في مقام الدشت المغنى من قبل زهور بقصيدة الاحوص ابن جعفر.

    ألا لا تلمه اليـــــوم ان يتبلدا
    فقد منــــع المحزون ان يتجلدا
    اذا انت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى
    فكن حجراً من يـابس الصخر جلمدا
    هل العيش إلا مـــا تـلذُّ وتشتهي
    وان لامَ فيـــــهِ ذو شئانٍ وفندا

    ولها مقام دشت اخر تقول فيه :

    لقد سار الحبيب فـلســـت ادري
    الى أيــــن المسير يا نور عيني

    والحقيقة اقول في هذين المقامين (مقامي الدشت) ان زهور كانت فيهما تغني الدشت باجمل ما يكون من التعابير وربما تكون اجمل من غنى مقام الدشت في تعابيرها الشجية .. وقد نستطيع القول وبسهولة أيضاً .. ان اغانيها المسجلة بصوتها ، تمتاز أيضاً بنجاح واضح ، بل هو نجاح ساحق في انسجام صوتها مع لحن الأغنية وكلامها المغنى وبصورة تثير الاعجاب وباستطاعتنا الاستماع إلى معظم اغانيها ومقاماتها القليلة التي سرعان مانكتشف هذه الحقيقة وهذه الميزة الايجابية.
    وبصورة عامة ان اغاني زهور حسين ، أغانٍ شعبية مباشرة أو شبه ذلك, أغانٍ يمكن ان اصفها بأنها أغاني بريئة، سليمة المقاصد ، عفوية رغم أنها من الأغاني العقلية المقصودة ، أي الأغاني التي لها ملحن معروف وكاتب معروف ومغني معروف .. انها أغانٍ تفرض على المتلقي التخلي عن غرائزه المجردة .. وتؤكد وجود الغرائز العاطفية السامية وتحركها بحيث تسمو بالمتلقي إلى آفاق الخيال والحب والشجن .. كما ان هذه الأغاني تمثل أيضاً البراءة الحزينة ، البراءة الشجية ، البراءة المتفائلة .. بأدائها الحزين الممتزج بالشجن والعاطفة والتفاؤل المعبر عن كل تاريخ بغداد والعراق .. ويصل التصور إلى أن هذه الفنانة كانت تتوخى في اختيار الكلمات الغنائية معانِ محددة، تشترط على المؤلف ان لا تخلو من السمو والود وحب الوطن وأنها تذكر الناس دائماً بالوطن بالحب بالسلام بالأم بالأب بالأخت بالأخ بالحبيب بكل الناس .. ويبدو لي أيضاً أن هذه التعابير الغنائية لزهور حسين، تكشف الصورة الحقيقية عن الخطيئة الظاهرة في سلوك البشر .. ومن ثم تدعو إلى التأمل ومراجعة الذات ..!! استمع عزيزي القارىء إلى بعض أغانيها مثل – أخاف احجي – خاله شكو – مقام الدشت ( إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى ) – انت الحبيب – يابنت البلد – حلو حلو هوايه حلو – مقام الدشت ( لقد سار الحبيب فلست ادري) – جيت يهل الهوى – آني اللي اريد احجي والعالم يسكتوني – سلمه ياسلامه – غريبه من بعد عينج يايمه – يابنيه عليج الله – اويلاه يابه – وغيرها الكثير .
    لقد غنت هذه المطربة العراقية الكبيرة زهور حسين .. الكثير من الأغاني القديمة والجديدة نسبة لحقبتها التي عاشت فيها .. وامتازت هذه الأغاني بجماليتها الاقليمية وخصوصيتها المعبرة عن واقع الحياة البغدادية منتصف القرن العشرين بالرغم من انها قضت شطراً من حياتها في كربلاء من خلال صوتها الذي عبرت بواسطته عن هموم ومعاناة المرأة العراقية أكثر من أي مطربة اخرى ، باسلوبها الشعبي الذي وصلت بواسطته إلى معظم او جميع فئات الشعب الذوقية ، ودغدغت جوارحهم وتلاعبت باذواقهم فحركتها بشفافية وغزل ، وبهذا الحضور الشعبي لاغانيها فقد عاشت زهور حسين حقبة فنية ممتعة زخرت بمجموعة من الأغاني ذات الروح البغدادية والعراقية ، فقد ولدت في كربلاء عام 1924 وكانت نشأتها الأولى فيها ، وفي طفولتها انتقلت إلى بغداد وعاشت فيها معظم حياتها ، فامتلكت الكثير من مميزات البيئة البغدادية وخصوصيتها ، وعبرت بأدائها الغنائي عن حياتها الاجتماعية ، فكانت زهور حسين مطربة مليئة بالشباب والمهارة الغنائية .. وكانت اغانيها عموماً قد امتازت بعامل مشترك بالتعبير بروح ادائية وصلت من خلالها إلى اعماق مشاعر وعواطف الانسان العراقي ..








    صورة / المطرب والملحن الشهير رضا علي

    ان الاسلوب الادائي السهل الذي تمتلكه زهور حسين في اغانيها ، وكذلك وضوح معاني الكلمات التي تكتب لاغانيها بصورة عامة .. إضافة إلى المسارات اللحنية التي يضعها لها ملحنون جيدون عاصروها .. قدر لهم جميعاً أن يتفقوا بما يهدفون لايصال ذلك إلى المجتمع كرسالة انسانية تعبيرية تعكس واقع الحياة التي يعيشونها معاً .. حتى يصل الامر إلى الاعتقاد بوجود تصور وشعور لدى أي فرد في المجتمع بأن هذه الاغنية أو تلك لزهور حسين هي من ممتلكاته الخاصة أو جزء منه .. لانها عبرت عن همومه ومشاعره بصورة مباشرة كما يبدو .. ان غناء وتعبير زهور حسين التي اثارت احاسيس الذوق النسوي الشعبي بكل فئاته وبصورة أكثر مباشرة من غيرها من المطربات الاخريات .. حيث تفاعلت بصورة مؤثرة ومميزة مع الكلمة واللحن . او بالاحرى كان تفاعل الجميع .. زهور حسين كمغنية وملحنوها أمثال عباس جميل ورضا علي * وكتاب أغانيها أمثال سيف الدين ولائي ومجيد معروف وجبوري النجار وغيرهم ، هؤلاء تفاعلوا بكل عنفوان وكأنهم بصدد صنع سبيكة ذهبية غاية في الذوق والفن قابلة لأن يخلدها التاريخ – تفاعلوا كما لم يتفاعل غيرهم بمثل هذه العلاقة فيما بينهم وبين جمهور المستمعين .. فكانوا بذلك سهلاً ممتنعاً حقاً ..! مع شعورنا الدائم ، أنه رغم هذه السهولة في التعامل الفني مع الجماهير فأننا نجد أنه من الصعوبة بمكان أن نلاحظ مقطعاً لحنياً أو جملة ما في أغنية أو مقام لزهور حسين يمكن أن نحذفه من العمل ، والعكس صحيح حيث لا نشعر أنه من الأفضل زيادة في مقاطع وجمل أية أغنية لزهور حسين لأن بناءها اللحني يكاد ان يكون متكاملاً مع الكلمة والأداء وأنها أعمال رصينة ومتزنة وبسيطة عبرت عن مشاعر المتلقي بصورة ليس فيها أي تعقيد او تقصد أو تعالِ أو تصنع .
    عاشت زهور حسين حقبة زمنية فنية جيدة ، عاصرت فيها موسيقيين ومطربين افذاذاً من ثمار الأجيال الأولى للدراسات الأكاديمية الموسيقية خاصة من طلبة معهد الفنون الجميلة الأوائل أمثال جميل بشير وسلمان شكر وسالم حسين وغانم حداد ومنير بشير وحسين عبد الله وآخرين غيرهم ممن عملوا في مجال التأليف الموسيقي والإعداد الموسيقي واللحني ومرافقة المطربين الذين أرّخوا لهذه الحقبة من انتصاف القرن العشرين أعمال ونتاجات غاية في الاهمية لتاريخ العراق الحديث والمعاصر في الفن الغناسيقي وكانت هذه الحقبة ومابعدها هي خلاصة لحقبة التحول من بدايات القرن العشرين حتى هذه الحقبة من التجربة في الثقافة والفن في العراق .. وقد امتازت حقبة التجربة أيضاً بالتطلعات الفنية الاخرى خارج المحلية والاقليمية أملاً فـي التفاعل الفني والثقافي للبلدان حوالينا خاصة منها البلدان العربية . وقد ساعد على ذلك التطور النسبي لأجهزة التسجيل الصوتية واتساع أفق المذياع بحيث وصلت قوته إلى ان تستمع إلى إذاعات بلدان اخرى وانت مقيم في بلدك ، الامر الذي ساعد على تقوية عنصري التأثر والتأثير .. وقد لوحظ. وكانت ملاحظة قيمة.. ان عقد الخمسينات, بلغت فيه الاغنية البغدادية شأوا ملفتا للنظر فقد سيطرت على الساحة الغنائية مما حدا بالملحنين ان يقصروا استقاء مساراتهم اللحنية وتعابيرهم من الخزين المقامي العراقي البغدادي.
    الى جانب مقامي الدشت اللذين غنتهما زهور حسين, هناك مقام الهمايون الذي اختارت له زهور ثلاث ابيات شعرية جميلة, وهذا المقام يتناظر في تفرده الادائي وجماله مع مقامي الدشت , فقد كانت تعابيرها الادائية خاصة تماما في مزجها لروح التعابير الفارسية مع روح التعابير العراقية وبمسارات لحنية مغايرة لما هو مغنى في بغداد ، وهي منصهرة في تعابير امرأة ، وهي تغني المقام العراقي ، انها مضامين تعبيرية جديدة بلا شك وفي هذين المقامين ، الدشت والهمايون تبدو زهور حسين في قمة نجاحها الادائي الفني وتكاد ان تكون اجمل من غنى هذين المقامين ، ولنستمع الآن الى الابيات الثلاثة الجميلة .

    اشــكو الغرام وانت عنـي غافل ويجد بـــي وجدي وطرفك هازل
    يـابدر كم سهرت عليك نــواظر يـاغـصن كم ناحــت عليك بلابل
    البدر يكمل كل شــــهر مرة وهــلال وجــــهك كل يوم كامل
    استقى ملحنوا هذه الحقبة مساراتهم اللحنية وتعابيرهم من الخزين المقامي العراقي البغدادي مثل أغنية عفيفة اسكندر ياحلو يا أسمر كلمات الشاعر اللبناني نيقولا فوستاس والحان أحمد الخليل – وغيرها الكثير.

    يا حــــلو يا اسمـر

    يا حــــلو يــا اسمـــــــر غنــــى بـ،ك الســـُّـــمَّر
    رقّوا ورقَّ الــــــــــــهوى فــي كــــل مــا صــوروا
    مــــا الشـــعر مـا ســـحره ما الخــــــمر ما الســــكر
    ينـــدى على ثـــــــــغرك مــــن انفاســـــك العنــبر
    يا حــــلو يا اسمـر
    والليــــــــل يغفــــو على شعــــــــــرك او يــقمر
    انت نعــــــــــــيم الصبا والامــــــــــــل الاخضر
    مــــــــا لــــهوانا الـذي اوراق لا تثــــــــــــمر
    يا حــــلو يا اسمـر
    قــــــد كان من امـــــرنا مـــــــا كان هل تذكـــــر
    نعصــــــــــر مـن روحنا اطـــــــــيب ما يعصـــر
    بالـــــــــــروح الى الليل مـــــا يــــــرقص او يسكر
    نبنيـــــــــــــه عشا لنا يا حــــــــلو يا اسمـــــر
    يا حــــلو يا اسمـر
    يا حــــلو يــا اسمـــــــر غنــــى بـ،ك الســـــُّـمَّر
    رقّوا ورقَّ الــــــــــــهوى فــي كــــل مــا صــوروا
    مــــا الشـــعر مـا ســـحره ما الخــــــمر ما الســــكر
    ينـــدى على ثـــــــــغرك مــــن انفاســـــك العنــبر
    يا حــــلو يا اسمـر

    كذلك الشأن مع كتاب هذه الأغاني ، لذلك نرى أن التركيب اللحني والشعري لأغاني هذه الحقبة ومنها أغاني زهور حسين طبعاً ، يقودنا إلى فهم سهل للأغنية أو للنتاج الفني الغناسيقي بصورة عامة ، وعلى هذا فأن الانسجام الذي يتم في مواد الأغنية – الأداء واللحن والكلمة – وهو ما تحسه واضحاً في أغاني زهور حسين ، نراه يجبر المتلقي والمتلقية على استيعاب تعابير هذه الأغنية أو تلك .. هكذا تكون العلاقة صريحة جداً بين المؤدي والملحن والكاتب وبين جمهور المستمعين ، إلى حد يصل فيه المتلقي أن يشعر أنه بمنزلة الفنان الذوقية والجمالية والثقافية .. الفنان الذي يفهم الكثير عن فنه .. هكذا الاندماج إذن .. خاصة في أغانٍ لزهور حسين مثل – غريبه من بعد عينج يايمه – خاله شكو – تضحكون اضحكلكم – سلمه ياسلامه – مقام الدشت - أخاف احجي … ومن جديد يكون هذا التطابق التعبيري أثراً في الكشف عن هذا الانسجام المقنع بين المؤدي وقوة علاقته بالمستمع .. وفي الناحية الاخرى فان هذا الاثر يكشف لنا عن الامكانية الكبيرة في ردم الهوة الموجودة في انفسنا والخيالات التي نصورها للاخرين .
    ان الخيالات التي تزهو بها أغاني زهور حسين من أداء ولحن وكلمات ، تتمتع بميزات جديدة في الاستماع ، ويمكن ايجاد تفسيرات لها في المجتمع العراقي المتلقي لها ، فهذه التأملات والخيالات تثيرها ظروف العراق الحديث والمعاصر وتثيرها الرجولة ، تثيرها الكرامة ، تثيرها احترام المرأة . وعندما تحدث الاختلافات في التعابير عن هذه الاسس والقيم ، فأن السبب الرئيس يكون في عدم انسجام المؤدي مع اللحن والكلمة المغناة ، أو تنافر الجميع فيما بينهم ، عندها يكون النتاج صلباً وقاسياً ومتنافراً لايمكن للمتلقي أن يتواصل معه بطبيعة الحال . ولذلك فأننا نرى من جديد أيضاً ، أن تركيب أو انسجام الأغنية فيما بين مكوناتها وعناصرها الرئيسة ، في حد ذاته ، يساعد على تأكيد المعنى وتأكيد التأثير وتأكيد الانسجام مع جمهور المستمعين ، ولعل شيئاً رائعاً ، ذلك الذي تحسه في أغاني زهور حسين ، هو بساطة الصفة الاحترافية - ليس ضعفاً - حيث لاوجود للتصنع والتكلف في أي شيء يخص فنها .. أنها طبيعية وعفوية وبريئه وواضحة.. حيث تبدو لنا هذه الشخصية أمراً نادراً في الوسط الفني ، وعلى هذا ندرك أن في أغاني زهور حسين ، ماضياً يتصل بالحاضر كما يتصل هذا الحاضر بالمستقبل ، وعلى هذا أيضاً ومن جانب اخر ، فأننا نكتشف أن ردود افعال المستمعين إلى أغانِ زهور حسين وتأثيرها عليهم, هي في الحقيقة ليس تأثيراً خاصاً في اسلوب حياة ما ، أو طبقة معينة دون غيرها في المجتمع .. بل انها تعني المجتمع بكل فئاتـه الطبقيـة والذوقية – أنـه النجاح الكبير فعـلاً ..
    لقد اشتكى الكثير من النقاد الموسيقيين وكذلك من المهتمين بشؤون الغناء والموسيقى والمقام العراقي ، من الظروف الميلودرامية في بعض نتاجات زهور حسين وهم محقون في ذلك كثيراً .. خاصة حين أدت أبوذيات وتعابير أخرى في أغانٍ هي في حقيقتها أغانٍ ريفية في وقت توجد فيه مطربات ريفيات يتمتعن بأصالة ريفية وهن أهل لذلك في حين أن زهور حسين مهما كانت نشأتها الأولى في محافظة كربلاء ، فأن جل حياتها كانت في العاصمة بغداد ، وبالتالي فهي عاشت في كل الاحوال في المدينة – لذلك فأنها لم تستطع بطبيعة الحال أن تعبر عن ذلك الصدق البيئي العفوي لروح الحياة الريفية وعليه فهي لم تنل ذلك النجاح الذي يحسب لها في هذا المنحى ، ولم تحصل على ما تبتغيه - استمع عزيزي القارىء إلى تسجيلات زهور حسين في هذا الشأن ثم استمع إلى المطربات الريفيات مثل وحيده خليل وريم وحمديه صالح وغيرهن ، ولاحظ أصالة التعابير عن واقع أو حقيقة الحياة ، حقيقة البيئة .. على كل حال فأن أغاني زهور حسين في معظمها تمثل رواية الواقع الحياتي لبغداد والعراق عموماً وظروفه المعاشة في كل نواحي الحياة ، أن أغاني زهور حسين هي امتداد للأغاني العقلية المقصودة التي نشطت من جديد اواخر القرن التاسع عشر حتى هذه الحقبة من القرن العشرين والمقبولة مهما كانت الملاحظات الفنية ، في معظمها ردود افعال للبيئة سواء المدنية أو الريفية أو البدوية أو باقي البيئات والخصوصيات الاخرى .
    لقد نجحت زهور حسين في تزويدنا بعالم خيالي عاطفي غني في أغانيها .. ثم التعبير عن محيطها البيئي في كل ذلك بواسطة أسلوب ادائي فني عفوي في الأعم الاغلب ، وقد يكون هذا العالم الخيالي صميمياً معبراً عن الواقع بصورة مباشرة ، أو ربما يدل على أشياء اكثر حقيقة من المجتمع الذي الهمها هذه التعابير .. لقد كان اداؤها مميزاً بكفاءة عالية ثم عفويته وبراءته الذي يتخلله حنين الرقة والعطف والشعور الذي لم يذهب هباءً .. أن لغتها الغنائية مليئة بالحزن والشجن والخيال والعاطفة والعذاب، أنها مازالت حية .


























    زهور حسين
    اغنية يبنية عليج الله


    اغنية اني اللي اريد احكي


    اغنية صلوات صلوات

    - اغنية خالة شكو
    - اغنية تفرحون افرحلكم



    ملاحظة / كل الاغاني ونوطاتها التي وردت في هذا المحور موجودة في كتابي الموسوم (المقام العراقي باصوات النساء) الصادر في كانون الثاني January 2005 في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ..


  2. #2
    مـشـرف الصورة الرمزية المهندس وليد المسافر
    تاريخ التسجيل
    16/01/2009
    المشاركات
    2,572
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: محاور في المقام العراقي ،المرحلة الثانية 2009 المحور رقم 6

    بسم الله الرحمن الرحيم

    تبقى يا أعظمي ذلك الفنان الذي عرفناه أيام العز والفن الاصيل .
    أتمنى أن يذكرك أسمي بذكريات جميلة لاتنسى عندما كنت تطلق العنان لصوتك العذب في مناسبات عزيزة علينا مع انغام السنطور والجوزة والطبلة ومقام عراقي أصيل.
    آه كم كانت جميلة تلك الايام أعادها الله على العراقيين وهم يرفلون بالنصر والعز بأذنه تعالى...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أنشودة الغضب للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    ثوروا يا أبناء الرافدين الغيارى،،، ثوروا يا أحفاد الحسين وأبطال ثورة العشرين،، فيومكم قادم لامحالة،،، يوم تنتصرون لأنفسكم من ظلم وجور المحتلين،،، يوم يواجه الخونة والعملاء مصيرهم المحتوم،، فقد بزغت شمس الحرية،، ولاحت جحافل التغيير بإنتظار يوم التحرير بإذن الله....
    {{إذا اهتزت أمامك يوماً ما قيم المبادىء في ظرفٍ عصيب لأي سببٍ كان ، فتذكر قيم الرجولة ، لأنها لوحدها قادرة على أن تصنع منك بطلاً}}


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •