يا أيها الرجال .. كونوا رجالا !!
هل سألت نفسك يوما ماذا لو نزلت أختك أو زوجتك أو ابنتك وعادت متأخرة أو لم تعد أو عادت و العار يكسو وجهها؟؟؟؟
من ستلوم حينئذ؟
هل ستلومها هي؟ أم ستلوم المجتمع؟
أم ستلوم نفسك؟
أم ماذا؟
لا تتعجب عزيزي القارئ أو تندهش من بشاعة الصورة، فلقد تحولت مشاهد معاكسة الشبان للفتيات علنا في شوراعنا العربية من ظاهرة غريبة على تقاليدنا وأخلاقنا إلى مظهر يومي معتاد في حياتنا، ونجد أيضا حوادث التحرش والإغتصاب التى صرنا نصبح ونمسي كل يوم على حادثة تحرش أو إغتصاب جديدة . فقد رصدت الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق و الحريات خلال العام الماضي 2008 م عدد (151) حالة اغتصاب تنوعت مابين الاغتصاب الجماعي و الاغتصاب الفردي و اغتصاب الأطفال و اغتصاب المحارم -وهذه الحالات هي الحالات التي تم الإبلاغ عنها فى أقسام الشرطة و التي تم القبض فيها على الجناة، هذا فضلا عن الحوادث التي لا يتم الإبلاغ عنها و هي أكثر خوفا من الفضيحة و العار الذي يجلبه الحدث علي المغتصبة و أهلها-؛ كما تم رصد عدد (46) حالة تحرش جنسي و عدد (14) حالة هتك عرض ؛ بإجمالي عدد (211) جريمة من جرائم الاعتداء على العرض تعرضت لها المرأة المصرية فى المجتمع المصري خلال العام المنصرم.
وهنا نجد أنفسنا في حيرة مما نرى ونتساءل...هل هذا يرجع لسوء أخلاق هؤلاء الشبان؟ أم بسبب ما ترديه الفتيات مما يثير رغبات وغرائز الشباب عن قصد حتى يسمعن معسول الكلام ويلفتن الأنظار إليهم؟
بناتنا اليوم صرن ((كاسيات عاريات مائلات مميلات)) يتبخترن في الطرقات دون رادع كما حذرنا رسولنا الكريم، فمن السبب ؟
الحقيقة أنه لا يوجد متهم واحد في هذه القضية، ولكن أصابع الاتهام تشير إلى أكثر من متسبب في هذه الكارثة التي وصل لها مجتمعنا، وأول من ضمه قفص الاتهام هو إعلامنا العربي الذي أضحى بما يقدمه صباح مساء المحرك الأول لشهوات شبابنا والمسيطر على عقولهم والمتحكم في غرائزهم بما يتميز به من جذب وشد لانتباه أبنائنا وبناتنا وأسرنا. لقد أضحى إعلامنا العربي طبخا بدرجة امتياز، ولكنه من ذاك الصنف الذي يجيد دس السم في طبق العسل بعقلية جهنمية تحسده عليها شياطين الجن أنفسها، فهو يعيد تقديم ما يتلقاه من قرينه الغربي من ثقافة وعادات وقيم فاسدة ولكن بواجهة عربية معتادة، ليس هذا وفقط؛ بل ويصور لنا أن ذاك النبت الشيطاني هو الطريق الصحيح الذي لو حدنا بعيدا عنه فسنظل متخلفين أورجعيين. فسيطر الفكر الغربي بكل ما به من ثقافات هدامة على عقول شبابنا وصار هو العرف السائد الآن في مجتمعنا، وامتلأ الإعلام بحملة الأبواق لهذه الثقافات وصدقنا جميعا أن هذا هو سبيل الحضارة والمدنية متناسين قول الحق تبارك وتعالى ((والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما))
فأصبح من الطبيعي أن ترتدي بناتنا الملابس الشفافة واللبس الضيق وكذلك التنورات القصيرة بالرغم من ارتداء معظمهن للحجاب ولكنه حجاب بلا داع!! فالحجاب موجود نعم ولكن أخلاق من ترتدي الحجاب غابت
وهنا نجد أن نسبة كبيرة من حالات الإغتصاب تقع للفتيات لأحد سببين: الأول يتمثل في خروجهن ليلا وحدهن دون الأخ أو الزوج أو الأب. والثاني يتمثل في ارتدائهن ما يثير شهوات الرجال وغرائزهم بدرجة كبيرة عن قصد.
(كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته) هكذا قال نبينا العدنان محمد صلى الله عليه وسلم فأين نحن الآن من كلام رسول الله؟
إن ما نراه وما يحدث في مجتمعنا العربي الآن هو نتيجة لتقصير الآباء والأزواج في تربية ومتابعة ذويهم و أصبح الرجال بلا رجولة أو نخوة فأصبح الزوج يريد زوجته أن تكون واجهة له فيريدها أن ترتدى ما يبرز مفاتنها ليفتخر بها بين أصدقائه وجيرانه وصار الأب غير مكترث بما يحدث في بيته أو بتربية أبنائه وانشغل بجمع الأموال سواء بسفره خارجا للعمل أو بالعمل الداخلي المستمر دون اعطاء أدنى اهتمام لمتابعة أبنائه فينشأ الأبناء نشأة غير سوية فيضيع مجهوده وأمواله التي قام بجمعها ، وكذلك الأخ يرى أخته تخرج ليلا وترتدى الضيق والشفاف دون الاعتراض أو حتى استنكار ما يراه، وأصبحت الأمهات يشجعن بناتهن على إرتداء تلك الملابس لكي لا يفوتها قطار الزواج، ولكن هيهات فهل سيرضى الزوج المنتظر بابنتها وهي بتلك الحالة إذا كان زوجا صالحا؟ أم سيشتريها سلعة رخيصة وما يلبث أن يلقيها ويشتري غيرها؟
فيا أيها الرجال كونوا رجالا !!
رد مع اقتباس
المفضلات