آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أبجدية التفاوض والحوار/ عدنان أبوشعر

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عدنان أبوشعر
    تاريخ التسجيل
    13/05/2009
    العمر
    71
    المشاركات
    134
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي أبجدية التفاوض والحوار/ عدنان أبوشعر

    إن المتتبع الحصيف لمسارات التفاوض التي تدور في الخفاء والعلن يدرك قبل غيره حاجتنا الماسة لمراكز بحث تخصصية في موضوع الحوار والتفاوض الذي أصبح أولوية من أولويات الولوج إلى الألفية الثالثة، فقد كفى هذه الأمة ما عانته، وما زالت تعانيه، من الآثار المدمرة لنتائج (أوسلو) ومعاهدة (كامب ديفيد) بسبب افتقار المحاورين والمفاوضين العرب - على افتراض صدق نواياهم- لأهليّة التفاوض والحوار مع العدو الإسرائيلي.

    لقد غدا التفاوض علماً يُدرّس في الغرب، في حين أنه، للأسف، لا يزال في بلادنا مجرّدَ مفردةٍ لغوية. وفي سبيل الإضاءة الخاطفة لهذا العلم نقتبس ما أوجزه (وليام يوري- William Ury) - أحد أبرز مؤسسي علم التفاوض- في ولادة هذا العلم وأسبابه، حيث يقول: "لقد افتقدَ موضوع "التفاوض"- بوصفه حقلاً للدراسة والتدريب- إلى التعريف به في حقبة السبعينيات؛ ولم تعرف الجامعات- لذلك- أية مقررات خاصة بتدريسه. إلا أنه- وبعد عقدين من الزمن فقط - غدت مقرراتُ التفاوض منتشرة في كل مكان، وهي تـُدرَّس الآن في كثرةٍ كثيرةٍ من مدارس الأعمال، والإدارات الحكومية، والقانونية، وفي معظم المؤسسات الكبيرة ووكالات الدولة، حتى أنها أصبحت تـُدرَّس في المدارس الإعدادية. لقد أصبح النهم المعرفيُّ لاكتساب هذا العلم أمراً لا يقاوم. وهذا - بالقياس إلى الباحث المتأمل واقعٌ مثيرٌ محتاجٌ إلى تفسير: لماذا؟ يبدو أن الجواب كامنٌ في ثورة المعرفة وفي تأثيراتها على أشكال تنظيماتنا، وعلى منطق النزاع بحد ذاته."

    نحن بحاجة ماسَّة إلى الإطلاع الدقيق على أدبيات مراكز البحث والهيئات التي تـُعنى بقضايا السلام العالمي، والسلم الأهلي، وحوار الأديان، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات، ودراسة البؤر المتفجرة أو المحتقنة عالمياً، والتي تـُعزى أسبابُها إلى صراعات دينية أو عرقية، لمعرفة آليات التفكير لدى الكتاب والمفكرين الغربيين الذين يقفون وراء تلك المراكز والمنظمات، التي ما فتئت تنتج - وفق منظـورهم المعرفي- ما يُسمّونه حلولاً للأزمـات المتفجرة في العالم.
    ولابدّ - بداهة- أن يتوجب على الأشخاص، أو الهيئات المدنية، أو المجموعات الدينية التي تـُنتدب للقاء ممثلي هذه المراكز الغربية حيازة الكفاءات اللازمة من حيث الثقافة وامتلاك ناصية اللغة الأجنبية المناسبة، والاطلاع الدقيق على سير الأعضاء المؤسسين لهذه المراكز، وخلفياتهم الثقافية، وأعمالهم ومناهجهم الفكرية، والجهات المموِّلة لهم والداعمة لمسارهم، وآليات عملهم ونشاطاتهم في مناطق أخرى، لأن عدم امتلاك هذه الكفاءات لا يقدح في أهلية المُحاور فحسب، بل ينتقص من هيبة البلد وهيبة مفكريه ومصداقية حقوقنا.

    إن مؤسسي هذه المراكز ليسوا أناساً عاديين، فهم غالباً ما يكونون من العلماء المتخصصين ذوي الكفاءات العالية والخبرات الميدانية، وجلـُّهم ممن أغنى أهم الجامعات والمعاهد في العالم بدراساته ومؤلفاته ونظرياته. وإن من غير المقبول بالكليّة ألا يُبالى في أعمالهم، وألا تـُدرس الدرس العلمي الجاد الذي تستحقه. وأبلغ من هذا خطراً أن يُسارع أناس إلى الرد عليها بعاطفة لا يحكمها منطق ولا منهج علم، مكتفين بالتباكي على مجد آفل، وبالتغنـّي بريادة للأجداد كانت حقيقة ذات يوم، وهذا كله مدعاة لمزيد من الفشل في إمكانية تفنيد آرائهم، أو تصويب مبادراتهم بهدف الحصول على حقوقنا المهضومة.

    ومن خلال اطلاعي المتواضع على أدبيات بعض هذه المراكز، وجدت، ومن باب الأمانة العلمية، أن إطلاق الأحكام السابقة على مثل هذه المراكز، والقفز المباشر إلى تقويمها انطلاقاً مما تستدعيه نظرية المؤامرة من إقصاء مبرَّر لكل أشكال التعاون معها هو ضرب من الجهل، وإمعانٌ في حجب الذات عن المعلوم النافع بدعوى الدفاع المشروع عنها.

    وحتى لا أغدو محامياً للشيطان، فإنه لا بد لي من أن أنوِّه بأن ما عانته الأمة العربية والإسلامية من مطارق الاستعمار القديم وما خلـَّفه من فقر وفاقة فكرية واقتصادية من ناحية، وما تعانيه اليوم من هجمة شرسة للسيطرة على مقدراتها، وفرض أنموذج ثقافي يغاير معايير إرثها الثقافي، وفقدان النزاهة والحيدة لدى الإدارة الأمريكية حين التعاطي مع قضاياها من ناحية أخرى، كل أولئك قد يكون المسوِّغ المنطقي لحالة الريبة والشك التي تكتنف كثيراً من تحليلات كتابنا ودراساتهم التي تتناول الأعمال الفكرية والنشاطات والمبادرات التي تقوم بها المراكز الغربية المعنية بتناول أشكال الصراع والنزاع في العالم.

    بيد أن هذا الجو المشحون بعدم الثقة والفزع من التواصل يؤسس لقطيعة بيننا وبين الغرب، ويجعل الأمور تراوح في مكانها، ويحرم الأمة العربية والإسلامية فرصة الاستفادة من القوة الضاغطة التي تمتلكها هذه المنظمات الأهلية على مراكز القرار في بلدانها، وبذا يصبح اللقاء مع هذه المراكز والمنظمات ضرورة تمليها الحاجة إلى صوت داعم لقضايانا داخل المعسكر الغربي.

    لابد لهذه الأمة أن تصحو من كبوتها، وتمعن النظر فيما يجري حولها، فلا فائدة ترجى من استمرار لعننا للظلام، فقد أزفت ساعة إشعالنا لشموع المعرفة.

    مع كل الحب
    عدنان أبوشعرنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  2. #2
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: أبجدية التفاوض والحوار/ عدنان أبوشعر

    وقفة مع كتاب فن التفاوض
    (وليام أوري):


    كتاب فن التفاوض الذي كتبه وليام أوري والذي أشار إليه الأستاذ عدنان أبو شعر كنت لخصته واختصرته وهو موجود على هذا الموقع. الكتاب يقدم جديداً في مضمار هذا الفن ويطرح أمثلة عملية متناسبة مع الموضوعات. حبذا لو سار مفاوضونا على نهج الكتاب لتحقيق أهدافٍ نبيلة، وحبذا لو قرَرنا مادة فن التفاوض في كلية العلوم السياسية، بل حبذا لو بدأنا بتأسيس معهد عالٍ للدراسات الدبلوماسية يمنح الماجستير والدكتوراة، ويكون بعدها قبول الدبلوماسيين العاملين خارج حدود الوطن مشروطاً بحصولهم على الماجستير على الأقل مع إتقانهم الكامل للغة أجنبية على الأقل، وأن يشترط أيضاً في منصب سفير الحصول على الدكتوراة في العلوم الدبلوماسية أو السياسية أو الاقتصادية وفي فن التفاوض.

    الذي يستشعره القارئ للكتاب هو جبروت وسطوة الطرف المفاوض الأول الذي يفكر بأنانية ومصلحة شخصية في أكثر الأحيان. ثمَ إنه أيضاً يدلل على غطرسة القوة لهذا الطرف المفاوض الذي يرمي إلى فرض سطوته وإرادته بل واستعراض عضلاته ليحقق مصالحه من خلال التفاوض. فهو لا يتورع عن التهديد والتلويح بالقوة إذا فشلت المفاوضات. وهو يقتنص الفرض للنيل من الطرف الثاني مع درايته التامة بنقاط ضعف هذا الطرف وسلبياته ونفسيته. وهو لم يأت إلى التفاوض إلاَ متمكناً حذراً لا يكل ولا يمل وكله ثقة بفرض الأمر الواقع على الطرف الأول. وهذا يقودنا إلى تأئر الكاتب تأثراً كاملاً بثقافة السلطة التنفيذية للدولة العظمى أمريكا التي ترتكز حالياً إلى قاعدة عسكرية وسياسية ودينية واقتصادية وثقافية تتوجها غطرسة القوة.

    ورغم أن الكاتب وعد المتلقي في المقدمة أن يبتعد عن استخدام (أنا) و(أنت) و(خصم) و(عدو) لكنه لم يتمكن في كثير من الأحيان من الابتعاد عنها لتأثره بثقافة الغطرسة التي تحدثت عنها. نعم وعد القارئ أن يستخدم (نحن) و(أنتم) و(هم) و( الطرف الآخر) لكنه فشل في كثير من الأحيان. ولا أدري إن كان هذا فشل منه أم فشل أستبعده من المترجمة الدكتورة نيفين غراب التي أجادت الترجمة ونقلت الكتاب إلى العربية بصدق وحرفية ماهرة.

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد العرب أوطاني


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية قميتي بدرالدين
    تاريخ التسجيل
    13/07/2009
    المشاركات
    386
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: أبجدية التفاوض والحوار/ عدنان أبوشعر

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا استاذنا على هذا الموضوع صحيح نفتقر الى علم يسمى علم التفاوض الذي سعى اليه الغرب مع انه كان عندنا في ابجديات العرب قديما ومع الاسلام بحيث نفتقر الى العمل المؤسساتي ومراكز البحث المتخصصة
    بهذا الصدد علي الشعوب ان تتفاوض مع حكامها اولا لكي نستطيع ان نحضر الى قاعدة ننطلق منها لنتفاوض مع الاخر
    تقبل تحياتي ومودتي استاذ
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية
    .

    اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون

    Every successful has a painful story .Every painful story has a successful ending so ,accept the pain and get ready for success

  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عدنان أبوشعر
    تاريخ التسجيل
    13/05/2009
    العمر
    71
    المشاركات
    134
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: أبجدية التفاوض والحوار/ عدنان أبوشعر

    الأستاذ الكريم قميتي
    أشكر مرورك وقراءتك المتفحصة دائماً وأبداً والتي (تنخل) النص المقروء فلا تدع فيه شيئاً إلا أخذته بعين الراصد، وبصيرة الفقيه المتمكن.
    أتمنى الاجنماع بك والنهل من معينك
    لك كل المودة والإخلاص
    أخوكم في الله
    عدنان أبوشعر

    التعديل الأخير تم بواسطة عدنان أبوشعر ; 09/08/2009 الساعة 12:58 AM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •