Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
غزلٌ رفيعٌ وإبداعٌ: خمسةُ شعراء من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا/عبدالرؤوف عدوان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: غزلٌ رفيعٌ وإبداعٌ: خمسةُ شعراء من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا/عبدالرؤوف عدوان

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو المجلس الاستشاري الصورة الرمزية عبدالرؤوف عدوان
    تاريخ التسجيل
    02/02/2008
    العمر
    73
    المشاركات
    644
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي غزلٌ رفيعٌ وإبداعٌ: خمسةُ شعراء من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا/عبدالرؤوف عدوان

    الحلقة الأولى
    السلام عليكم،
    أقف هنا مع شعراء خمسة من المغرب العربي الكبير أتناول الشاعر بمختصر من السيرة، أتناول قصيدة قصيرة: شرحاً وعروضاً وعلم بيانٍ وعلم بديعٍ وعلم معانٍ. ثمَ أدلي برأيي الشخصي المتواضع بعد أن أنتهي من البحث والدراسة.
    شاعر عربي موريتاني: : الأستاذ القدير المختار السَالم دخل سنّ الحكمة قبل أكثر من سنة. ولد في واد النَاقة بموريتانية عام 1968م. أصدر ديوان شعر كما وجدت في مرجع يعود إلى 2004، وكما ورد في معجم البابطين أيضاً. يكتب الأستاذ الشاعر المختار السَالم القصَة القصيرة والشعر، ويمارس العمل الصحفي أيضاً. إليكم قصيدته (ألست لي؟)
    أَلَسْتِ لي شَفَةٌ يَشْدُو بِها الماءُ؟***أَوَاهُ إِنْ صارَ لِلْعُشَاقِ ما شاؤوا!
    مازالَ عِنْـــدَكِ مِنْ حُبِي بَقِيَتُـهُ******ولَم تَزَلْ مِنْـهُ تَحْتَ الجِلْدِ أشْلاءُ
    كانَتْ غَمَامَتُنا إِنْ أَمْطَرَتْ سُحُباً*****تَجَاَمَـح الغَيْـمُ أَلْقابٌ وَأَسْمَــاءُ
    ألَسْتِ لِـي؟ خَبِِرِيني رُبَما ذَهَبَت*****بعضُ الشُكوكِ وكم شَكَ الأحباءُ
    كَمِ اسْتَعَْنتُ عليه الأُخْرَياتُ وما*****نَـفْـعُ الغـَريــبِ إذا حـــارَ الأَدِلاَءُ

    قصيدة قصيرة جداً تنطوي على بوحٍ ومصارحةٍ غايةٍ في اللطْفِ والأدبِ الغزلي الأخلاقي. يستدعي الشَاعر في صدر البيت الأول الماء والشِفاه التي يوظفها نبع ماء متدفق يصدر الألحان والتغريد. هذه قمَة الغزل في علم البيان حيث توظيف أنواعٍ غزيرةٍ من التشابيه المتداخلة. الحبيبةُ هنا شَفَةُ الشَاعر، فهذا تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه ليكون استعارة. والحبيبة أيضاً تنوب عن الشَاعر في النطق والكلام. ثمَ نرى أنَ الشفة استخدمها الشاعر للدلالة على غير معناها الأصلي ليقترب من المجاز المرسل في أنَ الشَفة نبع أو جدول خرير الماء فيه شدوٌ أثناء انسيابه. ثمَ ينطلق الشَاعر في الشطر الثاني أو العَجُز خارجاً عن الخيال متأوهاًً متمنياً أن ينال العشَاق مراميهم وغاياتهم. يخاطب الشاعر الموقن صدق محبوبته قائلاً: نعم تكنين لي من الحب بقية، وهذه البقية أشعر بها تمام الشعور، فما زال بين أضلعي المتأججة بنار الحب هذا الشعور. لكنَ هذه البقية من الحب أحسُها أشلاءَ مبعثرة. يُذَكِر الشَاعر محبوبته في البيت الثالث بالحب الجارف الذي كان يمطر وداً يسابق السحابَ ويحملُ مواصفاتٍ ومقوماتٍ كثيرةٍ. ثمَ يسألها للمرة الثانية (ألست لي؟): هنا التملك الذكوري الواقعي الحق، فكل ذكر على ظهر البسيطة يرى المحبوبة والزوجة له وحده دون سواه: وهي غريزة إنسانية حقَة، وهي كذلك من صفاة النخوة الأخلاقية الإنسانية الطبيعية. ويُسِرُ لها كنه تفكيره وما يختلج في قلبه وعقله بأنَ الأحباب يساورهم الشَكُ دوماً في صدق الطرف الآخر، وأنَه يريد منها خبراً وجواباً كافياً شافياً يقطع كلَ الشَك باليقين بأنَها مازالت على العهد. وفي البيت الخامس نراه يقول بأنَه سأل البعض عن حبها الحقيقي له، لكنَ ذلك لم يجدِ نفعاً: فهو يريد الجواب منها بعد أن احتار في الأخذ بدليل موثوق.
    وإذ أعود غائصاً في الشعر بلاغةً وبديعاً وعلم معانٍ وعلم بيانٍ، فإنَ الشَاعر في البديع يحاول ردّ العجز على الصدر ردأَ كما هو في النثر فنراه يستخدم - الشكوك والشّك - في عجز البيت الرابع. ويوفق في رد العجز على الصدر شعراً في البيت الثالث في لفظي (غمامتنا) و(الغيم) ، وكذلك في البيت الثاني (ما زال) (ولم تزل) ليكون مستجمعاً لشيءٍ من علم البديع في هذه القصيدة. وهو أيضأ في علم البيان يستخدم (ألقاب و أسماء) وهي هنا كناية عن مروره هو والحبيبة بكل مقومات الحب وصفاته وكنهه. وينيب عن الحب كلمة (سحبأ) التي كناية أيضأً. و أرى أنَه ربَما قٌصد على سبيل التورية بالماء في البيت الأول ماء الوجه. وعن الاستعارة التمثيلية نراه يقول: (وكم شكَ الأحباء) وهو هنا في شك جاوز الحد، كأن نقول: (بلغ السيل الزبى). في معرض بحثي في القصيدة عن رجوع الشَاعر إلى (علم المعاني): أهي قصيدة إنشاء أم إخبار؟ رأيت انَ القصيدة هي استعطاف واسترحام. خرج الشاعر العربي الكبير المختار السالم عن الإنشاء والإخبار إلى غير ذلك، لكنه عاد إلى صيغة الأمر في الإنشاء بقوله (خبريني)، (ألست لي؟)، (وما نفع الغريب....؟) استخدم صيغة الأمر مرة واحدة والاستفهام ثلاث مراتٍ ليعود إلى الكلام الإنشائي رغم خروجه عنه موضوعاً. من جهة أخرى يستخدم الشاعر علم الكلام بتمكن ملحوظ: استفهام واستفسار وتعجب وسؤالٌ وردٌ إلى الماضي، واستحضار للحاضر دون إيرادٍ للمستقبل، لتكون قصَة شعرية قصيرة جداً، والقصة شيءٌ حادث في الماضي.
    هذا المجزوء من البحر البسيط فيه (فعلن) وفيه (فاعلن) وفيه (متفعلن) وفيه أيضاً (مستفعلن)، وفيه ما فيه من خروج على ماهية البسيط وبنيته. وهذا لا ينفي أبداً أن تبقى قصيدة (ألست لي؟) موسيقية غنائية بجدارة وامتياز.
    أرى أنَ الشاعر العربي الموريتاني المتمكن المبدع المختار السَالم كغيره من الشعراء في موريتانيه من مغربنا العربي الكبير لديهم إرثٌ ومكنوزٌ من الألفاظ اللغوية والتراكيب الغارقة في التراث ما يجعلهم يتفوقون به على نظرائهم من الشعراء في مشرقنا العربي : (تجامح)، (حار الأدلاء)، (أوَاه)، (غمامتنا)، (من حبي بقيته)، (أشلاء)، (ألست لي؟)، (و كم شكَ الأحباء!).
    الحلقة الثانية القادمة مع الشَاعر العربي المغربي (جلول دكداك) وقصيدته اليائية القصيرة (تعاندني)
    عبدالرؤوف عدوان
    دمشق - بلاد العرب أوطاني

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرؤوف عدوان ; 17/08/2009 الساعة 10:22 PM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •