اوبرا فلسطينية تقص القصة وحكايتها
ميدل ايست اونلاين
رام الله (الضفة الغربية) - (كل قصة والها حكاية) .. اوبرا فلسطينية شارك في عرضها ليلة السبت على خشبة مسرح قصر رام الله الثقافي 120 مشاركا بين عازف وممثل ومغن بحضور صاحب الفكرة الموسيقار العالمي دانييل بارنبويم.
ويقول المشاركون في هذه الاوبرا انها الاولى في الأراضي الفلسطينية التي تقدم باللغة العربية بمشاركة كاملة من الفلسطينيين. واعد المسرح ليكون على شكل القاعات التي تقام فيها حفلات الاوبرا بحيث تكون فرقة الاوركسترا في حفرة امام المنصة التي يقف عليها الممثلون والمغنون.
وتروي قصة الاوبرا التي كتبتها الالمانية بولا فونفيك باللغة الالمانية وترجمت الى العربية قصة اميرة وقعت في حب صياد تحكيها العمة لابن اخيها الصغير الذي يحفظ القصة كاملة الا انه يريد عمته دائما ان ترويها له.
وقال الممثل الفلسطيني فرنسوا ابو سالم مخرج العمل والمشارك بدور الغريب في القصة بعد العرض "هذا انجاز فلسطيني ضمن الادوات المتاحة وبمشاركة متميزة جمعت بين الفلسطينيين من الناصرة وحيفا ورام الله وبيت لحم ... عملنا على تجاوز عدم وجود قاعة مخصصة لعرض الاوبرا فصممنا هذا المسرح الخشبي وجعلنا بداخله حفرة خصصت للاوكسترا."
واضاف "في عروض الاوبرا تكون الاوركسترا امام المسرح ولكن... هذا ما امكنا القيام به لنقدم اول اوبرا فلسطينية باللغة العربية بمشاركة مغنية الاوبرا الفلسطينية ايناس مصالحة الى جانب الفنان مروان شامية والفنانة نسرين فاعور وعدد من الاطفال".
وقالت فونفيك التي شاركت ايضا في اخراج الاوبرا لرويترز بعد العرض "هذه قصة معروفة في العديد من الثقافات ويمكن ان تكون هنا او هناك بصورة اخرى او تفاصيل اخرى ولكنها نفس الحكاية (حكاية الاميرة والصياد)".
وتقدم الاميرة (ايناس مصالحة) دورها عن طريق الغناء الاوبرالي بصوتها القوي رغم الضعف الذي لحق ببعض المقاطع نتيجة الترجمة وترافقها مشاهد يؤديها الاطفال والصياد (مروان شامية) بمرافقة الاوركسترا. وتروي الأميرة قصة حبها للصياد الفقير واتفاقها معه على الزواج مشترطا عليها عدم معايرته بانه كان صيادا واذا ما فعلت فانه لن يتكلم ابدا وسيختفي وهذا ما يحدث.
وتبدأ الاميرة رحلة بحث طويلة من ميناء الى ميناء ومن جزيرة الى جزيرة عن الصياد الذي اسرها بحبه لتجده وتعتذر له وبعد محاولات عديدة يعود للكلام مرة اخرى.
والعمل الذي عرض ثلاث مرات على مسرح قصر رام الله الثقافي واجه في البداية دعوات لمقاطعته من قبل بعض المؤسسات والمثقفين بدعوى انه يندرج في اطار التطبيع مع الاسرائيليين بسبب حضور الموسيقار العالمي بارنبويم الحامل للجنسية الاسرائيلية للعرض.
وقال بارنبويم بعد ان حضر العرض الاخير للاوبرا بالرغم من بعثه رسالة اعتذار عن عدم الحضور لارتباطه بمواعيد اخرى "لم اخطط ان احضر هذا العرض الا الليلة. لقد بعثت هذه الرسالة لانه كان لدي ارتباطات اخرى ولكني تمكنت من الحضور للاستماع الى هذا العرض الرائع". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس منح بارنبويم جواز سفر فلسطينيا لمواقفه الداعمة للفلسطينيين.
ورفض بارنبويم وصف ما يقوم به من عمل موسيقي بالتطبيع بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقال "المشاركون في هذا العرض كلهم فلسطينيون من رام الله وحيفا والناصرة".
واضاف "ما اقوم به ياتي في اطار التضامن والدعم والتاييد للشعب الفلسطيني".
ودافع بارنبويم عن اوركسترا (الديوان الغربي-الشرقي) التي اسسها مع المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد وكانا التقيا للمرة الاولى عام 1991 لترى هذه الاوركسترا النور عام 2003 قائلا "إن اوركسترا الديوان الغربي-الشرقي التي اسستها مع ادوارد سعيد مهمة ليس لاننا نقبل الاوضاع القائمة بل لاننا بالتحديد نعمل لتغيير هذه الاوضاع السيئة ولذلك مشروعنا ليس تطبيعا مع فلسطين المحتلة وانما هو نشاط تضامني مع الشعب الفلسطيني وضد انعدام الانسانية".
ودعا بارنبويم الذين لديهم سوء فهم لوجهة نظره الى النقاش وقال "اذا كان البعض اساء فهم وجهة نظري فانني ادعوهم للنقاش والحوار والعمل الاهم هو ايجاد طرق للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتعاون من اجل اجيال المستقبل".
وعاد الموسيقار الاسرائيلي ليؤكد على مواقفه الداعمة للفلسطينيين وقال "يؤلمني ان اشاهد القمع الاسرائيلي للنشاطات الثقافية فالحكومة الاسرائيلية لا تملك الحق بمنع الاحتفالات الثقافية الفلسطينية كما حدث في القدس في الفترة الاخيرة خلال الاحتفالات بالقدس عاصمة للثقافة العربية".
وينظر الفلسطينيون الى تقديم اول اوبرا فلسطينية باللغة العربية على انها انجاز كبير وخطوة على طريق تقديم عروض اوبرا اخرى في المستقبل وقال الموسيقار الفلسطيني رمزي ابو رضوان الذي شارك عدد من طلاب مؤسسته في هذا العمل "نحن بحاجة الى اعمال تجمع بين الفلسطينيين من كل مكان. هذا انجاز كبير يمكن البناء عليه. هذا العرض نقطة انطلاق جديدة في الموسيقى الفلسطينية".
وكشف العمل عن وجود عدد من الابداعات الموسيقية والفنية الشابة يرى مخرج العمل ان بالامكان البناء عليها ليكون هناك خلال السنوات القادمة مجموعة من المحترفين في الموسيقى والتمثيل والغناء.
وبدا المشاركون في هذا العرض سعداء بالتصفيق الحاد من الجمهور الذي امتلات به مقاعد المسرح ومجموعها 850 مقعدا وقالت جميلة الزبيدي (13 عاما) عازفة التشيلو في الاوركسترا "انا سعيدة جدا انني اشارك في اول عمل فلسطيني يقدم اوبرا باللغة العربية. لقد نجحنا بفضل مشاركة الجميع".
ويطمح القائمون على هذا العمل الفني ان تتاح لهم فرصة للقيام بجولة عروض في الدول الاوروبية.
المفضلات