آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مباراة العراق وفلسطين وحسابات الربح والخسارة

  1. #1
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية أمير البياتي
    تاريخ التسجيل
    28/10/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    123
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي مباراة العراق وفلسطين وحسابات الربح والخسارة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مباراة العراق وفلسطين- وحسابات الربح والخسارة
    د. أمير البياتي
    لم يكن صعباً على العملاء في المنطقة الخضراء أن يكتشفوا وبعد خمس سنوات من الفساد وتقتيل العباد وتخريب البلاد، لم يكن عليهم صعباً أن يكتشفوا أن الرياضة باب مهم من أبواب كسب الشباب ذلك أن معظمهم أو لنقل كلهم لم يكن قد سمع بالكتيب القيّم لسيد شهداء العصر " نكسب الشاب لنضمن المستقبل" ناهيك عن قراءته أو فهم محتواه. فبعد أن شاهدوا إلتفاف الجماهير العراقية حول منتخبها الوطني الفائز بكأس آسيا في مثل هذه الأيام قبل سنتين، لفت نظرهم الثاقب وعقلهم السديد أن تلك الجماهير كانت تمثل كل العراق، عرباً وأكراداً وغير ذلك من المسميات التي شاعت في إعلام مابعد الإحتلال والتي سببت في مستويات تفكيرهم إختلالاً ما بعده إختلال!
    ومنذ ذلك التاريخ بدأت المسيرة الصعبة، فعلى حكومة المنطقة الخضراء أن تدعم نشاطات لاتؤمن هي اصلاً باهميتها ولا بضرورتها، فكرة القدم مثلاً كما وصفها المفكر الكبير مقتدى الصدر لافض فوه " مجموعة من المغفلين تركض وراء كرة واحدة" لاغير،،، والرياضة كما قيل سابقاً " لعب أطفال كبار" وهي ستصرف الشباب من العامة عن أداء المراسم الحسينية واللطم وجلد الظهور وطبر الرؤوس وكل هذه الأعمال التي تقربهم من الشيطان زلفى، وتسمح للمراجع البائسة القابعة في " تحتانياتها" من قيادة وتسيير هذا المد الشبابي العارم نحو مزالق أكثر ظلاماً، وتسمح في نفس الوقت لتلك المرجعيات وأزلامها في المنطقة الخضراء وكل المتعاونين معهم من الإستمرار في نهب الثروات وتبديد الخيرات وقطف ثمرات " نضالهم الشاق" في فنادق الدرجة الأولى التي كانوا يقيمون فيها قبل أن يستدعيهم الرب الأمريكي الى العراق لينالوا " المقسوم" وليستمتعوا بما سيتركه لهم من فتات... كما إن الرياضة وفعالياتها ستستنفذ جزءاً من موارد البلد التي هم أحق بنهبها بدلاً من صرفها على وفود تحمل أسم العراق الواحد وتقف تحت رايته الموحدة.
    نقول ومن باب "مرغم أخوك لا بطل" بدأت حكومة المالكي العميلة بالمن على القطاع الرياضي بشيء من بركاتها ومن باب ذر الرماد في العيون وإسكات االأصوات المطالبة بدعم حقيقي واكبر. ومن هذا الباب ولحسابات أخرى غير خافية على القاريء الكريم، قرر الإتحاد العراقي لكرة القدم ، وربما بحسن نية تنظيم مباريات ودية بكرة القدم تجرى في العراق " كسراً للحصار الرياضي" كما يقولون على العراق ! وفي هذا مجانبة أولى للحقيقة،،، فالعراق ليس محاصراً رياضياً- كما كان أيام النظام الوطني- بل إن الإتحاد الدولي يحظر إقامة المباريات داخل العراق لأسباب أمنية ليس إلا وليس هناك حصار ولا عقوبات ولا هم يحزنون.
    وحاول رجال الإتحاد العراقي لكرة القدم إقناع أحد باللعب في بغداد دون جدوى حتى أستجاب الأخوة الفلسطينيون أخيراً للدعوة وفق مغريات وحسابات خاصة لاتخفى على المتابع،،، وبشروط أغربها أن يلعبوا في أربيل قبل أن يلعبوا في بغداد!!! فهل كان هذا الشرط ثمناً لما أعلن في نفس يوم المباراة الثانية من قبول البارازاني إعادة توطين الفلسطينيين المهجرين من الوسط والجنوب في شمال العراق؟؟؟ ولأننا لسنا عالمين بخفايا الأمور فسندع هذا الإستتنتاج لم يعرفها.
    كانت المباراتان غير مهمتين من الناحية الفنية- وهذا تحصيل حاصل فالفرق في التصنيف العالمي بين المنتخبين هو ثمانون مركزاً وهذا فرق كبير. وأجريت المباراتان – وكان إستقبال الجماهير العراقية للاعبيها حافلاً وكبيراً ولم يعر أحداً أية أهمية لنتيجة المباراتين، ولم تكن تلك النتيجة مهمة بأية حال من الأحوال... إذاً مالذي كان مهماً؟؟؟ ومن هو الرابح والخاسر في هذه الصفقة؟ سنحصر كلامنا بالمبارة الثانية التي جرت في بغداد مساء الثالث عشر من تموز 2009، فتابعوا معي:
    إن المبارة الثانية التي جرت في بغداد لم تكن مباراة دولية!!! بسبب تخلف طاقم التحكيم الإيراني عن قيادتها " لأسباب تتعلق بسوء الأحوال الجوية" مما أستدعى أن يقودها طاقم تحكيم من أحد طرفي المباراة وهو العراق في هذه الحالة ، أي إن المبارة لن تدخل إلى سجل الإتحاد الدولي! ويعني هذا إن إجراء المباراة في بغداد لن يظهر في سجلات الإتحاد الدولي،،، وبهذا فقدت المباراة واحداً من أهم عناصر تنظيمها في نظر المعنيين بذلك!
    حاول المعنيون إظهار الحالة الأمنية الرائعة التي "تسود" البلاد من خلال إقامة المباراة في وقت متأخر نسبياً- الساعة السابعة والنصف مساءً،،، ولكن الملعب كان غاصاً برجال الأمن والشرطة والمخبرين السريين والمعلنين الذين لم تستطع كامرات التلفزيون تفادي ظهورهم على الشاشة بسبب كثرتهم، كما إن المسؤول عن إدارة العملية الأمنية وهو برتبة لواء أفاد لتلفزيون "العراقية" قبل بدء المباراة بدقائق أن عناصره قد أمنّت ملعب الشعب الدولي بحزام أمني نصف قطره 12 كيلومتر!!! فهل ستترك وزارة الداخلية كل مهامها الأخرى في كل مباراة لتؤمن الملعب فقط. وإذا كان تأمين أمن مباراة لكرة القدم بين المنتخب العراقي وشقيقه الفلسطيني- وكلنا يعرف مكانة فلسطين وأهلها لدى المواطن العراقي- يستدعي تكليف ضابط بدرجة لواء بذلك فماذا سيتدعي تأمين أمن وفود أجنبية تريد إقامة مباراتها على أرض العراق؟
    كان التنظيم قمة في الفشل! فالجمهور كان على حافة الساحة ويعيق أحياناً تنفيذ ضربات الزاوية أو الرميات الجانبية، وهذا وحده مؤشر قوي لدى الإتحاد الدولي للبقاء على إصراره بعدم إقامة المباريات في بغداد، كما إن إصرار بعض المسعولين" عفواً المسؤولين" على إلقاء خطاباتهم العصماء قد أخر بدأ المباراة وأثّر على الإستعداد البدني للاعبين مما حدا بحكم المباراة الى المباشرة بإجراء الترتيبات اللازمة لبدء المباراة كإجراء المصافخة التقليدية وقرعة إختيار نصف الملعب والكرة بينما كان أحدهم يتحف الجمهور الذي كان لاهياً عنه بكلمات جوفاء كتبت له في ورقة! وبدأت المبارة فعلياً ولما ينه اللواء الرجوب رئيس الوفد الفلسطيني كلمته التي أصذر فيها على تقديم الشكر والعرفان للسيد الرئيس جلال طالبان " وليس الطالباني" والسيد الرئيس مسعود بارازان و"دولة" المالكي! وكانت ساعة التوقيت تشير إلى مضي ما يقرب الخمس دقائق من عمر المباراة فيما كان أحمد راضي مازال يدلي بتصريحاته!!! فهل هناك تنظيم أفضل من هذا؟
    في الثواني الأخيرة من المباراة تعرض هلكارد ملا محمد لإعثار متعمد داخل منطقة الجزاء مما حدا بحكم المباراة الى منح ضربة جزاء للفريق العراقي- وهذا قانوني ولا غبار عليه- لكن الذي حصل أثناء التنفيذ ذكرني بأيام مباربات الفرق الشعبية التي كانت تقام في ساحات شعبية إذ أندفع الجمهور بكثافة ليقف خلف المرمى الفلسطيني لمتابعة تنفيذ الضربة، فماذا حصل؟ أن الكرة التي سددها عماد محمد في المرمى معلنة الهدف الرابع للعراق قد أرتدت من أجسام الجمهور وليس من الشباك كما هو المعتاد؛
    ملأ الجمهور ساحة اللعب وأندفع ليحيط باللاعبين فور إنتهاء المباراة وهذه أيضاً علامة من علامات التنظيم الرائع والذي سيشجع الإتحاد الدولي على إتخاذ القرار المناسب؛
    حين غادر حارس المرمى محمد كاصد المباراة بعد إستبداله استقبله الجمهور بأهزوجة: هلهوله لمحمد كاصد وعلى طريقة هلهوله للبعث الصامد ، وكان من الممكن سماع الأهزوجتيت مختلطتين مع بعضهما البعض؛
    ربح الجمهور الذي حرم من متابعة مباريات منتخبه على ارضه... وربح حين أكّد وحدته وتلاحمه وتساميه فوق التفرقة الطائفية والعنصرية والعرقية؛
    وربحت الوحدة الوطنية رصيداً جديداً يفقأ عيون العملاء ومرتزقة الأحزاب الطائفية؛
    وربح المنتخب الوطني من الحب ما اضاف إلى رصيده الكبير في قلوب جماهيره؛
    وربح نادي اربيل الذي نظم المباراة الأولى بشكل أفضل كثيراً من تنظيم حكومة المركز! وحقق مبارة دولية قادها طاقم تحكيم اردني على أرضه لأول مرة منذ عام 2002؛
    وربح المنتخب الفلسطيني تقديراً وحباً وسجل موقفاً تاريخياً عربياً وبغض النظر عن النوايا.
    في النتيجة، كنّا نتمنى أن تبتعد حكومة المنطقة الخضراء عن حسابات الربح والخسارة ومحاولة تجيير العواطف والمشاعر لمصلحتها في بمناسبة وبدون مناسبة، فالجمهور العراقي واعٍ وذكي ويعرف أن دعم القطاع الرياضي لا يتم إلا وفق المقاسات الإنتخابية والحزبية الضيقة... ولكن طلب حسن النية من العملاء ومن يواليهم مسألة فيها خطأ ينبع من أصل المشكلة وهو الإحتلال...
    لقد أساءت حكومة العملاء للرياضة كما أساءت من قبل ومن بعد لكل قطاعات الخير في الوطن العراقي المحتل وهي تؤذي نفسها، وهذا لابأس فيه، وتؤذي الآخرين من حيث تتصور أنها تنفع،،، ولكن هذا حال الجاهلين ولا حول ولا قوة إلا بالله...


  2. #2
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: مباراة العراق وفلسطين وحسابات الربح والخسارة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ...
    احييك اخي الكريم على مقال رائع يحمل مضامين عميقة وجادة قد لايلتفت لها كثيرون
    انا ما زلت ارى ان الاخوة الفلسطينيين ما كان يفترض بهم اللعب في العراق المحتل لان هذه اللعبة
    قد استثمرت والى ابعد الحدود من قبل حكومة العملاء ..
    ورغم اني اتفق تماما مع حزمة الايجابيات التي تفضلت بادراجها الا اني ارى ان الضرر الاعتباري والمعنوي على شعب العراق غير قليل
    كما ان دخول منتخب فلسطين الى بغداد التي لفظ حكامها الاف من ابناء فلسطين غير الذين قتلوا وغييبوا لهو تلميع لوجوه المجرمين القتله


  3. #3
    أستاذ جامعي الصورة الرمزية أمير البياتي
    تاريخ التسجيل
    28/10/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    123
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: مباراة العراق وفلسطين وحسابات الربح والخسارة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليك يا أخي الكريم
    لم أكن أريد أن أتطرق إلى الجانب الذي تطرقت إليه، ذلك أنه لم يكن غائباً عن ذهني، ولكنه يجرنا إلى موضوع الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية وهو مالا أريد الخوض فيه.
    أنا مازلت أتصور أن الأرباح في الموضوع أكثر من الخسائر خاصة إذا أضفنا إلى قائمة الأرباح التلاحم الجماهيري الذي قوبل به المنتخب الوطني في أربيل مما أكد الهوية الوطنية العراقية لشعبنا الكردي هناك،،،
    وكان شوكة في أعين دعاة الإنفصال من الشعوبيين والحاقدين.


  4. #4
    كاتب ومحلل سياسي
    أستاذ جامعي
    الصورة الرمزية كاظم عبد الحسين عباس
    تاريخ التسجيل
    18/08/2008
    العمر
    69
    المشاركات
    4,689
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: مباراة العراق وفلسطين وحسابات الربح والخسارة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير البياتي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليك يا أخي الكريم
    لم أكن أريد أن أتطرق إلى الجانب الذي تطرقت إليه، ذلك أنه لم يكن غائباً عن ذهني، ولكنه يجرنا إلى موضوع الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية وهو مالا أريد الخوض فيه.
    أنا مازلت أتصور أن الأرباح في الموضوع أكثر من الخسائر خاصة إذا أضفنا إلى قائمة الأرباح التلاحم الجماهيري الذي قوبل به المنتخب الوطني في أربيل مما أكد الهوية الوطنية العراقية لشعبنا الكردي هناك،،،
    وكان شوكة في أعين دعاة الإنفصال من الشعوبيين والحاقدين.

    السلام عليكم ....
    اعرف يقينا احاطتك العلمية والمنطقية بكل جوانب الموضوع غير اني
    تعمدت اثارة الجانب الاخر لاغراض تطوير الحوار ...ها انت ذا تتلمس ثقل وزنك
    في منتدى المقاومة يتحرك ليعطينا ما نرجوه ونتمناه ..دم بخير ايها الرفيق الغالي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •