(موت أسرع) قصة قصيرة ج
بقلم: زكي العيلة *
اختلفت القبائلُ في نسبِ الفتى الذي رمته قذيفةُ الدبابةِ عيداناً ممزقة، كل قبيلةٍ تؤكد أنه سليل بطونها، ووصل الأمرُ حد التلويح ببيانات التخوين والتهديدِ بعظائم الأمور.
قال خطيبُ القبيلة الأولى: ربطتنا بالفتى أواصرُ ممدوة، فالقصائد التي كتبها صهيلاً في وجه الطوفانِ كانت جزءاً من أوراقِنا.
قال ناطقُ القبيلة الثانية : عندما غارت عيونُ الماء، وزحف الخرابُ، وأضحت الأرضُ تفور بالأفاعي والعقارب والسحالي والجرذان، أخذ بأيدينا نحو ماءٍ صافٍ، عذبٍ لا مثيل لمذاقه.
قال خطيبُ القبيلة الثالثة: حينما فاجأت غارةُ الأعداءِ المضاربَ، علا صراخُ الحريمِ، وغدت البيوتُ راجفةً مرعوشة، رأيناه يجزُّ العوائق، بسيفه يطارد رقابَ الغارة.
تصاعد زعيقُ القبائل، وانعقد غبارُ الطحن طوفانَ سكاكين سوداء مسنونة تُمجّد الطعانَ الآتي، نهض الفتى من كفنه قطعاً معفرةً بالدماء، تأَمَّل القبائلَ اللاهيةَ المنعوفة، وتَمثَّلَ الطوفانَ الداهمَ الذي سيزدرد الجميعَ، فتدلى عيداناً ممزقةً باحثة عن موتٍ أسرع.
* * *
* أمين عام العلاقات العامة والنشر في الاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين .
- مدير تحرير مجلة الكلمة برام الله.
- موقع http://zakiaila.net/
- بريد zakiaila@gmail.com
المفضلات