متحف الزعيم أحمد عرابي في سيريلانكا
في أواخر العام1983 اتخذت جمهورية سيريلانكا- سيلان قديما ـ قرارا بتمويل أول بيت نزل به عرابي في مدينة كولومبو إلي متحف, تخليدا لذكري زعيم الثورة العرابية, حيث أقام في الجزيرة منفيا مدة ثمانية عشر عاما(1883-1901) قضي تسع سنوات منها في كولومبو, وتسعا أخري في كندي وآنذاك تم تقديم الدعوة إلي الحكومة المصرية لحضور حفل الافتتاح, فتوجه إلي هناك وفد مكون من وزير الثقافة محمد عبدالحميد رضوان ومحافظ الشرقية( مسقط رأس عرابي) أمين ميتكس ومندوب من وزارة الخارجية المصرية, وأرسلت الهيئة المصرية العامة للكتاب مجموعة كتب مؤلفة عن عرابي باللغتين العربية والإنجليزية لتوضع في المتحف إلي جانب صورة لعرابي وبعض الوثائق الخطية المصورة, وكان أغلبها من كتاب برودلي كيف دافعنا عن عرابي وصحبه الذي كتب بعد عام من نفي عرابي, وترجمته الهيئة المصرية العامة للكتاب بعد مائة عام من صدوره.
كان برودلي مكلفا من قبل بلنت للدفاع عن عرابي, لذا جاء إهداء الكتاب إلي بلنت وزوجه أعز صديقين لعرابي في وقت الشدة وإذا تأملنا صورة بلنت في كتاب اللورد كرومر عن الثورة العرابية, فإنه يحظي بهجوم شديد من قبل اللورد, الذي أودي بمستقبله السياسي حادث دنشواي الشهير.
عاش المستشرق الأيرلندي بلنت بين المسلمين سنين طويلة, تعرف خلالها علي كل شئ عنهم, وكما يقول كرومر: يبدو أنه آمن ببعث إسلامي جديد يقوم علي مبادئ الشريعة الإسلامية, وتصادف وجوده في مصر أثناء ثورة عرابي فصار مرشدا وصديقا للزعيم, ونصح رجال الحزب الوطني بتأييد حركة الجيش, حتي إنه قال لهم: إذا مضيتم في عدم الاتحاد مع الجيش فإن أوروبا ستأخذ بلادكم, وهو ما حدث بالفعل.
وهكذا كانت نهاية عرابي, فلم يبق منه سوي رد الاعتبار حين تم التعامل مع الثورة العرابية كحلقة مهمة من حلقات الحركة الوطنية المصرية, إضافة إلي اعتماد9 سبتمبر يوم وقفة عرابي في ميدان عابدين عيدا للفلاح, لم يبق من عرابي سوي منزل آيل للسقوط في مسقط رأسه بقرية هرية رزنة, وطقس احتفالي في محافظة الشرقية يرتدي فيه أحد أحفاده زي الجنرال, ويسلم المحافظ مطالب الأمة.
عن موقع وكالة الأخبار العراقية
المفضلات