Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
الموسيقى بين التحليل والتحريم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل الموسيقى حلال أم حرام في نظرك؟

المصوتون
36. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • حلال

    18 50.00%
  • حرام

    16 44.44%
  • لا أدري حتى الآن!

    2 5.56%
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 68

الموضوع: الموسيقى بين التحليل والتحريم

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية صادق الرعوي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2009
    المشاركات
    697
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي الموسيقى بين التحليل والتحريم

    مقدمة:
    جرى بيني وبين بعض الأخوة الكرام نقاش حول الموسيقى هل هي حلال أم حرام وخوفاً من أن ينتهي النقاش بجدال طُلبَ مني تسطير بحث أو مقال يكون هو المرجع والمآل فوعدتهم بذلك واثقاً بذي الجلال من إذا طُلب منه المُحال يُنال وها أنا أدعوكم لتفيء الظلال وشرب القهوة من الدلال في رحاب المورد العذب الزلال ...
    ولما كان بداية النقاش مع أولي الشعر والأدب وظهر ما ظهر علي من الغضب حاولت أن تأتي حروفي هذه والشعر لها ثياب لكن المعذرة ليس لي في الشعر كيلاً أو نصاب أوفي به حقوق الأحباب وأستمسحهم بما يليقُ بهم من الخطاب لكن عزائي نيتي في هذا الباب واجتهادي وللمجتهد ثواب حتى وإن كانوا فوق النجوم وأنا أزاحم الضباب فليتقبلوا كلماتي التي أعددتها لهم ترحاب ولنفسي عتاب علها تجلوا ما اسود من السحاب بمطر العفو من الشباب منى والأكسر وميرفت وعبدالسلام فإن سامحوني فهذه طباع الكرام وإن كانت الأخرى فلا لوم عليهم بل أنا المُلام ..

    الموضوع هل الموسيقى حلال أم حرام:
    أولاً : تعريف الموسيقى عند أهل اللغة:
    المعازف تعني الآلات الموسيقية والدليل:
    جاء في لسان العرب : (العَزف : اللعب بالمَعَازِف وهي الدفوف وغيرها مما يُضرب..
    وفي القاموس المحيط : المعازف : الملاهي كالعود والطنبور ، الواحد عُزف أو مِعزَف
    وفي تاج العروس في شرح القاموس: المعازف : المَلاهي التي يُضرب بها كالعود أو الطنبور..
    وفي تهذيب اللغة قال الراجز:
    للخوتع الأزرق فيها صاهل *** عزف كعزف الدف ذي الجلاجل
    والمعازف : قال الليث : هي الملاعب التي يُضرَبُ بها يُقال للواحد عزف وللجميع معازف رواية عن العرب..
    وجاء في كتاب العين : المعازف الملاعب التي يُضرَب بها..
    ويقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى :(والمعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة ، جمع مَعزفة وهي الآلة التي يُعزفُ بها : أي يُصَوت بها)
    وبمثل هذه المعني ذُكرت المعازف في (النهاية في غريب الأثر) و(المُغرِب في ترتيب المُعرِب) و(المصباح المنير في غريب الشرح الكبير) و(شرح شافية ابن الحاجب) ولم أذكر ما في هذه الكتب بالتفصيل خوفاً من التطويل ولأني أيضاً أنقل من كتب وبيدي..
    وخلاصة المقال أن المعازف في اللغة العربية هي آلات الموسيقى كالدف والعود وغيرها...

    ثانياً : أدلة تحريم الموسيقى من القرآن الكريم:
    قوله تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" (سورة لقمان: 6)
    قال مجاهد اللهو الطبل ( تفسير الطبري).. وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير).
    وقال تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" (سورة الإسراء:64)
    جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو..وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".

    ثالثاً : أدلة تحريم الموسيقى من السنة النبوية:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91). وقد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
    وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك..وأخطأ في ذلك من وجوه..والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).
    "وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين؛ أولهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم. ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
    وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة" (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
    وقال صلى الله عليه و سلم: "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة" (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
    وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف" (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
    قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر" (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
    وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116). و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!" (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).

    رابعاً أقوال آئمة أهل العلم في الموسيقى:
    لقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي. فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء..
    و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.
    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان)
    وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سُئِل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".
    أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سُئِل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي).
    قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).
    ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام...ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع).
    قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/145).
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علماً وعملاً، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:
    حب القران وحب ألحان الغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعان
    والله ما سلم الذي هو دأبه *** أبداً من الإشراك بالرحمن
    وإذا تعلق بالسماع أصاره *** عبداً لكـل فـلانة وفلان
    و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الموسيقى والمنع منها.
    جمعت ونقلت هذا الكلام من بحث لشيخ أسمه ابن رجب السلفي ومن كتب أخرى ومن ردود بعض العلماء ..

    [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit4/backgrounds/54.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    إِذا أَعْجَبَتْكَ خِصالُ امْرِئٍ = فَكُنْهُ يَكُنْ مِنْكَ مَا يُعْجِبُكْ
    فَليسَ عَلى المَجْدِ وَالمَكْرُماتِ = حِجابٌ إِذا جِئْتَهُ يَحْجُبُك[/poem]

  2. #2
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية عماد الدين علي
    تاريخ التسجيل
    26/03/2008
    المشاركات
    694
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الحبيب صادق الرعوي .. هذا التحريم .. فأين التحليل ؟!

    مودتي واحترامي


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية صادق الرعوي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2009
    المشاركات
    697
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد الدين علي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الحبيب صادق الرعوي .. هذا التحريم .. فأين التحليل ؟!
    مودتي واحترامي
    السلام عليكم
    أستاذي المفضال تجد في ثنايا المقال الإشارة إلى من قال بأن الموسيقى حلال وهو (الإمام ابن حزم ) وهو يقول بهذا إستناداً إلى أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
    ( "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، )قد رُوي معلقاً ..
    وقد رد عليه كما ورد ابن القيم وابن الصلاح وإجماع العلماء ثم ذكر من وصل الحديث من العلماء ومن وثق وصل الحديث..
    أما من أتى بعد ابن حزم وقال بالتحليل فكلهم عيال عليه في هذا التأويل..
    ثم إن الموضوع هو دعوة لمن تناقشت معهم سابقاً وهم يقولون بالتحليل وقد وعدوني بالمشاركة في هذا الموضوع.
    لك مودتي وتقديري.

    التعديل الأخير تم بواسطة صادق الرعوي ; 15/08/2009 الساعة 11:33 PM
    [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit4/backgrounds/54.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    إِذا أَعْجَبَتْكَ خِصالُ امْرِئٍ = فَكُنْهُ يَكُنْ مِنْكَ مَا يُعْجِبُكْ
    فَليسَ عَلى المَجْدِ وَالمَكْرُماتِ = حِجابٌ إِذا جِئْتَهُ يَحْجُبُك[/poem]

  4. #4
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية عماد الدين علي
    تاريخ التسجيل
    26/03/2008
    المشاركات
    694
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أخي الحبيب .. أشهدك وأشهد الجميع ، أني أستمع إلى الموسيقى ، وأطرب لها .. وهي لا تلهيني لا عن صلاتي ولا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا عن وردي كل يوم وليلة .. أما الغناء فهو نوعان .. النوع الأول وهو الغناء الذي لا فسق فيه ولا فجور ، مثل الأغاني والأناشيد الوطنية والدينية ، وهي في رأيي لا بأس بالإستماع إليها ، بل قد يكون فيها من الخير والحض على دفاع المرء عن وطنه وبر والديه وما إلى ذلك ، وبهذا ينبغي أن نشجع على الإستماع إليها ، لا أن ننهى عنها !! .. أما ما نراه اليوم من غناء مصحوب بالرقص وقلة الأدب ، فهو أحرمه على نفسي وأهل بيتي تماماً ..
    ثم ما الغناء حقيقة ؟ .. هو شعر صاحبته موسيقى ، والتي هي في أساسها لا حرمة فيها لو أمعنا النظر في النصوص ..
    أولا : ما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث .. ) فهل في هذة الآية الكريمة ما يؤخذ منه تحريم الغناء ؟؟ وإن قال بعض العلماء ورأيهم محترم لدينا .. ولكنه في الحقيقة غير ملزم ولاغ لجميع الآراء والاجتهادات .. فالنص قد يحتمل تأويلاً آخر غير هذا !!
    أما الحديث : فرأي رجل مثل ابن حزم وهو من كبار العلماء في عصره ، لا يمر عليه هكذا مرور الكرام ، دون تدقيق وتمحيص !! وهل مجرد قول ابن الصلاح أن كلام ابن حزم باطل ، يجعله باطلاً ؟!
    وقد ورد في الحديث لفظ ( الغناء ) بدون تحريم ، عن عائشة قالت:
    ( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث: فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهزني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: (دعهما). فلما غفل غمزتهما فخرجتا ) البخاري. وفي لفظ آخر للبخاري أيضاً زيادة قوله : (دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد ) البخاري . ولو كان الغناء حراماً على إطلاقه ، فلا يكون حلالاً لا في عيد ولا في غيره .. فتأمل هذا ..
    وعن عائشة أيضاً ( وكان يوم عيد، يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال: (تشتهين تنظرين). فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: (دونكم يا بني أرفدة). حتى إذا مللت، قال: (حسبك). قلت: نعم، قال: (فاذهبي) البخاري.

    والطامة الحقيقية ما قاله أبو يوسف القاضي وهو : "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض" !! كيف يحل مداهمة بيت مسلم مهما كانت حاله دون إستئذان ؟! والله تعالى يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) الأحزاب.
    ولم يستثني رب العزة من هذه الآية أي فئة من الناس ..
    أتي ابن مسعود فقيل: هذا فلان تقطر
    لحيته خمرا. فقال عبدالله: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به
    . وعن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)مسند أحمد. وقال عبدالرحمن بن عوف: حرست ليلة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة إذ تبين لنا سراج في بيت بابه مجاف على قوم لهم أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شرب فما ترى !؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه، قال الله تعالى: "ولا تجسسوا" وقد تجسسنا، فانصرف عمر وتركهم. وقال أبو قلابة: حدث عمر بن الخطاب أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر مع أصحاب له في بيته، فانطلق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجل، فقال أبو محجن: إن هذا لا يحل لك قد نهاك الله عن التجسس، فخرج عمر وتركه. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
    وفي كل ما سبق دليل عن نهي الشرع في التجسس عن الناس ، ومداهمة بيوتهم دون وجه حق ، بحجة أنهم يقيمون على معصية أو ما شابه !!

    والله الموفق.


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية amr abdelnaby
    تاريخ التسجيل
    04/03/2007
    المشاركات
    118
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    اقرأ أخي في الله هذا المبحث الذي كتبته حول الغناء والمعازف:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
    فيقول الله تعالى في كتابه الكريم حاكيا فعل الشيطان:
    " إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 169] ,
    ويقول في سورة الأعراف " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 33] "
    ويقول في سورة الأنعام مخاطبا المتحرجين من أكل بعض أصناف الطعام على الرغم من أنه ذكر اسم الله عليها : " وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ [الأنعام : 119] "
    مسألة التحريم من المسائل التي ضل وذل فيها كثير من العلماء على مر الزمان ونجد أن من أكبر أفعال الشيطان بالنسبة للإنسان هي جعله أن يقول على الله ما لا يعلم , ووضح لنا الله تعالى أنه قد فصل لنا الحرام , فلا مبرر للتحرج من فعل الشيء الذي لم يذكره صراحة , وعلى الرغم من كل هذا فإننا وجدنا الكثير والكثير من الفقهاء الذين حرموا علينا تقريبا نصف الحلال أو كرهوه , وهم بهذا يتقولون على الله عزوجل بلا علم , ومن هذه المسائل التي تشدد فيها الفقهاء على الرغم من عدم وجود دليل صريح على تحريمها هي مسألة الغناء والمعازف , فعلى الرغم من عدم وجود أي آية في القرآن تعرض لهذا الأمر إلا أنهم جعلوا بعض الآيات فيها , لذا ننظر لنر كيف تعامل الفقهاء مع حكم الغناء والمعازف واللذان يفترض فيها الإباحة طالما لم يذكرا بالتحريم في كتاب الله تعالى طالما أنهما محكومان بالقواعد والخطوط الإسلامية العريضة التي تمنع الفحش :
    كما قلنا فإنه لم يرد ذكر صريح للغناء أو الموسيقى في القرآن , ولكن نجدهم يفسرون آيات على أنها واردة في الغناء , ومن ذلك قوله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً [لقمان : 6] "
    فقالوا وردت أخبار عن ابن مسعود , منها " حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يزيد بن يونس، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جُبَير، عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية : ( و َمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِى لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بغَيْرِ عِلْمٍ ) فقال عبد الله : الغناء ، والذي لا إله إلا هو، يردّدها ثلاث مرّات. "
    وقالوا أيضا جاء في هذا الشأن الأحاديث التي تبين أن المراد من ذلك هو الغناء , فمن هذه الأحاديث مارواه الترمذي : " 3119- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
    عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَبِيعُوا الْقَيْنَاتِ وَلَا تَشْتَرُوهُنَّ وَلَا تُعَلِّمُوهُنَّ وَلَا خَيْرَ فِي تِجَارَةٍ فِيهِنَّ وَثَمَنُهُنَّ حَرَامٌ وَفِي مِثْلِ هَذَا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ
    { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } "
    ويستدلون بهذه الأحاديث وبأحاديث أخرى في تحريم الغناء , وأشهر هذه الأحاديث هو ما رواه البخاري : " بَاب مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "اهـ .
    والآراء في هذا الموضوع مختلفة فمن محرم لكل أنواع الموسيقى والغناء ومن مجيز للدف فقط , ومن مجيز لكل الأنواع ما عدا التي وردت في الأحاديث – لأن هذا الموضوع لا يقاس عليه – فحرم عدة أدوات من المعازف وردت بالنص وأباح الباقي - , ومن مجيز لهما بشروط وأوصاف , إلى مبيح لهما بجميع أشكالهما .
    ونقول في الرد على هذه الأقوال : ننظر أولا في كتاب الله لنر , هل ما يقولونه صحيح أم أنه من باب الخلط ؟
    إذا نظرنا في كتاب الله تعالى لم نجده عرض أي ذكر للغناء أو الموسيقى في آياته فنخرج بحكم الإباحة , و نسأل المحرمين : لما لم يذكرهما الله صراحة في كتابه وهما موجدان في زمان الرسول وقبله , حتى يريحنا من هذا الجدل حول المسألة ؟
    ثم إن الله عزوجل يقول " وقد فصل لكم ما حرم عليكم " فهل إذا قلنا أن لهو الحديث هو الغناء يعد مفصلا ؟
    بداهة لا , فالكلمة لا تشير إلى الغناء , و لكن يمكن أن يدخل الغناء تحت " لهو الحديث " ولكنه لا يمكن أن يكون هو فقط لهو الحديث , فما وجدنا هذا قط في كلام العرب , و لولا ذلك لما رأينا ابن مسعود يقسم ثلاثا على ذلك , فلو كان معروفا لما أقسم .
    إذا فالغناء يمكن أن يكون جزءا من لهو الحديث وليس هو فقط لهو الحديث , ونلاحظ أن الذم اقترن هنا بأن لهو الحديث " يضل عن سبيل الله " , فليس كل لهو للحديث حرام أو مذموم , فقد نلهو أنا وإخوتي بالحديث , ولا يكون هذا من باب الحرام , بل يكون من باب اللغو الذي لا نؤاخذ به , ولهو الحديث يمكن أن يصدق على أنواع عدة من الحديث منها :
    ما ورد في الأثر عن الذي كان يشتري حكايات رستم وبهرام ويقول للمشركين أن هذا مثل ما يقول به محمد , فكل من باب الأساطير , فهذا شراء للهو الحديث ليضل عن سبيل الله .

    ومن ذلك أيضا من يشتري النظريات العلمية الساقطة من دارونية وخلافها ويذيعها في بلادنا , فكثير من هذه النظريات لا جذور لها ولا يصح أن توصف بأنها علمية , فهي كما أرى من باب لهو الحديث الذي يضل عن سبيل الله .
    إذا فالغناء في ذاته ليس بحرام بل لا بد أن يقترن به ما يؤدي إلى الحرمة , فإذا كان المغني امرأة ترتدي ملابس خليعة أو تتراقص أو تتكسر بالكلام , فهذا الظرف الجديد هو الذي يؤدي إلى التحريم وليس الغناء ذاته فنحن مأمورون بالغض من أبصارنا , فلو كان نفس الغناء صادرا من رجل لما كان فيه شيء .
    يتبع .........................................

    موقع أمر الله للدعوة والدراسات القرآنية
    www.amrallah.com/ar

  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية amr abdelnaby
    تاريخ التسجيل
    04/03/2007
    المشاركات
    118
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    وقد يكون الغناء يلهي عن ذكر الله وعن الصلاة فيكون حراما , ولا نريد أن نسهب التفصيل هنا عن المواضع التي يكون فيها الغناء حلالا والمواطن التي يكون فيها حراما , ولكن كل ما نريد الوصول إليه هو أنه لا يوجد دليل على أن الغناء لذاته حرام .
    قد يعترض معترض ويقول : كيف ذلك وقد وردت الروايات الكثيرات في هذا الشأن التي توضح أن الغناء أو الموسيقى نفسها حرام ؟
    فنقول : على الرغم من أننا لا نرى أن السنة مستقلة عن القرآن تؤسس حكما بحل أو حرمة , إلا أننا نقول لك : لم يصح حديث واحد في تحريم الموسيقى .
    وأنا أعرف أن هناك من صحح أحاديث كثيرة في هذا الشأن , وهناك من ضعفها كلها ما عدا رواية البخاري التي ذكرناها , و يرى أنه لم يصح في هذا الباب إلا هذه الرواية .
    ونحن نقول لم يصح في هذا الباب أي رواية , ونناقش هذه الرواية متنا أولا ثم نتبعه سندا فنقول : البخاري نفسه لم ير أن هذا الحديث دليل في تحريم الموسيقى بدليل أنه عند تصنيفه لم يصنفه كذلك بل وضعه تحت باب آخر تماما وهو " باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه " , فلو رأى أنه في تحريم الموسيقى لأشار إلى ذلك .
    وللفقهاء الذين يقولون بجواز سماع الموسيقى تفسيرات عدة في تأويل هذه الرواية لا نذكرها هنا بل تطلب في مظانها , ولكن أذكر رأيا لي في كلمة " المعازف " التي يستدلون بها على التحريم , فأقول :
    عندما بحثت عن كلمة " المعازف " في المعاجم وجدت أنها تأتي بمعنى اللهو اللعب وكل ما يشغل وتأتي أيضا بمعنى اللعب على الأدوات الموسيقية ونحن لا نزال نستعمل نفس الاستعمالين فنقول عزفت عن الشيء وعزفت على العود .
    ولي أن أسأل هنا : لم حمل الفقهاء المعازف هنا على المعازف الموسيقية ؟ لم لم يحملوها على أنها الملاهي ؟
    وأنا أرى أن الحمل على الملاهي أولى لأن الملاهي تشمل الموسيقى وغيرها مما يصد ويلهي عن ذكر الله , أما الحمل على الموسيقى فتخصيص , وكذلك أيضا لا اعتقد أن لفظة المعازف مشتهرة بين العرب على أنها الموسيقى , فإذا قيلت انصرف الذهن إليها , بل هي ترد في كل الموارد , فالأولى الحمل على المألوف , هذا كله إذا قلنا أن الرواية صحيحة , فلننظر الآن في سند الرواية ولنر لم قلنا أن هذه الرواية ضعيفة[1] :

    [1]أنا أعلم أن الكثير يرفضون القول أن في البخاري أحاديث ضعيفة ويصرون على أن كل ما في البخاري أحاديث صحيحة , ونحن نقول لهم إن مستندكم هنا واه , فما الدليل على هذا القول من العلماء ؟
    فمن المعروف أن صحيح البخاري لم يأخذ هذه الشهرة إلا متأخرا , ولقد ظل لفترة طويلة يعامل ككتاب صحيح , ولكن لا يدعي أحد أن كل ما فيه صحيح , ولقد ظل عدد كبير من العلماء يوازن بينه وبين الموطأ فمنهم من كان يقدم موطأ مالك عليه ومنهم من يقدم صحيح البخاري - وأنا أرى أن الموطأ أصح من صحيح البخاري -, حتى جاءت العصور المتخلفة علميا , عصور الكب على كل ما مضى فأبرز البخاري وأحيط بسياج لا يمكن الاقتراب منه وأصبح من يشكك في صحة حديث في كتاب البخاري كأنه يقوم بكبيرة , ولنقرأ تعليق الإمام الذهبي على حديث " من عادى لي وليا ....." , حيث قال " هذا حديث غريب جدا ولولا هيبة الصحيح !!! لعدوه في منكرات خالد بن مخلد " , فبالله عليكم ما معنى " ولولا هيبة الصحيح " ؟
    هل يوجد في العلم شيء يخشاه الإنسان ؟
    و أما مسألة أن كل ما في البخاري ومسلم صحيح , فلم يحدث عليه إجماع بل كل هذا كما قلنا ظهر متأخرا , واسمع إلى هذا الكلام الطيب في درجة أحاديث البخاري ومسلم في الصحة والضعف :
    " قال الحافظ أبو عُمْرو بنُ الصَّلاح في مبحثِ الصحيح، في الفائدة السابعة (ص27): «... ما تفرّد به البخاريُّ أو مسلمٌ مندرجٌ في قَبيلِ ما يُقْطَعُ بصحته، لتلقّي الأمّةِ كل واحدٍِ من كتابيهما بالقبول، على الوجه الذي فصّلناه من حالِهما فيما سبق، سوى أحرفٍ يسيرةٍ تكلّم عليها بعضُ أهلِ النقدِ من الحُفّاظِ كالدارَقَطْني وغيرِه. وهي معروفةٌ عند أهل هذا الشأن». فاستثنى ابن الصلاح بعض الأحاديث من هذا الإجماع. فجاء بعض من بعده فعمّم كلامه وأساء إلى الأئمة. بل أساء إلى نفسه، وما يضر الأئمة أمثاله.واعلم أن هناك أحاديثاً في الصحيحين ضعفها علماءٌ محدثون كثر. وما حصل إجماعٌ على صحة كل حديثٍ في الصحيحين، لا قبل البخاري ومسلم ولا بعدهما. فممن انتقد بعض تلك الأحاديث: أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبو داود السجستاني والبخاري نفسه ( ضعف حديثاً عند مسلم ) وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وأبو عيسى الترمذي والعقيلي والنسائي وأبو علي النيسابوري وأبو بكر الإسماعيلي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو الحسن الدارقطني وابن مندة والبيهقي والعطار والغساني الجياني وأبو الفضل الهروي بن عمار الشهيد وابن الجوزي وابن حزم وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم والألباني وكثير غيرهم. فهل كل هؤلاء العلماء مبتدعة متبعين غير سبيل المؤمنين ؟! , قال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (18|17): « ومما قد يُسمّى صحيحاً، ما يصحّحه بعض علماء الحديث، وآخرون يخالفونهم في تصحيحه. فيقولون هو ضَعفٌ ليس بصحيح. مثل ألفاظٍ رواها مسلم في صحيحه، ونازعه في صِحتها غيره من أهل العلم : إما مِثلهُ أو دونه أو فوقه. فهذا لا يُجزم بصدقه إلا بدليل. مثل حديث ابن وعلة عن ابن عباس أن رسول الله r قال: « أيما إهابٍ دبغُ، فقد طهر ». فإن هذا انفرد به مسلم عن البخاري، وقد ضعفه الإمام أحمد وغيره، وقد رواه مسلم.
    ومثل ما روى مسلم أن النبي صلى الكسوف ثلاث ركعات وأربع ركعات. انفرد بذلك عن البخاري. فإن هذا ضعّفه حُذّاق أهل العلم. وقالوا أن النبي لم يصل الكسوف إلا مرةً واحدةً يوم مات ابنه إبراهيم. وفي نفس هذه الأحاديث التي فيها الصلاة بثلاث ركعات وأربع ركعات، أنه إنما صلى ذلك يوم مات إبراهيم. ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين، ولا كان له إبراهيمان. وقد تواتر عنه أنه صلى الكسوف يومئذ ركوعين في كل ركعة، كما روى ذلك عنه عائشة وابن عباس وابن عمرو وغيرهم. فلهذا لم يرو البخاري إلا هذه الأحاديث. وهذا حذف من مسلم. ولهذا ضعف الشافعي وغيره أحاديث الثلاثة والأربعة، ولم يستحبوا ذلك. وهذا أصح الروايتين عن أحمد.
    ورُوِيَ عنه أنه كان يجوّز ذلك قبل أن يتبين له ضعف هذه الأحاديث. ومثله حديث مسلم: "إن الله خلق التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة". فإن هذا طَعَنَ فيه من هو أعلم من مسلم، مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما. وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار. وطائفةٌ اعتبرت صِحته مثل أبي بكر بن الأنباري وأبى الفرج ابن الجوزي وغيرهما. والبيهقي وغيره، وافقوا الذين ضعفوه. وهذا هو الصواب، لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام. وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة . فيلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد. وهكذا هو عند أهل الكتاب. وعلى ذلك تدل أسماء الأيام . وهذا هو المنقول الثابت في أحاديثَ وآثار أُخَر .
    ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خَلَقَ في الأيام السبعة. وهو خلاف ما أخبر به القرآن. مع أن حُذّاقَ أهل الحديث يثبتون عِلّة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن رواية فلان غَلِطَ فيه لأمورٍ يذكرونها. وهذا الذي يُسَمّى معرفة علل الحديث. بكون الحديث إسناده في الظاهر جيداً ولكن عُرِفَ من طريقٍ آخر أن راوية غلط فرفَعَهُ، وهو موقوف. أو أسنده وهو مرسَل. أو دخل عليه ( أي على الرواي) حديثٌ في حديث. وهذا فنٌّ شريفٌ. وكان يحيى بن سعيد الأنصاري ثم صاحبه علي بن المديني ثم البخاري من أعلم الناس به. وكذلك الإمام أحمد وأبو حاتم. وكذلك النسائي والدارقطني وغيرهم. وفيه مصنفات معروفة. وفي البخاري نفسه ثلاثة أحاديث نازعه بعض الناس في صِحّتها. مثل حديث أبي بكرة عن النبي أنه قال عن الحسن « إن إبني هذا سيدٌ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ». فقد نازعه طائفةٌ منهم أبو الوليد الباجي ( والدارقطني )، وزعموا أن الحسن لم يسمعه من أبي بكرة . لكن الصواب مع البخاري وأن الحسن سمعه من أبى بكرة، كما قد بَيَّن ذلك في غير هذا الموضع. وقد ثبت ذلك في غير هذا الموضع. والبخاري أحذق وأخبر بالفن من مسلم.
    و بداهة الروايات عند المصحيحين لجميع روايات البخاري ومسلم جاهزة في أن الأئمة صححوا كل أحاديث البخاري ومسلم وذلك مثل قولهم بتصحيح أبي زرعة و أحمد بن حنبل لكل أحاديث مسلم , وهذا لا يصح وكذلك قولهم بتصحيح العقيلي لكل أحاديث البخاري فهذا أيضا من أوهامهم , ونورد هنا نماذج من أحاديث ضعفها علماء من علماء السلف كما يقولون لأن قول الجدد عن الكثيرين من طلبة العلم لا يعتد به كأن العلم والورع كان في السلف فقط ومن جاء بعدهم ففيه شك :
    حديث أبي تراب في صحيح مسلم " قال ( بكير ) : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله r فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم.........."
    حديث مسلم " لا يبغض علي إلا منافق " انتقد من وجوه عدة وانتقده الدارقطني في الإلزامات والتتبع وهو معلول من عدة وجوه .
    حديث الثقلين " ......... وإني تاركٌ فيكم ثَقَلَين. أولهما: كتاب الله – عز وجل – فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به». فَحَثَّعلى كتاب الله ورَغَّبَفيه. قال: «وأهلُ بيتي. أُذَكِّرُكُمْاللهَ في أهلِ بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي»......................" وهذا الحديث وإن كان في مسلم ولكنه انتقد من وجوه عدة .
    حديث التطهير الذي ورد في مسلم " خرج النبي r غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود. فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله. ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}»."
    حديث " ..... أنتم أعلم بأمور دنياكم ...." , انتقد أيضا على مسلم .
    حديث " عشر من الفطرة ........." , حديث " نعم الإدام الخل " .
    حديث الجماع بلا إنزال " عن عائشة زوج النبي r قالت: إن رجلاً سأل رسول الله r عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله r: «إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل»."
    حديث تغيير الشيب لأبي قحافة ( أبو أبو بكر ).
    حديث اليمين على نية المستحلف , وحديث إذا تكلم بالكلمة رددها ثلاثة .
    حديث " أن رسول الله مسح على الخفين والخمار " .
    هذه بعض أحاديث انتقدت على الشيخين من قدامى علماء الحديث , ولم نذكر شيئا مما انتقده الجدد فلن يقبل منهم أي كلام – طبعا من السلفيين فقط - , على الرغم من جودة ما فيه , فلا يصح القول بوقوع الإجماع على صحة ما فيهما .
    يتبع ................................

    موقع أمر الله للدعوة والدراسات القرآنية
    www.amrallah.com/ar

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية amr abdelnaby
    تاريخ التسجيل
    04/03/2007
    المشاركات
    118
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    سبب إعلال الحديث :
    هذا الحديث من معلقات البخاري ولقد حاول الدكتور القرضاوي إعلال الحديث بهشام بن عمارفقد قَالَ الإمام أبو دَاوُدَ ( كما في تهذيب الكمال 7|413‏): « حدث هشام بأرجح من أربعة مِئَة حديث ليس ‏لَهَا أصل مسندة كلها، كَانَ فَضلك يدور عَلَى أحاديث أَبِي مسهر وغيره، يلقنها هشام ‏بْنِ عَمَّار. قَالَ هشام بْنِ عَمَّار: حَدَّثَنِي، قَدْ روي فلا أبالي من حمل الخطأ». والجواب على زعم القرضاوي أن هذا الحديث لم ينفرد به هشاماً أيضاً، بل أخرجه الإسماعيلي في صحيحه ( ومن طريقه البيهقي في الكبرى 3|372 6130)، و ابن حجر في تغليق التعليق (5|19): عن الحسن ‏بن سفيان : ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم هو دُحَيْـمٌ: ثنا بشر هو ابن بكر ( التنيسي ): ثنا ( هنا يلتقي هذا الإسناد مع إسناد البخاري ) ‏‏(عبد الرحمن بن يزيد) ابن جابر، عن عَطِيَّةَ بن قيس قال: قام رَبِـيْعَةُ الـجُرَشِيُّ في الناس، فَذَكَرَ حديثاً فيه طولٌ. قال: فإذا عبدُ ‏الرحمنِ بنُ غَنْـمٍ الأشعريّ، فقال: يمينٌ حلفتُ عليها، حدثني أبو عامرٍ أو أبو مالكٍ الأَشْعَرِيُّ، و الله يَـميناً أُخْرَى حدثني أنه سمع ‏رسول الله r يقول: «لِـيَكُوْنَنَّ في أُمَّتِـي أقوامٌ يَسْتَـحِلُّونَ الحر ( أو الـخَزَّ) والحرير والـخَمْرَ والـمعازِفِ، وَلَـيَنْزِلَنَّ أقوامٌ إلـى جَنْبِ عَلـمٍ تَرُوْحُ عَلَـيْهِمْ سارحةٌ لَهُمْ فَـيَأْتِـيْهِمْ طالبُ حاجةٍ فـيقولونَ : ارْجِعْ إِلَـيْنَا غداً فَـيُبَـيِّتُهُمْ فَـيَضَعُ عَلَـيْهِمُ العَلَـمَ، وَيَـمْسَخُ آخرينَ قِرَدَةً وخنازيرَ إلـى يومِ القـيامةِ ».‏
    وأما إعلال الحديث باختلاف اسم الصحابي، فهذا بنفسه ليس بعلة، لأن الصحابة كلهم عدول ( لكنه يدل على اضطراب حفظ أحد رواة الحديث ). ولذلك أنكر ابن حجر أن يكون سبب تعليق الحديث هو الاختلاف في إسم الصحابي، لأن البخاري أخرج في صحيحه أحاديث من هذا النمط ( كما ذكر ). قال الذهبي في " الموقظة " : « ومن أمثلة اختلاف الحافِظَينِ: أن يُسمَيَ أحدُهما في الإسناد ثقةً، ويُبدِله الآخرُ بثقةٍ آخر. أو يقولَ أحدُهما: عن رجل، ويقولَ الآخرُ: عن فلان، فيُسميَّ ذلك المبهَمَ، فهذا لا يَضُرُّ في الصحة ». أما أن هشاماً دون شرط الصحيح، فقد كان ثقة قبل اختلاطه . والراجح عندي أن البخاري سمع منه قبل الاختلاط أثناء رحلته للشام بدليل أنه احتج به في حديث في مناقب أبي بكر الصديق . والله أعلم.
    لكن آفة الحديث هو عطية بن قيس . فهو رجل صالح من فقهاء جند الشام ومقرئيهم، لكنه لم يأت له توثيق معتبر . ومعلومٌ أن الصلاح وحده لا يفيد التوثيق . والتردد في إسم الصحابي منه ، لأنه لم يأت في الطرق التي ليس فيها عطية . لذلك فقد ذهب البخاري في " التاريخ " إلى ترجيح أنه عن أبي مالك. فقد قال : « وإنما يعرف هذا عن أبي مالك الأشـعري. وهي ‏رواية مالك بن أبي مريم عن ابن غَمْ عن أبي مالك بغير شك ». ‏والطريق الذي ليس فيه عطية ( على ضعفه ) ليس فيه ذكر تحريم المعازف. مما يرجّح أنها من أوهام عطية، والله أعلم.
    وعطية بن قيس ليس في عدالته خلاف، ولكن الكلام عن ضبطه. فقد ذكره ابن حبان في " الثقات " كعادته في توثيق المجاهيل. وقال البزار كما في " كشف الأستار" (1|106): « لا بأس به » . والبزار كابن حبان يوثق المجاهيل، كما ذكر السخاوي في " فتح المغيث ". بل إن كلمة " لا بأس به " تنزله عن درجة الثقة . وقد قال الإمام أبو حاتم الرازي ( وهو أعلم من ابن حبان والبزار) عن عطية بن قيس: « صالح الحديث »، أي يعتبر به. أما عن المقصود بمقولة أبي حاتم الرازي ، فقد أفصح ابنه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله " صالح الحديث ". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه.‏ قال في كتابه النافع "الجرح والتعديل " (2|37): « إذا قيل للواحد إنه: " ثقة " أو " متقن ثبت ": فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له انه: " صدوق" أو " محله الصدق " أو " لا بأس به " : فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل : " شيخ " فهو بالمنزلة الثالثة: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية . وإذا قيل: " صالح الحديث ": فإنه يكتب حديثه للاعتبار ». وقال في نفس الصفحة: « حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي: وربما جرى ذكر رجل صدوق في حديثه ضـــعــــف فيقول رجل صالح الحديث يغلبه. يعنى أن شهوة الحديث تغلبه ». قال الشيخ الألباني فى السلسلة الضعيفة (3|112) تعليقاً على هذا النص: « فهذا نص منه على أن كلمة "صالح الحديث" مثل قولهم " لين الحديث " يكتب حديثه للاعتبار و الشواهد. و معنى ذلك أنه لا يحتج به. فهذه العبارة من ألفاظ التجريح، لا التعديل عند أبي حاتم، خلافاً لما يدل عليه كلام السيوطي في التدريب (233)».
    وقال ابن سعد: « وكان معروفاً، وله حديث» . قال حسان عبد المنان تعقيباً على قول ابن سعد هذا: « ليس هذا بتوثيق، وإنما هو ضد المجهول، ولا علاقة له بمجهول الحال التي ذكرتها فيه ». أقول: هو معروف بصلاحه وليس بضبطه، فتأمل ...............
    وقد أجمع كل من روى الحديث أن الوعيد ليس على المعازف، إلا عطية بن قيس فإنه غلط في تقديم لفظ المعازف لأول الحديث. ومن هنا نعلم دقة الإمام البخاري وعلمه، فإنه قد استشهد بهذا الحديث في " باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه "، ولم يذكره البتة في باب المعازف. اهـ .[1]
    إذا بعد هذا كله نخرج بأن الحكم الفقهي هو الوارد في كتاب الله فالغناء إذا ارتبط بالفحش من القول أو التكسر أو كشف عورات النساء أو يلهي عن ذكر الله أو الصلاة قلنا بالحرمة لهذه الأسباب لا أن الغناء كله حرام كما يرى كثير من الفقهاء , فكما رأينا لا دليل من معقول أو منقول يثبت أن الغناء أو الموسيقى كلها شر , بل هناك أنواع كثيرة منها طيبة .

    [1]الأحاديث المنتقدة على الشيخين وتضعيف حديث المعازف منقول من الأخ الشيخ محمد ابن أمين من صفحته على الشبكة المعلوماتية وعنوان الصفحة هو :
    www.ibnamin.com
    فمن يرد التثبت فليرجع إلى الصفحة ففيها الخير الكثير من أبحاث حديثية وأبحاث فقهية رائعة لمن يأخذ بطريقة أهل الحديث .
    يتبع .............................

    موقع أمر الله للدعوة والدراسات القرآنية
    www.amrallah.com/ar

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية amr abdelnaby
    تاريخ التسجيل
    04/03/2007
    المشاركات
    118
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    إذا فالغناء لاندراجه تحت " لهو الحديث " يمكن أن يدخل في التحريم لأسباب ذكرناها آنفا , أما الموسيقى ذاتها فلا شيء فيها , ومن المعلوم أن الموسيقى لن ترتبط بشيء من ذلك إلا إذا ألهت عن ذكر الله , وفي هذه الحالة فقط تحرم , و آفة السادة الفقهاء أنهم لا يفصلون بين الأشياء بل يأخذونها جملة , فعلى الرغم من أنه لم يصح عندي أي حديث في المعازف ولكن نزولا على قبولهم لها , نقول لهم أما كان لهم أن يسألوا أنفسهم : هل التحريم للموسيقى والغناء ذاته أم للجو الذي يحدث فيه الغناء ؟
    ففي ذلك الزمان ما كان يستطيع أحد أن يسمع الغناء إلا بالذهاب إلى مجالسه التي تكون مصحوبة غالبا بالخمر والنساء , فهذا بداهة حرام , ولكن إذا استطعت أن أسمع مغني في المذياع أو التلفاز مثلا , فما وجه الحرمة في ذلك ؟
    ونقول ختاما: عندما تكلم الله عزوجل عن التحليل والتحريم قال في وصف الرسول " وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ " ولا يمكن لأحد أن يدعي أن الموسيقى فقط أو الغناء النظيفين يمكن أن يعدا من الخبائث , فهذان الصنفان يستخدمان في علاج المرضى وإراحة الأعصاب وزيادة إدرار اللبن عند البهائم ويساعد في نمو النبات وفي غير ذلك , و بداهة لو استخدمنا القرآن لحصلنا على نتائج لا تقارن , و لكن لا يستطيع أحد أن ينكر تفاعل الإنسان ولو كان طفلا مع الموسيقى ناهيك عن الحيوان , ومن لا يتفاعل معها فهو جلف غليظ القلب كما وصفه الإمام الغزالي , فالإسلام أتى لتهذيب الطبائع لا لمحوها , فحد حدودا لكل شيء ولكنه لم يلغ أي رغبة أو شهوة أو غريزة في الإنسان من الأساس , و من ذلك متعة السماع فلا يمكن أن يكون حرم أو ألغي .
    فلا بأس بقليل من الموسيقى والغناء من باب الترفيه حتى يستطيع الإنسان أن يستمر في الجد , والله أعلم .
    غفر الله لنا وهدانا والسلام عليكم ورحمة الله

    موقع أمر الله للدعوة والدراسات القرآنية
    www.amrallah.com/ar

  9. #9
    باحث لغوي وكاتب الصورة الرمزية أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
    تاريخ التسجيل
    27/07/2007
    العمر
    80
    المشاركات
    405
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    دون الدخول في التراث الديني، والمأثور عن الفقهاء، أن الفن عندي بكل أنواعه عملية عقلية راقية، لا يدخل في باب الحل والحرام. لقد دخلنا القرن الواحد والعشرين بأجسادنا ويبدو أننا كعرب لم ندخله بعقولنا. أم أنها مناقشة في التثقيف الديني لكسب أرضية جديدة للمتشددين؟، بكل مرارة نجد في عالمنا العربي ومصر خاصة من يحرم فن النحت وفن الرسم، أو حتى تعليق الصور العائلية أو الفنية، أو فن الباليه أو الفنون عموما، وهذا نكوص حضاري أرفضه وأقاومة في محيطي.
    أحمد الشافعي


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية ام الفضل بنت الشيخ
    تاريخ التسجيل
    20/10/2008
    المشاركات
    558
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم


    شكرا لك إخي صادق الرعوى على هذا البحث القيم وعلى هذه التذكرة المهمة خاصة ونحن على أبواب رمضان الكريم شهر التوبة والإنابة نسأل الله الكريم أن يطهر قلوبنا ويصلح أعمالنا وأن يعلمنا ما جهلنا من ديننا إنه هو العليم الحكيم.
    وإضافة لما جاء في بحثكم وتدعيما له أنقل هذه الأقوال المأثورة:
    وقال الفضيل بن عياض : الغناء رقية الزنا .
    وقال الخليفة يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم والغناء ، فإنه يُنقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة ، وإنه لينوب عن الخمر ، ويفعل ما يفعل السكر ... إن الغناء داعية الزنا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .
    قال ابن القيم رحمه الله : فالغناء يُفسد القلب ، وإذا فسد القلب هـاج في النفاق
    ولذا لما سُئل القاسم بن محمد عن الغناء . فقال : أنهاك عنه وأكرهه . قال الرجل : أحرام هو ؟ قال : انظر يا ابن أخي إذا ميّـز الله الحق من الباطل . في أيهما يجعل الغناء ؟
    يعني أنه يكون مع الباطل .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ولقد حدثني بعض المشايخ أن بعض ملوك فارس قال لشيخ رآه قد جمع الناس على مثل هذا الاجتماع ( مجالس السماع ) : يا شيخ إن كان هذا هو طريق الجنة فأين طريق النار ؟!!
    -وإن كانت الأغاني تدعو إلى الجهاد أو كانت تدعو إلى فعل الفضائل أو فيها مدح للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فلم تكن معروفة عند السلف ، إنما عُرفت عند دراويش الصوفية .
    -ولا يُنال رضا الله بسخطه ، إنما يُنال رضا الله عز وجل بما يُحبه ويرضاه سبحانه وتعالى .
    -ولو كان الغناء محبوبا مرضياً لله عز وجل لسبقنا إليه وإلى التقرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام .
    -ولو كان يُـنشّط العزائم على الجهاد ونحو ذلك لسبقونا إليه .
    إلا أن المشاهد أنهم كانوا يحرصون على التّقرّب إلى الله بأنواع الطاعات والقربات والكفّ عن المحرّمات
    -والدليل الآخر أن المتتبع لتاريخ الأمة الإسلامية يعرف أن بداية ضعفها تزامن مع بداية استحلا الحكام والأمراء للمعازف والقينات


    [frame="2 10"]
    أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أنال بهم شفاعـــه
    وأكره من تجارتهـم معاصـي *** ولو كنا سويا في البضاعــه
    [/frame]

  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية صادق الرعوي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2009
    المشاركات
    697
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد الدين علي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أخي الحبيب .. أشهدك وأشهد الجميع ، أني أستمع إلى الموسيقى ، وأطرب لها .. وهي لا تلهيني لا عن صلاتي ولا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا عن وردي كل يوم .. أما الغناء فهو نوعان .. النوع الأول وهو الغناء الذي لا فسق فيه ولا فجور ، مثل الأغاني والأناشيد الوطنية والدينية ، وهي في رأيي لا بأس بالإستماع إليها ، بل قد يكون فيها من الخير والحض على دفاع المرء عن وطنه وبر والديه وما إلى ذلك ، وبهذا ينبغي أن نشجع على الإستماع إليها ، لا أن ننهى عنها !! .. أما ما نراه اليوم من غناء مصحوب بالرقص وقلة الأدب ، فهو أحرمه على نفسي وأهل بيتي تماماً ..
    ثم ما الغناء حقيقة ؟ .. هو شعر صاحبته موسيقى ، والتي هي في أساسها لا حرمة فيها لو أمعنا النظر في النصوص ..
    أولا : ما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث .. ) فهل في هذة الآية الكريمة ما يؤخذ منه تحريم الغناء ؟؟ وإن قال بعض العلماء ورأيهم محترم لدينا .. ولكنه في الحقيقة غير ملزم ولاغ لجميع الآراء والاجتهادات .. فالنص قد يحتمل تأويلاً آخر غير هذا !!
    أما الحديث : فرأي رجل ابن حزم وهو من كبار العلماء في عصره ، لا يمر عليه هكذا مرور الكرام ، دون تدقيق وتمحيص !! وهل مجرد قول ابن الصلاح أن كلام ابن حزم باطل ، يجعله باطلاً ؟!
    وقد ورد في الحديث لفظ ( الغناء ) بدون تحريم ، عن عائشة قالت:
    ( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث: فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهزني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: (دعهما). فلما غفل غمزتهما فخرجتا ) البخاري. وفي لفظ آخر للبخاري أيضاً زيادة قوله : (دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد ) البخاري . ولو كان الغناء حراماً على إطلاقه ، فلا يكون حلالاً لا في عيد ولا في غيره .. فتأمل هذا ..
    وعن عائشة أيضاً ( وكان يوم عيد، يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال: (تشتهين تنظرين). فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: (دونكم يا بني أرفدة). حتى إذا مللت، قال: (حسبك). قلت: نعم، قال: (فاذهبي) البخاري.

    والطامة الحقيقية ما قاله أبو يوسف القاضي وهو : "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض" !! كيف يحل مداهمة بيت مسلم مهما كانت حاله دون إستئذان ؟! والله تعالى يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) الأحزاب.
    ولم يستثني رب العزة من هذه الآية أي فئة من الناس ..
    أتي ابن مسعود فقيل: هذا فلان تقطر
    لحيته خمرا. فقال عبدالله: إنا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به
    . وعن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)مسند أحمد. وقال عبدالرحمن بن عوف: حرست ليلة مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة إذ تبين لنا سراج في بيت بابه مجاف على قوم لهم أصوات مرتفعة ولغط، فقال عمر: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شرب فما ترى !؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه، قال الله تعالى: "ولا تجسسوا" وقد تجسسنا، فانصرف عمر وتركهم. وقال أبو قلابة: حدث عمر بن الخطاب أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر مع أصحاب له في بيته، فانطلق عمر حتى دخل عليه، فإذا ليس عنده إلا رجل، فقال أبو محجن: إن هذا لا يحل لك قد نهاك الله عن التجسس، فخرج عمر وتركه. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
    وفي كل ما سبق دليل عن نهي الشرع في التجسس عن الناس ، ومداهمة بيوتهم دون وجه حق ، إلا بحجة أنهم يقيمون على معصية أو ما شابه !!

    والله الموفق.
    السلام عليكم
    أستاذي عماد :
    أما عن إستماعك للموسيقى فهذا رأيك واجتهادك ولا دخل لنا فيه إلا بالنصيحة وهاهي نصيحتي قد أتت لك من دون قصد عن طريق هذا الموضوع ..
    ثم لنناقش ما أوردته هنا أستاذي مع فائق إحترامي لك:
    1- قلت :(أما الغناء فهو نوعان .. النوع الأول وهو الغناء الذي لا فسق فيه ولا فجور ، مثل الأغاني والأناشيد الوطنية والدينية ، وهي في رأيي لا بأس بالإستماع إليها ، بل قد يكون فيها من الخير والحض على دفاع المرء عن وطنه وبر والديه وما إلى ذلك ، وبهذا ينبغي أن نشجع على الإستماع إليها ، لا أن ننهى عنها !! .. أما ما نراه اليوم من غناء مصحوب بالرقص وقلة الأدب ، فهو أحرمه على نفسي وأهل بيتي تماماً ..)
    مسألة الغناء لم نناقشها في هذا الموضوع لكن لا بأس بذلك ..
    أخي وأستاذي الكريم آراؤنا وأحكامنا لا بد أن تنبع من الشريعة الإسلامية مع الدليل وهذا مالم ألحظه في كلامك هنا .. فهذا الكلام هو مجرد رأي شخصي آخر لك مع احترامي..
    2- قلت :(ما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث .. ) فهل في هذة الآية الكريمة ما يؤخذ منه تحريم الغناء ؟؟ وإن قال بعض العلماء ورأيهم محترم لدينا .. ولكنه في الحقيقة غير ملزم ولاغ لجميع الآراء والاجتهادات .. فالنص قد يحتمل تأويلاً آخر غير هذا !!)
    من قال أن الآية هنا تدل على تحريم الغنا هو عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أقسم على ذلك وقد تابعه في هذا العلماء إلا من شذ منهم والعبرة برأي الجمهور وبالنص كما تعلم..
    3- قلت : (أما الحديث : فرأي رجل ابن حزم وهو من كبار العلماء في عصره ، لا يمر عليه هكذا مرور الكرام ، دون تدقيق وتمحيص !! وهل مجرد قول ابن الصلاح أن كلام ابن حزم باطل ، يجعله باطلاً ؟!
    ابن حزم وضع رأيه على أساس أن الحديث قد روي معلقاً لكن الحديث قد وصله أصحاب الحديث أمثال
    الطبراني والبيهقي، الألباني بل قد أقر بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
    وهنا نجد أن ابن حزم هو من شذ في هذا الموضوع أمام جمهور العلماء فبمن نأخذ بربك بكلام ابن حزم أم بكلام العلماء..ثم لتعلم أستاذي أن آئمة المذاهب الأربعة على القول بالتحريم وهم في هذا متفقين ..
    أفنترك كلام آئمة المذاهب الأربعة ونأخذ برأي ابن حزم؟!!
    4- قلت :(وقد ورد في الحديث لفظ ( الغناء ) بدون تحريم ، عن عائشة قالت:
    ( دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث: فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهزني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: (دعهما). فلما غفل غمزتهما فخرجتا ) البخاري. وفي لفظ آخر للبخاري أيضاً زيادة قوله : (دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد ) البخاري . ولو كان الغناء حراماً على إطلاقه ، فلا يكون حلالاً لا في عيد ولا في غيره .. فتأمل هذا ..

    ورد في رواية في الصحيحين عن عائشة قالت : دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث . قالت : وليستا بمغنيتين ، فقال أبو بكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا ، وهذا .

    فقول عائشة رضي الله عنها : وليستا بمغنيتين . يدل على أن تلك الجواري اللواتي يضربن الدفوف أو يُغنين لم يكن ذلك من شأنـهن ، كما أن الغناء لم يكن حرفة لهن ، ولم يَكُنّ يُستأجرن لذلك الغرض ! أو تُنفق عليهن الأموال الطائلة .

    أما هذا الحديث الذي ذكرته أستاذي فقد تكلم عنه العلماء فقالوا:
    قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)، وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
    5- قلت أستاذي الفاضل: (وعن عائشة أيضاً ( وكان يوم عيد، يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وإما قال: (تشتهين تنظرين). فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: (دونكم يا بني أرفدة). حتى إذا مللت، قال: (حسبك). قلت: نعم، قال: (فاذهبي) البخاري..
    يكفي أن الإمام البخاري قد بَوَبَ على هذا الحديث بـ ( باب الحراب والدرق يوم العيد )أي أنه رخصة فقط يوم العيد ومن هذه الرخص أيضاً ضرب الدف للنساء لأعلان النكاح وأنت تعلم أستاذي أن الرخصة هنا إنما تكون بعد التحريم ، وليست أمراً مباحاً .
    ثم قد وردت أحاديث أخرى بالتحريم كما أسلفت مثل حديث ( "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة) ..وحديث : جابر (وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة").. وحديث :( "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف").. وحديث :
    ("إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر).. وحديث :
    (سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، )..
    والسؤال أين نذهب بكل هذه الأحاديث التي أجمعت على حرمة الموسيقى؟!!
    6- قلت : (والطامة الحقيقية ما قاله أبو يوسف القاضي وهو : "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض" !! كيف يحل مداهمة بيت مسلم مهما كانت حاله دون إستئذان ؟!)
    هذا رأي عالم من العلماء الكثيرين الذين ذكرتهم في مقالي وهو يبين أن العلماء كانوا ينكرون الموسيقى إنكاراً شديداً فمنهم من بالغ مثل أبو يوسف هذا لكن الكثيرين بما فيهم آئمة المذاهب الأربعة كانوا على التحريم دون مداهمة المنزل الذي يصدر منه الموسيقى..
    ثم السؤال لمَ تركت آراء آئمة المذاهب الأربعة وكبار التابعين والعلماء وأمسكت بهذا الرأي ..سأقول لك دعه فآراء البقية تُغني عنه..
    لننظر إلى آراء العلماء الآخرين بدون رأي أبو يوسف فنجد أن ممن يقولوا بالتحريم:
    عمر بن عبدالعزيز ولم أذكره سابقاً حيث يقول (الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)..أيضاً الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي والأوزاعي وأبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وابن القيم وابن تيمية والألباني وابن حبان وغيرهم الكثير ومن قبلهم ابن عباس ومجاهد وعبدالله بن مسعود والحسن البصري وهذا يُعد إجماع على مسألة تحريم الموسيقى..
    أعذرني أستاذي عماد والله أني أحبك لكن الحق أحب إلينا من آبائنا وأمهاتنا ..
    تحية حب مغلفة بثياب النصيحة..
    تلميذك : صادق الرعوي

    [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit4/backgrounds/54.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    إِذا أَعْجَبَتْكَ خِصالُ امْرِئٍ = فَكُنْهُ يَكُنْ مِنْكَ مَا يُعْجِبُكْ
    فَليسَ عَلى المَجْدِ وَالمَكْرُماتِ = حِجابٌ إِذا جِئْتَهُ يَحْجُبُك[/poem]

  12. #12
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية عماد الدين علي
    تاريخ التسجيل
    26/03/2008
    المشاركات
    694
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    رويدك أختي أم الفضل .. أي سخط هذا الذي تتحدثين عنه ؟!! كل ما جاء في المقال الذي كتبه أخي صادق وما تكرمت به حضرتك لا يعدو التأويل لكلام الله ، قد يكون صواباً أو خطأ ، ولم تجمع الأمة ( التي تصرون على إجماعها غصباً ) على حرمة الغناء !! وإذا كان هناك من السلف من رأى حرمته ، فلنا أن نأخذ كلامهم أو نرده ، مع فائق إحترامنا لرأيهم ، فليسوا بمعصومين عن الخطأ ، ولا حجة إلاًّ في كلام الله تعالى و المعصوم - صلى الله عليه وسلم - ولم نجد فيهما ما يؤكد أن الغناء والموسيقى حرام بنص صريح .
    والذي نراه ، كما يراه كثير من الفقهاء ، أن الغناء حسنه حسن وقبيحه قبيح ، كما أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها؛ لأن الآية فيها: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا) وهذه صفة من فعلها كان كافرًا بلا خلاف، إذ اتخذ سبيل الله هزوًا.

    ولو أن امرأ اشتري مصحفًا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرًا ! فهذا هو الذي ذم الله تعالي، وما ذم قط عز وجل من اشتري لهو الحديث ليتلهي به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالي. فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا وكذلك من اشتغل عامدًا عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن، أو بحديث يتحدث به، أو بنظر في ماله أو بغناء أو بغير ذلك، فهو فاسق عاص لله تعالي، ومن لم يضيع شيئًا من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن. (المحلي لابن حزم (9/60) ط المنيرية). أ هـ.

    واستدلوا بقوله تعالي في مدح المؤمنين: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (القصص: 55). والغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه.
    ويجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو: سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك، وبقية الآية تنطق بذلك. قال تعالي: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) (القصص: 55)، فهي شبيهة بقوله تعالي في وصف عباد الرحمن: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا). (الفرقان: 63).
    ولو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه وتمدحه، وليس فيها ما يوجب ذلك.

    وكلمة اللغو ككلمة الباطل تعني ما لا فائدة فيه، وسماع ما لا فائدة فيه ليس محرمًا ما لم يضيع حقًا أو يشغل عن واجب.
    روي عن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له: أيؤتي به يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك ؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات؛ لأنه شبيه باللغو، قال تعالي: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم). (البقرة: 225، والمائدة: 89). نقل عن د.القرضاوي


  13. #13
    أستاذ آلتي القانون والسنطور/ بغداد الصورة الرمزية باهر هاشم الرجب
    تاريخ التسجيل
    08/07/2007
    المشاركات
    222
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    الأخ العزيز صادق الرعوي المحترم
    حياك الله تعالى وبعد،
    اوافق اخي الأستاذ عماد الدين علي في كل كلمة بل كل حرف وأتمنى عليك وعلى الجميع في واتا وغيرها ان ينتبه الى نقطة هامة ذكرها الأستاذ عماد الدين في قوله"أما الغناء فهو نوعان .. النوع الأول وهو الغناء الذي لا فسق فيه ولا فجور ، مثل الأغاني والأناشيد الوطنية والدينية ، وهي في رأيي لا بأس بالإستماع إليها ، بل قد يكون فيها من الخير والحض على دفاع المرء عن وطنه وبر والديه وما إلى ذلك ، وبهذا ينبغي أن نشجع على الإستماع إليها ، لا أن ننهى عنها" .نعم وهذا ما نسعى اليه جاهدين رغم زحمة النوع الثاني هذه الأيام.
    هناك اسماء كبيرة سعت وتسعى لخدمة هذا النوع من الغناء من اهمها سامي يوسف حيث اشتهر وأمثاله بالغناء الديني حباً بالله تعالى ونبيه الصادق عليه الصلاة والسلام وبالبر بالوالدين وغيرها فلماذ نحرّمها وهي تبني انساناً مسلماً واعياً لحقوق الله ؟
    اما ما تفضلت به من آيات كريمات فلا يوجد فيها ما يدل قطعاً على التحريم حيث يتحمل النص اكثر من معنى وتحليل ورأي بل حتى المفسرين انفسهم قد اختلفوا في تفسير ذلك وفيما يلي بعضاَ منها من تفسير ابن كثير والطبري وغيرهما

    وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ"

    وقال الضحاك في قوله تعالى: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ } قال: يعني: الشرك، وبه قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، واختار ابن جرير: أنه كل كلام يصد عن آيات الله واتباع سبيله.

    الأولى: قوله تعالى: { وَٱسْتَفْزِزْ } أي استزلّ واستخفّ، وأصله القطع، ومنه تفزّز الثوب إذا انقطع. والمعنى استزِلّه بقطعك إياه عن الحق. واستفزّه الخوف أي استخفه
    قوله تعالى : { بِصَوْتِكَ } وصوتُه كلُّ داع يدعو إلى معصية الله تعالى

    ولو رجعنا الى تلاوة القرآن الكريم وتجويده وكذا أذان الصلاة لوجدنا فيها انغاماً ومقامات مختلفة تصدر من آلة موسيقية طبيعية متكاملة دقيقة الصنع والكمال ألا وهي الحنجرة الصوتية التي وهبهنا الله اياها . وفي قوله تعالى " ورتل القرآن ترتيلاً " فهل ابلغ من قوله عز وجل في ذلك؟

    من المعروف ان الموسيقى تهدّأ النفس البشرية وتهّذبها لذا استُخدمت في العلاج النفسي في حين تجد خطابات وفتاوى دون آلات موسيقية تزرع الشر والعصيان والكراهية بين بني البشر وتتخذ الشياطين ارباباً ونتيجتها خراب ودمار وقتل وهو ما نهى الله تعالى عنه فأي الإتجاهين أسلم وأحب؟

    نعم نحن مثلك تماماً نقف بوجه الموسيقى والغناء الفاضح الساقط المبتذل ولكن ليس بتحريم الموسيقى رعاك الله.

    باهر هاشم الرجب

    خبير المقام العراقي والموسيقى العربية
    استاذ آلتي القانون والسنطور

  14. #14
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    هل الموسيقى حلال أم حرام، في نظرك؟

    أشكركم جميعا، أرجو من الأعضاء الكرام، من مختلف الثقافات والخلفيات والجنسيات والأعمار والمشارب، وحتى نخرج بهدف أو نتيجة من نقاشاتنا ما يلي الآن:
    1. أن يقرأوا جميع المداخلات أعلاه جيدا..
    2. أن يستخدموا مخزونهم التربوي والمعرفي والثقافي، الخ،
    3. ثم يصوتوا على الاستطلاع المنشور أعلى الصفحة
    آمل أن يكون الاستطلاع موضوعيا/ مهنيا.

    تحية تقريبية.


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية صادق الرعوي
    تاريخ التسجيل
    13/05/2009
    المشاركات
    697
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    السلام عليكم
    مرحباً بكم أساتذتي تراحيب المطر اكتبوا ردودكم وسأرد عليها ولن أتأخر ولو كانت عدد أوراق الشجر ما دام أنني مُسلح بالنص والأثر فلا خوف علي ولا ضرر..
    أما من نعتني بالتشدد فجوابي عليه وأنا متعمد أني لن أرد أو لما جاء به أردد ..
    بدأ النعاس يداعب جفوني وأنا موظف وورائي دوام فاعفوني..
    سأعود غداً بإذن الله..
    صادق الرعوي

    [poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.wata.cc/forums/mwaextraedit4/backgrounds/54.gif" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    إِذا أَعْجَبَتْكَ خِصالُ امْرِئٍ = فَكُنْهُ يَكُنْ مِنْكَ مَا يُعْجِبُكْ
    فَليسَ عَلى المَجْدِ وَالمَكْرُماتِ = حِجابٌ إِذا جِئْتَهُ يَحْجُبُك[/poem]

  16. #16
    عـضــو الصورة الرمزية ناصر محمود الحريري
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    المشاركات
    434
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله ما شاء الله الحقيقة أنني عندما بدأت بكتابة مشاركتي هذه لم يكن هناك سوى مشاركة واحدة هي مشاركة اخي عماد الدين وتفاجأت بعد إضافة مشاركتي أن رقمها ستة عشر فقط للتنويه أي أنني لم اقرا المشاركات أعلاه
    أشكرك أخي صادق على جهودك المباركة في هذا المبحث القيم
    ومما لا شك فيه أن اتخاذ المعازف والقيان هو أمر قد وردت النصوص في تحريمه من الكتاب والسنة وأقوال العلماء
    والأدلة على ذلك مستفيضة كما أوردها أخي صادق
    وأول من اتخذ المعازف والدفوف جماعة في بغداد ذكرهم الامام الشافعي رحمه الله حينما دخل مصر فقال تركت في بغداد جماعة من الزنادقة يتخذون المعازف يسمونه السماع
    وإثراءً للموضوع فإني أنقل لكم أقوال الأئمة الأربعة والتي أوردها أخي صادق في بحثه مع إختلاف في المصادر والأقوال
    أولا : مذهب أبو حنيفة :-
    عن أبي الطيب الطبري قال : ( كان أبو حنيفة يكره الغناء ..............، ويجعل سماع الغناء من الذنوب ، قال : وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة : إبراهيم ، والشعبي ، وحماد ، وسفيان الثوري وغيرهم ولا اختلاف بينهم في ذلك ….
    قال ابن القيم : ( مذهب أبي حنيفة في ذلك من اشد المذاهب ، وقوله فيه أغلظ الأقوال ، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها ، كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة …
    وقال أبو يوسف القاضي في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي : ادخل عليهم بغير إذنهم ، لان النهي عن المنكر فرض …. انتهى كلامهم .

    ثانياً : مذهب الإمام مالك :-
    قال أبو الطيب الطبري : أما مالك بن انس فانه نهى عن الغناء وعن استماعه وقال : إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له ردها بالعيب …..
    وقد سُئل مالك عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال : إنما يفعله عندنا الفساق .

    ثالثاً : مذهب الإمام الشافعي :-

    عن أبي الطيب الطبري قال : قال الشافعي : الغناء لهو مكروه يشبه الباطل ، ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته ….
    قال الشافعي : وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته ، ثم غلظ القول فيه وقال : هو دياثة …
    قال القاضي أبو بكر الشامي الشافعي : لايجوز الضرب بالقضيب ولا الغناء ولا سماعه ، ومن أضاف هذا إلى الشافعي فقد كذب عليه .

    رابعاً : مذهب الإمام احمد :-

    قال عبد الله ابن الإمام – احمد – سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني …..
    وسُئل عن رجل له بنات يريد أن يبيع داره ويشتري المغنيات ، لابنه أن يحجر يمنعه ؟
    قال : أرى أن يمنعه ويحجر عليه .
    وروى المروذي عن احمد بن حنبل انه قال : كسب المخنث خبيث يكسبه بالغناء .


    ذكر إجماع ألائمة على تحريم الغناء والآت اللهو :
    مما ذكرنا يعلم اتفاق الأئمة الأربعة على المنع من الغناء والآت اللهو …
    وقد حكي شيخ الإسلام ابن تيمية اتفاقهم على المنع من ألآت اللهو فقال في بعض كتبه : والآت اللهو لا يجوز اتخاذها ، ولا الاستئجار عليها عند الأئمة الأربعة …
    وقال في رده على الرافضي : الأئمة الأربعة متفقون على تحريم الملاهي التي هي آلات اللهو ، كالعود ونحوه….
    قال ابن القيم : أما سماع المكاء والتصدية والمعازف والخمريات ، وعشق الصور من المردان والنسوان ، وذكر محاسنها ووصالها وهجرانها ( كحال أغاني اليوم ) فهذا لو سئل عنه من سُئل من أولي العقول لقضى بتحريمه ، وعلم أن الشرع لا يأتي بإباحته ، وانه ليس على الناس اضر منه ولا افسد لقولهم وقلوبهم وأديانهم وأموالهم وأولادهم وحريمهم منه ... انتهى كلامه وصدق فيما قال رحمه الله .
    قال الشافعي : تركت بالعراق شيئاً يسمونه التغبير ( وهي إشعار مغناة مع الضرب بالقضيب ) ، وضعته الزنادقة ، يصدون به الناس عن القران .
    قال ابن حجر الهيتمي في كتابه [ كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع :[
    القسم الثالث عشر : الأوتار والمعازف كالطنبور والعود والصنج ذي الأوتار والرباب ، والجنك ، والكمنجة والسنطير والدريج وغبر ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق ، وهذه كلها محرمة بلا خلاف ، ومن حكي فيها خلافاً فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه هداه ، وزل به عن سنن تقواه ……..
    قال الطبري : وكيف لا يحرم وهم شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون ، وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا في تفسيق فاعله وتأثيمه .

    التعديل الأخير تم بواسطة ناصر محمود الحريري ; 16/08/2009 الساعة 01:38 AM

  17. #17
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية عماد الدين علي
    تاريخ التسجيل
    26/03/2008
    المشاركات
    694
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم


    أخي صادق يسأل : أين يذهب بكل هذه الأحاديث التي تحرم الموسيقى ؟ فأقول : وكيف أحرم أنا أو غيري الموسيقى والغناء ، ولم يأت فيهما نص صريح من كتاب الله ، بل وجاء في سنة رسوله ما يبيحهما ، ولو قال البعض أنها مباحة في أوقات دون أوقات ، فلا حجة في ذلك ، لأن كل ما حرمه الله تعالى في كتابه ، أو في سنة رسوله ، فهو محرم على المسلم قطعاً طوال حياته ، فلا تحل الخمر إلا لمن شارف على الهلاك ، وكذلك لحم الخنزير ، والربا ...إلخ ، إذاً فالرخصة لا تكون إلا فيما إضطر إليه العبد مرغماً .. أما الغناء والموسيقى ، فليس في أخذهما أو تركهما ، ما يندرج تحت هذه الضرورات ..! فإن كان الغناء حراماً لا لبس فيه ، لنهر رسول الله الجاريتين اللتين كانتا تغنيان وتضربان بالدف عند رأسه .. ولما أنتقد عائشة ومن معها من نساء الأنصار ، لأنهم لم يغنوا في العرس ، والحديث كما جاء في سنن ابن ماجه ورجاله رجال الصحيح (وروي ابن ماجة عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله فقال: "أهديتم الفتاة ؟" قالوا: نعم ، قال: "أرسلتم معها من يغني ؟" قالت: لا. فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم ؟!)
    ولو أخذنا برأي بن تيمية ، فقد حرم الغناء على إطلاقه ، حيث قال معلقاً على حديث ( "صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة)قال بن تيميه ( بل فيه دلالة على تحريم الغناء فإن المزمار هو نفس صوت الإنسان يسمى مزماراً كما في قوله لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود) وعلى هذا الرأي فالغناء حرام على إطلاقه ، فلا يجوز لا في عرس ولا غيره !!! إذ كيف أستخدم مزمور الشيطان بحجة أن هناك مناسبة لذلك ؟! فأي الرأيين آخذ الآن ؟ رأي بن تيميه رحمه الله ، أم كلام رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى ؟!!

    وننقل هنا كلمة جيدة قالها ابن حزم في "المحلي" ردًا علي الذين يمنعون الغناء قال: (احتجوا فقالوا: من الحق الغناء أم من غير الحق ؟ ولا سبيل إلي قسم ثالث، وقد قال الله تعالي: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (يونس: 32). فجوابنا وبالله التوفيق: أن رسول الله –صلي الله عليه وسلم- قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي" (متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب، وهو أول حديث في صحيح البخاري). فمن نوي باستماع الغناء عونًا علي معصية الله فهو فاسق وكذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوي به ترويح نفسه ليقوي بذلك علي طاعة الله عز وجل، وينشط نفسه بذلك علي البر فهو مطيع محسن، وفعله هذا من الحق. ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه، كخروج الإنسان إلي بستانه، وقعوده علي باب داره متفرجًا، وصبغه ثوبه لازورديًا أو أخضر أو غير ذلك ومد ساقه وقبضها، وسائر أفعاله). (المحلي. 9/60).

    واستدلوا بحديث: "كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه عن قوسه" رواه أصحاب السنن الأربعة، وفيه اضطراب، والغناء خارج عن هذه الثلاثة.
    وأجاب المجوزون بضعف الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، فإن قوله: "فهو باطل" لا يدل علي التحريم بل يدل علي عدم الفائدة. فإن التلهي بالنظر إلي الحبشة وهم يرقصون في المسجد النبوي خارج عن تلك الأمور الثلاثة، وقد ثبت في الصحيح. ولا شك أن التفرج في البساتين وسماع أصوات الطيور، وأنواع المداعبات مما يلهو به الرجل، ولا يحرم عليه شيء منها، وإن جاز وصفه بأنه باطل.

    واستدلوا بالحديث الذي رواه البخاري -معلقا- عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري -شك من الراوي- عن النبي -عليه السلام- قال: "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر (الحر: أي الفرج والمعني يستحلون الزني). والحرير والخمر والمعازف". والمعازف: الملاهي، أو آلات العزف.
    والحديث وإن كان في صحيح البخاري، إلا أنه من "المعلقات" لا من "المسندات المتصلة" ولذلك رده ابن حزم لانقطاع سنده، ومع التعليق فقد قالوا: إن سنده ومتنه لم يسلما من الاضطراب، فسنده يدور علي (هشام بن عمار) (انظر: الميزان وتهذيب التهذيب). وقد ضعفه الكثيرون.
    ورغم ما في ثبوته من الكلام، ففي دلالته كلام آخر؛ إذ هو غير صريح في إفادة حرمة "المعازف" فكلمة "يستحلون" –كما ذكر ابن العربي- لها معنيان: أحدهما: يعتقدون أن ذلك حلال، والثاني: أن يكون مجازًا عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور، إذ لو كان المقصود بالاستحلال: المعني الحقيقي، لكان كفرًا.

    ولو سلمنا بدلالتها علي الحرمة لكان المعقول أن يستفاد منها تحريم المجموع، لا كل فرد منها، فإن الحديث في الواقع ينعي علي أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخز وحرير. ولذا روي ابن ماجة هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بلفظ: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير"، وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه.

    والخلاصة: أن النصوص التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح، أو صريح غير صحيح. ولم يسلم حديث واحد مرفوع إلي رسول الله يصلح دليلاً للتحريم، وكل أحاديثهم ضعفها جماعة من الظاهرية والمالكية والحنابلة والشافعية.
    قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": لم يصح في التحريم شيء.
    وكذا قال الغزالي وابن النحوي في العمدة.
    وقال: ابن طاهر: لم يصح منها حرف واحد.
    وقال ابن حزم: كل ما رُوي فيها باطل وموضوع.

    فكيف نجرؤ بعد هذا ونقول ( هذا أمر أجمعت عليه الأمة ) !!
    أليس هؤلاء وغيرهم من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ؟! أم أن الأمة أختزلت في مجموعة من الأئمة عليهم رحمة الله جميعاً ، فلا يجوز أن يتبع غيرهم ، وإن كان الذين يخالفونهم علماء أفذاذ ، شهد بعلمهم وفضلهم القاصي والداني !! وابن تيمية نفسه ، حين جوبه بأقوال العلماء الذين سبقوه ، منهم من هو أكثر وأغزر علماً منه ، فقيل له : كيف تقول كذا ، وقد قال الإمام الفلاني كذا وكذا .. فقال : إن كانوا رجالاً ، فنحن رجال !

    والله الموفق


  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية ابوعمر الاثري
    تاريخ التسجيل
    13/07/2009
    العمر
    48
    المشاركات
    55
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيد المرسلين اما بعد :
    اولا : ان الكثير من المداخلات تتكلم حول محور الغناء بالعموم لكن الاخ صادق طرح فكرة الموسيقى مع الغناء بالخصوص
    فان الغناء هو كلام كسائر الكلام ان كان خيرا فخير.... وان شرا فشر..( فتوى للشيخ ابن باز ), اما مبحثنا هنا فهو في تحليل او تحريم الموسيقى
    ثانيا : بالنسبة لمداخلة الاخ عمر عبد رب النبي لم تتناول موضوع الموسيقى بمثل الطريقة التي تناولت بها "كتاب " البخاري ..فنحن هنا لسنا بصدد تصحيح او تضعيف البخاري ....فان كان لابد من ذلك فارجو من الاخ الاستاذ عمر ادراج موضوع خاص للبخاري لا يتكلم فيه الا من له ولو معرفة بسيطة بعلم الحديث علنا نزيل بعض الشبهات .... وانا يسعدني ان اشارك ان سمحت لي بذلك ..
    ثالثا : الاحوط ان ام تجزم ...
    الغريب ان ايا منا اذا اراد السفر يذهب الى المطار قبل ساعات من الاقلاع مع انه على يقين بان الطائرة لن تغادر المدرج قبل دقيقة من موعدها المحدد .. لكنه يقول ...ربما ...لعل .... وياخذ بالاحوط ...ثم ترانا في امور ديننا ناخذ بالهوى ...فانا رايي ونصيحتي ان من اشكل عليه موضوع تعددت فيه الاراء فلياخذ بالاحوط ( وليس معنى هذا اني شخصيا لا اجزم بحرمة الموسيقى بل على العكس هي حرام كما اعلم والله اعلى علم )


  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية ناصر محمود الحريري
    تاريخ التسجيل
    21/05/2009
    المشاركات
    434
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    أخي عماد الدين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بالأمس كنت تقارع الاستاذ عبد الرحمن هنانو لانه نشر كتاب لرجل يريد ان يقفز فوق تاريخ الامة وعلمائها تراثها وفقهها
    وها أنا اراك اليوم في موضوع الغناء والموسيقى تفعل ما أرادأن يفعله محمد شحرور من القفز فوق أقوال كبار الصحابة والأئمة الأربعة وعلماء الأمة فقط لأنك تحب الغناء والموسيقى مستدلا أنه لم يأتي نص صريح في القرآن يحرم الغناء والموسيقى وتعرف أيضا أن القرآن لم يسمي لنا كل المحرمات والمباحات!!!
    فهل أفهم من ذلك أنك تناقض نفسك؟؟؟
    مجرد سوأل وأنت رجل حصيف وتعرف جيدا أن قضية التحليل والتحريم لا تخضع لأهوائنا وأمزجتنا
    ملاحظة: الإستفتاء في هذه المسألة غير صحيح لأنها مسألة يستنبط لها الحكم من نصوص القرآن والسنة والإجماع والقياس وأقوال العلماء وليس من أهواء الناس وأمزجتهم

    التعديل الأخير تم بواسطة ناصر محمود الحريري ; 16/08/2009 الساعة 02:44 AM

  20. #20
    عضو القيادة الجماعية الصورة الرمزية عماد الدين علي
    تاريخ التسجيل
    26/03/2008
    المشاركات
    694
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: الموسيقى بين التحليل والتحريم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر محمود الحريري مشاهدة المشاركة
    أخي عماد الدين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بالأمس كنت تقارع الاستاذ عبد الرحمن هنانو لانه نشر كتاب لرجل يريد ان يقفز فوق تاريخ الامة وعلمائها تراثها وفقهها
    وها أنا اراك اليوم في موضوع الغناء والموسيقى تفعل ما أرادأن يفعله محمد شحرور من القفز فوق أقوال كبار الصحابة والأئمة الأربعة وعلماء الأمة فقط لأنك تحب الغناء والموسيقى مستدلا أنه لم يأتي نص صريح في القرآن يحرم الغناء!!!
    فهل أفهم من ذلك أنك تناقض نفسك؟؟؟
    مجرد سوأل وأنت رجل حصيف وتعرف جيدا أن قضية التحليل والتحريم لا تخضع لأهوائنا وأمزجتنا
    ملاحظة: الإستفتاء في هذه المسألة غير صحيح لأنها مسألة يستنبط لها الحكم من نصوص القرآن والسنة والإجماع والقياس وأقوال العلماء وليس من أهواء الناس وأمزجتهم
    أخي ناصر الحريري سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

    أرجو أخي الكريم ألا تخلط بين هذا الموضوع وذاك .. فأنا لا أقول برأيي ، فقد إستدليت بآيات من كتاب الله وسنة رسوله ، وبأقوال علماء جاءوا إلى الدنيا قبل أن أولد بألف سنة .. فلا داعي لأن تشبهني بذاك الشحرور يا رعاك الله ، فأنا لست علمانياً - ولا أظنه يخفى عليك الفرق بين الطريقتين في الطرح - ولا سلفياً كما تريدني أنت .. أنا رجل أتبع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ، وأقرأ ما أفاض الله به من علم وفضل على علمائنا ، فإن رأيت صواباً أخذت به ، وإن رأيت خطأ ، اكتفيت بما ظهر من كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ، وذلك ليس إعمالاً مني للعقل الذي كرم الله به بني آدم فقط ، ولكن لقوله صلى الله عليه وسلم ( استفت قلبك وإن أفتوك ) قالها ثلاثاً .

    مودتي واحترامي


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •