آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: إرهاب أم "إرعاب"

العرض المتطور

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المختار زادني
    تاريخ التسجيل
    25/10/2006
    العمر
    70
    المشاركات
    147
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي إرهاب أم "إرعاب"

    أخوتي الكرام

    أنا اليوم بحاجة لمن يعلمني صواب ما أقول من خطئه
    لم أجد في المصطلحات العربية القابلة للتداول دينيا ما يقابل
    كلمة TERRORISME الفرنسية، وقد سبق وكتبت في ردي على (وفاء سلطان)
    مايلي:
    « ... فمصطلح الإرهاب له دلالة غير التي سيق لها في قواميس من تشهدين لهم بالتفوق والتحضر والنقاء والصفات الملائكية. أصل الفعل ثلاثيا (رهب) – ولا تقولي إننا أقدر على تحوير اللغة من غيرنا – ففي اللغات ذات الأصل اللاتيني مظاهر أغرب ومع ذلك ينقب أهلها عن أصول المفردات والمصطلحات وهم بذلك يفوقون الأدباء العرب تفننا في نحت الكلام. أنا لا أنحت كلمة بل أبين أصلها وفيم تم تداولها وكيف عرفها الغرب . أقول؛ من هذا الفعل اشتقت كلمة راهب. وهل عُرفَ الراهب لدى النصارى إلا بالسماحة –ظاهريا- ؟ وكلمة رُهاب في علم النفس ماذا تعني؟ أليس الخوف والمبالغة في تقدير المخاطر؟... وما يقابلها بالفرنسية هو مصطلح La peur وليس كلمة Terreur وما يقابلها في علم النفس أليس Phobie ؟
    إن الذي يجري الآن في مختلف بقاع العالم ليس "إرهابا" بل يمكن الاصطلاح عليه بكلمة تشتق من "رعب" فنقول "إرعابا" وليس إرهابا! ...»

    أرجو أن يفيدني مترجم مختص وله جزيل الامتنان.


  2. #2
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المختار زادني مشاهدة المشاركة
    أخوتي الكرام
    أنا اليوم بحاجة لمن يعلمني صواب ما أقول من خطئه. لم أجد في المصطلحات العربية القابلة للتداول دينيا ما يقابل كلمة TERRORISME الفرنسية، وقد سبق وكتبت في ردي على (وفاء سلطان) مايلي:
    « ... فمصطلح الإرهاب له دلالة غير التي سيق لها في قواميس من تشهدين لهم بالتفوق والتحضر والنقاء والصفات الملائكية. أصل الفعل ثلاثيا (رهب) – ولا تقولي إننا أقدر على تحوير اللغة من غيرنا – ففي اللغات ذات الأصل اللاتيني مظاهر أغرب ومع ذلك ينقب أهلها عن أصول المفردات والمصطلحات وهم بذلك يفوقون الأدباء العرب تفننا في نحت الكلام. أنا لا أنحت كلمة بل أبين أصلها وفيم تم تداولها وكيف عرفها الغرب . أقول؛ من هذا الفعل اشتقت كلمة راهب. وهل عُرفَ الراهب لدى النصارى إلا بالسماحة –ظاهريا- ؟ وكلمة رُهاب في علم النفس ماذا تعني؟ أليس الخوف والمبالغة في تقدير المخاطر؟... وما يقابلها بالفرنسية هو مصطلح La peur وليس كلمة Terreur وما يقابلها في علم النفس أليس Phobie ؟ إن الذي يجري الآن في مختلف بقاع العالم ليس "إرهابا" بل يمكن الاصطلاح عليه بكلمة تشتق من "رعب" فنقول "إرعابا" وليس إرهابا! ...»

    أرجو أن يفيدني مترجم مختص وله جزيل الامتنان.
    إرعاب أم إرهاب

    الأخ الفاضل محمد المختار زادني،

    مصطلح الإرهاب مصطلح حديث نشأ وتطور عبر مراحل مختلفة من الزمن إلى أن اكتسب مدلوله الحديث، لذلك فالتعريف اللغوي للإرهاب يختلف من لغة إلى لغة، وقد يتغير مدلوله حتى في اللغة الواحدة. وهذا الأمر يعيق ويصعب مسألة تعريفه، فضلا عن أن هذا المصطلح بمدلوله السياسي الحديث لا وجود له في المراجع أو المعاجم العربية القديمة.

    ويرجع علماء اللغة مدلول لفظة الإرهاب إلى اللغة الفرنسية، حيث تشكل وتطور مدلول ومعنى مصطلح (Terrorisme) في نهاية القرن الثامن عشر إبان الثورة الفرنسية، حيث استعمل المصطلح في سياق سياسي بحت، وكلمة الإرهاب (Terrorisme) مشتقة من كلمة الرهبة (Terreur)، لكنها قد لا تؤدي نفس المعنى المقصود في اللغة الفرنسية. وقد فسر معجم الأكاديمية الفرنسية المنشور عام 1694 هذه المفردة بأنها "رعب، خوف شديد: اضطراب عنيف". أما القاموس الحديث في اللغة الفرنسية (Petit Robert) فقد عرف الإرهاب بأنّه "الاستخدام الممنهج للعنف من أجل تحقيق هدف سياسي، تنفذه منظمة سياسية للتأثير على بلد ما (سواء بلدها الأم أو بلد آخر) و"الإرهاب قد يكون وسيلة للحكم".

    لذلك فقد كانت ترجمة كلمة الإرهاب العربية كمقابل لكلمة (terrorism) الانجليزية ترجمة غير صحيحة لغويا، لأن لفظة الرهبة في اللغة العربية تستخدم للتعبير عن الخوف المشوب بالاحترام، في حين أن الخوف والفزع الناجم عن تهديد قوة ما أو الخوف من القتل أو الإصابة بمكروه هو خوف مادي يعبر عنه بالرعب، وليس بالرهبة. يقال: "رهبوت خير من رحموت" بمعنى لأن ترهب خير من أن ترحم". وبهذا المعنى وردت في القرآن الكريم في الآية 60 من سورة الأنفال: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم)، ومعنى "الرهبة" هنا يختلف كثيرا عن المدلول الحديث لهذا المصطلح، إذ انه يعني دعوة المسلمين إلى الاستعداد لمحاربة أعداء الله، ويعني دعوة المسلمين إلى الدفاع عن أنفسهم من خلال الجهاد. إضافة إلى أن الآيات الأخرى تدعو إلى مخافة الله سبحانه وتعالى. لذلك فالكلمة العربية الصحيحة التي تقابل المفردة الانجليزية (terrorism) هي إرعاب، لا إرهاب. ومع هذا فقد أقرّ المجمع اللغوي استخدام كلمة الإرهاب ككلمة حديثة في اللغة العربية، وأسقط عليها المدلول الحديث للكلمة.

    تحية مودة من غير إرعاب ولا إرهاب، ودمتم.

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المختار زادني
    تاريخ التسجيل
    25/10/2006
    العمر
    70
    المشاركات
    147
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة


    إرعاب أم إرهاب

    الأخ الفاضل محمد المختار زادني،

    مصطلح الإرهاب مصطلح حديث نشأ وتطور عبر مراحل مختلفة من الزمن إلى أن اكتسب مدلوله الحديث، لذلك فالتعريف اللغوي للإرهاب يختلف من لغة إلى لغة، وقد يتغير مدلوله حتى في اللغة الواحدة. وهذا الأمر يعيق ويصعب مسألة تعريفه، فضلا عن أن هذا المصطلح بمدلوله السياسي الحديث لا وجود له في المراجع أو المعاجم العربية القديمة.

    ويرجع علماء اللغة مدلول لفظة الإرهاب إلى اللغة الفرنسية، حيث تشكل وتطور مدلول ومعنى مصطلح (Terrorisme) في نهاية القرن الثامن عشر إبان الثورة الفرنسية، حيث استعمل المصطلح في سياق سياسي بحت، وكلمة الإرهاب (Terrorisme) مشتقة من كلمة الرهبة (Terreur)، لكنها قد لا تؤدي نفس المعنى المقصود في اللغة الفرنسية. وقد فسر معجم الأكاديمية الفرنسية المنشور عام 1694 هذه المفردة بأنها "رعب، خوف شديد: اضطراب عنيف". أما القاموس الحديث في اللغة الفرنسية (Petit Robert) فقد عرف الإرهاب بأنّه "الاستخدام الممنهج للعنف من أجل تحقيق هدف سياسي، تنفذه منظمة سياسية للتأثير على بلد ما (سواء بلدها الأم أو بلد آخر) و"الإرهاب قد يكون وسيلة للحكم".

    لذلك فقد كانت ترجمة كلمة الإرهاب العربية كمقابل لكلمة (terrorism) الانجليزية ترجمة غير صحيحة لغويا، لأن لفظة الرهبة في اللغة العربية تستخدم للتعبير عن الخوف المشوب بالاحترام، في حين أن الخوف والفزع الناجم عن تهديد قوة ما أو الخوف من القتل أو الإصابة بمكروه هو خوف مادي يعبر عنه بالرعب، وليس بالرهبة. يقال: "رهبوت خير من رحموت" بمعنى لأن ترهب خير من أن ترحم". وبهذا المعنى وردت في القرآن الكريم في الآية 60 من سورة الأنفال: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين لا تعلمونهم الله يعلمهم)، ومعنى "الرهبة" هنا يختلف كثيرا عن المدلول الحديث لهذا المصطلح، إذ انه يعني دعوة المسلمين إلى الاستعداد لمحاربة أعداء الله، ويعني دعوة المسلمين إلى الدفاع عن أنفسهم من خلال الجهاد. إضافة إلى أن الآيات الأخرى تدعو إلى مخافة الله سبحانه وتعالى. لذلك فالكلمة العربية الصحيحة التي تقابل المفردة الانجليزية (terrorism) هي إرعاب، لا إرهاب. ومع هذا فقد أقرّ المجمع اللغوي استخدام كلمة الإرهاب ككلمة حديثة في اللغة العربية، وأسقط عليها المدلول الحديث للكلمة.

    تحية مودة من غير إرعاب ولا إرهاب، ودمتم.

    منذر أبو هواش
    شكرا لك أستاذي الكريم
    وإن سؤالي وراءه هدف :
    - لماذا ترك اللغويون العرب هذه الكلمة تتداول مع علمهم أن المقصود منها الإساءة لكتاب الله ؟
    تم تداول المصطلح بنية مبيتة ربما، وإن الاستمرار في تداولها "إرهابا" سيزيد رسوخها لدى الأجيال القادمة مما سيمثل إشكالا خطيرا عند القراء من غير المسلمين ...

    بورك قلمك أستاذي
    ولك تحية أخوية خالصة


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم،
    شكراً للأخ محمد للفت انتباهنا إلى هذا الأمر الذي نمرّ عليه مرّ الكرام، وشكراً للأخ منذر على الإضافة القيّمة.

    أودّ الإضافة أن كلمة terreur التي اشتقّت منها terrorisme تعني بالفرنسية: الذعر، أو الرعب، أو الفزع. ولم أجد لها في مراجعي معنى الرهبة.
    أما الرهبة، وكما أسلفتم فهي الخوف/الخشية المشوبة بالاحترام، ويقابلها بالفرنسية crainte respectueuse/révérentielle
    respect
    intimidation
    frayeur

    وهو المعنى الوارد في الآية الكريمة (60) من سورة الأنفال التي ذكرها الأخ منذر، والتي ترجمها المترجم القدير محمد حميد الله، رحمه الله رحمة واسعة، كما يلي:

    Et préparez [pour lutter] contre eux tout ce que vous pouvez comme force et comme cavalerie équipée, afin d'effrayer l'ennemi d'Allah et le vôtre, et d'autres encore que vous ne connaissez pas en dehors de ceux-ci mais qu'Allah connaît


    وهذا إثبات آخر يدلّ على صحّة "الإرعاب"، لكن انتشار الاستخدام والتداول هو الأقوى، وهو الذي قد يُضيف، بالفعل والممارسة، مدلولاً جديداً إلى مفردة معينة...
    مع التحية
    عبدالودود

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  5. #5
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    المشاركات
    524
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي


    من صانعو الإرهاب !!؟ ... هل للإرهاب هوية !!؟
    الإرهاب وتوابعه ... محاولة لفض الاشتباك :



    الوصول إلى معنى محدد لكلمة الإرهاب مازال أمراً في غاية الصعوبة!
    ما الفرق بين الإرهاب والجريمة والكفاح المسلح والثورة؟!
    الإرهاب نشأ في أحضان الغرب.. ولم يكن أبداًبدعة شرقية أو اختراعاً إسلامياً
    الإسلام لا يضفي أي شرعية على الإرهاب.. كما لا يتسامح بشأنه

    ئاوات محمد أمين(@)
    (@)ماجستير في الدراسات الإسلامية جامعة الخرطوم

    "الإرهاب" من أكثر الكلمات إثارة في وسائل الإعلام العالمية والمحلية، فقد أصبحت الكلمة وصفاً يطلقه أي فرد أو جماعة على ما لا يروق لهم من تصرفات الآخرين، وحتى يمكن دراسة الإرهاب كظاهرة حديثة نسبياً ذات أهمية خاصة في مجال الصراع السياسي فلابد من تحديد معنى الكلمة لغوياً ثم تعريف الظاهرة، والتفرقة بينها وبين ما يختلط بها من ظواهر العنف السياسي ثم بيان علاقة ذلك بالإسلام.
    إن المعنى اللغوي للإرهاب مشتق من (رهب) بمعنى خاف، وكلمة إرهاب هي مصدر الفعل أرهب، وأرهبه بمعنى خوفه(1)، وقد "خلت المعاجم العربية القديمة من كلمات الإرهاب والإرهابي لأن تلك الكلمات حديثة الاستعمال ولم تكن شائعة في الأزمنة القديمة"(2).
    ولفظ الإرهاب مشتق من معنى "الخوف والفزع والرعب"، وقد "نقلت الكلمة أو ترجمت من Terrorism، إلى إرهاب باللغة العربية، وهذه الترجمة ليست صحيحة لغوياً لأن الخوف من القتل أو الخطف أو تدمير المباني والمنشآت والممتلكات، وهي الأفعال التي ترتكبها الجماعات الإرهابية لا يقترن به احترام للقائمين به، ومن ثم فإن الكلمة الصحيحة التي تقابل Terrorism هي "إرعاب" وليس "إرهاب"، ولكن نظراً لأن الكلمة الأخيرة قد أصبحت لها معنى اصطلاحي أقره مجمع اللغة العربية فإننا نقر استخدام هذه الكلمة التي تعود الناس على استعمالها"(3).
    وبالرجوع إلى أصل المفهوم ومعانيه في اللغات الأخرى، نجد أن بيرل وبايلجي bailljy و bearl قد أوضحا في قاموسهما اللاتيني أن الأصل اللغوي لكلمة الإرهاب في الفرنسيةTerreur هو الفعل السنسكريتيtras الذي يعطي معنى رجف، ويريان أن الفعل الفارسي tersidan واللاتينيtevs ، tres يدلان على نفس المعنى وهو الرجفان"(4).

    محاولات للدراسة
    جرت محاولات كثيرة لدراسة مدلول الإرهاب، لكن دون جدوى لاختلاف تحديد معناه ومدلوله، وقد تشابكت خيوطه وتداخلت مفاهيمه للدرجة التي أصبح معها الآن الوصول إلى تحديد لمعنى كلمة الإرهاب أمراً في غاية التعقيد والصعوبة، وهذا كله لاختلاف الوجهات والرؤى حول الكلمة بين الجماعات والشعوب، ولأن الإرهاب ظاهرة من مظاهر الاضطراب السياسي في العصر، فالبعض يعرفه بأنه "كل عمل يستخدم القوة، ويتسم بالعنف، والهدف منه تحقيق غايات تتعارض مع الحقوق والأهداف العامة في مستوياتها المحلية أو الإقليمية"(5) أو هو "استخدام العنف غير القانوني "أو التهديد به" بأشكاله المختلفة كالاغتيال والتشويه والتعذيب والتخريب والنسف بغية تحقيق هدف سياسي معين مثل كسر روح المقاومة والالتزام عند الأفراد وهدم المعنويات عند الهيئات والمؤسسات كوسيلة من وسائل الحصول على معلومات أو مال، وبشكل عام استخدام الإكراه لإخضاع طرف مناوئ لمشيئة الجهة الإرهابية"(6).
    أو هو (عمل عدواني يخلو من أي عاطفة بشرية ويتميز بالجبن نظراً إلى أنه يتم الاعتداء على الآخرين بدون أخذ أي اعتبار لإرادتهم وبالقوة المستندة على عامل المفاجأة باستعمال وسائل عنيفة وقاسية بدنية كانت أو معنوية تهدف إلى فرض السيطرة عليهم بالقهر الإجباري والقسري أو غير المباشر"(7).
    وهذه التعاريف وغيرها لم تُجِد نفعا في فهم دقيق للمصطلح، "وقد سجل شميد في كتابه (الإرهاب السياسي political terrorism) مئة وتسعة تعريفات من وضع علماء متنوعين في جميع فروع العلوم الاجتماعية"(8).
    أنماط مختلفة
    ويؤكد جوناثان وايت (1991) في مدخله عن الإرهاب ضرورة عدم الاكتفاء بدراسة مصطلح الإرهاب من خلال مداخل سياسية فقط، بل إن علم الاجتماع في غاية الأهمية في هذا السياق، ويؤكد "عدم وجود تعريف واحد لمفهوم الإرهاب، ولذلك اقترح أن يعرف الإرهاب من خلال أنماط مختلفة للتعريف: منها نمط التعريف البسيط والعادي، ويعني عنفاً أو تهديداً يهدف إلى خلق خوف أو تغير سلوكي، والنمط القانوني، ويعني عنفاً إجرامياً ينتهك القانون ويستلزم عقاب الدولة؛ والتعريف التحليلي، ويعني عوامل سياسية واجتماعية معينة تقف وراء كل سلوك إرهابي. وتعريف رعاية الدولة للإرهاب، ويعني الإرهاب عن طريق جماعات تستخدم بواسطة دول للهجوم على دول أخرى ونمط إرهاب الدولة، ويعني استخدام سلطة الدولة لإرهاب مواطنيها"(9).
    أما التعريف الإسلامي للإرهاب، فقد قام المجمع الفقهي الإسلامي بتعريف الإرهاب، وجاء فيه: "أنه العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغياً على الإنسان دينه ودمه وعقله وماله وعرضه ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم وأحوالهم للخطر"(10).
    ويبدو من هذه التعاريف أن مفهوم الإرهاب قد اختلط بمفاهيم أخرى، لتقارب المعاني وتشابك الأهداف ف "الجريمة، الإرهاب، الكفاح المسلح، الثورة) تلك عناوين تبدو مترابطة ومتداخلة رغم تمايز كل منها في معناه وفي استراتيجيته، وفي عقيدته، وفي هدفه، ومحورها الرئيس العنف".(11) وهذا الخلط بين هذه المفاهيم أدى إلى عدم وجود اتفاق حول تعريف مفهوم الإرهاب، فمثلاً "العنف والإرهاب" مختلفان وليسا مترادفين، فالعنف هو "الاستخدام غير المشروع أو على الأقل غير الشرعي للقوة"؛ (12) والعنف "يكون جريمة عندما يتعمد إلحاق الأذى بالضحية وتوظيف، أي عندما تكون الضحية هي الهدف أولاً وآخراً"، (13) أما "الإرهاب فيستخدم العنف أداة لإلحاق الأذى بالضحية، إنما لتوظيف الأذى في ممارسة ضغط معنوي على جهة أخرى أو على شخص آخر" (14) والإرهاب بمعناه الاستراتيجي يتجاوز الوجه الآخر للعنف الذي هو القيام بردود الأفعال تجاه صعوبات الحياة المدنية.
    أما (الإرهاب والرعب) فهما سبب ونتيجة و"تدمج القواميس اللغوية تعريف مصطلح الإرهاب ضمن سلسلة الأعمال التي تهدف إلى توليد "الرعب" وإدامته. وهي تصنف الرعب كنتيجة مرافقة للإرهاب وتربط المفردتين معاً داخل سلوك عدواني متطور على امتداد تاريخ الإنسان"(15).
    فالجريمة ليست إرهاباً على الإطلاق، لأنه عادة لا تطلق صفة المجرم على الإرهابي لأن (المجرم يتعمد قتل أو إلحاق الضرر بضحيته إما انتقاماً، أو لأي سبب شخصي آخر، أما الإرهابي فإنه غالباً ما يؤمن بالبراءة الشخصية لضحيته، وبالتالي لا يجد مبرراً للإساءة إليها إلا من أجل توصيل رسالة إلى طرف ثالث.
    والمجرم يرتكب جريمته لحسابه الخاص. أما الإرهابي فيعتبر نفسه جندياً مكلفاً بمهمة شريفة، لا تلحق إدانته بها أي عار أو تجريح، بل على العكس فهو يعتبر أداءها عملاً بطولياً يؤهله لاحتلال موقع مرموق أو ذكرى خالدة في مجتمعه"(16).
    وبنفس المنهج نلاحظ الفرق بين الثورة والإرهاب، فرغم التداخل المعنوي بينهما إلا أن "العمل الثوري قد يكون إرهاباً وقد يكون عنفاً، وقد يكون الاثنين معاً، وقد لا يكون شيئاً من ذلك. إنه ليس عنفاً، عندما لا يهدف إلى إيذاء ضحاياه المباشرين، وهو لا يكون إرهاباً عندما لا يهدف إلى الضغط على ضحايا غير مباشرين. إنه أداة تغيير تستخدم العنف والإرهاب معاً"(17).
    وانتشار ظاهرة الإرهاب على نطاق واسع، قد يؤدي إلى قلب الكثير من المفاهيم وإلى تغير الكثير من المعادلات السياسية، كما اختلط المفهوم مع الكفاح المسلح أو حق المقاومة المشروعة للاحتلال، لذلك حرصت "منظمة الأمم المتحدة في مواثيقها وإعلاناتها وقراراتها على تأكيد هذا التمايز، مشرعة حق الكفاح المسلح من أجل تقرير المصير، أو تحرير أرض محتلة، أو استرجاع استقلال مغتصب"(18).
    بهذا اتضح الفرق والتمايز بين كل من "الإرهاب والعنف والجريمة والثورة والمقاومة المشروعة" رغم أنها تتفق كلها في استخدام القوة والرعب، ولكنها تفترق في بعض المعاني الثانوية الدقيقة، فالإرهاب ظاهرة قديمة من حيث المفهوم ولكن جديدة من حيث التنظيم والممارسة.
    نشأة الإرهاب الجديد
    الإرهاب فعل شاذ عن الأصل وفي علاقات بني الإنسان، ورغم قدم الأفعال الإرهابية في المجتمعات البشرية فإنه "ظاهرة قديمة منذ حوادث الاغتيال في عصور الفراعنة والرومان والإغريق"(19) وإن المصطلح قد شاع كأنه يعني ظاهرة جديدة وحديثة، والحقيقة أن الإرهاب المنظم ظاهرة جديدة، بغض النظر عن أن الإرهاب يعكس "صورة عقيمة لاستراتيجية بشرية مارسها الإنسان منذ بدء الخليقة لأسباب متعددة حاول بواسطتها فرض سيطرته على الآخرين بشكل يكون فيه مضطرين إلى قبول الأمر الواقع والتسليم به"(20).
    فليس الإرهاب اختراعاً إسلامياً ولا بدعة شرقية، بل هو غربي المنشأ وتم تصديره إلى العالم الإسلامي، فرغم قدمه كممارسة فإن "نشأته المتجددة كظاهرة حديثة بدأت في محاضن العالم الغربي بعقائده وأفكاره وصراعاته، ثم لم ينتقل إلى بلاد المسلمين إلا بعد أن استطاع الغرب إسقاط البقية الباقية من صور الحكم الإسلامي في الدولة العثمانية، ثم من خلال ما خلفه الاستعمار الغربي من تصورات أو اتجاهات صادرة عن بوتقته الحضارية، ومتشبثة بمناهج معادية للإسلام"(21).
    في ضوء هذا فمن الظلم الحقيقي ما يمارس اليوم من حملة شرسة ضد الإسلام باسم الإرهاب، ومحاربة الجريمة المنظمة والجريمة غير المنظمة، أو حروب العصابات، كأن الإسلام لا يخرج من عباءته إلا الإرهاب والإرهابيين، وهذا إجحاف وظلم للإسلام، لأن الحقائق لا يمكن أن تخفى، فمنشأ هذا المفهوم كان الغرب، وتبلوره واقعياً كان في الغرب أيضاً "لأن الإرهاب لم يتبلور واقعياً إلا في عام 1793م بفرنسا في عهد "terror " الذي شهدت فترة حكمه القصيرة 1793 1794 إعدام أكثر من "40" ألف شخص، وسجن وتشريد أكثر من "300" ألف شخص ومنذ ذلك التاريخ تحول معنى الإرهاب إلى مفهوم آخر بمعنى العنف"(22). "ومنه اشتقت اللغتان الإنجليزية والفرنسية كلمة الإرهاب " terror ism بالإنجليزية وterrorisme بالفرنسية". (23). وهذه حقيقة مؤكدة بأن العنف السياسي المنظم ولد في أوروبا وأن المفهوم السياسي للإرهاب قد ظهر في أوروبا بمعنى العنف، فمن الإجحاف والظلم ربط الإرهاب بالإسلام، ربطاً متلازماً، رغم أن الإسلام لا يحبذ الإرهاب بالمعنى المعاصر المعروف واقعياً، بل يرده ويحرمه.
    الإرهاب وعلاقته بالإسلام
    الإسلام دين يدعو إلى رفع الظلم عن المظلومين، ويسعى لإفشاء الأمن والأمان في المجتمع، ويدعو إلى لغة الحوار والمنطق، والمجادلة بين المتخاصمين، هو لم يؤيد الإرهاب، ولم يحث المسلمين عليه؛ ومصطلح "الإرهاب" لم يستعمل في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، ولكن مشتقات مادة "رهب" تكررت كثيراً في القرآن بمعاني مختلفة، بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع، والبعض الآخر يدل على الرهبة والتعبد، حيث وردت مشتقات المادة "رهب" سبع مرات في مواضع مختلفة في الذكر الحكيم لتدل على معنى الخوف والفزع كالتالي:
    يرهبون: وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون (154) (الأعراف).
    فارهبون: وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون 40(البقرة).
    و إنما هو إله واحد فإياي فارهبون 51.(النحل)
    ترهبون: ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم(الأنفال: 60)
    استرهبوهم: واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم 116 (الأعراف).
    رهبة: لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله.(الحشر:13)
    رهباً: ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين 90(الأنبياء:.9)(24).
    وكل مشتقات كلمة (رهب) في هذه الآيات تدل على الخوف والفزع، وكذلك "لا يمكن العثور في السنة النبوية الشريفة على أي دليل على الإرهاب مهما كان شكله أو مظهره، وسواء كان ذلك في زمن السلم أو في زمن الحرب، فتوجيهات النبي محمد إلى قادته، وأوامر أبي بكر أول الخلفاء الراشدين تشكل عرضاً وافياً للنزعات الإنسانية لدى المحاربين الأوائل في الإسلام"(25).
    فالإرهاب غير مشروع في الإسلام "ولا يمكن لأي عالم جاد أن يقبل الاستنتاج الخاطئ الذي توصل إليه بعضهم بأن الإسلام دين إرهابي، ذلك أن الإسلام لا يضفي صفة المشروعية على الإرهاب كما لا يتسامح به"(26).
    فالإرهاب بالمفهوم المعاصر المتداول محرم في الإسلام، ويعتبر من قبيل البغي والفساد في الأرض والذي يجعله غير مشروع ولا جائز في الدين والعرف والشرع الإنساني أنه يقع مبادأةً ضد الآخرين ويفسد مبادرة صلة السلام والحرية والحرمة العامة بغير حق، عدواناً أو معاملة بقوة باغية)(27).
    بهذا اتضح أن الربط بين الإسلام والإرهاب، إنما هو من قبيل المغالطة التاريخية والواقعية، خاصة أن الإسلام لا يؤيد الإرهاب ولا يشجعه، لكنها حسابات أبعد من المفاهيم والمصطلحات لنعلم أن تسويق معنى "الإرهاب" في حزمة واحدة مع الإسلام إنما يعني ضرورات استراتيجية لبث روح الكراهية والنفور من الإسلام لدى الشعوب الغربية.. كما هو الحال دائماً عبر التاريخ.
    الهوامش
    (1) الرازي (مختار الصحاح)، ص109.
    (2) لواء دكتور أحمد جلال عز الدين (الإرهاب والعنف السياسي)، كتاب الحرية (10)، دار الحرية للصحافة والنشر، القاهرة، ط1، مارس 1986م، ص 20.
    (3) المرجع نفسه، ص 22.
    (4) المرجع نفسه، ص 22.
    (5) فايز سارة إرهاب الدولة وإرهاب الجماعات، جريدة البيان، الأربعاء 15 رجب 1419ه، الموافق 4 نوفمبر 1998م.
    (6) د. عبد الوهاب الكيالي، الموسوعة السياسية، مج1، ص 153.
    (7) د. عادل القيار (الإرهاب مفهومه وأسبابه "2-2"، جريدة البيان، الاثنين 16 ذي الحجة 1418ه الموافق 13 أبريل 1998م.
    (8) د. محمد عزت شكري ،الإرهاب الدولي،دراسة قانونية ناقدة، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، إعادة طبع الأول، حزيران- يونيو 1992م، ص 45.
    (9) يحيى عبد المبدي، مفهوم الإرهاب بين الأصل والتطبيق، مجلة الإصلاح العدد (446)، الثلاثاء ذو القعدة 1422ه الموافق 15-1-2002م، ص 33.
    (10) مجلة الإصلاح، العدد (446)، الثلاثاء ذو القعدة 1422ه الموافق 15-1-2002م، ص 34.
    (11) محمد السماك، الإرهاب والعنف السياسي، دار النفائس، ط2، 1412ه 1992م، ص 5.
    (12) د. عبد الوهاب الكيالي، المرجع السابق، مج4، ص 256.
    (13) محمد السماك، المرجع السابق، ص 5.
    (14) المرجع نفسه، ص 5.
    (15) د. عادل القيار، المرجع السابق.
    (16) محمد السماك، المرجع السابق، ص 5 6.
    (17) المرجع نفسه، ص 7.
    (18) محمد السماك، المرجع السابق، ص 7.
    (19) نبيل شبيب الإرهاب ومعالم الموقف الإسلامي، قضايا دولية، العدد (355)، السنة السابعة، 8 جمادى الثانية 1417ه 21 أكتوبر 1996م، ص 31 .
    (20) د. عادل القيار، المرجع السابق.
    (21) نبيل شبيب، المرجع السابق، ص 31 .
    (22) صفحات من سجل الإرهاب الأمريكي، من منشورات رسالة الجهاد، ط1، شعبان 1397 ه أبريل 1988م، ص 19 .
    (23) محمد السماك، المرجع السابق، ص 19.
    (24) يحيى عبد المبدي، المرجع السابق، ص 44.
    (25) د. محمد عزت الشكري، المرجع السابق، ص 23.
    (26) د. محمد عزت الشكري، المرجع السابق، ص22.
    (27) د. حسن الترابي، ظاهرة الإرهاب السياسي وتقويم حادثة سبتمبر في أمريكا، ديسمبر 2001م، كراسة مخطوطة، ص 2.

    (مجلة المجتمع : تقارير
    تاريخ: 07/01/2003 م )


  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/11/2006
    المشاركات
    5,554
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي

    الدكتور مروان

    ممتع ما نشرت وقد استفدت شخصيا كثيرا

    والأستاذ منذر اعجبنى

    لذلك فقد كانت ترجمة كلمة الإرهاب العربية كمقابل لكلمة (terrorism) الانجليزية ترجمة غير صحيحة لغويا، لأن لفظة الرهبة في اللغة العربية تستخدم للتعبير عن الخوف المشوب بالاحترام، في حين أن الخوف والفزع الناجم عن تهديد قوة ما أو الخوف من القتل أو الإصابة بمكروه هو خوف مادي يعبر عنه بالرعب، وليس بالرهبة
    .

    شكرا للجميع على الافادة

    تحية غير ارهابية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبدالودود العمراني
    تاريخ التسجيل
    20/11/2006
    المشاركات
    712
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتورمروان الجاسمي الظفيري مشاهدة المشاركة

    ...

    ئاوات محمد أمين(@)
    (@)ماجستير في الدراسات الإسلامية جامعة الخرطوم
    ...
    في ضوء هذا فمن الظلم الحقيقي ما يمارس اليوم من حملة شرسة ضد الإسلام باسم الإرهاب، ومحاربة الجريمة المنظمة والجريمة غير المنظمة، أو حروب العصابات، كأن الإسلام لا يخرج من عباءته إلا الإرهاب والإرهابيين، وهذا إجحاف وظلم للإسلام، لأن الحقائق لا يمكن أن تخفى، فمنشأ هذا المفهوم كان الغرب، وتبلوره واقعياً كان في الغرب أيضاً "لأن الإرهاب لم يتبلور واقعياً إلا في عام 1793م بفرنسا في عهد "terror " الذي شهدت فترة حكمه القصيرة 1793 1794 إعدام أكثر من "40" ألف شخص، وسجن وتشريد أكثر من "300" ألف شخص ومنذ ذلك التاريخ تحول معنى الإرهاب إلى مفهوم آخر بمعنى العنف"(22).
    ...
    (22) صفحات من سجل الإرهاب الأمريكي، من منشورات رسالة الجهاد، ط1، شعبان 1397 ه أبريل 1988م، ص 19 .
    ...
    (مجلة المجتمع : تقارير
    تاريخ: 07/01/2003 م )[/color][/font]
    السلام عليكم،
    الدراسة حسب نظري تستحقّ كلّ الاحترام.
    أردت أن أضيف تدقيقاً يهمّ المقطع المقتبس.
    يبدو من الجملة التالية، والمبينة أعلاه باللون الأزرق : "في عهد "terror " الذي شهدت فترة حكمه القصيرة 1793 1794 " وكأن السرد يتناول شخصاً اسمه terror. وبقدر ما المعلومة دقيقة تاريخياً، إلا أن La Terreur هي فترة تاريخية امتدّت فعلاً من 1793 إلى 1794 وأسست المصطلح terreur أما الشخصية المعنية بتلك الفترة فهو Robespierre الذي انتهى تحت المقصلة سنة 1794. وقد سمّيت الفترة للدقة La Terreur Rouge أي الإرعاب الأحمر (ونستخدم المصطلح إذاً) .
    والمثير أن الإرعاب الأحمر تلاه الإرعاب الأبيض الذي ظهر كردة فعل من طرف "البيض" أي "أتباع الملكية" والذي امتد من سنة 1795 إلى سنة 1799.
    ولم تنتهي قصص الإرعاب هناك، بل قاست فرنسا من إرعاب أبيض آخر بعد سقوط نابليون الأول سنة 1815.

    وعليه وددت الإضافة،
    والسلام عليكم،
    عبدالودود
    - أخي محمد المختار، مقولة ماركيز التي أوردتها رائعة.

    وكم لله من لطف خفيّ يدق خفاه عن فهم الذكيّ
    وكم يسر أتى من بعد عسر ففرّج كربة القلب الشجيّ
    وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشيّ
    إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ
    جلال الدين النقّاش

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المختار زادني
    تاريخ التسجيل
    25/10/2006
    العمر
    70
    المشاركات
    147
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالودود مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم،
    عبدالودود
    - أخي محمد المختار، مقولة ماركيز التي أوردتها رائعة.
    الأستاذ عبد الودود

    كنت أول من تداول المصطلح كما يجب فأثلجت الصدر
    رعاك الله من ابن بار بأمته وزادك علما وأدبا...
    الأمة مازالت بخير لأنها مازالت تنجب النجباء
    سأصرخ بأعلى صوتي في كل مكان :
    لم تمت الأمة إنما مات المتخاذلون واليائسون وضعاف النفوس!


    بوركت أخي الكريم وفبلة إكبار على جبينك


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية محمد المختار زادني
    تاريخ التسجيل
    25/10/2006
    العمر
    70
    المشاركات
    147
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالودود مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم،
    شكراً للأخ محمد للفت انتباهنا إلى هذا الأمر الذي نمرّ عليه مرّ الكرام، وشكراً للأخ منذر على الإضافة القيّمة.

    أودّ الإضافة أن كلمة terreur التي اشتقّت منها terrorisme تعني بالفرنسية: الذعر، أو الرعب، أو الفزع. ولم أجد لها في مراجعي معنى الرهبة.
    أما الرهبة، وكما أسلفتم فهي الخوف/الخشية المشوبة بالاحترام، ويقابلها بالفرنسية crainte respectueuse/révérentielle
    respect
    intimidation
    frayeur

    وهو المعنى الوارد في الآية الكريمة (60) من سورة الأنفال التي ذكرها الأخ منذر، والتي ترجمها المترجم القدير محمد حميد الله، رحمه الله رحمة واسعة، كما يلي:
    Et préparez [pour lutter] contre eux tout ce que vous pouvez comme force et comme cavalerie équipée, afin d'effrayer l'ennemi d'Allah et le vôtre, et d'autres encore que vous ne connaissez pas en dehors de ceux-ci mais qu'Allah connaît


    وهذا إثبات آخر يدلّ على صحّة "الإرعاب"، لكن انتشار الاستخدام والتداول هو الأقوى، وهو الذي قد يُضيف، بالفعل والممارسة، مدلولاً جديداً إلى مفردة معينة...
    مع التحية
    عبدالودود
    أشكرك أخي الكريم على ما تفضلت به
    وأتساءل دائما : إلى متى سنلبس ما خاطه لنا غيرنا ؟

    يقول غابرييل غارسيا ماركيز Gabriel Garcia Marquez من خطابه في استوكهولم حين تسلم جائزة (نوبل) للآداب لعام (1982 )
    « ...من الطبيعي أن يمعنوا في قياسنا بالمعايير ذاتها التي يقيسون بها أنفسهم... ولكن عندما نصور وفق نماذج لا تمت إلينا بصلة فإن ذلك لن يخدم إلا غاية واحدة: هي أن نغدو مجهولين أكثر، وأقل حرية، وأشد عزلة.»
    فنحن لسنا في عزلة فحسب، بل نوجد الآن أمام فوهة المدفع العولمي ...
    لك تحياتي الأخوية


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •