بســـــم الله الرحمن الرحيم
الســبت : 7 يوليو 2009 م
قصيدة بعنوان : اسْتِغَاثَةُ فَتَاةٍ بُوسْنِيَّة
المناســـبة : أيام حرب البلقان
حَزِينَةٌ أَنَا
مَجْرُوحَةٌ أَنَا
أَنَا هُنَاكَ
أَنَا مُسْلِمَةٌ مِنْ بِلادِ الإِسْلام
أَبْحَثُ عَنْ أُمِّي
أَبْحَثُ عَنْ أَبِي
أَبْحَثُ عَنْ أُخْتِي وَأَخِي
أَبْحَثُ عَنْ دَارِي وَأَرْضِي
أَيْنَ أَنَا ؟
حَيَاتِي شَقَاءٌ وَتَعَاسَة
فَقَدْتُ كُلَّ شَيْء
وَلا أَمْلِكُ شَيْئًا
صَوْتُ الْمدْفَعِ يُدَوِّي فِي أُذنِي
رَائِحَةُ دُخَانِ الْبَنَادِقِ
تَمْلأُ أَنْفِي وَصَدْرِي
أَنَا وَغَيْرِي
كَثِيرٌ كَثِيرٌ مِثْلِي
وَمِثْلُهُمْ يَنَامُونَ فِي سِرْدَابٍ طَوِيل
بِلا مَاءٍ وَلا طَعَامٍ وَلا فِرَاش
بِلا نُورٍ وَلا أَمَان
لا طَعْمَ إِلا الرُّعْبُ وَالضَّيَاع
آهٍ .. آه ..
أَيْنَ أَنْتَ يَا أَبِي
أَيْنَ أَنْتِ يَا أُمِّي
أَبْحَثُ عَنْ دِفْءٍ وَحَنَان
أَبْحَثُ عَنْ أَرْضٍ وَسَمَاء
أَبْحَثُ عَنْ أَمْنٍ وَأَمَان
مِثْلَ بَنَاتِ جِنْسِي
رَبِّي .. رَبِّي
أَنْتَ لِي ...
أَنْقِذْنِي مِنْ ضَيَاعٍ وَشَتَات
فَعَسْكَرُ الصِّرْبِ وَالْكُرُوَاتِ
يَنْهَشُونَ لَحْمِي وَعِرْضِي
يُحْكِمُونَ الْقَبْضَةَ عَلَى دَارِي وَأَرْضِي
دُمُوعُ الثَّكَالَى وَالْيَتَامَى
أَنْهَارٌ تَرْوِي أَرْضًا قَفْرًا
بُكَاءُ الأَطْفَالِ
وَصَرْخَاتُ الْعَجُوزِ
تُدَوِّي بَيْنَ سَرَادِيبِ سَرَايِيفُو
تَحْكِي قِصَّةَ تَعْذِيبٍ وَغَدْر
وَلأنَّنِي .. وَلأنَّنِي
أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ لِيَ اسْمٌ وَصَوْت
لأَجْلِ هَذَا فَعَلُوا وَيَفْعَلُونَ بِي
كُلُّهُمْ .. كُلُّهُمْ ..
اتَّفَقُوا عَلَيّ ...
كُلُّهُمْ لا يُرِيدُونَنِي أَنْ أَعِيش
كُلُّهُمْ أَحْكَمُوا حَبْلَ الْمِشْنَقَةِ حَوْلَ عُنُقِي
وَلأَنَّنِي .. وَلأَنَّنِي
أَقُولُ : لا إِلَهَ إِلا الله
مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
جَدُّوا فِي تَعْذِيبِي وَقَهْرِي
أَنَا !! مَنْ أَنَا ؟!!
أَنَا بُوسْنِيَّة
( أَنَا مِنْ سِرْبِينِيتْشَا )
لا مَنْجَى وَلا مَلْجَأَ إِلا أَنْتَ يَا رَبِّي ..
فَلا أُمَمَ مُتَّحِدَةَ
وَلا قَوَافِلَ إِغَاثَةٍ تُجْدِي شَيْئًا
أَنْقِذْنِي يَا رَبِّ
دُعَاءً وَصَلاةً
صَبْرًا وَعَزِيمَةً
صِدْقًا وَإِخْلاصًا
إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
أَنْتَ وَحْدَكَ الْقَادِرُ
عَلَى دَحْرِ الظُّلْمِ
وَإِعَادَةِ وَطَنِي الْمُغْتَصَب
لأَسْمَعَ صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ
فِي فَجْرٍ جَدِيد
اللهُ أَكْبَرُ .. اللهُ أَكْبَر ..
نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيب ...
قـــراءة ممتعـــة
محبـــكم
حســـــــــــن عبدالحميد الدراوي
المفضلات