أخي يحيى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ولك الشكر على ما نفعت به،وقدمت،وأعلمت الجاهل بما جهل،وأنرت الطريق لمن غفل..
في قصة :التوابع والزوابع:لأبي عامر بن شهيد الأندلسي..يجعل لكل شاعر أو خطيب يزوره تابعه..
الذي ينوبه،ويتحدث عنه..ويعرفه به..لكن المفهوم ليس ما ذكرتَ..
لأن العمل أدبي صِرف..وهي وصف رحلة إلى وادي الجن،والتقاء الشعراء والكتاب..
ولأن ما قمت أنت به هنا علمي صرف،لا يرقى إليه الخيال،ولا يطاله القيل والقال..
إذا استثنينا مفهوم السذج و حديثهم عن الجان،
والخوف من العواقب التي لا توجد إلا في عقول المتخلفين،ومرتادي السحرة والمشعوذين..
المفهوم الشعبي،أو العامي للـ(تابعة) عندنا في الجزائر،وفي منطقتنا بالذات..هو ما ذكرته في هذه الفقرة بالذات:[مع مرور الوقت، يقول مصطفى واعراب (4)، اتسع مفهوم التابعة ليشمل كل الشرور التي تعتقد العامة في كونها مدبرة من الآخر: «الأسرة التي تفقد أطفالها الصغار أو مصدر رزقها، والنساء اللواتي يجهضن بلا سبب واضح، كما الفتيات اللواتي لا يتمكن من الزواج، وما إلى ذلك من العشاق المهجورين والأحبة الممنوعين من الوصال، إلى رجال الأعمال الذين توشك مقاولاتهم على الإفلاس».
كل هؤلاء وغيرهم ممن يلاحقهم سوء الحظ والفشل، يعانون من وجهة نظر المعتقد الشعبي من مطاردة «العكس» ولعنة «التابعة», والاعتقاد في التابعة والعكس يتجسد أكثر ما يتجسد في الممارسات السحرية المرتبطة بأمور الحب والزواج...
والمعروف أن الخرافة،والشعوذة تزذهر بين الشعوب كلما بدأ مؤشر العلم في تنازل،
ومؤشر الجهل في تصاعد،حينها تنشط الذاكرة الجماعية،
ويخصب الخيال،وتنسج الحكايات،والخوارق،وتكون سلعة ( ثقافية ) يتداولها أفراد المجتمع،
لتكون لهم المتنفس،والملجأ من النكبات،والخيبات المتتاليات..
شكرا لك أخي الفاضل يحي غوردو
نسأل الله أن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك
المفضلات