زمانُ الأُفـعُوان

د. شاكر مطلق
... وكَمْ – يا حبيبةُ – بِتْـنا عُراةً
وذُبنا شموعاً على الشّمعَدانْ
قطَفنا ثِمارَ الخَطايا وغِبْنا
عن الوَعيِ حتّى غدَوْنا دُخانْ
وكان المساءُ حنوناً علينا
فألقى سِتاراً مِنَ الأُقـحُوانْ
وألقى علينا زهورَ المراعي
وأهدى إلينا وِشاحَ الأَمانْ ...
** ** **
صُـهارى منَ النّهدِ فارتْ بكفّي
وأَحرَقَ جمرُ اللّهيبِ اللّسانْ
فما عاد يَحكي عنِ الوَجدِ إلاّ
وسالتْ دموعٌ تُغطّي المَكانْ ...
** ** **
تُمزِّقُ جسمي أَظافيرُ ماسٍ
وتُلقي جراحي إلى الزَّعْفَرانْ
تَلُفُّ الشَّظايا على مِعْصَمَيها
لتَنفخَ فيها نَسيمَ الجِنانْ
فيَعلو نشيدُ المغنّي ، ويَخْبو
وئيداً ، وئيداً كبَوْح الكَمانْ ...
** ** **
عذارى اليَنابيع مَدّتْ إلينا
شرابَ الخُلودِ ، ودمعَ الدِّنانْ
فهِمنا سُكارى منَ الوَجد نَهذي
فلا منْ مكانٍ ، هنا ، أو زمانْ
كأنّ الحَواسَ التي نَمتَطيها
خيولٌ منِ الشّمعِ ذابتْ حنانْ
تريد الوصولَ إلى البحرِ حتّى
تغوصَ المشاعرُ في الأُرْجُـوانْ
لتَمحو عن النّهدِ وَشْمَ الخَطايا
وتُعطي بريقاً إلى الصَّـوْلجانْ ...
** ** **
عبَرنا بحاراً ، وجُبنا قِفاراً
لنلقي سلاماً على " أصْـفَهانْ "
لعرسِ الأميرةِ فيها طقوسٌ
تَجلَّتْ وزالَتْ مع الأُفْعُوانْ
وما زالَ منها بكفّي بخُورٌ
ومِزمارُ عشقٍ ، وسِرٌّ يُصانْ
تراتيلُ خِصْبٍ وعُشبـَةُ بئرٍ
فأينَ الخُلودُ بهذا الزّمانْ ؟
ملوكٌ ، رعاةٌ ، وذئبٌ وحيدٌ
فكيفَ النَّجاةُ وأينَ الأمانْ ؟
سلامٌ علينا ، إذا ما مشَيْنا
على الجَمر يوماً ، وصِرنا دُخَانْ
هو العمر يَمضي كحُلْمِ المَراعي
ويَبقى لذكرى حبيبٍ مكانْ
ويبقى هوانا نقِيّاً وفِيّاً
يُنيرُ الليالي كما الفَرْقَدانْ
ويَبقى ، على المَرجِ ، ثوْرُ البراري
يُناجي زماناً ، طَواه الخِتانْ ...
==============
حمص – سورية 13-2-2009
E-Mail:mutlak@scs-net.org