آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا ... العصر من أسماء يوم القيامة

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا ... العصر من أسماء يوم القيامة

    العصر في فقه استعمال الجذور

    مادة "عصر" من المواد الأولى التي بحثتها في فقه استعمال الجذور، سنة 1989م، وجلست أكثر من ستة أشهر وأنا أعود إلى المادة لعلي أجد مدخلاً لفهم استعمال هذا الجذر، حتى وقفت على استعمال فعل "اعتصر هديته"
    وعند تحليل هذا الاستعمال تبين استعمال الجذر "عصر"
    كيف يعتصر هديته ؟!
    فمثلاء؛ أحد أصحاب المصالح له تعامل مع مسؤول له علاقة في مصلحته،
    ثم جاء لهذا المسؤول مولود جديد، فذهب إليه وبارك له في مولوده، وقدم له هدية مميزة أضعاف ما يقدمه الناس في مثل هذه المناسبات،
    وبعد فترة نزلت دائرة المسؤول عطاء جديدًا .. فتقدم صاحب المصلحة لهذا العطاء.
    ثم زار المسؤول وسلم عليه، واستخبر عن مولوده ... تذكيرًا له بالهدية التي قدمها له من قبل، فوعده بأن العطاء سيرسي عليه ويكون له.
    إذن هديته استردها بطريق آخر بأفضل منها ... فبذلك اعتصر هديته .. فكانت المادة كلها على هذا الاستعمال.
    "استرداد الشيء بأفضل منه بطريق آخر"
    فأدركت لماذا سمي وقت العصر بهذا الاسم؛ لأن الناس في الصباح ينطلقون إلى اعمالهم في الصباح وأيديهم خالية، فيعودون آخر النهار إلى بيوتهم للراحة ومحملين بما جنته أيديهم،
    وأدركت دللالة قوله تعالى : {ثم يأتي عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون{49} يوسف؛ أي يسترجون ما يبذرونه في الأرض بخير منه وبأضعاف كثيرة، ما كانت تحدث في سنين القحط. بدلا من الذهاب بعيدًا إلى ربطه بعصر العنب أو البرتقال المصري.
    وأدركت ان العصر الذي أقسم الله به في سورة العصر، هو وقت رجوع الناس إلى الله تعالى بما جنته أيديهم؛ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء، والخاسر من لا يجني من عمله شيئًا،
    وهذا الرجوع العظيم إلى الله يوم القيامة لا يقارن برجون الناس إل بيوتهم محملين من متاع الحياة الدنيا، والأول فعل لله والثاني فعل للناس، والقسم بفعل الله لعظمته أولى من القسم بفعل الناس، ولله أن يقسم بما يشاء.
    فالعصر الذي أقسم الله تعالى به في سورة العصر هو يوم القيامة ويكون "العصر" اسمًا من أسمائها
    والإعصار : عودة الماء الذي صب من قبل في البحر بكميات كبيرة ونقية وبعنف شديد.
    والمعصرات : عودت الاء المتبخر من الأرض طاهرًا نقيًا.
    وأعصرت الفتاة : بلغت؛ ومن يتقدم بالزواج منها يعود عليه ما انفق في زواجه ببنين وبنات يملؤون عليه بيته وحياته.
    ففقه استعمال الجذور يبين عظمة وسحر تسمية المسميات بأسمائها

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 30/05/2018 الساعة 02:36 AM

  2. #2
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: العصر الذي تم القسم به اسم في الحقيقة ليوم القيامة

    العصر في فقه استعمال الجذور
    نشرنا في مثل هذا اليوم من العام الماضي ميلاد "فقه استعمال الجذور" من ضمن "ميلاد ثلاثة علوم جديدة" ؛ وعرفناه بأنه : هو العلم الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها، ويحدد استعمال الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها.
    ويعرف هذا العلم بدراسة استعمال مفردات الجذر في القرآن الكريم كمصدر أول للاستعمال الفصيح والأمثل، وإيجاد الرابط الذي يربط بينها، ثم الانتقال إلى قواميس اللغة لدراسة شمولية الرابط المستعمل لما بقي من مفردات في اللغة لم تستعمل في القرآن.
    فمادة "عصر" جرى استعمالها في؛ رجوع الشيء بطريق آخر بأفضل مما كان عليه.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/09/2017 الساعة 05:12 PM

  3. #3
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: العصر من أسماء يوم القيامة

    "فقه استعمال الجذور"

    عرفناه بأنه : هو العلم الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها، ويحدد استعمال الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها.
    ويعرف هذا العلم بدراسة استعمال مفردات الجذر في القرآن الكريم كمصدر أول للاستعمال الفصيح والأمثل، وإيجاد الرابط الذي يربط بينها، ثم الانتقال إلى قواميس اللغة لدراسة شمولية الرابط المستعمل لما بقي من مفردات في اللغة لم تستعمل في القرآن.
    فمادة "عصر" جرى استعمالها في؛ رجوع الشيء بطريق آخر بأفضل مما كان عليه.
    عرف العصر بأنه هو ساعة من ساعات النهار؛ ما بعد الظهر إلى مغيب الشمس من النهار، والعشي إِلى احمرار الشمس , وصلاة العَصْر مضافة إِلى ذلك الوقت.
    وذلك أن الناس ينطلقون في أول النهار في الصباح إلى حقولهم ومراعيهم وأعمالهم، ويعودون آخر النهار محملين بما جنته أيديهم،
    ولذلك يقال: جاء فلانٌ عَصْراً أَي بَطيئاً؛ بسبب حمله وتعبه،
    واتجاه ذهابهم هو غير اتجاه عودتهم،
    وفي ذهابهم مفارقة لبيوتهم والتوجه لما فيه عمل ومشقة عليهم،
    وآخر النهار يقبلون في عودتهم إلى بيوتهم وإلى الراحة والنوم،
    محملين بما جنته أيديهم؛ لذلك سمي هذا الوقت بالعصر.
    والعَصْر سميت به الليلة . و وكذلك اليوم ؛ و العَصْران الليل والنهار .
    لأن كل من الليل والنهار يذهب وينتهي في جهة الغرب،
    ويبدأ ويقبل من جهة الشرق.
    والعمل أنشط في النهار بعد الراحة والنوم في الليل،
    والنوم في الليل أغرق بعد التعب والمشقة في النهار.
    وقيل: نام وما نام لعُصْر أي لم يكد ينام. أي أنه لم يسعد بالراحة في النوم لأنه لم يسبقه تعب.
    : ويقال العَصْران الغداة والعشيّ ؛ مراعاة لنفس الحال فيهما.
    وفي الحديث : (حافظْ على العَصْرَيْنِ )؛ يريد صلاةَ الفجر وصلاة العصر , سمّاهما العَصْرَينِ لأَنهما يقعان في طرفي العَصْرَين , وهما الليل والنهار؛ وقد جاء تفسيرهما في الحديث , قيل : وما العَصْران ? قال : (صلاةٌ قبل طلوع الشمس وصلاةٌ قبل غروبها )؛ ومنه الحديث : (من صلَّى العَصْرَيْنِ دخل الجنة )، ومنه حديث علي رضي الله عنه: ذَكَّرْهم بأَيَّام الله واجْلِسْ لهم العَصْرَيْن أَي بكرة وعشيّاً .
    والعَصْر مثلثة وبضمتين ؛ الدهر . وذلك أن آخر كل عصر خير من أوله؛ لتنعم أهله بما يفسدهم، ويضعفهم أمام أعدائهم؛
    ويبين ذلك قوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) الأنعام.
    وفتح أبواب كل شيء لأهل الأرض جميعًا في هذا الزمن هو من علامات نهاية الحياة الدنيا ، وشدة ما يقع في نهايتها وهي أحداث يوم القيامة.
    و العِصارُ الحِينُ ؛ يقال : جاء فلان على عِصارٍ من الدهر أَي حين من الدهر . . مراعاة لمعنى الرجوع والعودة في وقت حاجتهم إليه، ويقال: جاء ولم يجئ لِعُصْرٍ أَي لم يجئ حين المجيء ؛ أي حين الحاجة إليه، ليكون مجيئه خير وفرج.
    أما قسم الله تعالى بالعصر في قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) سورة العصر.
    فإما بقصد به؛ وقت رجوع الناس آخر النهار إلى بيوتهم بما جنته أيديهم،
    وإما وقت رجوعهم آخر الدنيا إلى الله تعالى يوم القيامة، وفيه من الشدة ما ليس له مثيل في الدنيا، وفيه مكافأة المحسن بكل حسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
    والمعنى الأول هو فعل للناس والثاني فعل لله،
    وفعل الله تعالى أعظم وأجل، وأولى بأن يقسم به من القسم بفعل الناس، ولله أن يقسم بما يشاء.
    والذين يخسرون المكافأة هم الأكثر؛ فالناجون يوم القيامة واحد من مائة يدخل الجنة، أو واحد من ألف يدخل الجنة بغير حساب، وهم الذين استثناهم الله تعالى في السورة من بين الإنس الذين هم في خسر.
    ثم جرى التوسع في استخدام (العَصْرُ): للدلالة على زَمَن ينسب إِلى مَلِكٍ أَو دولة، أَو إِلى تطوُّرات طبيعية أَو اجتماعية؛ يقال: عصرُ الدولة العباسية، وعصرُ هارون الرشيدِ، والعصر الحجرِيّ، وعصر البخار والكهرباء، وعصر الذَّرَّةِ. ويقال (في التاريخ): العصر القديم، والعصر المتوسط، والعصر الحديث. و- (في الجيولوجيا): حِقبَةٌ طويلة من الزمن تقدَّر بعشرات الملايين من السنين تمتاز بتكوُّنٍ خاصّ لبعض طبقات الأَرض. يقال: العصر الفحمي [الكربونيّ]، والعصر الطباشيريّ.
    و المُعْصِر التي بَلَغَتْ عَصْرَ شبابها وأَدركت، الفتاة , وقيل : أَول ما أَدركت وحاضت, أو قاربت الحيض، وقيل هي التي ولدت.
    قال منصور بن مرثد الأَسدي :
    جارية بسَفَوانَ دارُها
    تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطاً خِمارُها
    قد أَعْصَرَت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها
    وذلك أن من يتقدم لخطبتها إذا أعصرت، ويتكلف تبعات ذلك من السكن والمهر؛ يعود عليه بعد سنوات أولادًا منها؛ ذكورًا وإناثًا يملؤون حياته، وهذا خير وأفضل مما أنفقه للزواج بها.
    وهذا المعنى خير مما فسر بانعصار دم حيضها، أو لحبسها في البيت لبلوغها.
    العُصارُ جمع عُصارة و العُصارةُ ما سالَ عن العَصْر وما بقي من الثُّفْل أَيضاً بعد العَصْر ؛
    وعُصارةُ الشيء و عُصارهُ و عَصِيرُه ما تحلَّب منه إِذا عَصَرْته ؛
    وذلك أن العُصار أو العصير هو ما رجع من الماء الذي سقي به الشجر بطريق آخر وأفضل منه؛ وقد يكون الماء الذي سقي به الشجر مالحًا أو فيه كدر، أو سيئ الطعم مما لا يصلح للشرب.
    ولما كان استخراج العصير يحتاج إلى حبس الثمر، والتضييق عليه مع الضغط؛ قيل اعتصره : أي استخرج ما فيه, وقيل العَصْرُ المَنْعُ والحَبْسُ مأخوذًا من عملية استخراج العصير من الفاكهة وغيرها .
    اعْتَصَرَ عليه : بَخِلَ عليه بما عنده ومنعه، لحبس منفعته عليه.
    العُصْرَةُ: منع البنت من التزوج , وهو من الاعْتِصارِ المَنْع. لتبقى في خدمة والدها كبير السن.
    وسمي الملجأ بالعُصُر لأن يحبس اللاجئ نفسه في الحصن لا يفارق أرضه ليظل فيها،
    أما المفارق والمهاجر يخرج على نية البعد والمفارقة، وعدم العودة إذا ظل الحال على ما هو عليه.
    والمُعْصِرات: السحاب فيها المطر وقد آن لها أَن تصُبّ, وقيل : السحائب تُعْتَصَر بالمطر؛
    المُعْصِراتُ الغُيُومُ أَنفُسُها؛ وأُعْصِرَ الناسُ : أُمْطِرُوا؛
    وذلك أن ماء السحاب هو مما تبخر من مياه البحار المالحة والأنهار ومن كل شيء كان فيه ماء طاهر أم لم يطهر، وصالح للشرب أم لم يصلح؛ ليعود إلى الأرض طاهرًا نقيًا، فقد رجع بغير الطريق الذهب فيه، وكان على حال أفضل وأصلح وأطهر.
    أما قوله تعالى: ( ثم يأتي ممن بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) أي أنهم إذا بذروا حبًا كالبر والشعير؛ فإنه يعود عليهم بأضعاف ما بذروه، وقبل ذلك لو بذروا لما نبت ولما أثمر، ولما رجع عليهم شيئًا منه
    وقيل : (عَصَّرَ) الزَّرْعُ: نبتتْ أَكمامُ سنابِله. لأن صلاح ثمره بان وحصل ما كانوا يرجوه من حصاد هو أضعاف البذر الذي بذروه؛
    قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) أي أن الحبة تضاعفت سبعمائة ضعف.
    وفي ذلك منجاة لهم بعد سنين القحط .
    والعَصَرُ بالتحريك ,
    و العُصْرُ و العُصْرَةُ المَلْجَأُ والمَنْجَاة . و عَصَرَ بالشيء و اعْتَصَرَ به : لجأَ إِليه . وذلك ان ما أنفقه رجع عليه وفوقه زيادة فكان منجاة له، وملجأ له في قادم أيامه.
    ولما كان خير الأرض لا ينال إلا بشدة العمل فيها، فكذلك (عَصَرَ) الشيءَ -ِ عَصْراً: ضغطه ليستخرج ما فيه من دُهن أَو ماءٍ ونحوهِ. يقال: عصر الفاكهة، وعَصَرَ الثَّوْبَ، وعَصَرَ الدُّمَّلَ.
    ولما كان رجوع الشيء بقوة أو يعطي قوة وانطلاق في المسير قيل (اعْتَصَرَ) بالماءِ: شَرِبَهُ قليلاً قليلاً ليُسيغَ ما غَصَّ به من طَعام.
    وفي الحديث أمر بلالاً أن يؤَذّن قبل الفجر ليعتصر مُعتصِرُهُم أراد قضاء الحاجة فكنى عنهُ.
    ولما كانت الشدة التي عاناها السجين ستكون سببًا في معرفة الملك به، وجعله ساقيًا له؛ جاءت الرؤيا بهذه الصورة (إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا). وكان لها ذلك التأويل من يوسف عليه السلام.
    والعَصْرُ العَطِيَّة ؛ عَصَرَه يَعْصِرُه أَعطاه ؛ بالنظر إلى الزيادة التي نالها فوق البذل أو من دون بذل.
    والاعْتِصَار أَن يأْخذ الرجال مال ولده لنفسه (بغير إذنه) أَو يبقيه على ولده ؛ قال : ولا يقال اعْتَصَرَ فلانٌ مالَ فلان إِلا أَن يكون قريباً له .
    وفي حديث عمر بن الخطاب , رضي الله عنه أَنه قضى أَن الوالد يَعْتَصِرُ ولَدَه فيما أَعطاه وليس للولَد أَن يَعتَصِرَ من والده , لفضل الوالد على الولد ؛
    وذلك أن الولد من كسب الوالد فأخذ بعض ماله هو بعض ما أنفقه عليه. أو يعود مال الأب على الابن.
    فصار الاعتصار استرجاع بعض ما أنفق أو كله أو زيادة عليه، أو ما يراه حق له عنده كحق القربى؛ قال تعالى: (وآت ذا القربى حقه
    أو يكون هو دين سابق له فجعل – الاعْتِصارُ- أَن تُخْرِجَ من إِنسان مالاً بغُرْم أَو بوجهٍ غيرِه ؛ ويقال : أَعطاهم شيئاً ثم اعْتَصَره إِذا رجع فيه.
    والاعتصار: وانْتِجَاعُ العطية . واسترجاع العطية.
    وحكى ابن الأَعرابي في كلام له : قومٌ يَعْتَصِرُونَ العطاء ويَعِيرون النساء ؛ قال : يَعْتَصِرونَه يَسْترجعونه بثوابه.
    يقال: اشتفَّ فلانٌ عُصَارةَ أَرْضي: أَخَذَ غَلَّتَها. أي أخذ ما عاد عليه من عطائها.
    واعتصر ماله: استخرجه من يده. وفلان أخذ عصره العطاء، أي ثوابه. ويقال: أخذ عصرته، أي الشيء نفسه.
    وعليه قولهم المعاصر لا يناصر، لظلمه، أو بخله، أو لأن فعله لا يعود بخير إلا على نفسه.
    وعام المعاصير: عام الجدب، والعطش، والمعصور الذي جف لسانه من العطش،
    والإِعْصارُ الريح تُثِير السحاب, وقيل : هي التي فيها نارٌ , مُذَكَّر . وفي التنزيل : (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)، والإِعْصارُ ريح تُثِير سحاباً ذات رعد وبرق , وقيل : هي التي فيها غبار شديد .
    ومنه قول العرب في أَمثالها: إِن كنتَ رِيحاً فقد لاقيت إِعْصاراً ؛ يضرب مثلاً للرجل يلقى قِرْنه في النَّجْدة والبسالة .
    وذلك أن ماء المطر يجتمع ويسيل متوجهًا إلى البحر ويصب فيه، وفي الإعصار انقلاب الأمر فيعود الماء من جهة البحر بقوة وشدة، ومع هذه الشدة يثار الغبار، فمنهم من سمى أثر الإعصار مما يصحبه من الغبار الشديد دون النظر إلى وجود المطر والبرق والرعد بالعِصَارُ ؛
    و العَصَر و العَصَرةُ الغُبار (الزوبعة). وبالعَصَرة فَوْحة الطِّيب وهَيْجه.
    والعصر: الرهط والعشيرة، يقال: تولى عصرك، أي رهطك وعشيرتك.
    وقيل: عصر الرجلِ : عَصَبته ورَهْطه . و العُصْرَة الدِّنْية , وهم موالينا عُصْرَةً أَي دِنْيَةً دون من سواهم ، و العُنْصُرُ و العُنْصَرُ الأَصل والحسب . على اعتبار النون زائدة.
    وذلك أن قوة عصبة الرجل ورهطه تعود عليه بالحماية والنصرة والإيواء، والشهرة والمنزلة بين الناس. ورجل كريم العَصِير وكريم العَصْرِ أي كريم النَسَب.
    وولد فلان عصارة كرم، ومن عصارات الكرم، ورجل كَريمُ المُعْتَصَرِ و المَعْصَرِ و العُصارَةِ أَي جَوَاد عند المسأَلة كريم ؛ لأن ذلك من كرم نسبه.
    فنرى أن استعمال مادة عصر هي في استرجاع الشيء بخير منه وبطريق آخر،
    وقد يلزم الاسترجاع الشدة والضغط والحبس فاستخدمت هذه المعاني بجانب؛ رجوع الشيء بأفضل منه وبغير طريقه.

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 10/09/2017 الساعة 06:15 PM

  4. #4
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: العصر من أسماء يوم القيامة

    العصر الذي أقسم الله به تعالى في سورة العصر هو في الحقيقة اسم ليوم القيامة

    ولأن فقه استعمال الجذور لم يعمل به في العصور الأولى وهو من أجل علوم اللغة التي لا بد منه لمعرفة سبب تسمية المسميات بأسمائها، لم يتفطن لذلك العلماء.
    فلا بد لكل اسم سبب لتسميته، وتسمية الوقت بين الظهر والمغرب بالعصر لرجوع الناس إلى بيوتهم بما جنته أيديهم من كسبهم في أول نهارهم، وهو عمل للبشر، ورجوع الناس إلى الله تعالى يوم القيامة بما جنته أيديهم عمل عظيم لاجتماع كل الناس فيه، ومجازات الناس بأفضل من الخير الذي فعلوه، وبشر من السوء الذي اقترفوه.
    والقسم بفعل الله تعالى أولى من القسم بفعل الناس، وعظمة ذلك اليوم الذي لا يتكرر أعظم من القسم بوقت ارتبط تسميته بفعل الناس ... والله تعالى أعلم.


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •