قصيدة:- أفتخر أنك فلسطيني

[خالد أدريس]

	أفـتـخـر أنك فلسطيني أفتخر أنك فلسطيني وأعلمُ أنك ليس كأي بشر فأنت مخلوقٌ من ترابٍ عتيق ممزوجاً بدماء المسك ِلا ينضب ستدركُ بأنك من الثائرين كبركان غضب بحممهِ الصاهرة تر مي محتل أرضك بحجارةٍ من سجيل على رؤوسهم كالحِربَّ فلا تستسلم أبداً وأفتخر أنك فلسطيني وأرضك من الجليلِ... للنقب *************** لأنك فلسطيني أنسى كل جراحاتك فصُراخُ صلاح الدين يُحاصرُك: ألا تسمع أرضك تستنجدك؟؟؟ وقُدسك الثكلى تُغتصب وأعمدةُ الأقصى تستغيثُ بك وبالعرب..... فتحاول أن تبتسم فيصرخُ بك: لا تبتسم!! ممنوعٌ أن تغزو الضحكةُ شفاهك وفلسطينُ ليست لك فأبتسامتك خيانة يعاقب عليها التاريخ فجلوسك ... وخنوعك لن يعيد لك حُلمك وأن تستظل بظل شجرة الزيتون والجلوس على شرفات طبريا ورائحة بحر غزة وحيفاوية طعم الليمون ***************** لأنك فلسطيني ستذبح كالخراف ليس بالسكين ولا برصاص المغتصبين بل سيقتلك حراب الأحبة وسيوف بني جنسك وجلدتك.. ودينك أذناب الملعونين ************************ لأنك فلسطيني كلُ يومٍ ستُجبرُ أن تمسح دموعك ودموع أطفالك ودموع أمك وتضميد جراحك وجراح أخيك وأبيك.. وعمك وتزفُ أصدقائك الذين سبقوك إلى جنان القبور ستكون مثاراً للشفقةِ وللحزن ِ حيناً وتكتشفُ بعد ذلك أنك غريباً في وطنك ************** لأنك فلسطيني مسجونٌ خلف دهاليز القضبان هل ستتذكر طعم اللوز والرمان؟؟؟ وطعم رمال البحرِ والعنب .. وطعم حيفاوي البرتقال؟؟ ولون الفجر حين أذان؟؟ هل ستتذكر طعم النومِ ورائحة مطر المساء؟؟؟ أم ستذكر رائحة الموتِ ممزوجٌ بنكهة البارود حين سلبُ منك الأطفال وتتذكر زغاريد النساء حين زفوا كل شهيد ٍ ونوح العذارا حين فقدوا عشاقهم وخطواتك المجهولة نحو طريق النسيان؟؟؟؟ فأفق يا هذا فأنت في بلدٍ حُكم عليه ليوم الفزع ِ بالموتِ.. والبقاء لتحرير الأوطان **************** لأنك فلسطيني لا وطن لك تعيشُ مشرداً مدى الحياة بين جدران الصفيح وسجن المخيمات ستبقى لاجئاً منسياً متنقلاً بين البلدان ممنوعٌ عليك العيش بكرامة ممنوعٌ أن تُفكر بالعودة ممنوعٌ أن تذكر أسم وطنك وأن ترسم خارطةً وهميه تسلكها لعودتك فأنت منبوذٌ بينهم حتى في بلدك فيُجبروك أن تنسى أرضك وتنسى نفسك فلا تعش حنيناً دائماً لماضي أجدادك ولا تفكر بمستقبل العودة فأنت ليس مثلهم من البشر أنت مُختلفٌ في تكوينك فهل ستستسلم لهم؟؟؟؟ ***************** سأتوقف عن الكلام الكثير وأسترُك القصيدة بلا نهاية فأفكاري في رأسي مزدحمة تضربُ جدران جمجمتي تُجبرني أن لا أكتب عنك أو عن وطنك فتقتلُ تلك الأفكار وتدفن كلامي الصادقُ في قبور النسيان فأبكي على رحيلها ورحيلك وعزي نفسك ... ونفسي في بيوت العزاء في منفاك لكن حارب ببسالة الشجعان وأصرخُ في وجه العالمين وأفتخر بغرور الأنتصار أنك فلسطيني فلسطيني.. لا تعرف الإنكسار **************