Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الذين ظلموا هاروت وماروت

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 20 من 31

الموضوع: الذين ظلموا هاروت وماروت

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    الذين ظلموا هاروت وماروت


    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخذ الحديث في القرآن عن أهل الكتاب وخاصة اليهود وبني إسرائيل قسمًا كبيرًا من الآيات،
    ولم تأت هذه الكثرة إلا لأن تأثيرهم السيئ على الناس سيستمر،
    ولأن الصراع مع أهل الكتاب سيظل قائمًا إلى قيام الساعة،
    فلا بد من الكشف عن خبايا طباعهم، وعدم الثقة بهم والاغترار بهم.
    ولحماية المسلمين من الانخداع بهم؛
    فلا بد من التذكير الدائم بما هم عليه حتى لا نقع فريسة لمكائدهم.
    كان في الآيات كشف لأخلاق أهل الكتاب حتى يحذر منهم المسلمون، ولا ينخدعوا بهم.
    والاستعداد لهم على بصيرة؛ ليسهل تحصين المؤمنين لأنفسهم ، وحمايتها من مكائدهم،
    ولأنهم أكثر أهل الأرض تأثيرًا في الناس، ولأن كل المصائب تنبع من أرضهم، ومن شياطينهم.
    وجاءت هذه الآيات مصححةً للمفاهيم التي شاعت وانتشرت عندهم كالقول بصلب المسيح عليه السلام مثلاً
    وجاءت مطهرة لسير الأنبياء مما ألصقوه بهم من الخرافات والأكاذيب، وسوء الأخلاق، وارتكاب الفواحش.
    وكل آية يأتي فيها ذكر لليهود في القرآن؛ جاءت لتظهر أمرًا مهمًا عنهم، مصحوبًا بالذم لهم.
    لقد كان اليهود وخاصة في يثرب ينتظرون مبعث النبي صلى الله عليه وسلم على أحرَّ من الجمر،
    وقد سكنوا في المنطقة التي ظنوا أنها ستكون مهجره عليه الصلاة والسلام كما هو موصوف عندهم في التوراة؛
    فلما جاءهم مهاجرًا إلى يثرب، ورأوا أن أهلها قد سبقوهم إليه بالإيمان به؛
    نبذوا ما جاءهم في كتبهم باتباع النبي ونصرته وراء ظهورهم؛
    بعد أن تأكدوا بأنه هو الموصوف في كتبهم، وعرفوه كما يعرفون أبناءهم:
    قال تعالى: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101) البقرة.
    وفقدوا بعدم إيمانهم به عليه الصلاة والسلام؛ ما كانوا يتطلعون إليه من العلو في الأرض بغير الحق،
    فقطعوا بذلك صلتهم بالله وبالأنبياء؛
    وتوجهوا في طلب العلو إلى ما تتلو الشياطين على ملك سليمان،
    والتلاوة هي كثرة ترديد شيء تلتزم به ولا تحيد عنه،
    وأصبح الحديث عن ملك سليمان له وقعه الكبير في أنفسهم؛
    فأعمى هذا الذكر بصيرتهم في غياب الإيمان بالله، وعدم تقواهم لله، ومعصيتهم له.
    قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ...)
    ونزعوا عن سليمان عليه السلام صفة النبوة، وألبسوه صفة الملك، وجعلوا أفعاله مما تسعى إليه الملوك، وهذا في حقه كفر، لذلك نفي الله تعالى كفر سليمان؛ (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا ...)،
    وهم يعلمون الناس قلب الوقائع والحقائق إلى خيال محض وكذب؛ (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ..)،
    ويعلمون الناس كيفية التفريق بين الأزواج وقطع الروابط بينهم؛
    قال تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ..)
    وذلك أخذوه مما أنزل على الملكين؛ (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ)
    إذن الشياطين لها ثلاثة أعمال في هذه الآية؛
    1- التلاوة على ملك سليمان
    2- تعليم الناس السحر
    3- التفريق بين المرء وزوجه

    ولماذا ذكرت هذه الأعمال الثلاثة وجمعت في آية واحدة ؟!
    أولاً؛ كان ملك سليمان من صرح ممرد من قوارير
    فهو صرح يشف عما وراءه،
    وأنه ممرد لا حروف له فتعرف منها سماكته وحدوده،
    وأنه من قوارير ؛ أي أنه ثابت؛ والقارورة من زجاج شفاف كأنه ماء إلا أنه ثابت، ويقر ما يوضع فيه من الماء؛ أي يثبت؛
    ولذلك انخدعت ملكة سبأ بمظهره فحسبته لجة؛ ثم مشت عليه بعد معرفة حقيقته.
    والزجاج يضاف لمادتة مواد أخرى لتثبته، وإلا بقي هلاميًا،
    وهذا التثبيت له ليس أبديًا؛
    فما يستخرج من زجاج من المواقع الأثرية؛ إذا لم يرش بمواد تثبته عاد ترابًا بعد وقت قصير؛ بسبب تعرضه للهواء،
    وسليمان عليه السلام دعا الله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده؛
    قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) ص،
    فحكمه على الجن والطير والإنس يذهب بموته، وما يملك سيذهب أيضًا، ولن يرثه أحد.
    فاحتمال كبير؛ أن الصرح بعد مدة تحول إلى تراب، وأن الجن قد غشت فيه؛
    بدليل أنهم عدوا العمل مع سليمان عذاب مهين؛
    لقوله تعالى: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ،
    وأنهم يغشون في عملهم، ولا يعملون كل ما يطلبه منهم سليمان كما يجب، فيزيغون عن العمل فيستحقون العذاب؛
    لقوله تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) سبأ.
    وهم لا يريدون أن يكون صرحه قويًا ثابتًا ينتفع به الناس بعده لزمنًا طويلا،
    وهذا ما يريده الله تعالى تحقيقًا لدعوة سليمان عليه السلام؛ (وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي (35) ص،
    وقد يكون في وصول دابة الأرض إلى منسأته بوادر هذا التحول في الصرح.
    إذن فالصرح كان بناء فتهاوى بعد موت سليمان عليه السلام، وتهاويه سيكون على جسده؛
    لأن النبي يدفن في مكان موته، ولذلك دفن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحجرة التي توفي فيها،
    ولو توفي يونس عليه السلام في بطن الحوت لظل بطن الحوت له قبرًا؛
    قال تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) الصافات.
    وقال تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه،
    فعاد الصرح ترابًا ليكون قبرًا لسليمان عليه السلام؛
    إذن كان ملك سليمان قائمًا بقوة؛ فلما مات؛ ذهب وتلاشى كأنه خيال ومر كأنه لم يكن ...
    والسحر هو تغيير الصور في الذهن، وقلب الحقائق في عين ناظرها؛
    فلما يذهب السحر ينتهي هذا الخيال الكاذب، وتعود الأمور إلى حقيقتها.
    والزواج علاقة تقوم بين اثنين وتنشأ عنها رحمة ومودة؛
    فلما تنتهي بافتراق الزوجين بالطلاق؛ يذهب ما كان بينهما كأنه لم يكن.
    فجمعت الثلاث في آية واحدة لما بينها من اتفاق وتناسب، والجن تزرع في الناس الخيال والكذب.
    والثلاثة مما اشتهر بها بنو إسرائيل،
    فهذا الكذب على ملك سليمان أصبح عبادة لهم،
    وهم أئمة السحر، والكذب، وقلب الحقائق،
    وهم الذي كانوا وراء نشر الجنس، وهدم الأسرة، وإنشاء مجتمعات الزناة والعراة.


    أرجو قراءة المواضيع التالية للأهمية
    كتب سماوية أم كتب ربانية

    هل يوجد كتب مقدسة

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 21/11/2016 الساعة 09:10 AM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •