أوبئة العصر

في زمن مثل هذا الزمان وفي دول كدول أمريكا والمكسيك لم يكن ببعيد تفشي الأمراض وظهور الأزمات... فكانت أمراض كثيرة متنوعة قد طفت على السطح في الآونة الأخيرة لكن مرض انفلوننزا الخنازير الذي أُعلن كوباء عالمي ... مرض ينتقل عبر المحيطات والقارات منشأه كان في دول شعوبها آكلة للحم الخنزير... ذلك الحيوان الذي يضج عالمه بالقاذورات والأوساخ ... فكان المرض ... ثم انتشر بين الأفراد بسرعة هائلة .. وبدأت أعداد المصابين والوفيات تتوالى وتتزايد في كل ساعة ... حتى دخلت عالمنا ...
من المعروف أن الله جل جلاله قد حرم لحم ذلك الحيوان قال الله تعالى
( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
دخل هذا المرض الى دول العالم العربي السعودية ... لبنان ... البحرين ...مصر ... الكويت... اليمن ... واخيرا وعن طريق فتاتين قادمتين من إحدى الأمريكيتين يدخل المرض وطننا ... وتدق أجراس الخطر بقوة هذه المرة ... أشعر بأن ذلك الحيوان كان مجرد وسيلة ليجر أذيال المرض إلى هذا العالم لأن بعض ساكنيه ممن علت هاماتهم الرذيلة يستحقون مثل هذا المرض قال نبي العدل والإحسان عليه أفضل الصلاة وأتم السلام
( يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا،ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم،ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ) حديث صحيح
ففي زمن كثُر فيه اللقطاء ... في زمن خُطفت فيه براءة الطفولة ... في زمن أنشئت فيه مآوي العجزة وكثرعق الوالدين ... في زمن صارت فيه عادة قتل النفس هيّنة ... في زمن هذه الأوبئة ... لم تعد مثل هذه الأمراض تخيفنا ... ولم يعد للأوبئة المرضية أي معنى ... فأوبئة الأخلاق أشد خطرا ... نعم ... لا تخيفنا مثل هذه الأمراض ومع ذلك فما علينا الا التزام الأوامر النبوية في هذا الشأن فقد أمر عليه السلام اذا ما كانت هناك منطقة موبوئة أن لا يدخلها أحد ولايخرج منها احد من أهلها ... وفي ظل استقبال ساكنيها على أرضنا فقد جلبوا معهم طاعون العصر الينا...وستظل أعداد المصابين والوفيات في تزايد إلى أن يشاء الله فيا أخوة الايمان ادعوا الله جميعا عسى ألّا نموت شرّ ميتة بشر مرض فالأمر بيده سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

ولاء عبد المجيد الروابدة
Walaaa_90@yahoo.com