من حواجز النهضة الرياضية . المال
لماذا المال ؟ لماذا هذا الغول ؟
أصبح الاستمتاع يشترى , والمتعة تباع , فمشاهدة الفرجة لم تعد مجانية ومشاركة اللاعب أصبحت لها شروط , والشروط تصبح أحيانا التزامات , وتدخل على الخط . الحقوق والواجبات – واحترامها ضروري وحق مشروع - فإن طبق ذلك بالتزام ومسئولية وروح رياضية عالية , كانت الحوافز وكسرت الحدود وثم تجاوز المعوقات , وكانت العطاءات مثمرة , حتى في البطولات غير الاحترافية , إذ تعتبر هذه الحوافز تعويضات بمثابة بدائل للأجور الغائبة عن عالم الممارسة في إطار ما يسمى بالهواية أو الاحتضان في أحسن الأحوال كمرحلة انتقال - تطول في الدول النامية – من نظام الهواية إلى عالم الاحتراف , وينظر إليها على مستوى الدول الفقيرة , كحلم بعيد المنال . مما يؤدي إلى ظهور سلوكيات متناقضة : هذا يحجم , والآخر يتأخر , وهذا يحاسب , والآخر لا يبالي , هذا يجتهد ويبدع , والآخر يتملص وينفر – ومع الأسف مثل هذا المشهد , جدد نفسه بين لاعبي المغرب الفاسي , قبل مقابلته بمكناس ضد أولمبيك آسفي يوم 29 أكتوبر 2006 م فكا ن تكرار الهزيمة أفضل نتائج اللقاء – أصبح الغلاء يمتد إلى المياد ين , والتذاكر تلحقها آثار الضرائب والجبايات المحلية أو تباع في السوق السوداء , والجمهور يؤدي راضيا , تحث تأثير سحر اللعبة وحب الفريق وتشجيع الجودة , فامتلأت خزائن بعض الأندية أو جيوب بعض أعضائها , وأحيانا على حساب, مقابلات رفع الستار لإفقار أندية أخرى , فغضب هذا اللاعب , وثار وأصبح في أبسط الحالات وأهدأها , يقارن ويضرب المثل بأندية محظوظة , أو أنه يصمت مؤقتا , يكافح من أجل الظهور والمحافظة على موقعه ضمن المجموعة من أجل الوصول ليكون ضمن فريق الأغنياء , أو تشكيلة المنتخب الوطني , ثم ينتهي ما كان منه , وتتوقف طموحاته , لأن المعادلة لم تعد متساوية الأطراف , أصبحت مثبطاتها متعددة ومن مختلف الدرجات , غاب المنطق , وحلت الحسابات والحسابات الضيقة , وبمبررات معيارية لا تعرف الاستمرار والتعميم
كم لاعبا عرفته و عرفتموه فقيرا , وجد في الرياضة ضالته و متنفسه , ولما لمع نجمه واغتنى " بين قوسين " أصبح بضاعة يباع ويشترى , وأحيانا كالدابة يخضع للفحص والمراقبة , وإذا كان محظوظا ووقع عليه الاختيار , تقيدت حريته وأصبح آلة منفذة , ثم يكبو ويأفل نجمه , ولم يعد له سوى ماضيه , كما لم يعد سوى اسم يذكر , وصح القول : إن أفضل أيام عطائه . يوم كان فقيرا
وكم لاعبا عرفته وعرفتموه غنيا مارس الرياضة بدلال , ولكنه أحسن الاختيار , فلمع وزاد غنى وثراء , أو انسحب ولم يلحقه ضرر
ولكننا إذا أدخلنا العد وزمان العطاء في الحسبان , وجدنا أن الممارس الفقير كان أكثر إيجابية وأوفر عطاء , وأن عمره الرياضي كان أطول
فهل من أجل ازدهار الرياضة وضمان الاستمرار لعطاء أطول , نحافظ على إفقار الممارس ؟
هل من أجل تقدم الرياضة والرفع من شأنها , نحتاج لاغتنائه أو على الأقل لضمان عيشه و تأمين مستقبله ؟
ما هي الملاحظات البارزة من مختلف الممارسات الرياضية في أندية بلادنا ؟
هذا ما سنحاول الإجابة عنه في كتابة تابعة , ونرجو أن يجد الموضوع عناية من أقلام من يعنيهم الأمر كذلك من صحفيين وممارسين وباحثين , حتى لا يكون التحليل أحادي الرؤية والاتجاه
محمد التهامي بنيس