Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
"التابعة" تحت المجهر

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: "التابعة" تحت المجهر

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي "التابعة" تحت المجهر

    التابعة تحت المجهر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    في هذا الموضوع سوف نحاول تسليط الضوء إن شاء الله، على ما يسمى بالتابعة (أم الصبيان) كما يحلو للبعض تسميتها...
    التابعة أو "أم الصبيان "

    التعريف الشعبي:

    تخبرنا موسوعة ويكيبيديا الحرة أن "أم الصبيان" أو "أم الدويس" (كما تسمى عند أهل الإمارات) هو اسم لمخلوق خرافي تنتشر الحكايات عنه في اليمن وبعض دول الخليج العربي، وهو عبارة عن أنثى غول شديدة البشاعة لها أرجل بقرة. تتنكر غالبًا في شكل امرأة جميلة تظهر ليلاً أو قبل الفجر؛ تخطف الرجال وتتزوجهم، أو تسخطهم إذا رفضوا الزواج بها.
    وتنسبها بعض الحكايات الشعبية إلى الجن، ويرى البعض أن "أم الصبيان" هي إحدى أشكال "السعلاة" (1) ، كما أنها تماثل "السقوبة"(2)؛ الجنية الغربية في خطف الرجال.
    وفي التراث الشعبي المغربي تلقب "أم الصبيان" بـ "الخادم قمقومة"...
    تُنسب إلى "أم الصبيان" أعمال كثيرة من بينها خطف الرجال، ويشاع أن لها صرخة قد تسبب الموت أو الجنون، كما أنها قد تظهر بشكلها الحقيقي البشع للبعض في الظلام فتتسبب في جنونهم أو موتهم، وفي بعض الأحيان فإن أم الصبيان تأكل البشر، خصوصًا الأطفال. وهي غالبا ما تسلط أذاها على الرضع، حيث يستشعر الأهل ذلك من ملاحظة «قفز» الرضيع في نومه، فهي أثناء ذلك تقوم بضربه وقرصه ليشرع في نشيج من البكاء المسترسل حتى الموت.
    يشكل الخوف السمة الأبرز لحكايات أم الصبيان التي تمثل القبح والشر المتزايد الذي لا راد له.


    (...) يتبع





    ************
    1) السعلاة: سلعوة أو سعلاة بالعربية الفصحى، شخصية خرافية شيطانية أنثوية، وهي حسب التصور الشعبي نوع من الجن يأتي على شكل امرأة عجوز ذات شعر طويل لها أنياب وأظافر طويلة لها ثديان يتدليان حتى الركبتين وعندما تشرع في المسير تنسوهما على ظهرها وهي تأكل الآدميين وتمشط شعرها ولها سبعة أعين وفي النهار تتحول إلى شكل آدمي للتودد في عملية الخطف ليلا وخاصة الأطفال ...


    2) السقوبة: وهي ساحرة عجوز نهمة جنسيا تتحول ليلا أثناء طوافها الى شبح امرأة فاتنة وفتية لتحصل على جماع آثم مع الرجال المغويين... ولها نفس الدلالة في الفكر المسيحي فهي شيطانة يُعتَقد أنها تأتي ليلا لتضاجع الرجل وهو نائم...( إذ كان الرهبان محرومون من طبيعتهم التى فطرهم الله عليها، فكانوا يحتلمون كما هى فطرة وطبائع البشر، ويحلمون بالجميلات ، ثم يتهموهن بأنهن شريرات وجنيات يزرن الرهبان ليلا ويجامعوهن وبلا ذنب كن يتهمن من قبل الكنيسة بالهرطقة ويحاكمن فى محاكمات كانت تتضمن فحص أجزائهن التناسلية ثم يقتلن ظلما وعدوانا فى أوربا الظلام والتى تنورت بالإقلاع عن المسيحية...

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: "التابعة" تحت المجهر

    التعريف اللغوي


    يخبرنا اللغويون أن "أم الصبيان" داء يُصيب بعض الصبيان، فقد أفاد ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث "أنَّ أم الصبيان ريحٌ تعرض للصبي وربما أدَّت إلى إصابته بالإغماء" وقريب من ذلك ما ذكره ابن منظور في لسان العرب والطريحي في مجمع البحرين..



    أما عن التابعة فيقول ابن منظور: "التابعة: الرئي من الجن، ألحقوه الهاء للمبالغة أو لتشنيع الأمر أو على إرادة الداهية والتابعة : جنية تتبع الإنسان" ...
    ويضيف لسان العرب: "التابع: جني يتبع المرأة يحبها والتابعة: جنية تتبع الرجل تحبه وقولهم: معه تابعة أي من الجن" (1)



    ***********
    (1)( ابن منظور، لسان العرب - 8 / 29)

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: "التابعة" تحت المجهر

    التعريف الطبي:






    تعتبر (أم الصبيان) أو (التابعة) في المغرب مرضا يصيب الأطفال الصغار (الرضع خصوصا)، وفي الوقت نفسه اسم علم للجنية الشريرة التي تصيبهم بذلك المرض, وفيما يبدو، فإن الاسم/ الأسطورة نشأ في سياق تجسيد قوى الشر التي تحملها العامة مسؤولية الاصابة بالأمراض حيث منحتها أرواحا وشخصيات خفية حتى تكون أكثر قربا من الادراك, ولم يخرج السحر الرسمي عن السياق ذاته، حيث يسهب صاحب كتاب (الرحمة) في رسم ملامح أم الصبيان ويطلق قدراتها العجيبة في إلحاق الأذى بالبشر...


    نلاحظ أن عجز العامة على تفسير حالة مرضية ما يجعلهم يلحقونها بعالم الغيب (الجن/التابعة) فيفتح بذلك المجال لإعطائها قدرات ما أنزل الله بها من سلطان وتفسيرات يفندها العلم... فيربطونها تارة بالدين وتارة أخرى بالطب ...


    فارتباط "أم الصبيان" بالدين (سوف نعود لاحقا لهذه النقطة) له جذور في كتب التراث كما أن ارتباطها بالمرض وخاصة الصرع له جذور في كتب الطب القديم...
    فقد أفاد أبو علي ابن سينا في كتابه (القانون) أن "أم الصبيان" نوع من الصرع.


    وفي "تذكرة أولي الألباب" للشيخ داوود الأنطاكي نجد تشخيصا لـ "أم الصبيان" حيث نقرأ أنها عبارة عن مرض يصيب الأطفال يرجع سببه عند الأطباء إلى فرط الرطوبة المزاجية واللبنية وضعف الحرارة فتصعِّد الرطوبة بخاراً رطباً يضرب الرأس فيخمِّره ثم يسيل الصاعد فيحبِس النفس ويغشى وقد يبرَّد الأطراف، ولا فرق بينه وبين الصرع إلا عدم الزبد على الفم هنا، والأولى عدَّه من أمراض الدماغ، وبعضهم أدرجه في الاختناق، وبعضهم في الحميات ....


    وقال: في موضع آخر من كتابه: أن "أم الصبيان" انصباب مواد من الصدر تُعسِّر النفس وتُغيِّر العين وتُمسك أعصاب اليد والرجل ثم تنحل، وقلَّ مَن يخلص منها من الأطفال. وسببها كثرة الرطوبة وسوء هضم المراضع وتناولهن ما غلظ، وقد تكون عن سقطة ونحوها وهي أشبه شيء بالصرع وقد ينسبها كثير من العامة إلى القرناء وليس كذلك.


    أم الصبيان عند الأطباء هي حالة مرضية تنتج عن أسباب معلومة ولها علاجها بالأدوية وما شابه ذلك ولا ارتباط للجن بها...


    (يتبع)

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: "التابعة" تحت المجهر

    تعريف السحرة والمشعوذين للتابعة


    يعتقد العديد من السحرة والمشعوذين أن التابعة/أم الصبيان أصلها من الجن وبالتحديد يقولون بإنها إحدى بنات إبليس وسميت بهذا الاسم لأن لها ثمانية أولاد كلهم ملوك (وتسمى أيضا بنائلة أم الشعور المائلة) (1)...
    كما يدعي السحرة وأتباعهم، أنها مختصة بصرع النساء وتتبع العزاب وخطف الأطفال وإغراء الرجال بمساعدة أولادها الثمانية (2) وبعض سحرة الجن والإنس...

    وأم الصبيان/التابعة عندهم من أكثر المتمردين من الجن والشياطين قسوة وبشاعة في التنكيل ببني البشر، وخصوصا الأطفال منهم ولتأكيد صدق كلامهم، ينسبون إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) (وهو منهم براء): «بينما أنا سائر في أزقة المدينة إذ لقيت امرأة كاملة الوجه واللون زرقاء العينين، فقلت: أين تريدين؟ فقالت: جئت للذي في حجر أمه آكل لحمه وأشرب دمه وأدق عظمه فقلت (الحديث منسوب للرسول صلى الله عليه وسلم دائما): لعنة الله عليك يا ملعونة؟ فقالت: لا تلعني يا رسول الله، فإن لي اثني عشر اسما من عرفهن وعلقهن فإني لا أقربه...

    وفي مقام آخر من كتاب "الرحمة"، تقدم أم الصبيان نفسها كما يلي: «أنا التي أخلي الديار وأنا معمرة القبور وأنا التي مني كل داء وكل مضرة, نومي على الصغيرة فيكون كأن لم يكن (,,,) ونومي على المرأة عند الحيض أو عند الولادة فتعقر ولا يعمر حجرها (,,,) وأما الصغار فندق عظمهم ونأكل لحمهم ونشرب دمهم ونخلي حجور أمهاتهم ونحب من الصغار والنساء أكحل العينين أحمر الوجه,,, إلخ», ويصور صاحب الكتاب (3) الملامح المرعبة لتلك الجنية المتمردة في شكل «عجوز من الجن أنيابها كأنياب الفيل وشعرها كسعف النخيل، يخرج من فيها (فمها) الدخان ولها صوت كالرعد القاصف وعيناها كالبرق الخاطف ذات خلق بديع ومنطق شنيع (,,,) تسكن الهواء بين السماء والأرض».

    يتعمد السحرة وصف هذه الجنية «أم الصبيان» صاحبة الإثني عشر اسما، حتى يسهل عليهم بث الرعب والخوف في نفوس العامة وحتى يظهروا لهم قوتهم وتمكنهم من هذا العالم ، عالم الرعب والذعر... ولنتخيل الصورة في عقول البسطاء: من ناحية نجد كائنا أسطوريا مرعبا، بشعا، مخيفا ومفزعا له أعوان كثر من الجن والانس ومن الناحية الأخرى نجد رضيعا ، لا يزال في اللفة، مسكينا لا حول له ولا قوة ... تتسلط عليه التابعة بكل بشاعتها حتى تتمكن منه فتمرضه تارة أو تلتهمه تارة أخرى... فتظهر بذلك قوة السحرة والمشعوذين الذين يمتلكون الحل لهذه المصيبة ويعرفون مكامن ضعف التابعة وغيرها من الجن فتعلو بذلك قوتهم فوق قوة الجن...

    مع مرور الوقت، يقول مصطفى واعراب (4)، اتسع مفهوم التابعة ليشمل كل الشرور التي تعتقد العامة في كونها مدبرة من الآخر: «الأسرة التي تفقد أطفالها الصغار أو مصدر رزقها، والنساء اللواتي يجهضن بلا سبب واضح، كما الفتيات اللواتي لا يتمكن من الزواج، وما إلى ذلك من العشاق المهجورين والأحبة الممنوعين من الوصال، إلى رجال الأعمال الذين توشك مقاولاتهم على الإفلاس».

    كل هؤلاء وغيرهم ممن يلاحقهم سوء الحظ والفشل، يعانون من وجهة نظر المعتقد الشعبي من مطاردة «العكس» ولعنة «التابعة», والاعتقاد في التابعة والعكس يتجسد أكثر ما يتجسد في الممارسات السحرية المرتبطة بأمور الحب والزواج...

    لقد تحولت "التابعة - فيما يبدو- من صورتها الأصلية، صورة المخلوق الخفي الذي يزحف على الأرض بين اقدام البشر ليتسلق سيقان الأمهات إلى ظهورهن كي يلتهم أطفالهن الرضع بدموية مرعبة لتتحول إلى لعنة أزلية تتنقل بين البشر وتطارد بـ «العكس» (سوء الحظ) الكبير والصغير، الرجل والمرأة....


    (يتبع)


    *********************
    1) نائلة ام الشعور المائلة: سميت بذات الشعور المائلة لأن شعرها طويل جدا بحيث انه يغطيها...
    2) أبناء أم الصبيان، كلهم من أشرس قبائل الجن - على حسب ادعائهم- ويستخدمون سحرا يعتمد، في اعتقادهم، على ربط الإنسان عن طريق أثره بمجموعة من الطلاسم والعزائم ...
    3) كتاب "الرحمة في الطب والحكمة" المنسوب زورا إلى السيوطي.
    4) د. مصطفى واعراب، باحث مغربي ، صاحب كتاب "الطقوس والمعتقدات السحرية في المغرب".

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: "التابعة" تحت المجهر

    التعريف الديني:




    ورد ذكر التابعة/أم الصبيان في حديث واحد :
    "من ولد له فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان". رواه أبو يعلى الموصلي في المسند وغيره،
    وهو حديث موضوع كما في السلسلة الضعيفة للألباني.
    وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك...
    وفي إسناده أيضًا: يحيى بن العلاء وهو وضاع كذاب .
    روى ابن السني مرفوعاً من حديث الحسين بن علي: "من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى لم تضره أم الصبيان"
    وأم الصبيان هي: التابعة من الجن،
    هذا الأثر رواه ابن السني في كتابه (عمل اليوم والليلة، ص623)، وابن عدي في الكامل (7/2656)، وقال: رواه يحي بن العلاء الرازي عن مروان بن سالم عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسين بن علي. وقال: يحيى متروك، ومن طريق يحيى أخرجه أبو يعلى أيضاً (12/150) برقم (7680)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/62)، رواه أبو يعلى، وفيه مروان بن سالم وهو متروك.
    وقد خرجه الألباني رحمه الله في كتبه (الإرواء ج4 رقم1174)، وضعيف الجامع رقم 5881، وفي السلسلة الضعيفة (1/491 رقم 321)، والكلم الطيب، ص162 رقم212،


    وقال عنه: حديث موضوع.
    وعلى ذلك فلا يعمل بهذا الأثر.


    يقول عبد العزيز بن عبد الله بن باز :
    "فهذه الأشياء التي يقولها الناس عن أم الصبيان كلها لا أصل لها ولا تعتبر، وإنما هي من خرافات العامة ويزعمون أنها جنية مع الصبيان، وهذا كله لا أصل له، وهكذا ما ينسبون إلى سليمان(1) كله لا أساس له ولا يعتبر ولا يعتمد عليه..."


    ***********************

    1) المقصود هنا العهود السليمانية السبعة: عهود ينسبها السحرة لسيدنا سليمان عليه وعلى نبينا السلام ، وهو موضوع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنوع من أنواع الاقتران يسمى ( اقتران التابعة ) أو ( أم الصبيان )...
    يورد السحرة حول هذا الموضوع كثيراً من الخرافات ويدعون الأكاذيب على نبي الله سليمان بن داوود - عليهما السلام - وقالوا بأن التابعة عجوز شمطاء تهدم الدور والقصور وتقلل الرزق بالليل والنهار وتخلف الربا والأشرار ... فما أن علم بها سليمان حتى أمر بجرها بالسلاسل والأغلال وعذبها عذابا شديدا وقال لها : كيف نخفف عنك العذاب والشر كله منك ، فقالت : يا نبي الله : أنا التابعة التي أخلي الديار وأنا معمرة الهناشير والقبور وأنا التي مني كل داء ومضرة، نومي على الصغير فيكون كأن لم يكن وعلى الكبير بالأوجاع والأمراض والعلل والبلاء العظيم والفقر وأسلط عليه ما لا يقدر عليه ، ونومي على المرأة عند الحيض أو عند الولادة فتعقر ولا يعمر حجرها ، ونومي على التاجر في تجارته بعد الفرح بالربح فيها فيخيب ويخسر ، وأخذت تعدد ألوانا وأصنافا من العذاب والبلاء التي تمتحن بها عباد الله ، وقد أعطته العهود والمواثيق - العهود السليمانية السبعة - وأن من علقها فإنها لا تقربه في نفسه أو أهله أو ماله ) (من كتاب الرحمة في الطب والحكمة)

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: "التابعة" تحت المجهر

    خلاصة هامة

    يتبين مما قدمناه أعلاه، أن ما عليه بعض الناس من اعتقادٍ بأنَّ تابعةً من الجن تُسمى بأم الصبيان هي من بين الأسباب في عقر المرأة أو إجهاضها لجنينها أو تكون سبباً في إصابة الأطفال بالصرع أو الشلل لأنها تترآى لهم بوجهها البشع القبيح فيفزعون منها ... فإنه مما لا أساس له في الشريعة الاسلامية، وما يروجه البعض أنَّ أم الصبيان فزعٌ ينتاب الطفل نتيجة أن الشيطان يُمسك به عند الولادة وهو من الرجم بالغيب حيث لم يقم عليه دليل.


    وأما ما نُسب إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في بعض كتب العامة من أنّه التقى في المدينة بأم الصبيان فسألها:"أين تريدين؟" فقالت: جئت للذي في حجر أمه آكل لحمه وأشرب دمه وأدقُّ عظمه، فلعنها فقالت: لا تلعنِّي يا رسول الله فإنَّ لي اثني عشر اسماً من عرفهن وعلَّقهن فإني لا أقربه". فإنه من حديث الخرافة ولم يثبت عند العلماء وهي من موضوعات الدجالين..

    فعلى مثل هذه الأساطير يعتاش السحرة والمشعوذين، فهم يروِّجون لهذه الأكاذيب فيملئون قلوب الناس رعباً وخوفاً على أنفسهم وأطفالهم فيلجئون حينذاك إلى هؤلاء المشعوذين الذي يتظاهرون بالنسك والصلاح...

    فإنا لله وإنا إليه راجعون

    والحمد لله رب العالمين

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية باسين بلعباس
    تاريخ التسجيل
    06/05/2008
    المشاركات
    1,645
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: "التابعة" تحت المجهر

    أخي يحيى:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    ولك الشكر على ما نفعت به،وقدمت،وأعلمت الجاهل بما جهل،وأنرت الطريق لمن غفل..
    في قصة :التوابع والزوابع:لأبي عامر بن شهيد الأندلسي..يجعل لكل شاعر أو خطيب يزوره تابعه..
    الذي ينوبه،ويتحدث عنه..ويعرفه به..لكن المفهوم ليس ما ذكرتَ..
    لأن العمل أدبي صِرف..وهي وصف رحلة إلى وادي الجن،والتقاء الشعراء والكتاب..
    ولأن ما قمت أنت به هنا علمي صرف،لا يرقى إليه الخيال،ولا يطاله القيل والقال..
    إذا استثنينا مفهوم السذج و حديثهم عن الجان،
    والخوف من العواقب التي لا توجد إلا في عقول المتخلفين،ومرتادي السحرة والمشعوذين..
    المفهوم الشعبي،أو العامي للـ(تابعة) عندنا في الجزائر،وفي منطقتنا بالذات..هو ما ذكرته في هذه الفقرة بالذات:[مع مرور الوقت، يقول مصطفى واعراب (4)، اتسع مفهوم التابعة ليشمل كل الشرور التي تعتقد العامة في كونها مدبرة من الآخر: «الأسرة التي تفقد أطفالها الصغار أو مصدر رزقها، والنساء اللواتي يجهضن بلا سبب واضح، كما الفتيات اللواتي لا يتمكن من الزواج، وما إلى ذلك من العشاق المهجورين والأحبة الممنوعين من الوصال، إلى رجال الأعمال الذين توشك مقاولاتهم على الإفلاس».
    كل هؤلاء وغيرهم ممن يلاحقهم سوء الحظ والفشل، يعانون من وجهة نظر المعتقد الشعبي من مطاردة «العكس» ولعنة «التابعة», والاعتقاد في التابعة والعكس يتجسد أكثر ما يتجسد في الممارسات السحرية المرتبطة بأمور الحب والزواج...

    والمعروف أن الخرافة،والشعوذة تزذهر بين الشعوب كلما بدأ مؤشر العلم في تنازل،
    ومؤشر الجهل في تصاعد،حينها تنشط الذاكرة الجماعية،
    ويخصب الخيال،وتنسج الحكايات،والخوارق،وتكون سلعة ( ثقافية ) يتداولها أفراد المجتمع،
    لتكون لهم المتنفس،والملجأ من النكبات،والخيبات المتتاليات..
    شكرا لك أخي الفاضل يحي غوردو
    نسأل الله أن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك

    ومن أحسن من الله قيلا؟:
    "ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول ،فاكتبنا مع الشاهدين"

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: "التابعة" تحت المجهر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسين بلعباس مشاهدة المشاركة
    أخي يحيى:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    ولك الشكر على ما نفعت به،وقدمت،وأعلمت الجاهل بما جهل،وأنرت الطريق لمن غفل..
    في قصة :التوابع والزوابع:لأبي عامر بن شهيد الأندلسي..يجعل لكل شاعر أو خطيب يزوره تابعه..
    الذي ينوبه،ويتحدث عنه..ويعرفه به..لكن المفهوم ليس ما ذكرتَ..
    لأن العمل أدبي صِرف..وهي وصف رحلة إلى وادي الجن،والتقاء الشعراء والكتاب..
    ولأن ما قمت أنت به هنا علمي صرف،لا يرقى إليه الخيال،ولا يطاله القيل والقال..
    إذا استثنينا مفهوم السذج و حديثهم عن الجان،
    والخوف من العواقب التي لا توجد إلا في عقول المتخلفين،ومرتادي السحرة والمشعوذين..
    المفهوم الشعبي،أو العامي للـ(تابعة) عندنا في الجزائر،وفي منطقتنا بالذات..هو ما ذكرته في هذه الفقرة بالذات:[مع مرور الوقت، يقول مصطفى واعراب (4)، اتسع مفهوم التابعة ليشمل كل الشرور التي تعتقد العامة في كونها مدبرة من الآخر: «الأسرة التي تفقد أطفالها الصغار أو مصدر رزقها، والنساء اللواتي يجهضن بلا سبب واضح، كما الفتيات اللواتي لا يتمكن من الزواج، وما إلى ذلك من العشاق المهجورين والأحبة الممنوعين من الوصال، إلى رجال الأعمال الذين توشك مقاولاتهم على الإفلاس».
    كل هؤلاء وغيرهم ممن يلاحقهم سوء الحظ والفشل، يعانون من وجهة نظر المعتقد الشعبي من مطاردة «العكس» ولعنة «التابعة», والاعتقاد في التابعة والعكس يتجسد أكثر ما يتجسد في الممارسات السحرية المرتبطة بأمور الحب والزواج...

    والمعروف أن الخرافة،والشعوذة تزذهر بين الشعوب كلما بدأ مؤشر العلم في تنازل،
    ومؤشر الجهل في تصاعد،حينها تنشط الذاكرة الجماعية،
    ويخصب الخيال،وتنسج الحكايات،والخوارق،وتكون سلعة ( ثقافية ) يتداولها أفراد المجتمع،
    لتكون لهم المتنفس،والملجأ من النكبات،والخيبات المتتاليات..
    شكرا لك أخي الفاضل يحي غوردو
    نسأل الله أن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كل عيد وأنت أيها العزيز باسين وأهل الجزائر جميعا بألف خير

    شكرا لك على هذه الإضافة القيمة وعلى تسليط الضوء على ارتباط الشعر بالجن في الفكر العربي والذي يربطها الأدب الغربي الخرافي بـالميز les muses "الملهمات" التي يصل عددها مع أفلاطون إلى تسعة ويربطونها بمختلف الفنون من شعر وغناء والموسيقى والرقص ...

    هذه هي الخرافة في الشرق وفي الغرب لصيقة بحركات الابداع ... والشيطان لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأدخل أنفه فيها...بل وحتى قرونه...

    تحيتي وعيد مبارك سعيد

    إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ(88)


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •