مجتمعات الأنترنت
============
إن ا لتطور العلمي الذي حصل في السنوات الأخيرة مع ثورة
الإتصالات وتفجرت معها ثورة المعلومات , وأصبح الكون
قرية عالمية صغيرة , تجاوزت حدود الدول والقارات . وذلك
من خلال الشبكة العنكبوتية , والتي سهلت تدفق المعلومات و
التقارير والدراسات والصور والتحقيقات والبث الحي والمباشر
لكثير من الأحداث وقت وقوعها في مواقعها .
واستتبع ذلك نشوء أنماط جديدة من التفكير بشتى إتجاهاته و
التلسية والترفيه بكافة مستوياتها .
فمن ذلك نشأت مجتمعات الأنترنت الحديثة التكوين نسبيا , نتيجة
إنتشار االشبكة وخدماتها التي أصبحت في متناول جميع الشرائح
الإجتماعية , صغيرها وكبيرها , فقيرها وغنيها , رجالها ونسائها
فعلى مد ار الساعة هناك أشخاص متواجدون أمام أجهزتهم الكمبيوترية ويفتحون خطوط الهواتف لتصلهم بالشبكة العالمية
والحصول على الخدمة التي يطلبونها وبسرعات متفاوتة .
فهذه التجمعات والتي من الممكن أن نطلق عليها اسم مجتمعات لها
سمات وصفات , مبتكرة , بعيدا عن المجتمعات الإنسانية التقليدية
التي تتواصل وتتكلم شفاهية ووجها لوجه , مستمتعين بالجلوس في
الأماكن من غرف ضيوف ومجالس وحدائق ومقاهي وسوى ذلك
يحتسون الأشربة المتنوعة ساخنها وباردها , ويأكلون أطايب الطعام, والكلام اللطيف مع النكتة والضحك حتى وإن كانت مجالس
ثقافية لابد أ، يتخللها شيئا من الشراب والطعام .
وهذا التواصل الإجتماعي هو الذي يعزز تمتين العلاقات وروابطها
ويجعل المحبة والمودة هما ثمرة هذا التواصل .
بينما مجتمعات الأنترنت :
يجلس الشخص في غرفنه المغلقة بابها علبه أمام جهاز حاسوبه بشكل منفرد في مساحة لاتتجاوز المتر المربع الواحد وكل أحاسيسه
منصرفة نحو الشاشة وفي كثير من الأحيان لاينتبه عندما يكلمه أحد
ولا يدرك فحوى الكلام .
جلساؤه على الشبكة الدولية متباعدين جغرافيا وإجتماعيا و إقتصاديا
وسياسيا وقوميا , لكل منهم أفكاره ورؤاه للحاضر والمستقبل .
ومن ذلك المتداخلين غالبيتهم بأسماء مستعارة غير حقيقية ومعلوماتهم الشخصية مزيفة أي بمعنى أن كل شخص يعيش خلف
( قناع ) إخترعه لشخصيته وإقتنع بتمثيل الدور على نفسه بداية
وعلى الآخرين ثانيا وذلك حتى النهاية ....
وتكثر السرقات الأدبية والعلمية وانتحال المعلومات بشتى أنواعها
كل حسب إهتمامه . وهناك أيضا النصب والإحتيال في شتى المجالات .
هكذا تتتجه الفئة المجتمعية نحو التشكل بمفاهيم جديدة وهذه بداياتها
ويبقى التواصل الإجتماعي هو السمة الإنسانية ولن نستغني عن
المضافات والمجالس وعن عطرها وعبقها وروحها ( القهوة العربية)
------------------ انتهى ( مجتمع الأنترنت )