آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: على ضوء خطاب المعتز بالله عزة الدوري في يوم الهروب الامريكي

  1. #1
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي على ضوء خطاب المعتز بالله عزة الدوري في يوم الهروب الامريكي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    على ضوء خطاب المجاهد المعتز بالله عزة الدوري في يوم الهروب الامريكي
    لماذا انسحبت اميركا؟

    أ.د. كاظم عبد الحسين عباس
    أكاديمي عراقي

    أربع سنوات بعد يوم 9/ 4/2003، جبت فيها مدن العراق طولا وعرضا وشاهدت بأم عيني آلاف الدوريات الامريكية الراجلة والمحمولة في المروحيات والدبابات والهمرات والهمفيات وعجلات الدفع الرباعي، غير اني لم أر مطلقا جنديا اميركا واحدا خفض بندقيته تحت صدره ولم أر جنديا أو مرتزقا امريكيا ثابت النظر باتجاه واحد بل كانت رقابهم تدور عبر دائرة تامة أو تدور بهم دواليب عجلاتهم في دوائر تامة. لا أبالغ ان قلت، ان من غير الممكن ان يكون هناك جندي او مدني اميركي لم يتعرض الى حوادث قتالية في مدن وقرى العراق ومزارعه وبساتينه. شاهدت بأم عيني وانا اتنقل بطرق ميسمية وفي البساتين والارياف تحت ظروف قطع الطرق السريعة بين المحافظات آلاف الحفر التي تركتها الالغام والقنابل التي استهدفت آليات ودبابات الغزاة واحرقت حديدهم واجسادهم النجسة, فضلا عن تلك التي شهدتها بعيني وسمعتها بأذني تدوي وتحرق معسكرات ومقرات الغزاة واهدافهم المتحركة ليلا ونهارا. وشاهدت شارع المطار ومنطقة حيفا والبياع وبغداد الجديدة والكرادة وهي تحتضن حرائق مئات الآليات والدبابات، بل وحتى جنود اميركان يحترقون فيها وقد تركهم رفاقهم وولوا هاربين للنجاة بأنفسهم وشاهدت ايضا سيارات عراقية تطارد الهمرات والهمفيات بقذائف الحق ورصاص البنادق الآلية فوق جسر الجادرية وفي الدورة وجسر صدام الكبير فيما العلوج هاربون كما القردة المذعورة!.
    هذا هو الوحل والمستنقع الذي سقطت فيه اميركا واعوانها بفعل المقاومة العراقية البطلة و سقط مَن تحالف معهم من دول الجوار سرا او علنا ... وهذا هو .. العامل الوحيد الذي اجبر اميركا على الاعلان عن خطط الانسحاب وبدأتها بتجربة اولى هي الاعلان عن الانسحاب من بعض المدن العراقية لتأمين خفض الخسائر الكارثية التي تتعرض لها يوميا ... وهذه هي الحقيقة التي اعترفت بها اميركا ذاتها ضمنا وعلنا ويعرفها القاصي والداني باستثناء حكام المنطقة الخضراء وبرلمان ديمقراطية المارينز الامريكية- الصفوية- الصهيونية الذين لا يرون ولا يسمعون غير وقائع العمالة والخيانة وذل التاريخ.
    الحقيقة الثابتة ان اميركا غزت العراق لكي تبقى وليس لتنسحب بعد ست سنوات أو عشر, ولم يكن من قال ذلك ونحن منهم واهمين ولا قاصري نظر وبصيرة وتحليل. لان اميركا قد جاءت فعلا لتبقى, غير ان حسابات بيدرها ما طابقت بيدر نواتجها. كانت حساباتها رضا شعبي يحتضن وجودها واستقبال ودي ووردي صورّه لها عرّابي الغزو من حملة الجنسية العراقية الخونة في خداعهم لاميركا وهم يغازلون مخيلتها الصهيونية المريضة ونزواتها الاحتلالية الاستعمارية واطماعها الاقتصادية, غير انها جنت وحصدت الموت والانتحار والجنون والعوق وخسائر اطنان من الدولارات, أي انها سقطت في شر توجهاتها العدوانية.
    اذن: الحقائق الثابتة ان اميركا قد اخفقت وخسرت بشرا وآليات واموال, وهذه الخسائر اكبر بكثير لحد الآن من مكاسب الغزو اللعين. وان هذه الخسائر هي التي ارغمت اميركا شعبا وادارة على اعادة النظر في مشروعها الاجرامي وليس أي اجراء او تصرف او موقف تبنته وقامت به حكومة الاحتلال العميلة واحزاب وميليشيات الاحتلال العميلة, ولا مرجعياتها الطائفية الخرساء الصماء المتواطئة, كما يروجون ويضحكون العالم كله عليهم واولهم اميركا, بل هي مقاومة العراق البطلة وشعبنا العظيم وقواه الطليعية القومية والوطنية والاسلامية.
    لم يكن المشروع الامريكي سرا من الاسرار ولا لغزا من الالغاز, بل كانت وما زالت اهدافه معروفة ومعلنة, السياسي منها والاقتصادي, وقد صرح به جميع صقور اليمين المتصهين الامريكي من بوش الى رامسفيلد الى وولفوتز وغيرهم. انه مشروع لتمزيق العراق لخدمة الدولة العبرية المسخ عبر تمزيق العراق ارضا وشعبا ومن ثم التمدد الى سوريا التي ما زالت لم تسوي كامل متعلقاتها مع الكيان الصهيوني وكدولة مجاورة لهذا الكيان، يسودها فكر قومي عروبي يمكن ان يفجر في اية لحظة وضعا ثوريا لا يتوافق مع المخطط الامبريالي الصهيوني وقد يطور وسائل دفاع وهجوم تخل بتفوق الدولة العبرية المطلوب كاستراتيج ثابت يحكم المنطقة برمتها, وكذلك التأثير بصيغة ثابتة على سياسات الدول الاسلامية المجاورة عبر جر بعضها الى شراكة غير حميدة لاميركا تشرخ بقوة علاقتها مع العرب والدعم المحتمل لهم في صراعهم الاستراتيجي, صراع الكينونة والوجود, مع الصهيونية. اما الغايات الاقتصادية للغزو فهو السيطرة على ثروات العراق ومنها بالذات الثروة النفطية وادامة النفوذ المعروف على نفوط باقي المنطقة وخاصة نفط الخليج.
    كل هذه الاهداف ما زالت تقطن على هوامش وحافات العراق ولم تتحقق بفضل حرب المقاومة الضروس الذي هو امتداد طبيعي في صفحة ثانية من صفحات معركة الحواسم الخالدة كما اسماها شهيد الامة الخالد صدام حسين رحمه الله وكما خطط لها هو وقيادة العراق التاريخية البطلة. فلماذا تقرر اميركا وتعلن وتتعامل بمفردات فعلية للانسحاب من مدن العراق؟ الجواب القاطع هو خسائرها الباهضة.
    ورغم ان عملاء اميركا قد حاولوا تجيير هذا اليوم لصالحهم وفق منطق اخطل ومتهافت ومضحك وحاولوا استعراض عضلات نحن نعلم جيدا انها عضلات كارتونية وفارغة من اي مضمون للقوة الحقيقية لا كقوة ايمان او مبادئ لان لا مبادئ ولا ايمان للخيانة والعمالة الخسيسة كما هو معلوم ولا كقوة عدة فالكل يعلم ان قرابة مليون منتسب الى الشرطة والجيش لا يمتلكون مدفع هاون ولا قاذفة ولن يمتلكوا قطعا مادامت اميركا موجودة على الارض كما قلنا هذا الامر مرارا وتكرارا. وان تسميتهم ليوم الثلاثين من حزيران بيوم السيادة هو اكبر دليل على تهافتهم ووهن ارادتهم وسفاهة مواقفهم. ان اميركا مازالت موجودة على الارض ولا احد من العملاء قادر على ايقاف كلب امريكي وليس مجندة او مجند من فعل ما يشاء وما يحلو له.
    ان من يحق لهم الافتخار والبناء والتاسيس والانطلاق من يوم 30 حزيران هم المقاومون الاشاوس، وأول ما عليهم الانطلاق في ارجاءه دون كلل او ملل او تراجع هو وحدة فصائل المقاومة استعدادا لساعة الحسم القادمة باذن الله لاريب فيها. وان يضعوا في نصب اعينهم ان هذا الانسحاب ان صح في النوايا والميدان فانه محطة سايكولوجية في مسيرة قطار الهروب التام الذي لن يتحقق قطعا الا بمزيد من العمل المسلح وبوسائل مبتكرة واكثر فاعلية وباستخدام اسلحة اكثر تطورا وتاثيرا قدر المستطاع وسحب العدو الى مناطق قتل في عمليات نوعية عبر اجباره للخروج من المعسكرات والقواعد بمجاميع اكبر مما كان يسيّره في الدوريات المختلفة لحد هذه اللحظة.
    ان عدم القدرة على اختراق السياج الامني للقواعد الاحتلالية من قبل المجاهدين واحساس العدو بقدر اكبر من الامان سيعيد الانفاس للمشروع الاحتلالي وفق الصيغ التكتيكية والاستراتيجية التي تبنتها الادارة الجديدة برئاسة اوباما وسيتم الانتقال الحاد الى صفحة الاستثمار الاقتصادي للاحتلال في ظرف شهور قليلة قادمة في تعزيز لخطوات البدء التي تمت فعلا. وهذا بالضبط ما نبه عنه الرفيق المجاهد المعتز بالله في خطابه التاريخي من بين جملة مسائل جوهرية حاسمة تناولها. ان فهم استرايجية اوباما فهما دقيقا يجعلنا في وضع المناور الشاطر فاوباما يلعب على وتر رفع الوارد الاحتلالي مع خفض الخسائر الامريكية والحفاظ على جوهر المشروع الامريكي الصهيوني الصفوي المجرم وهم دون ادنى شك ينتظرون لحظة تعود فيها سكرتارية الخارجية الامريكية الى بغداد لتعيد الاعلان عن جيرة مستقرة بين اميركا وايران وسوريا لا سمح الله تماما كما فعل باول عام 2003.
    اننا في الوقت الذي نسخر فيه ونسفه موقف حكومة المالكي العميل من يوم ( السيادة) فاننا نؤكد على تفاهة وتهافت موقف المالكي والعملاء بـ:
    اولا : النجاح في فصل ورقة الارهاب المجرم ضد العراقيين الابرياء عموما عن جهاد
    المقاومة البطلة ضد الاحتلال واعوانه وتطبيق مبدأ حرمة الدم العراقي الذي تبناه
    خطاب قائد الجمع المؤمن عمر المختار الثاني عزة العرب والنفس رعاه الله وحماه.
    ومن ذلك تصعيد الجهد الاعلامي المقاوم لفضح الجهات التي تقف وراء سفك دم
    شعبنا مجانا لتحقيق اغراض سياسية مجرمة ودنيئة.
    ثانيا : تصعيد هجمات المقاومة ضد فلول الاحتلال المتبقية في المدن والتي تمثل نموذجا
    للعبة تعدد الاوجه في قرار الانسحاب وضد عملاء المنطقة الخضراء ومقرات
    الاحزاب والمليشيات العميلة ومصالح الدول المحتلة والداعمة للاحتلال.
    هكذا نكون قد ادركنا جانبا من مضامين خطاب قائد جحافل العز والنصر الناجز بعون الله تعالى المعتز بالله الرفيق المجاهد عزة الدوري. في الجزء الثاني سنقف مع جانب آخر في الخطاب باذن الله.
    عاشت اطياف الشهيد الخالد صدام حسين عنوان تحد وضفاف حلمنا بالتحرير الناجز
    عاشت الروح الجهادية الوثابة لمختار العرب الجديد عزة الدوري
    عاشت المقاومة العراقية البطلة بكل فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية
    النصر او النصر ولا شئ غير النصر

    وادناه اضاءات من الخطاب التاريخي ذات الصلة بوجهة هذا المقال:


    باسم شهداء القيادة العليا للجهاد والتحرير..
    باسم شهداء المقاومة الباسلة الماجدة...
    باسم شهداء الشعب والأمة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين (رحمه الله) وباسمكم جميعا يا فرسان المقاومة وصناديدها فرسان المنازلة التاريخية الكبرى، أزف إليكم أولا أحرّ التهاني وأجمل التبريكات وأغلاها بانتصاركم التأريخي المجيد على قوى الغزو والعدوان.. واعلموا أيها الأحرار الأبرار الأماجد بان يوم الثلاثين من حزيران لسنة 2009 يومكم المجيد العزيز فيه تجسد وتكلل انتصاركم التأريخي العظيم، فقرر فيه عدوكم وعدو الله الهروب من ميادين المنازلة يجر أذيال الخيبة والخسران ليحتمي ويحمي جنوده الفارين في قواعد معدودة ومحدودة ومحصنة يتصور ويظن انه سيكون في مأمن من صولاتكم البطولية وضرباتكم الربانية لكي يبقى أطول مدة ممكنة في بلدنا العراق لتوفير الغطاء النفسي والمعنوي لعملائه وأذنابه للمضيّ في تنفيذ مشروعه الإجرامي في بلدنا وأمّتنا..



    إننا نعلن في هذا اليوم التأريخي المجيد للإدارة الامبريالية الجديدة التي كذبت هي الأخرى على شعبها ودجّلت وقرّرت الاشتراك في الجريمة مع سابقتها، نُعلنُ باسمكم وبكم أيّها الثوار الأحرار وباسم شعب البطولة والفداء شعب العراق الأبي، إننا بعد التوكل على الله القوي العزيز سنجعل مقابرهم في هذه القواعد ونفجرها براكين تحت أقدامهم ولهذا فنحن في القيادة العليا للجهاد والتحرير وفي القيادة العامة للقوات المسلحة الباسلة قررنا في هذا اليوم المبارك توجيه الجهد القتالي برمته نحو الغزاة (القوات الامبريالية الأمريكية الباغية حيثما ستكون في ارض العراق) ونحرم تحريما مطلقا قتل العراقي أو قتاله في كل تشكيلات وأجهزة السلطة العميلة فيما يسمى بالجيش والشرطة والصحوات وأجهزة الإدارة إلا ما يستوجب الدفاع عن النفس إذا ما حاول بعض العملاء والجواسيس في هذه الأجهزة التصدي للمقاومة أو أذيتها آنذاك نلجأ إلى قوله تعالى ﴾ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ كما ادعو
    في هذا اليوم المجيد رفاقنا وإخواننا الأعزاء في الفصائل الجهادية الأخرى أن يحذروا اشد الحذر من مخططات العدو ومشاريعه القذرة أن تنال من المقاومة ومن وحدتها وعقيدتها وأهدافها فلنتمسك جميعا بهدف وحدة المقاومة في الميدان ثم بثوابتها المقدسة


    aarabnation@yahoo.com


  2. #2
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: على ضوء خطاب المعتز بالله عزة الدوري في يوم الهروب الامريكي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قوات الاحتلال في العراق: انسحاب من المدن أم اعادة انتشار!
    هيفاء زنكنة

    04/07/2009




    أوصاف كثيرة سفحت يوم الثلاثين من حزيران (يونيو)، عن انسحاب القوات الأمريكية من المدن المحتلة، سواء من قبل ادارة الاحتلال الامريكية او حكومة الاحتلال. ولنبدأ بخطاب حكومة الاحتلال. الوصف الاكثر شيوعا وتكرارا، في خطب معظم ساسة الاحتلال من العراقيين، كان استرداد 'السيادة الوطنية' و'اليوم التاريخي'. ولمفهوم 'السيادة' واستلام السيادة طنين غريب في العراق الجديد. فقد قام الحاكم المدني بول بريمر بـ 'تسليم السيادة' الى اياد علاوي، رئيس وزراء اول حكومة احتلال، يوم 28 حزيران (يونيو) 2004 بدلا من اليوم المقرر وهو الثلاثون من حزيران (يوينو)، وهرب تحت جنح الظلام خوفا من عمليات المقاومة. ودام الاحتفال مدة خمس دقائق قال فيه بريمر مخاطبا علاوي وعجيل الياور وبرهم صالح: 'أنتم مهيؤون الآن للسيادة، ونعتقد ان ذلك جزء هام من تعهدنا كراع مؤقت لاعادة السيادة اليكم' ووصف علاوي اليوم (لاحظوا التشابه في التعامل مع يوم الانسحاب) بأنه 'يوم تاريخي'. وأضاف الياور: 'هذا يوم تاريخي سعيد'. فأجاب بريمر مذكرا اياهم بافضال امريكا عليهم: 'بدون شك كان تحرير العراق واحدا من أعظم وأنبل الانجازات'.
    من يومها وهاجس استلام 'السيادة' لا يغادر ساسة الاحتلال، ربما لأن ذاكرة الكذاب لا تتسع لكل الأكاذيب اليومية، وتسليم واستلام السيادة كذبة تحتاج اضافات وتحسينات على مدار الايام. فصار 'العراق الجديد' ينام على السيادة ويصحو على استكمال السيادة. ففي تعليق بتاريخ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، قال 'الرئيس' جلال الطالباني 'إن إقرار اتفاقية انسحاب القوات الامريكية من العراق يعني استكمال عناصر السيادة والاستقلال في البلاد'. غير انه سرعان ما نسى، اثناء الحوار الذي اجرته معه قناة العراقية الرسمية، قصة السيادة، ليقول: 'مع الاسف الشديد الكثير من اخواننا في العراق لا يعرفون ما وراء الكواليس، نحن لسنا بلدا حرا مستقلا متحررا '. ثم عاد الطالباني ليتذكر افضال سادته عليه يوم افتتاح أكبر سفارة لامريكا في العالم، في العاصمة بغداد، في 5 كانون الثاني (يناير) 2009، قائلا بان 'وجود هذا العراق الديمقراطي الإتحادي المستقل ما كان ممكناً لولا القرار الشجاع والتاريخي لفخامة الرئيس جورج دبليو بوش بتحرير العراق'. وكان خطابه بحضور مجرم الحرب نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جون نغروبونتي الذي أدلى بدلوه في مفهوم السيادة، قائلا: 'لقد كرستم حياتكم كمناضل ورجل دولة، من أجل عراق حر ذي سيادة ومتحد'. ومن الجدير بالذكر ان نيغروبونتي هو الاب الروحي لفرق الموت في امريكا اللاتينية والعراق، التي تجاوز عدد ضحاياها، حسب تقارير عالمية، مئات الآلاف من المدنيين.
    وقد ساهم رئيس وزراء حكومة الاحتلال الثانية ابراهيم الجعفري، وهو المشهور بتلذذه بسماع صوته، باضافة ابعاد جديدة الى مفردة السيادة. حيث قال في الاول من تموز (يوليو) 2005، ان 'محاكمة صدام حسين ستمثل شكلا من أشكال السيادة العراقية'. وبما ان حزب الدعوة الطائفي هو الذي انجب الجعفري والمالكي، فلا غرابة، اذن، في تطابق خطابيهما عن السيادة على الرغم من اختلاف الفترة الزمنية. فها هو المالكي يوجه كلمة الى العراقيين، بمناسبة الانسحاب، قال فيها: 'السيادة الوطنية خط احمر لا يمكن تجاوزه باي حال من الاحوال'. وهو نوع من الهذيان يذكرنا بتصريحات قادة حزبه والمجلس الاسلامي الاعلى حينما كانوا يقولون بانهم سيتخلصون من الاحتلال خلال ستة أشهر وان 'السيادة' خط احمر! ويواصل المالكي كلمته قائلا: 'لقد دخل العراق اليوم في مرحلة جديدة بعد تنفيذ اتفاق سحب القوات الاجنبية'. ولنترك اسطوانة دخول العراق مرحلة جديدة جانبا لانها تخدشت وتكسرت لفرط التكرار ولننظر الى حقيقة 'سحب القوات الاجنبية'. انه لا يزيد عن كونه انسحابا شكليا لغرض حماية قوات الاحتلال من هجمات المقاومة، حيث ستستخدم القوات العراقية كدروع بشرية لحمايتها مع المحافظة على آلياتها وعدتها كما هي في قواعدها المحصنة. وستتمتع بامكانية العودة الى الشوارع اذا ما تطلب الامر ذلك فضلا عن حريتها في شن الهجوم الجوي واستخدام الطائرات بلا طيار للاغارة والقصف والمراقبة. ولا تزال قوات الاحتلال جاثمة على قلب بغداد في أكبر سفارة أمريكية في العالم كله، وعلى مدخل المنطقة الخضراء، وعلى طول طريق المطار، وفي مناطق في غرب بغداد أعيد تصنفيها لتكون 'خارج المدن'. وبينما استبدلت القوات الموجودة في المدن اسماءها لتسمى 'استشاريين' ومدربين، تدل آخر التقارير ان عدد المرتزقة العاملين بامرة البنتاغون قد ازداد بنسبة 23 بالمئة منذ وصول اوباما الى الرئاسة. وهم حسب الأرقام الأمريكية في هذا الشهر 126 ألف متعاقد عسكري، أي غير العاملين في الخدمات أو سياقة الشاحنات وغيرها، اكثر من 30 في المئة منهم أمريكيون من العاملين السابقين في فرق المهمات الخاصة، والآخرون من المحترفين من أمريكا اللاتينية وجنوب أفريقيا والمناطق التي طبقت عليها تجارب قمع حركات التحرر والديمقراطية. مما يعني ان سحب اي عدد من قوات الجيش الامريكي النظامي ستقابله زيادة بنسبة اكبر من المرتزقة الذين يتمتعون بحصانة اكبر من افراد الجيش الامريكي مهما ارتكبوا من جرائم قتل وانتهاك. وهي واحدة من النقاط الاساسية التي يتعامى عنها ساسة الاحتلال وان تشدقوا بالغائها بين الحين والآخر كما فعل الجعفري، في ايلول (سبتمبر) 2005، حين كذب بلا خجل قائلا : 'ان القانون العراقي من الآن فصاعدا سوف يطبق على كل الجرائم التي ترتكب في العراق بما فيها تلك التى ترتكبها القوات متعددة الجنسيات فى ضوء فرض سيادة القانون وسريانه على الجميع'. وها نحن في منتصف عام 2009 ولا يزال القتلة يمرحون ويسرحون على ارض عراقنا.
    وكان الميجور جنرال روبرت كاسلن، قائد القوات الامريكية في الشمال، قد صرح يوم 26 حزيران (يونيو)، بان القوات الامريكية ستسور المدن كمحاولة لتكرار استراتيجية تكثيف القوات التي طبقها الجيش سابقا بامرة الجنرال دافيد بترايواس. كما ذكر بان الحكومة العراقية قد وافقت على قوات 'غير قتالية' في بعض المدن ومنها بقاؤها في خمسة مواقع داخل مدينة الموصل حتى بعد يوم 'الانسحاب'.
    ان حكومة الاحتلال المتبجحة بالسيادة نجحت والحق يقال في تحويل السيادة، مثل العديد من المفاهيم النبيلة المرتبطة بالكرامة والعدالة، الى خرقة مهلهلة لاتصلح حتى للتعليق على شباك احد الأئمة لنيل المراد. ولا ادري اذا ماكانت صور المليون ضحية من المدنيين العراقيين ممن قتلوا نتيجة غزو واحتلال العراق قد مرت امام عيني المالكي وهو يقرأ كلمته عن العلاقات المتكافئة مع امريكا، ملقيا اللوم على 'الارهابيين والتكفيريين وازلام النظام البعثي - الدكتاتوري والعصابات الاجرامية' وكأنه لم يسمع عن مئات التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والانسانية العالمية وبضمنها مكتب الامم المتحدة في العراق (يونامي) الناشط بعلم حكومته وبالتعاون معها، وهي توثق الانتهاكات وامتهان الكرامة والقتل وكل انواع الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال اما منفردة او بالاشتراك مع قوات أمنه وميليشيات حكومته.
    ان حماية المحتل والسكوت على جرائمه جريمة لا تغتفر وسيظل المواطن العراقي ضحية هذه الجرائم والانتهاكات، باشكالها، مادام المحتل باقيا على ارضنا ويتمتع بالحصانة من قوانينا، ولن يتغير الامر كثيرا اذا كان المحتل داخل او خارج المدينة.

    ' كاتبة من العراق


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد خلف الرشدان
    تاريخ التسجيل
    18/02/2008
    العمر
    74
    المشاركات
    1,970
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: على ضوء خطاب المعتز بالله عزة الدوري في يوم الهروب الامريكي

    الأخ المناضل الفارس العربي الممتطي صهوة جواده العربي الأصيل الحر الأبي الأستاذ كاظم عبد الحسين عباس المحترم ، حياك الله وحيا أهل العراق أرض الرافدين الأبطال المغاوير ، بكم تعلوا الهامات وبكم تستضاء الظلمات وبكم ترتفع الرايات وبكم تنتصب القامات وبكم يكال للعدو الضربات وبكم تسدد له السهام الحارقات وبكم توجه له الصواريخ والمتفجرات وبكم يصفع بالركلات والبصقات وبكم نأخذ ثأرنا من رعاة البقر وأس الخيانات ، يا أهل العراق يا أهل النفثات والعزمات ، هبوا هبة رجل واحد وارفعوا الرايات >
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •