لم تكن الندوة والأمسية الواتاويّة في عمان أمسية عاديّة؛ فقد حـَقَّ لنا وبجدارة أن نطلق عليها أنها تظاهرة لم تشهد الجمعيّة مثلها من قبل، ونحن هنا لا نبالغ نظرًا لأهمية وعدد المواضيع والقضايا الترجميّة والمهنيّة والفكريّة الهائلة التي تمت مناقشتها فيها, ناهيك عن غيرها مما تم نقاشه في اجتماع لم يتجاوز وقته الثلاث ساعات!!
فقد احتضن اتحاد الكتاب الأردنيين مشكورا الأمسية والندوة الواتويّة الأولى لهذه السنة 2009 في العاصمة الأردنيّة عمان، وعندما نقول الندوة الأولى فذلك نابع من تفاؤلنا وثقتنا بأنفسنا وبالجمعية ودورها الريادي البناء، إذ أن هذا الاجتماع الذي تميز بعدد كبير من الحضور هو عبارة اجتماع تحضيري لاجتماعات أخرى لاحقة ونشاطات واتاويّة مهمة ستشهدها العاصمة عمان خلال هذه السنة، يتخللها وضع حجر الأساس لبداية تعاون ثقافي وترجمي بين الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب واتحاد الكتاب الأردنيين سيتم افتتاحه بعون الله في وقت لاحق بدورات تقنيّة وتدريبيّة على استخدام الحاسوب والإنترنت ستعقده واتا في مقر الاتحاد.
ابتدأت الندوة الواتاويّة في تمام الساعة الخامسة مساء حيث قـُسمت لجلستين أشرف على إدارة الجلسة الأولى منها الدكتور عادل عزام سقف الحيط حيث استعرض وبكلمة موجزة مسيرة الجمعيّة ومؤسسها الأستاذ عامر العظم والذي قام بدوره بعد ذلك بتقديم إيجاز واف عن الجمعيّة و الإنجازات التي حققتها في فترة قياسيّة لم تتعد الـست سنوات والتي تكاد تكون معجزة, أكد فيها الفعل والعمل الدؤوبين أن الجهد المتواصل والسهر يحقق ما قد يعجز عن تحقيقه صاحب العزم والجـَلـَد من البشر، وتناول في معرض حديثه مشاريع الجمعيّة التي حققتها وتحقق معها من النجاح ما شهد له القريب والبعيد، حيث استعرض مما استعرضه الدور التوعوي الذي تقوم به وكالة واتا للأنباء، وتحدث عن الثورة الرقميّة التي أحدثتها الجمعيّة بافتتاح مركز واتا الصوتي الذي يقام به أمسيات يومية ترجمية وشعرية وثقافية والذي شهد أول الأمسيات من نوعها على القارة السابعة في الوطن العربي.
تحدث بعد ذلك الدكتور سليمان العباس رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين التطبيقين حيث أشاد بدور واتا وشهد لها بانها حققت في الفضاء الرقمي ما عجزت الجمعيات على الأرض عن تحقيق البعض منه، وأعقب ذلك مداخلة عبر الهاتف من السعوديّة حيث ألقى الأستاذ الواتاويّ الشاعر ياسر طويش قصيدة عصماء تحدث فيها عن الجمعيّة ورئيسها وأعضاءها واستعرض واتا من وجهة نظر شاعر يرى فيها وطنه الذي لا تغيب عنه الشمس حتى تشرق من جديد، وتكلم بعد ذلك نخبة من المترجمين والمترجمات أبرزهم الأستاذة لانا فيصل عزت والأستاذ الدكتور رابح العوبي أستاذ النقد في جامعة عنابة في الجزائر والأستاذ الواتاوي أديب القصراوي والأستاذة هالة خصيب حيث استعرضوا في حديثهم ومداخلاتهم أبرز المشاكل التي تواجه المترجم بداية من دراسته ومرورا بالمتطفلين على مهنة الترجمة وانتهاء بأبرز المشاكل المهنيّة التي قد يعاني منها، ثم اُختتمت الجلسة الأولى وابتدأت الجلسة الأدبية التي أدارها الأستاذ طه خضر و التي كانت ثرية بحضور الشاعر الأستاذ أحمد نمر الخطيب في مفاجأة لم يُعلن عنها إلا وصوله لحضور الأمسية والذي كان مفاجأة رائعة للجميع.
تكلم الأستاذ طه خضر وذكر بالدورة التقنيّة التي ستعقدها واتا في مقر الاتحاد، وألقى الأستاذ أحمد نمر الخطيب قصيدة مميّزة، وتبعته الشاعرة الواتاويّة الشابّة لينا اسماعيل مطاوع بجزء من مطولتها الجديدة التي تجاوزت الــ 600 بيت.
ختامًا وجب علينا أن نشير إلى الكم الهائل من الثناء الذي حصلت عليه الجمعية من أهل الاختصاص والإشادة الكبيرة بما حققته في فترة هي قياسيّة، و كذلك وجب على الجمعية التوجه بالشكر الجزيل لاتحاد الكتاب الأردنيين متمثلا في شخص رئيسه الأستاذ الدكتور: صادق جودة وهيئته الإداريّة على ما قدموه من تسهيلات وحسن ضيافة ساهمت بقوة في نجاح الاجتماع.
* سيتم نشر صور الاجتماع تباعًا أسفل هذا التقرير .
المفضلات