آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تأملات/عين الفلسفة كما أراها

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    814
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي تأملات/عين الفلسفة كما أراها

    " إنك ترى غير أنا، ولا تعيش إلا لحظتك"

    بقلم/الحبيب ارزيق

    كل العالم الذي حولنا لا نراه بالضرورة كما هو، بل نتشربه كدلالات يفقد معها الشكل[الهيأة] معناه ،ليتحول إلى مدلول خفي يتستر وراء عالم الأشكال والمجسمات[ العالم الخارجي].إن عملية الإدراك تتجاوز في نهاية المطاف الشكل المدرَك( صيغة اسم مفعول) ليصبح هذا الأخير بلا معنى أو بمعنى متموج يبني حوله هالة هلامية من المعاني المائعة الزائغة عن الشكل الأصلي المراد إدراكه، وبهذا المعنى يصبح العالم المادي الموضوعي ( الخارج عن الذات ) لا قيمة له من حيث لا يكون مقصودا لذاته بل يقتصر حضوره على استفزاز الرائي ليبني من خلاله حلقات متموجة من الدلالات الهلامية والمضللة في أحيان كثيرة، فالعالم الحسي بهذه الصيغة مجرد تجل يُخفي من ورائه تمثلات وتصورات يصعب تفسيرها لأنها تفسير في حد ذاتها لشكل يُراد تفسيره أو تأويله،ولأنها كذلك فكل محاولة تفسير لها يجرنا إلى تفسير آخر قد يكون أكثر غموضا وضبابية من سابقيه، وبينما يكون الإدراك الحسي [ بواسطة الحواس الخمس]التي تشكل بدورها قناة تمرير المحسوس إلى الدماغ [ العقل]، فترقى إلى تصورات مجردة يصعب معها أي وسيلة تأويل أو تفسير بل وتتفرع إلى زوايا متعددة الدرجات ومجالات الرؤيا، متشعبة المرامي، كأن نقول: إدراك ذو زاوية من قياس 43° مثلا، أو معنى من قياس زاوية حادة أو مفهوم لولبي ذو لون كذا، كأننا حولنا تمثلاتنا للأشياء إلى مجسمات يمكن قياسها والحال أنه لا يمكن حتى فهمما بالأحرى قياسها لكنها في آخر المطاف كذلك أو هكذا تبدو على الأقل..

    ولأن العالم الخارجي يبدو لا قيمة له إلا في وجوده كعنصر قائم على الحث والاستفزاز ليتولى العقل بمعية الحواس تقديم تقرير جديد عن العالم المرئي، يتحول العالم المرئي بهذا الأسلوب إلى رموز ودلالات مبهمة ومضللة[ يساهم في هذا الغموض والتضليل والإبهام عامل اللغة باعتبارها الناطق الرسمي باسم المعاني والدلالات وعامل الثقافة باعتبارها الرافد الأساسي للمقاصد إلى جانب عوامل أخرى متداخلة] وبهذا المعنى نقيم أثناء عملية إدراكنا للأشياء المحيطة بنا – في لمح البصر- بونا شاسعا بين المدرًك (صيغة اسم مفعول ) والمنتوج الرمزي الذي يقدمه لنا الدماغ [ العقل ]. فهل العالم الخارجي من هذا المنظور لا يعدو أن يكون مجرد أشكال زائفة تنحصر مهمتها في الحضور والاستفزاز؟ إذا كان الأمر غير ذلك فما قيمة الأشياء المحيطة بنا في عملية الإدراك إذا كانت غير مقصودة لذاتها بل يتجاوزها العقل ليبني صرحا ممتدا من الظلال والتمثلات، فيستقل بهذه التصورات مضحيا بهيأة الشكل المدرَك (صيغة اسم مفعول ) ليكون قد حقق بغيته بشكل من الأشكال ( بلوغ المعنى ).

    وإذا كان المعنى هو الآخر كمنتوج عقلي [دماغي] يحتمل دلالات متفرعة لا تقبل الثبات وتأتي في شكل تلوينات لامتناهية تتغير لحظيا وبلمح البصر كلما تغيرت زوايا الإدراك واطرادا مع تغير الشيء المدرَك (صيغة اسم مفعول ) فإن المعنى هو الآخر يبدو لا قيمة له إلا في اللحظة المحسوبة بالميكرو- ثانية. ومن هنا فالإنسان يعيش الحاضر بامتياز، حاضر يتطور لأن مجرد التفاتة لتحويل النظر إلى زاوية أخرى وأنت قابع على كرسي المقهى يقلب مداركك رأسا على عقب خصوصا إذا كان الأمر يثير الانتباه ( حادثة مثلا) لكنه بالحقيقة يعيش الحاضر المتغير ولا يمكنه أن يعيش غير الحاضر، وكل محاولة منه لاستحضار الماضي أو استشراف المستقبل تعتبر في نهاية المطاف طموح يائس للخروج من لحظة الحاضر التي هي بالأساس لحظة الواقع الذي لا مفر منه.

    إن لحظة السفر عبر الماضي كبعد من أبعاد الزمن السيكولوجي هي ترويض للعقل – ترويض يحسبه المسافر يقطع مسافات في الماضي ولكنه يعيش ماضيه في لحظة إغفال عن الحاضر( كزمن يعيشه بالفعل قسرا) لذلك فهو يعيش لحظة وهم داخل حيز زمن الحاضر الذي لا يمكن التزحزح عنه قيد أنملة.

    وبذلك لا يمكن العودة إلى الماضي بالمطلق[بمفهوم الزمن الميكانيكي] بحيث يصبح الماضي ضربا من الأفعال المستحيل إعادتها أو السفر إليها كما يتوهم كبار العلماء من أمثال اينشتاين، إلا عن طريق التذكر، والتذكر فعل يتم حضوريا بلغة الوهم أو الحلم، إن الماضي لا يبقى إلا في الذاكرة باعتبارها مخزون حاضرنا والزمن "الذاكرتي" هو زمن ميكانيكي حاضري وكل محاولة لاسترجاع ما في الذاكرة لا يمكن أن يتم إلا في الزمن الحاضر، لذا فكثير التذكر مثلا هو بمعنى من المعاني يكرر لحظات ماضيه ولكن في حلقات متتالية داخل قفص الحاضر الذي لا مفر منه.فكما لا يمكن الخروج عن حيز الوجود[ الكون كبعد مكاني] أو بمعنى المثل الشعبي "اللي ما ارضى بقضاي يخرج من أرضي وسماي" كذلك لا يكمن الخروج عن طوق الحاضر إلا عبر السفر بالوهم الذي يُعتقد أنه فعل يتم خارج طوق اللحظة الآنية.. ويبقى المستقبل الحلقة المنتظر وقوعها، أي دخولها حيز التنفيذ في الزمن الحاضر، بينما يبقى الماضي والمستقبل معا لحظتا إدراك بالوهم لأن الحاضر بالمفهوم الكرونولوجي هو لحظة الوعي بالفعل أو لحظة الإدراك القائم بالذات،بحيث تعتبر اللحظة المعيشة( صيغة اسم مفعول) والمنفلتة باستمرار، إذ لا يمكن إيقافها،لنعيشها بمفهوم الإمساك بها، كما لا يمكن التقهقر إلى ورائها أو القفز إلى أمامها،فأي لحظة إذن نعيش؟

    طبعا الحاضر بامتياز بحلوه ومره..

    وللقارئ واسع النظر

    أرفود في 03/ يونيو/2007

    ذ: الحبيب أرزيق

    التعديل الأخير تم بواسطة الحبيب ارزيق ; 13/09/2010 الساعة 01:04 PM

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية محمد غناوي
    تاريخ التسجيل
    26/10/2007
    المشاركات
    16
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: تأملات/عين الفلسفة كما أراها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا عدمنا كلامك
    هاأنت تفتح ثغرا جديدا و ترد الاعتبار للغة الضاد بفلسفتها
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    814
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: تأملات/عين الفلسفة كما أراها

    أخي الكريم محمد غناوي
    مرورك أسعدني
    وملاحظاتك كشفت عن عين ثاقبة
    وإدراك ذكي
    لك كل المودة ياغلي


  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    814
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: تأملات/عين الفلسفة كما أراها

    أخي الكريم محمد غناوي
    مرورك أسعدني
    وملاحظاتك كشفت عن عين ثاقبة
    وإدراك ذكي
    لك كل المودة ياغلي


  5. #5
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    814
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: تأملات/عين الفلسفة كما أراها

    تتنفس الرؤية الفلسفية مداها
    بالنقاش والحوار
    اشكركم


  6. #6
    شاعر وكاتب الصورة الرمزية علي مجاهد
    تاريخ التسجيل
    20/09/2010
    المشاركات
    9
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: تأملات/عين الفلسفة كما أراها

    تقبل مروري


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية نجيب بنشريفة
    تاريخ التسجيل
    05/06/2010
    المشاركات
    1,324
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: تأملات/عين الفلسفة كما أراها


    .
    .
    .
    .

    أخي الحبيب نعيش حاضرا مبني على الماضي

    ومستقبل مبني على الحاضر

    الحياة لعبة جميلة أبدع صانعها

    وصناع الألعاب حاليا يحاولون بكل جهد لاينامون ولايكلون لصنع ألعاب

    توصف في يوم ما بالكمال ولكن هيهات لهم مشكلتهم أنهم مقلدين

    لم يفهموا بعد ما يقلدونه

    نحن نعيش الماضي بشكل رهيب يمكننا أن نعلق أبصارنا الى السماءوهي تحيط بنا ونحن مشدودون الي الأرض بقوانين ثابتة لامجال للكلام في هذا

    نجد نجمة في السماء قد سافر ضوؤها ملايين السنوات الضوئية والسنة الضوئية وحدة قياس ما بين النجوم والمجرات وهي 300000

    كلم في الثانية يعني ان حولناها للساعة تعطينا ما يقارب وكل شيء عندنا تقريبي .....9500

    ملياركلم في الساعة وعندنا ملاين السنوات الضوئية ما يعجز العقل على تحديد المسافة لأنه لا يدركها وكل شئ غير مدرك يحدث

    خلل في الرايى والفهم يصلنا ضوء نجمة بعد سفر طويل تكون النجمة قد فارقت شكلها الذي خلقت عليه الى شكل آخر اوتحولت أوامتزجت او...أو...

    لو تتبعنا أقوال العلماءمثل آنشتين نيوتن ودي باب وهوبكنس و..و..و..نراها تصب في وجهة واحدة وهذه الوجهة انطلاقتها مأخودة من لحظة

    الانفجار العظم والانفجار الأعظم ولغرابة أمرهم مأخود عن الكتب السماوية والدليل على هذا ما وصله العلم حاليا في معرفة الحقائق لا الشكليات

    المكتشفة عن طريق البحث العشوائي الدافع للصدفة الذي اعترف آنشتين نفسه انما هو تسخير من الله

    المراد قوله نحن اعادة نشر لسيناريو رباني محض معجز.............................................. .....................

    أخي الحبيب موضوع شيق يحتاج لفتح أبواب منظمة حتي يمكن تعميم الفائدة وليس بالمستحيل
    .
    .
    .
    شكرا على المجهودات التي تقوم بها وما كتبته انما هو مرتجل أخذني القلم بعدما استهواني الموضوع وهذه الاطلالة الثانية

    أحاول ما أمكن الابتعاد عن هذه المواضيع ان لم يكن التعمق في النقاش ومواصلة البحث الدائم لأنه كالقطار لاينتظر أحدا

    ولايتوقف عن السفر بك الى سبر أغوار المجهول الممتع والفتان لمحبيه دمت جميلا أخي الحبيب
    .
    .
    .
    مودتي
    .
    .
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة نجيب بنشريفة ; 21/09/2010 الساعة 08:40 PM

  8. #8
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    25/06/2009
    المشاركات
    814
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: تأملات/عين الفلسفة كما أراها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي مجاهد مشاهدة المشاركة
    تقبل مروري
    ----
    أسعدني مرورك البهي
    مودتي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •