ملاعب المرنيسي أو السعديين اليوم
أدركت أن هذه المواضيع ذات خصوصية محلية , لا تهم الكثير ولا يكترث بها البعض , ولكني أراها من حتمية معرفة الظروف الرياضية والاجتماعية التي كانت تصنع الأبطال في سنوات الإهمال وسنوات الاستعمار وسنوات المقاومة وحتى سنوات الجمر والرصاص . وما عانى منه الشباب عامة والشباب الرياضي على وجه الخصوص
فما عرضناه وما هو بصدد العرض هو جزء من معرفة أن الفقراء , صنعوا الأمجاد , وكان ولا زال نصيبهم الإهمال , ولذلك فالنماذج هنا هي من التاريخ , هي لاستخلاص الدرس والعبرة
.................................................. .................................................. .................
ملاعب المرنيسي أو السعديين اليوم
أحدثت أولا الأمر على أرض فلاحية مجاورة لوادي فاس الذي يحدها شمالا كما يحدها الطريق المعبدة شرقا وسكة الحديد غربا . تكمل مجموعة ملاعب الحسن الثاني " الملعب البلدي من قبل " ورغم أنها لم تكن معشوشبة فأرضيتها الفلاحية رطبة , كانت تسمح بالتدريب حفاة بالنسبة لمن لا قدرة له على شراء حذاء مطاطي أو حذاء رياضي . به ستة ملاعب تشغل كلها على امتداد الأسبوع . ومن بينها ملعب مدرسي . عرفت ابتداء من سنة 1984 م عدة إصلاحات كإقامة الأسوار الفاصلة بدل سياج القضبان الحديدية . وإضافة عدة مستودعات ودكاكين صغيرة بهدف انتعاش الفرق الفقيرة بها لو أحسنت استغلالها . وأقيمت باب المدخل ومخادع بيع التذاكر فأصبحت الملاعب أكثر تنظيما وقبلة لكل فرق فاس قاصيها ودانيها وعليها تبرمج مقابلات العصبة والقسم الوطني هواة , بل هي الملجأ الوحيد لمباريات فرق التعليم كما كانت قبل الثمانينات ميدانا للبطولة المهنية والتعاونية لعجز المعامل والمصانع على بناء ملاعب للعمال , وكان زهاء 20 فريقا من هذا الصنف , تؤلف مدرسة أو مدارس في كرة القدم بين معلمين وأساتذة وجنود وعمال يتبارون في تنظيم إيجابي , كثيرا ما طعم الأندية الكبرى بأسماء أبدعت واشتهرت وأفل نجم الآخرين مع إلغاء هذا النوع من الممارسة , كما قلت الكفاءات مع حذف كرة القدم من الرياضة المدرسية التي كان الأبطال يتشربون فيها أساسيا اللعبة وعشقها
وكما كان لهذه الملاعب جمهورها صباحا ومساء كانت أعين المدربين والمسيرين تتابع بشغف مجريات التباري والتداريب فيقع الاختيار على هذا البطل أو ذاك , فيذكر الجميع : الزهراوي . هزاز . التازي . قيبس . وقبلهم خربوش وطاطوم ومولاي إدريس , وقبلهم الدباغ وكوسكوس والعلوي وأسماء أخرى يستعصى جردها , ممن أفادوا كرة القدم كلاعبين أو كمسيرين وطال بعضهم النسيان والإهمال , أصبحت هذه الملاعب مكتظة بعد إلغاء ملاعب باب " الساكمة " الطبيعية التي كان اللاعبون ينتشرون فيها طولا وعرضا بحرية وتلقائية ودون تقنين أو توزيع للحصص سواء في التداريب أو التباري , وكان لذلك أثره الإيجابي في تكوين الشباب وتلاميذ المدارس وأطفال الأحياء المجاورة – باب البوجات . مولاي عبد الله . بوجلود . قصبة النوار . وغيرها من الأحياء التي تفتقد إلى حد الآن لملاعب أو ساحات للعب . اللهم من ملعب أحدث بحي الحبيل
محمد التهامي بنيس
المقال نشر بجريدة الاتحاد الاشتراكي . عدد 5649 بتاريخ الخميس 10 شوال 1419 هج – 28 يناير 1999 م
.................................................. ..................................................
وكان لي حظ الولع بتتبع مقابلات عدد من ملاعب الأحياء الشعبية في كثير من المدن المغربية فوجدت أنها تشبه إلى حد كبير هذه النماذج , وأذكر منها :
- ملعب فضاءات الخينوريس والملاليين بتطوان التي أنجبت بطل المغرب في الجمباز . الطيب البقالي , وأبطال طلبة تطوان في كرة اليد والسلة وشبيبة تطوان في الكرة الطائرة , وغيرهم ممن ازدهرت على يدهم الرياضة التطوانية في الستينات
- ملعب حي السلام بالخميسات
- ملعب حي مصران بمراكش
- ملعب برج مولاي عمر وملعب لالة عودة بمكناس
- أما في تاونات حيث لا توجد ساحة صالحة لتكون ملعبا , فكان الأطفال والشباب يستغلون كل رقعة تسمح لهم بالجري أو لعب كرة مثل ساحة السوق التي يدل استعمالها على تحدي الشباب للصعوبات من أجل تلبية الحاجة إلى ممارسة ألعابهم . إذ كثيرا ما تخرج كرتهم من حدود هذا الملعب الافتراضي فتنحدر متدحرجة تنط بين أسقف المنازل وأرصفة الطريق ولا يمكن أن تتوقف إلا بتدخل مار عابر, وإلا فلا يمكنها أن ترسو إلا قرب ساحل بوطاهر على بعد 10 كيلومترات , مما جع كرة القدم ومعظم ألعاب الكرة الأخرى لا تعرف انتشارا في هذه الفرية / المدينة وكل المباريات لا تجرى إلا في ملعب تيسة التي تقع في منطقة منبسطة
محمد التهامي بنيس
رد مع اقتباس
المفضلات