Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

  1. #1
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    السلام عليكم:

    موضوع وأسئلة تؤرقني وتحيرني. ربما بكَرت في الخوض في موضوع الجن والحاسوب والشَابكات، لكنَه موضوع هام. ربما يأتي علينا علماء الحاسوب والتكنولوجيا الذين قد يتعاملون مع الجن بدراسات وبحوث مستقبلية تندرج في موضوعي هذا.

    أصحاب الكتب السماوية بمشاربهم المتعددة يؤمنون بوجود الجن. سورة جميلة قيِمِة في القرآن الكريم-الجن- تتناول الموضوع: اقرءوا قوله تعالى: (وأنَه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً.)

    الجن تسكن في كل الأمكنة تقريباً بما فيها أجساد بعض البشر كما ورد في بعض الأحاديث والقصص النبوية التي لا أدري مقدار صحَتها، وكما نرى من الذين يتعاملون مع الجنٍ أخيارهم وأشرارهم على الفضائيات. إذا كانت تسكن الجن كلَ الأماكن، فماذا عن الحاسوب والشَابكات؟ والجن قسمين: مؤمن موحد ومشرك غير موحد أليس كذلك؟ هل نعتبر الفيروسات من الجن الموحد أم المشرك؟ الجنُ يغيرون مواصفاتهم ويتمثلون في جميع المخلوقات تقريباً أليس كذلك؟ً إذا كانت الجن تخترق الشَابكات والحواسيب فهل هي من النوع الأصفر أو الأزرق أو الأحمر أو الأبيض أو الأسود؟ وماذا تعني هذه الألوان؟

    هل يمكن استخدام الجن على الشًابكات لتحقيق المآرب والمكاسب، والخلع والتفريق، والتشتت والتمزيق، والشرك والتشكيك، والخير والمصالح الإنسانية، ورأب الصدع العربي؟

    أدعو المتخصصين بالتخاطب مع الجنٍ والمتخصصين بالحاسوب والشَابكات والمهتمين إلى المشاركة.

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد العرب أوطاني


  2. #2
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية عماد الدين علي
    تاريخ التسجيل
    26/03/2008
    المشاركات
    694
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الأستاذ عبد الرؤوف عدوان المحترم تحية طيبة وبعد ..

    عندما قرأت عنوان موضوعك عرفت محتواه على الفور ، فكما يقول المثل ( المكتوب امبين من عنوانه ).
    وكنت في الواقع سأقرأ وأخرج ، دون الرد ، فالمسألة بالنسبة لي لا تختلف مع فكرة الموضوع فحسب ، بل تصادم الفكرة الأساسية التي بني عليها .. ألا وهي قدرة الجن على التحكم في الأشياء ، من تحريك ونقل وما شابه ، وقد كتبت عدة أبحاث في هذا الموضوع منذ زمن ، وقمت بنشرها في واتا ، ويمكنك الرجوع إليها إن أحببت ، ولكني سأختصر لك الأمر هنا ، دون إخلال إن شاء الله .

    ذهب بعض العلماء إلى أنه لا قدرة للجن على التحكم في الأشياء وتحريكها والسيطرة عليها ، فضلاً عن التحكم في البشر ، وأنا يا سيدي من مؤيدي هذا المذهب ، لأني ما وجدت في كتاب الله ولا سنة رسوله ما يؤكد أن للجن تواجداً مادياً مؤثراً في حياة البشر ،ولنمر مروراً سريعاً على بعض ما جاء في كتاب الله تعالى ، ولنبدأ بالآية التي استشهدت بها من سورة الجن حيث يقول تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا {6} الجن. وبما أن لكل إنسان خلفيته الثقافية ، فسيقرأ هذه الآية حسب ما نشأ وتربى عليه ثقافياً ، فالتفسير التقليدي الذي أورده العلماء لهذه الآية هو أنه كان الناس قديماً عندما يسافرون فينزلون بعض الأودية ليبيتون ليلتهم ، فكانت الجن تخافهم ، ولا تعلم أن الإنس يخافونهم .. فكان زعيم القافلة يقوم فيصيح قائلاً : ( أعوذ بسيد هذا المكان من شر سفهائه ) فعرفت الجن بخوفهم ، فزادوهم رهقاً ! ولا يخفى على أي مثقف سذاجة هذه القصة ، ولكنها للأسف منتشرة بين كتب الأقدمين ، كغيرها من القصص التي تخالف العقل والمنطق ، بل وتخالف ما جاء في القرآن والسنة !!

    فإذا علمنا أولا أن الشيطان هو من الجن ، لقوله تعالى: ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ...)الكهف. ثم يخبرنا تعالى أنه لا سلطان للشيطان على البشر ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم ..) إبراهيم. فهذا يؤكد أنه لا سلطان للشيطان إلا الغواية والوسوسة فقط ، ولا قدرة له ولا لبني جنسه على تحريك الأشياء في عالم البشر ، فضلا عن التحكم والسيطرة عليها ، وإلا .. لاستطاع أي ساحر من تسخير الجن لينقل له من مصارف وبنوك الدنيا ما يشاء من أموال ليأتي بها إليه !!

    أما ما احتج به البعض من قدرة سليمان عليه السلام في تسخير الجن في أعمال البناء وغيره ، فلا حجة فيه .. فمن قال أن البناء كان في عالم البشر ؟! فالله حكمه في عالم الجن والإنس ، فقد يكون البناء في عالم الجن الغير مرئي .. وإذا قال قائل أيضاً أن ذلك العفريت من الجن عرض جلب عرش بلقيس وإحضاره إلى سليمان قبل قيامه من مقامه ، قلنا إن الله قد خرق لسليمان طبيعة الأشياء ، فتعمل على غير طبيعتها ، فهل من طبيعة النمل التحدث مع البشر ؟! أم هل من طبيعة الهدهد الطواف بالأرض واستقاء المعلومات وجلبها إلى مرسله ؟! أم من طبيعة الريح حمل الناس ، إلى حيث يشاؤون ؟! ...إلخ وبهذا فلا حجة لمن قال بهذا القول .

    أما قولك يا سيدي ( الجنُ يغيرون مواصفاتهم ويتمثلون في جميع المخلوقات تقريباً أليس كذلك؟ً) فلن ألومك عليه ، فهذا ما يعتقده أغلب الناس ، فهذا ما توارثوه نقلاً عن تراثنا المليء بالخرافات والأساطير ، ولكني أحب أن أقول أن هذا يتعارض مع ما جاء في القرآن لقوله تعالى: ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) الأعراف.
    الحق أني وعدت عدم الاطالة ، ولكني وجدت نفسي أسهب ، لذلك إن كنت ترغب في الاستزادة ، فقد كتبت هذه المواضيع ونشرتها في واتا .

    والله ولي التوفيق


  3. #3
    أستاذ بارز/ كاتب وصحفي الصورة الرمزية عبدالقادربوميدونة
    تاريخ التسجيل
    28/07/2007
    المشاركات
    4,243
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    الجن من جن يجن أي خفي وستروأظلم وسكر..إذا جن الليل.. وجن جنونه.. أي غاب عقله واختفى وتوارى ..والبشرمن بشر أي ظهروبان ولاح وما عاد خافيا ..
    إذن.. هناك فرق كبيربين الجن والبشر.. عالم المرئيات للبشر.. وعالم السترأوالخفاء للجن ..
    أما كون الحاسوب وما به من فيروسات ..فالفيروسات ما هي إلا مادة ..والمادة لا تفنى ولا تستخرج من عدم ..قاعدة علمية
    وما دامت المادة ملموسة ومحسوسة سواء أكانت ترابا أوحديدا أونباتا أوماء فهي موجودة مرئية بعين مجردة أوبوسيلة مستحدثة مكتشفة كالمجهروالميكروسكوب مثلا ..والمادة الأساسية التي يعتمد عليها الحاسوب في سيره واشتغاله هي ذرات أوبلورات ضوئية تتشكل من 1.0.1.0.1.0.1 أو 0. 1 .0 .1 الخ ..
    والفيروسات ما هي إلا جزيئات متسربة أومنفلتة أوغيرمتحكم فيها أومتطفلة كالغبارتماما أوربما هي غبارغاية في الدقة ...
    أليست هناك مكيفات هواء تتمتع بخيارات تنقية الهواء من الأتربة ودقيق الغباروحتى الميكروبات ؟
    إذن.. مهما كانت هذه الموجودات ضئيلة الحجم ودقيقة الكينونة فهي موجودة والموجود ليس بجن ..أشكرك الأخ الأستاذ عبد الرؤوف عدوان المحترم ..
    والسلام ورحمة الله والله أعلم .

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادربوميدونة ; 23/07/2009 الساعة 01:02 PM


    أنا ابن أمي وأبي *** من نسل شريف عربي ..
    الإسلام ديني ومطلبي *** الجزائروطني ونسبي..
    أتريد معرفة مذهبي؟*** لا إله إلا الله حسبي ..
    محمد رسوله الأبي *** سيرته هدفي ومكسبي....
    تلك هويتي وأس كتابي *** حتى أوسد شبرترابي.
    هنا صوت جزائري حر ..:

    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=37471
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=14200
    http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=30370
    http://ab2ab.blogspot.com/
    http://ab3ab.maktoobblog.com/
    http://pulpit.alwatanvoice.com/content-143895.html
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=5569
    http://www.jabha-wqs.net/article.php?id=7433
    http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...der_020709.htm

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية قميتي بدرالدين
    تاريخ التسجيل
    13/07/2009
    المشاركات
    386
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان



    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    اشكرك اخي الفاضل على هذا الطرح لكن ارى انه هناك اختلاف كبير بين عالم الجن والتكنولوجيا ولا علاقة بينهما واما الفيروسات فهي عبارة عن برامج صغيرة خفيفة يستطيع اي منا ان يبرمجها ويبثها عبر الشبكات في اي وقت واي مكان وتنتقل كما اوضح استاذنا الكبير بوميدونة عبر النظام الثنائي 01010101010
    وشكرا -----------خبير شبكات-------------

    اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ولا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون

    Every successful has a painful story .Every painful story has a successful ending so ,accept the pain and get ready for success

  5. #5
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    السلام عليكم:

    أيها الإخوة والأخوات: أنا أطرح أفكاراً متطورة جداً للمناقشة، أؤمن ببعضها وأكفر ببعضها. لكن ما رأيكم بهذه الآية؟ (إلاَ من استرق السمع فأتبعه شهاب ثاقب!) إذا كان منهم هؤلاء مردة الشياطين من يستمعون للملإ الأعلى لكنهم يدحرون، فأين الحاسوب هذا -صنع البشر- من صنع الله؟

    هيَا أفتوني علماء الحاسوب وفقوا بين الماديات والتكنولوجيا وعالم التأمل والتدبر والروح. تظلنا هذه الأيام نفحات المعراج والإسراء. رسول الله صلى الله عليه وسلم خضع لتكنولوجيا المواصلات والاتصالات والنقل المتقدم جداً. وخضع لعالم التأمل والتبتل والروح وعالم الجسد أيضاً خلال هذه الرحلة الإسرائية المعراجية التي تعيش معنا إلى يوم الدين.

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد العرب أوطاني


  6. #6
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الإخوة الأحبة في الله...

    الأستاذ عبد الرؤوف عدوان...سلام الله عليك و رحمته تعالى و بركاته...

    عالمين متناقضين إلى ابعد الحدود...عالم الإنس و عالم الجن...و لكل منهما خصائص و ظواهر و بواطن لا يعلمها علم اليقين إلا الذي خلقها...و مع ذلك أمرنا الله عز و جل بالتدبر و التامل فيهما و محاولة التحكم في بعض قوانينهما خاصة المتعلقة بعالم الإنس والتي تتحكم فيها حتى تكون لنا عونا على طاعة الله عز و جل أكثر و على الاقتراب منه اكثر و على معرفته أكثر و على تسبيحه أكثر و أكثر و أكثر...

    و من حكمته جل و علا في قوله الكريم: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53
    سَنُري هؤلاء المكذبين آياتنا من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان، وفي أقطار السموات والأرض, وما يحدثه الله فيهما من الحوادث العظيمة, وفي أنفسهم وما اشتملت عليه من بديع آيات الله وعجائب صنعه, حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيان لا يقبل الشك أن القرآن الكريم هو الحق الموحَى به من رب العالمين. أولم يكفهم دليلا على أن القرآن حق, ومَن جاء به صادق, شهادة الله تعالى؟ فإنه قد شهد له بالتصديق, وهو على كل شيء شهيد, ولا شيء أكبر شهادة من شهادته سبحانه وتعالى.[التفسير الميسر].

    و المتدبر لهذه الآية الكريمة يقف مشدوها أمام عظمة الآيات التي أودعها الله عز وجل في العالم الخارجي...العالم الذي لا تحده حدود من كون فسيح و فضاء شاسع [ في الآفاق] و العالم الداخلي...عالم الأجهزة المكونة لجسم الإنسان من الجهاز العصبي إلى الجهاز الدموي إلى الجهاز الهضمي إلى العظمي إلى التنفسي إلى غير ذلك من الأجهزة المعقد التي تعمل في صمت،و لا ندرك و نعرف عملها إلا من خلال آثارها التي تحدث كنتائج ملموسة محسوسة...[عالم المادة المحضة في تكوين الإنسان] بجانب العالم "الروحي" أو نقل الروحي – النفسي المعبر عنه في الآية الكريمة[و في أنفسهم] إلى عالم منسجم إلى حدما بين مادية البشر و روحانية الإنسان عالم جمع في ذرية بني آدم، فلا يمكن للمدقق في خلاياه و تكوينه إلا ان يقول سبحان الخالق جل في علاه...

    من هذا المنطلق إذا أردنا تنزيل هذه الآية الكريمة على واقعنا المعاصر على أساس أن كلام الله جل و علا هو لكل مكان و زمان...لأنه كلام حق على الإطلاق...ألا نجد فيما وصل إليه علم الفزياء الدقيقة و المعقدة و علم الفضاء و علم البحار و كل العلوم التي تعمل على اكتشاف القوانين المسماة "طبيعية" أنها آيات في الآفاق تتحكم في سيرورة الظواهر الفزيائية من الجاذبية إلى حركة الذرة و المجرة...؟

    وما وصل إليه علم النفس من حقائق على مستوى الشعور و اللاشعور و الإفرازات للغدد التي تغير من سلوك الإنسان إيجابا أو سلبا بحسب الأحوال التي يجد الإنسان نفسه فيها ليتكيف معها بما يجب حتى يحافظ على حياته او يساعد غيره أو يساهم في بناء و تنمية معارفه...فما النظريات المتعلقة في التربية و التعليم و ما وصل إليه علم الاجتماع و علم التاريخ والاقتصاد إلا علوم إنسانية تحاول أن تصل إلى مستوى العلمية اليقينية بالاستعانة بالعلوم الحقة في المنهج و في طرق التحليل ، في تقنين مجموعة الآيات التي أودعها الله عز و جل في سلوك الإنسان حتى يرى من آيات الله جل و علا في خلقه و مخلوقاته...؟

    فإذا سلما بأن القوانين الموضوعية الغير قابلة للتغيير و التي تتحكم بصفة مطلقة في الطبيعة الكونية و طبيعة النفس البشرية أنها آيات الله عز وجل في الآفاق و في النفس...اتضحت لنا لنا لماذا المسماة "معجزات" و هي في الأصل آيات الله عز و جل يؤيد بها رسالات رسله و أنبياءه، التي هي من فعل إرادة الخالق جل و علا لاختراق السنن المسماة "السنن الطبيعية" أو القوانين الطبيعية وذالك لتاييد قول الرسل و الأنبياء عليهم السلام كحجة تتجاوز ما هو طبيعي لما هو فوق طبيعي أي تتجاوز قدرة العقل على ربط الأسباب بالمسببات الذي هو قانون طبيعي أو سنة و آية من آيات المنطق الذي يزن الأمور حتى لا تلعب قضة الصدفة بالعقول و يتيه العقل في بحثه عن الحقيقة في مجال المادة و الروح على السواء...

    فقضية السببية التي تشكل إلى حد ما أساس التحليل العقلاني للظواهر و التي استقرت كقاعدة لا يمكن تجاوزها و إلى حد الآن في قضية دراسةالظواهر و تحليلها و استخلاص ميكانيزماتها و صياغتها في قوانين و معادلات رياضية...جعلها رب العزة خطوة اساسية لاستعمال العقل في المادة و الروح مع اختلاف في طبيعة المنهج الذي يقوم به كل علم على حدة...ففي عالم المادة المحضة يكون قانون السببية إلى حد ما هو المؤدي للنتائج المنطقية العقلانية التي يقبلها العلم و العالم و الذي لا دخل لهويته و لا لهواه بها ،فهي لب الموضوعية و جوهر الحياذ و استبعاد الذاتية التي تؤثر على السير الطبيعي لتحليل ظاهرة معينة...

    ففي سلوك الإنسان ،أليست المعادلة قائمة على التفاعل[ من الفعل و رد الفعل ]و ما ينتج عن تلك العملية البيوكميائية من تسامي نفسي و روحي كماهو الشأن في العديد من الآيات التي تخلق نوعا من الاطمئنان و الهدوء في النفس بعد قلقها و توترها و هيجانها و غضبها...ألا يؤثر ماء الوضوء في تقليل من حدة الغضب في بعض المواقف؟

    إذن هناك تأثير متبادل بين العالم المرئي وغير المرئي...و الجن من العالم غير المرئي...لكنه موجود بنص السورة التي جعلها الله جل و علا حجة على خلقه للإيمان بذاك العالم...مع الاحتفاظ في علمه العظيم و الذي أحاط بكل شيء بتفاصيله و كل ما يتعلق به إلا ما أراد أن يخبرنا به عن طريق القرآن الكريم و ما ورد في السنة من أحاديث صحيحية لا تقبل الشك بل قائمة على اليقين الذي نستخلصه كيقين قطعي من كتاب الله جل و علا...

    و ما أخبرنا به يتجلى في العديد من الآيات التي وردت فيها كلمة "الجن" ليبين لنا إما حقيقته كمخلوق من مخلوقات الله عز و جل ،و إما مشاركته لعالم الإنس باعتبارهما يتقاسمان حيزا مكانيا و زمانيا،لكل من الإنس و الجن أدواته للسيطرة على ذاك المكان و الزمان بحسب القدرة التي أودعها الله عز و جل في هذا و يسر له من الأدوات ما يعينه على القيام بما يستطيع القيام به...و الشيطان من الجن من طبيعة الحال بنص الآية الكريمة...

    و هنا أفتح قوسا مع الأخ الأستاذ عماد الدين في تناوله لعلاقة سليمان النبي عليه السلام و كل ما يحيط به من مخلوقات ممن خلق الله جل و علا...فله علاقة مع النمل...لغة الكائنات الصغيرة التي تدب على الأرض...و لغة الهدهد... لغة الطيور و كل ما يطير في السماء و يحلق في الفضاء...جند الريح الذي يعمل بأمره فينقله عبر الأثير إلى حيث يشاء بإذن الله عز و جل و بحكمته التي علمها إياه...الجن و الشياطين التي تعمل تحت إمرته سواء المطيعة المؤمنة العابدة و التي هداها لله لنور الهداية أو تلك العاصية المتمردة على قول الله عز و جل و المثمتلة في ما يأمر به سليمان عليه السلام...

    و لنعد إلى الآية الكريمة التي تبين بشكل جلي قدرة الجن و الإنس معا على تحريك الأشاء بإذن الله طبعا ،من مكان إلى آخر كما كان عيسى عليه السلام يحي الموتى بإذن الله جل و علا و كما أسرى النبي الأمي عليه الصلاة و السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و عرج به إلى سدرة المنتهى بإذن الله و مشيئته...فالكل يعمل بإذن الله جل و علا و خاصة في قضية "المعجزات" أو نقل الآيات كما وصفها الحق جل و علا في كتابه الكريم...فلما أرد سليمان إبراز قوة الحق و أنه على حق لأنه نبي الله جل و علا لبلقيس ملكة سبأ و التي أرادت شراء ذمته بما لها من مال وفير ،و علم سليمان عليه السلام بذلك قبل أت تصله االهدايا عن طريق بريده الذي يسره الله له الهدهد...أراد أن يجعلها تنبهر لقدرة سليمان النبي و ما يسر له الله عز و جل من قدرة على تحريك ما لا يستطيع أحد من خلق الله على فعله...

    فالعفريت الذي كان في حضرة سليمان عليه السلام لما أراد سليمان أن يعجز ملكة سبأ بلقيس أو أن يبين لها قدرة الحق و آيات الحق في ما حولها...سأل الحضور :من يأتيني بعرشها؟ لما سأل سليمان هذا السؤال هل سأله في الخفاء أم سأله لمن كانوا حاضرين؟ سأله لكل الحضور...لا لكي يختبر القدرة و القوة بل لمن يملك من العلم من له القدرة و القوة أكثر و أسرع بين الجن و الإنس الذين كانوا يشكلون مجلس سليمان عليه السلام...الآية تصور المشهد بدقة عالية...لتبين أن "العلم" الذي علم الله عز و جل الإنسان قادر على تحريك و صنع ما يتخطى كل القوانين و السنن التي تتحكم في السير الطبيعي للامور و في تحريك الأجسام الغير قابلة اصلا للتحريك بناء على قدرة و قوة الإنسان...

    و آية الإسراء و المعراج بلغة القرآن الكريم و ظاهرة الإسراء و المعراج بلغة الباحث عن الحقيقة،كحقيقة تابتة بالنص القرآني و بالأحاديث الصحيحة...تجعل من القوانين الفزيائية حقائق تتبث أن القادر على اختراقها و تجاوزها ممكن إذا كان هناك القائم بها مرسل من عند الله عز و جل و مخلوق من مخلوقاته...كالبراق على سبيل المثال كدابة ليس لها شبيه من المخلوقات المالوفة لدى الإنسان...

    [و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا] و ما أوتي الإنسان من العلم لا القديم و الحديث و لا المستقبلي إلا الشيء اليسير و القليل القليل مقارنة مع علم الله عز و جل المحيط و القادر و العالم بكل شيء...

    من هنا إذا نظرنا للفكرة موضوع السؤال تأثير الجن في عالم النت كما أراد الأستاذ الجليل طرحها بشكل ملفت للنظر تحت عنوان "الجن و الحاسوب" عالم الغيبيات مع عالم الرقميات و العلاقة المحتملة الموجودة بينهما...إذا سلمنا بما تم قوله سابقا اقول و العلم لله جل و علا...أنه الكثير من الظواهر التي تحدث في العالم الآن يحاول علماء الفيزياء و الكمياء و البيولوجيا و غيرهم ممن يعملون في عالم المادة أن يجدوا لها تفسيرا منطقيا عقلانيا يعتمد من جملة ما يعتمدون عليه منطق السببية...و مسألة التجربة و رصد التحركات عبر أجهزة ما فوق الصوتية و بالأشعة تحت الحمراء و غير ذلك مما وصلت إليه التقنية الحديثة من تصوير للدبدبات الأثيرية...و يكفي أت تضع سؤال على المارد غوغل حتى يتحفك بالعديد من المؤسسات التي تعمل في هذا الجانب...

    و لكن اعود لأقول أن الجن كما هو معلوم قادر على أن ياخذ الصورة التي من خلالها يستطيع البشر ان يراه عليها...لأن سليمان عليه السلام هو بشر كباقي البشر لكن اصطفاؤه من قبل الله عز و جل أمده بالوحي و العلم ليبين لنا ما كان عليه البشر في حقبة تاريخية معينة و ما عاشته الأرض التي نطأها حاليا و يصورها لنا غوغل أورت بدقة عالية في وقتنا الحالي...و من تم في تلك الحقبة التاريخية كان سليمان عليه السلام يرى ما لا يراه غيره من البشر...لكن هذا لا يعني أن ممن كانوا مع سليمان عليه السلام لم تكن القدرة على رؤية أو حتى سماع ما يقوله الجن بدليل التنافس الشريف و الطبيعي الذي حدث بين عفريت من الجن و الذي لديه علم من الكتاب...أن هذا الأخير لو لم يسمع أو يرى الذي تفضل باقتراح و جيه [أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك] لما أجاب عليه الإنسان الذي يحمل شيئا من علم الكتاب[ أنا آتيك به قبل أن يترد إليك طرفك] هنا المافسة من حيث سرعة الإنجاز لا من حيث القدرة على الفعل...فالعل يسره لسليمان عليه السلام و لمن معه ممن شاء الله جل و علا...

    لكن يظل السؤال يحتاج إلى بحث دقيق و مقنع...هل العلم الحديث الذي لا يعطي لعالم الروح و للجانب الغيبي أهمية كبرى بقدر إعطاءه لعالم المادة من قيمة أن يصل إلى توضيح شاف و كاف لإشكالية ستظل رهينة مشيئة الله إن شاء جلاها للبشر عن طريق العلم بها و إن شاء أخفاها؟

    لكن لدي يقين أنم الحق جل و علا انطلاقا من الآية الكريمة... {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53...

    فالشهادة لله أن الإشكالية أصعب و أعقد من تحليل ظاهرة فزيائية أو كيماوية في مختبر أو في مجال من مجالات الحياة...و الله العليم بجهلنا قادر على كل شيء و الله المستعان...

    و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...


  7. #7
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    أستاذ سعيد، السلام عليكم:

    ماشاء الله لا قوة إلاَ بالله. كلام جامع شارح شافٍ بإذن الله. أشكركم على الشرح والتعديل والتبيان.

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد العرب أوطاني


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرؤوف عدوان مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم:
    موضوع وأسئلة تؤرقني وتحيرني. ربما بكَرت في الخوض في موضوع الجن والحاسوب والشَابكات، لكنَه موضوع هام. ربما يأتي علينا علماء الحاسوب والتكنولوجيا الذين قد يتعاملون مع الجن بدراسات وبحوث مستقبلية تندرج في موضوعي هذا.
    [/size][/color]
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك أستاذنا عبد الرؤوف على فتح هذه النافذة للتأمل

    جنن، في اللغة، من جن الشيء يجنه جنا: ستره. وكل شيء ستر عنك فقد جُن عنك. أجنه: ستره. جِن عين: أي ما جُن عن العين فلم تره، ستر عنها. والجن لغة ضد الإنس، يقال: آنستُ الشيء إذا أبصرته، قال تعالى: وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى  إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (طه/9-10). قال الـجوهري: الـجِنُّ خلاف الإِنسِ، والواحد جِنِّـيٌّ، سمّيت بذلك لأَنها تـخفـى ولا تُرَى.
    هكذا أبت العرب، فـي لغتها، إلا أن تطلق كلمة "جنّ" على كل ما اجتنّ. فالكائنات الحية التي لا نراها تدخل تحت المعنى العربي لكلمة الجن، والقرآن الكريم جاء بلسان عربي مبين، قال تعالى: إِنَّا جَعَلْنَـاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّـكُمْ تَعْـقِلُونَ  وَإِنَّهُ و فِي‌ أُمِّ الْكِتَـابِ لَدَيْـنَا لَعَـلِيٌّ حَكِيمٌ (الزخرف/3-4‌) والعربية تقول لنا: ما سمى الله الـجن إلا لأنهم اجتنوا فلـم يُرَوْا، وما سمى بنـي آدم الإنس إلا لأنهم ظهروا فلـم يجتنُّوا. فما ظهر فهو إنس ويمكننا أن نطلق عليه كلمة: كائن macroscopique، وما اجتنّ فلـم يُرَ فهو جنّ: كائن ""microscopique.
    كلمة "جن" إذن، تشتمل على كل ما اجتن عن الأبصار، وعموم اللفظ يدل على أن: الجن = كل ما اجتن عن الأبصار (ومنهم الملائكة). أما خصوصه (اللفظ) فيشير إلى أن: الجن = كائنات حية، أصلها من النار، عاقلة، فاعلة بالإرادة، مأمورة ومنهية، تأكل مما نأكل وتشرب مما نشرب، ويحصل لأجسامها بذلك نمو وبقاء على حسب المأكول، تؤثر فينا ونؤثر فيها دون أن نراها، فهي إذن كائنات حية لها كل خصائص الكائنات الحية: تأكل وتشرب وتنمو وتتزاوج وتتوالد وتموت...


    بهذا المفهوم تدخل الكائنات المجهرية من ميكروبات وفيروسات وغيرها في المعنى اللغوي لكلمة جن

    الفيروس مثلا بما أننا لا نراه وبما أنه كائن حي له كل خصائص الكائنات الحية من أكل وشرب ونمو وتزاوج وتوالد وموت هو بالتالي من ضمن الجن
    هذا بالنسبة للفيروس الذي نعرفه أما الفيروس الالكتروني فهو أولا ليس كائنا حيا ولا يمتلك خاصيات الكائنات الحية لكنه يشبه الفيروس الأصلي في عمله الشيطاني إذ يدخل حواسيبنا فيعيث فيها الفساد تماما كما يفعل الشيطان الذي أقسم بأن يغوي أبناء آدم ولا يترك منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرؤوف عدوان مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم:
    أصحاب الكتب السماوية بمشاربهم المتعددة يؤمنون بوجود الجن. سورة جميلة قيِمِة في القرآن الكريم-الجن- تتناول الموضوع: اقرءوا قوله تعالى: (وأنَه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً.)
    [/size][/color]
    {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}

    هذا ما يجعلنا نقف مشدوهين أمام تفسيرها : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون من شر الجن برجال من الإنس وهو على عكس ما فهمه البعض من أن للجن رجال يتم الاتصال بهم من طرف الإنس.

    أي أن رجل/امرأة إنسي يعتقد أن به مس من الجن يتسبب له في الأذى والشر يلتجئ إلى رجل إنسي أيضا (معالج أو شيخ أو مشعوذ أو ساحر) ليكي ينقذه من الشر الذي عاني منه فيزيده هذا المعالج رهقا...

    والرهق : الإثم في كلام العرب وغشيان المحارم ; ورجل رهق إذا كان كذلك ; ومنه قوله تعالى : " وترهقهم ذلة " [ يونس : 27 ] وقال الأعشى : لا شيء ينفعني من دون رؤيتها هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا
    يعني إثما .
    ....



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرؤوف عدوان مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم:
    الجن تسكن في كل الأمكنة تقريباً بما فيها أجساد بعض البشر كما ورد في بعض الأحاديث والقصص النبوية التي لا أدري مقدار صحَتها، وكما نرى من الذين يتعاملون مع الجنٍ أخيارهم وأشرارهم على الفضائيات. إذا كانت تسكن الجن كلَ الأماكن، فماذا عن الحاسوب والشَابكات؟ والجن قسمين: مؤمن موحد ومشرك غير موحد أليس كذلك؟ هل نعتبر الفيروسات من الجن الموحد أم المشرك؟ الجنُ يغيرون مواصفاتهم ويتمثلون في جميع المخلوقات تقريباً أليس كذلك؟ً إذا كانت الجن تخترق الشَابكات والحواسيب فهل هي من النوع الأصفر أو الأزرق أو الأحمر أو الأبيض أو الأسود؟ وماذا تعني هذه الألوان؟
    هل يمكن استخدام الجن على الشًابكات لتحقيق المآرب والمكاسب، والخلع والتفريق، والتشتت والتمزيق، والشرك والتشكيك، والخير والمصالح الإنسانية، ورأب الصدع العربي؟
    [/size][/color]
    الأحاديث الصحيحة تؤكد أن الجن يتواجد في كل الأمكنة بما فيها أجساد البشر فالشيطان يبيت في الخيشوم والشيطان يدخل مع التثاؤب والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ولكل واحد من أبناء آدم قرين من الجن وقرين من الملائكة

    أما إلحاق الأذى ببني البشر فحديث الطاعون وخز أعدائكم من الجن يسكت كل مشكك في إمكانية فعل ذلك...

    والطاعون كما هو معروف وباء يسببه الكائنات المجهرية التي هي جن بمفهومها اللغوي

    (الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة) مسند الإمام أحمد.
    تعريف:
    الطاعون مرض إنتاني وبائي، عامله جرثومة بشكل العصية اكتشفها العالم ( ييرسين ) سنة 1849 م فسميت باسمه ( عصية يير سين ) ، وكان يأتي بشكل جائحات تجتاح البلاد و العباد و تحصد في طريقها الألوف من الناس.
    مسببات الطاعون والوباء والقروح....

    بعد قرون طويلة يثبت العلم أن الطاعون والأمراض الوبائية الأخرى سببها بكتيريا يرسينيا بيستيس Yersinia pestis، وأنها تسببت في أوبئة كثيرة أشهرها الطاعون الأسود الذي انطلق من الصين، في القرن 14م، وعاصره ووصفه ابن خلدون، وراح ضحيته حسب بعض التقديرات ثلث سكان المعمور، واشتهر منه أيضا في تاريخ الإسلام طاعون عمواس...

    يتفشى الطاعون ـ يقول ابن القيم في تحليل رائع بالغ الدقة وقريب مما توصل إليه الطب بعد قرون عديدة ـ عند استحالة جوهر الهواء إلى الرداءة لغلبة إحدى الكيفيات الرديئة عليه كالعفونة والنتن والسمية، في أي وقت كان من أوقات السنة، وإن كان أكثر حدوثه في أواخر الصيف وفي الخريف غالبا. وهذه العلل والأسباب التي يحدثها هذا الوباء لم يكن عند الأطباء ما يدفعها، كما لم يكن عندهم ما يدل عليها، والرسل تخبر بالأمور الغائبة وهذه الآثار التي أدركوها من أمر الطاعون ليس معهم ما ينفي أن تكون بتوسط الأرواح، فإن تأثير الأرواح في الطبيعة وأمراضها وهلاكها، أمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وتأثيراتها، وانفعال الأجسام وطبائعها، والله سبحانه قد يجعل لهذه الأرواح تصرفا في أجسام بني آدم عند حدوث الوباء وفساد الهواء، كما يجعل لها تصرفا عند غلبة بعض المواد الرديئة التي تحدث للنفوس هيئة رديئة، ولا سيما عند هيجان الدم والمرة السوداء وعند هيجان المني، فإن الأرواح الشيطانية تتمكن من فعلها بصاحب هذه العوارض، ما لا تتمكن من غيره، ما لم يدفعها دافع أقوى من هذه الأسباب من الذكر والدعاء والابتهال والتضرع والصدقة وقراءة القرآن، فإنه يستنزل لذلك من الأرواح الملكية ما يقهر هذه الأرواح الخبيثة، ويبطل شرها ويدفع تأثيرها وقد جربنا نحن وغيرنا، يقول ابن القيم، هذا مرارا لا يحصيها إلا الله، ورأينا لاستنزال هذه الأرواح الطيبة واستجلاب قربها تأثيرا عظيما في تقوية الطبيعة، ودفع المواد الرديئة، وهذا يكون قبل استحكامها وتمكنها، ولا يكاد يخرم فن وفقه الله بادر عند إحساسه بأسباب الشر إلى هذه الأسباب التي تدفعها عنه، وهي له من أنفع الدواء. وإذا أراد الله عز وجل إنفاذ قضائه وقدره، أغفل قلب العبد عن معرفتها وتصورها وإرادتها فلا يشعر بها، ولا يريدها ليقضي الله فيه أمرا كان مفعولا...
    والطبيعة الإنسانية تنفعل بشدة بهذه الأرواح، ومعلوم في الدين بالطبيعة أن قوى العوذ والرقي والدعوات فوق قوى الأدوية، حتى إنها تبطل قوى السموم القاتلة...

    (الطب النبوي، الجزء: 1، ص: 29- 31)





    قال ولي زار بن شاهز الدين : إذا كان الطب يقرر أن الطاعون ناتج عن فساد الهواء، الذي يؤدي إلى فساد جسم الإنسان، سواء عن طريق الدم أو غيره، وظهور الجراثيم التي تصيب الإنسان بهذا، فلا مانع أن يكون الجن أحد العناصر الرئيسية المتسببة في ذلك، فيكون هذا المرض وأمثاله من إيذائهم للبشر...

    ولي زار بن شاهز الدين، الجن في القرآن والسنة، - ص 213


    بأسلوب علمي معاصر وبمصطلحات هذا الزمن يمكننا أن نستبدل ما سماه ابن القيم "الأرواح الشيطانية" ب "الجراثيم والفيروسات والبكتيريا" (الكائنات المجهرية الضارة)، و"الأرواح الطيبة" ب"الكائنات المجهرية النافعة" أو المضادات الحيوية التي هي في غالبها "بكتيريا نافعة" فنحن ندفع بكتيريا ضارة ببكتيريا نافعة، ونطلق على "فساد الهواء" كلمة "العدوى أو الوباء"، فالفيروسات تهلك سنويا عددا هائلا من الأرواح البشرية – نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرا جاء فيه أن سنوات 1918 و1957 و1968 عرفت جوائح سببت كل واحدة منها ملايين الوفيات..........


    هل إصابة الانسان والحيوان والطيور بأنواع فيروسات الأنفلونزا يعتبر نوع من مشاركة الجن لنا في هذه الحيوانات؟ (أليست الحيوانات من المال) "شاركهم في الأموال"
    يصيب الفيروس "أ" كل من البشر و الخنازير و الطيور، و تم التعرف حالياً على أربعة أنواع فرعية لفيروس الانفلونزا أ تم عزلها في الخنازير:

    H1N1
    H1N2
    H3N2
    H3N1

    يصيب فيروس إنفلونزا "ج" كل من البشر و الخنازير فقط و لكنه نادر الإنتقال للبشر و ذلك لقلة التنوع الجيني و الكائنات المضيفة للفيروس. سبب الفيروس فاشية في كل من اليابان عامي 1996 و 1998 و كاليفورنيا...

    فهل هذه الأنواع وغيرها هي من قبيل تشكل الجن؟ تطوير أسلحته الذاتية التي نواجهها بجيش جرار من العلماء والأطباء للبحث عن لقاحات مضادة تكبدنا المليارات من الدولارات..

    انتشار الفيروس بين الخنازير شائع الحدوث و يسبب خسائر مالية لتجارة لحوم الخنازير. فعلى سبيل المثال سبب المرض خسائر تقدر بحوالي 65 مليون جنيه إسترليني كل عام..
    هاته الخسارات المادية وغيرها التي يتكبدها البشر من جراء الفيروسات والميكروبات ألا يمكن أن تندرج تحت مشاركة الشيطان لنا في الأموال؟

    فيروس الإنفلونزا الأسبانية H1N1 التي سببت بمقتل ما يقارب 5٠ مليون شخص أصيبت به أيضاً الخنازير في نفس الفترة.

    قتل بالجملة تسببه الكائنات المجهرية لبني البشر ...ألا تعتبر هذه حرب ضروس يقودها إبليس بجيوشه من الكائنات المجهرية وعلى رأسها الفيروسات لإبادة الجنس البشري...؟


    فناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالطعن والطاعون أي بالحروب و بالفيروسات والميكروبات
    حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : فناء أمتي بالطعن والطاعون . فقيل : يا رسول الله ، هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : وخز أعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة.
    الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: بذل الماعون - الصفحة أو الرقم: 53
    خلاصة الدرجة: حسن
    - الطاعون شهادة لأمتي ، ووخز أعدائكم من الجن ، يخرج في أباط الرجال ومراقها ، الفار منه كالفار من الزحف ، والصابر فيه كالمجاهد في سبيل الله الراوي: عائشة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: بذل الماعون - الصفحة أو الرقم: 172
    خلاصة الدرجة: المتن ثابت عن عائشة وغيرها
    عن أبي بكر بن أبي موسى ، قال : ذكرنا الطاعون عند أبي موسى فقال : سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هو وخز أعدائكم من الجن ، وهو لكم شهادة الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: بذل الماعون - الصفحة أو الرقم: 57
    خلاصة الدرجة: قوي


    تقبل مروري وتأملاتي

    التعديل الأخير تم بواسطة يحي غوردو ; 23/07/2009 الساعة 06:24 PM
    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    السلام عليكم:

    الأساتذه الكبار، لقد أثريتم الموضوع وأتيتم بذخر واسع عريض من المعلومات يصلح بأن نتبناه بحثاً من الأبحاث التكنولوجية-الدينية-الروحية-الفلسفية.

    شكراً لكم أستاذنا عبدالقادر بوميدونة على التعريف الدقيق لكلمة جن. وما جاء بخط يدكم من معلومة مفيدة: (أليست هناك مكيفات هواء تتمتع بخيارات تنقية الهواء من الأتربة ودقيق الغباروحتى الميكروبات ؟ إذن.. مهما كانت هذه الموجودات ضئيلة الحجم ودقيقة الكينونة فهي موجودة والموجود ليس بجن ..)

    شكراً لك أستاذنا عماد الدين علي إيرادك الآية المذكورة أدناه وهذا الجزء الثري من مداخلتكم: (أما قولك يا سيدي ( الجنُ يغيرون مواصفاتهم ويتمثلون في جميع المخلوقات تقريباً أليس كذلك؟ً) فلن ألومك عليه ، فهذا ما يعتقده أغلب الناس ، فهذا ما توارثوه نقلاً عن تراثنا المليء بالخرافات والأساطير ، ولكني أحب أن أقول أن هذا يتعارض مع ما جاء في القرآن لقوله تعالى: ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ) الأعراف.) ولا أوافقكم الرايَ بالخرافات والأساطير التي وردت في هذا السياق . ودعنا نحتكم إلى هذا المقطع من مداخلة استاذنا سعيد نويضي الذي يقول: (فالعفريت الذي كان في حضرة سليمان عليه السلام لما أراد سليمان أن يعجز ملكة سبأ بلقيس أو أن يبين لها قدرة الحق و آيات الحق في ما حولها...سأل الحضور :من يأتيني بعرشها؟ لما سأل سليمان هذا السؤال هل سأله في الخفاء أم سأله لمن كانوا حاضرين؟ سأله لكل الحضور...لا لكي يختبر القدرة و القوة بل لمن يملك من العلم من له القدرة و القوة أكثر و أسرع بين الجن و الإنس الذين كانوا يشكلون مجلس سليمان عليه السلام...الآية تصور المشهد بدقة عالية...لتبين أن "العلم" الذي علم الله عز و جل الإنسان قادر على تحريك و صنع ما يتخطى كل القوانين و السنن التي تتحكم في السير الطبيعي للامور و في تحريك الأجسام الغير قابلة اصلا للتحريك بناء على قدرة و قوة الإنسان...)

    الأستاذ قميتي بدر الدين خبير الشابكات أشكركم على الرقم المذكور والمداخلة الطيبة.

    الأستاذ القدير يحيى غوردو، الشكر لكم على الشرح والتبيان الذي تناول الموضوع المطروح من كل جوانبة
    وقد استفدت كثيراً من قولكم: (الفيروس مثلا بما أننا لا نراه وبما أنه كائن حي له كل خصائص الكائنات الحية من أكل وشرب ونمو وتزاوج وتوالد وموت هو بالتالي من ضمن الجن
    هذا بالنسبة للفيروس الذي نعرفه أما الفيروس الالكتروني فهو أولا ليس كائنا حيا ولا يمتلك خاصيات الكائنات الحية لكنه يشبه الفيروس الأصلي في عمله الشيطاني إذ يدخل حواسيبنا فيعيث فيها الفساد تماما كما يفعل الشيطان الذي أقسم بأن يغوي أبناء آدم ولا يترك منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين.) وأسالكم استاذ يحيى غوردو وأستاذ سعيد نويضي فيما إذا كانت الآية الكريمة (وما يعلم جنود ربك إلاَ هو....) تندرج ضمن موضوعنا هذا.

    مع تحياتي وتقديري لكم جميعاً

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد العرب أوطاني


  10. #10
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    بسم الله الرحمن الرحيم...

    سلام الله على الأساتذة الكرام و الأحبة من أهل واتا...

    لا يستطيع أحدا على الإطلاق أن يعلم عدد جنود ربك و لا عدتهم و لا قدرتهم...لأنهم بكل بساطة شديدة و تعظيم كبير جند الله الواحد الأحد...القوي الجبار القهار...

    ففي كتاب الله الكريم القرآن العظيم تجد العديد من الآيات التي تبين و تعطي إشارات واضحة لجند الله جل و علا...

    يقول الحق جل و علا:

    بسم الله الرحمن الرحيم: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
    لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ }المدثر31

    وما جعلنا خزنة النار إلا من الملائكة الغلاظ, وما جعلنا ذلك العدد إلا اختبارًا للذين كفروا بالله؛ وليحصل اليقين للذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى بأنَّ ما جاء في القرآن عن خزنة جهنم إنما هو حق من الله تعالى, حيث وافق ذلك كتبهم, ويزداد المؤمنون تصديقًا بالله ورسوله وعملا بشرعه, ولا يشك في ذلك الذين أُعطوا الكتاب من اليهود والنصارى ولا المؤمنون بالله ورسوله؛ وليقول الذين في قلوبهم نفاق والكافرون: ما الذي أراده الله بهذا العدد المستغرب؟ بمثل ذلك الذي ذُكر يضلُّ الله من أراد إضلاله, ويهدي مَن أراد هدايته, وما يعلم عدد جنود ربك - ومنهم الملائكة- إلا الله وحده. وما النار إلا تذكرة وموعظة للناس[التفسير الميسر].


    في التفسير الميسر الذي يتناول تفسير الآية 31 من سورة المدثر،يتضح جليا أن الملائكة هم المقصودين بلفظة الجند في هذه الآية الكريمة.لكن لفظة الجند،تشمل كل المخلوقات التي تعمل بأمر الله جل و علا لتنفيذ حكمه و لقضاء أمره.و ما ورد في كتاب الله عز و جل من آيات تبين بشكل واضح أن لله جنودا واضحة للعيان ملموسة محسوسة...و أخرى خفية لا يعلمها إلا الله جل و علا...

    يقول الحق جل و علا:

    {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }الأعراف133.

    فأرسلنا عليهم سيلا جارفًا أغرق الزروع والثمار, وأرسلنا الجراد, فأكل زروعهم وثمارهم وأبوابهم وسقوفهم وثيابهم, وأرسلنا القُمَّل الذي يفسد الثمار ويقضي على الحيوان والنبات, وأرسلنا الضفادع فملأت آنيتهم وأطعمتهم ومضاجعهم, وأرسلنا أيضًا الدم فصارت أنهارهم وآبارهم دمًا, ولم يجدوا ماء صالحًا للشرب, هذه آيات من آيات الله لا يقدر عليها غيره, مفرقات بعضها عن بعض, ومع كل هذا ترفَّع قوم فرعون, فاستكبروا عن الإيمان بالله, وكانوا قومًا يعملون بما ينهى الله عنه من المعاصي والفسق عتوًّا وتمردًا.[التفسير الميسر].

    على سبيل المثال لا الحصر :الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم...فكل الكائنات المرئية و كل الظواهر المسماة "ظواهر طبيعية" قد تصبح جندا من جنود الله إن شاء الله ذلك...فالزلازل و البراكين و الرعد و الصواعق...و هي ظواهر طبيعية قد يجعلها بأمر منه نافذة و منفذة لأمره مادام أمره : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }النحل40
    إنَّ أمر البعث يسير علينا, فإنَّا إذا أردنا شيئًا فإنما نقول له: "كن"، فإذا هو كائن موجود.[التفسير الميسر].

    فالله عز و جل المدبر الأمر من السماء إلى الأرض و هو العليم بكل شيء...

    {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ }الأعراف162.

    فغيَّر الذين كفروا بالله منهم ما أمرهم الله به من القول, ودخلوا الباب يزحفون على أستاههم, وقالوا: حبة في شعرة, فأرسلنا عليهم عذابًا من السماء, أهلكناهم به; بسبب ظلمهم وعصيانهم.[التفسير الميسر].

    فالرجز قد يأخذ إشكالا متعددة تشكل جندا من جنود الله جل و علا منها المرئي و منها غير المرئي...


    أما الرِّجز -بالكسر- فمعناه لسان العرب ج5/ص352
    ومعنى الرِّجز في القرآن : هو العذاب المقلقل لشدته وله قلقلة شديدة متتابعة...

    {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }العنكبوت40.

    فأخذنا كلا من هؤلاء المذكورين بعذابنا بسبب ذنبه: فمنهم الذين أرسلنا عليهم حجارة من طين منضود, وهم قوم لوط, ومنهم مَن أخذته الصيحة, وهم قوم صالح وقوم شعيب, ومنهم مَن خسفنا به الأرض كقارون, ومنهم مَن أغرقنا, وهم قومُ نوح وفرعونُ وقومُه, ولم يكن الله ليهلك هؤلاء بذنوب غيرهم, فيظلمهم بإهلاكه إياهم بغير استحقاق, ولكنهم كانوا أنفسهم يظلمون بتنعمهم في نِعَم ربهم وعبادتهم غيره...[التفسير الميسر].

    و في قضية الجنود التي لا يراها الإنسان و لكن يصدق بها المؤمن،لأن الله عز و جل هو المدبر لأمرها...

    {ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ }التوبة26.

    ثم أنزل الله الطمأنينة على رسوله وعلى المؤمنين فثبتوا, وأمدَّهم بجنود من الملائكة لم يروها, فنصرهم على عدوهم, وعذَّب الذين كفروا. وتلك عقوبة الله للصادِّين عن دينه, المكذِّبين لرسوله.[التفسير الميسر].

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً }الأحزاب9.

    يا معشر المؤمنين اذكروا نعمة الله تعالى التي أنعمها عليكم في "المدينة" أيام غزوة الأحزاب -وهي غزوة الخندق-, حين اجتمع عليكم المشركون من خارج "المدينة", واليهود والمنافقون من "المدينة" وما حولها, فأحاطوا بكم, فأرسلنا على الأحزاب ريحًا شديدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم, وأرسلنا ملائكة من السماء لم تروها, فوقع الرعب في قلوبهم. وكان الله بما تعملون بصيرًا, لا يخفى عليه من ذلك شيء.[التفسير الميسر].

    و ما سبق من ذكر الجنود هي جنود تعممل بأمر ربها...و لا تأخذ أوامرها ممن يتبع الهوى بل تأخذها من الهادي و ممن أمر بالهدى...

    فالاشياء التي هي من صنع البشر و من إنتاج العقل قد يستعملها الإنسان لإعلاء كلمة الله جل و علا و تلك يمكن القول أنها من تيسير الله عز و جل لإعلاء شأن الإسلام عبر العصور و في كل الأزمنة على اختلاف الحقب التاريخية...و إن كانت في غير ذلك فهي تسعى لا لتحقيق الحق بل لإعانة الباطل على أن يأخذ حيزا من الزمان و شيئا من المكان إلى أجل مسمى...لأن القرآن الكريم و هو كلام الله العليم الحكيم...يعد المؤمنين بالنصر و في ذلك يقول الحق جل و علا...

    {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21.

    كتب الله في اللوح المحفوظ وحَكَم بأن النصرة له ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين. إن الله سبحانه قوي لا يعجزه شيء, عزيز على خلقه.[التفسير الميسر].

    لكن من يفتري على الله عز و الكذب لن يفلح أبد...لأن الله عز و جل صادق القول صادق الوعد...و هو بكل شيء عليم...

    و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...


  11. #11
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    72
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الجنً والحاسوب والشَابكات/عبدالرؤوف عدوان

    الأستاذ المفكر سعيد نويضي: أشكركم على الإضاءات حول الآية الكريمة:( ومايعلم جنود ربك إلاً هو.) وقد استنبطت من مداخلتكم القِمة أنها شاملة للخيرية التي ينالها العبد من الله كتكليف الملائكة بالدفاع عن الحق الذي يتمثل في رسول الله صلى الله عليه وسلم والصَحابة رضوان الله عليهم أثناء خوضهم معركة بدر الضروس ضد المشركين. كما أنها شاملة لأية أخرى: (وما أصاب من مصيبة إلاً بما كسبت أيديكم) فالشر المسلط من الله على العباد هنا بجنود مجندة من قمل وضفادع ودم وأمراض والجراد وغيرها هو للإنابة والتذكر والرجوع والتوبة بعد العصيان والخروج على الطَاعة. جعلنا الله جميعاً هادين مهديين.

    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد العرب أوطاني


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •