في حوار آخر من حواراته معي....( ضميرى)

قال لي.... انظري بعين الحب .... الحب ذاك المعلم العظيم... الذى تموت حروفه علي مذبحنا كل يوم بلا مقدمات و لا حوار.

لماذا فقدنا احساسنا بالجمال...؟ , أين الروح منا حينما نتصارح و تنكشف أوراقنا و تُفضح الأسرار..؟

ألم يطالبنا الله عز و جل بالقلب السليم يا رفيقتى......و نزع من قلوب المؤمنين الغل في جنان الصالحين...

أيصلُح لحضرة الله في الجنان أو في الصلاة , من تشُف نوافذ قلبه عن شهوات الكراهية فتفك بأجزائه كالاعصار..



أين عين الجمال منا؟, لماذا نفذت عطور الرحمة من قواريرنا , و علت رايات الأنا العليا علي تلالنا...و صمت المخلصون و تاه أصحاب النوايا الطيبة فهم من ابحار الى ابحار..



من ذا الذى يرفع علي سفوح دنيانا أعلام الابتسام فترفرف في سمائنا برقة قصوى تنسى ابن الحياة الضجر و الآلام.

رفيقتى.... ابتسمى... علَ ابتسامتك تجيب علي أسئلة الزمان السارحة... ابتسمى و ستحيا ابتسامتك بين الناس حتى بعد الرحيل في ذكراهم سابحة..



البسمة صدقة غالية القيمة.... تجري في شريان الأمل كما الانهار

لا تكوني كالعصفور المبتل الخائف اذا ما تراقصت الامطار

بل كونى أنت البسمة التى تتكحل برزق السماء ... فغدا تثمر الأزهار و الأشجار..



ابتسمى... اجعلى من البسمة هواية... فالله قريب مجيب حبيب, يعفو و يحب و يرحم , حتى و نحن في الخطايا علي اصرار..



ابتسمى... فهى الكلمة الجميلة التى لا تشبه الكلام... اجعليها عنوان فؤادك و محطتك في قطار الأيام



رفيقتى دعينا لا نتوقف عند لوم الأنام.... دعينا نلقي بالأحزان بعيدا بعيدا بعيدا في ذاكرة النسيان.... ان اللوم نير يخترق شفافية الغفران.... و يسحب من أعمارنا أعمارا أخرى للاجابة عن ألف سؤال... لماذا و كيف و ماذا لو قد كان.....



ان قيثارة القلوب مجروحة بما يكفي .... لا تتحمل مزيدا من الضغط علي الأوتار..... و الحب في وقتنا كالزجاج المكسور.... لن يعود كما كان فقط بالاشعار...

رفيقتى ....قدينى أنت اليوم الي فرحة في قلب طفل....و لا تنس ان كل البشر في الأصل أطفال..

خذي بيد كسير فؤاد لينظر للحياة نظرة تليق بالحياة مدى الحياة, فالقلوب في وادينا كسيرة حيرى..

تنازلي قليلا عن جزء من متاع الدنيا لتهبي فقيرا رداءه القديم الجديد, و تمعنى في نشوة عينيه كمن يرتدى تيجان الملوك, و لا تكونى كالكثير في عالمنا للحاجة و المطالب أسرى

ابتسمى و ارحمى عاص, حدثيه عن الغفران عندما يتجاوز الخطوط الحمراء

تخطى رعشة البرودة علي مساكين وادينا اذا ما ارتسم علي الكون فصل الشتاء و لو فقط بغطاء

تلمسى فى الطبيعة انوثتها... احمدى الله و ألحى فى الثناء

تصالحي مع الحياة يا رفيقتى.... تحررى من القلق و الخوف و الكبرياء



ابتسمى.... اجعلي من روحك سحابة دفئ تستوطن السماء



هـــــــــــــــــا أنت ابتسمت.... انتظرى المعجزات و هبات الأقدار

اليوم يا رفيقتى تهتف باسمك الأقمار