خصائص التفكير العلمي

ليس بالضرورة أن كل معرفة، هي معرفة علمية، غذ كي تكون المعرفة علماً لا بد أن تتمتع بعدة خصائص أبرزها:
1- أن يكون الإدراك فيها علمياً وليس فطرياً، إذ لا وجود للعلم ما لم يتحول الإدراك الكيفي إلى إدراك كمي لأن الصفة العلمية الأولى للإدراك العلمي أنه إدراك كمي.
2- إدراك الصورة – القانون العام وليس االاجتماعي. إدراك الجزئيات ، التفكير العلمي يدرك العوامل المشتركة بين الظواهر والأحداث والتطورات على الباحث ألا يكتفي بادراك الجزئيات لميدان بحثه بل عليه أن يتعمق في إدراك هذه الجزئيات مستقرئاً أبعادها ومستنبطاً نتائجها كي يصل في النهاية إلى إدراك القانون العام المنظم لتلك الظواهر أو الأحداث أو التطورات . فعزل الظاهرة عن سياقها التاريخي أو الاجتماعي .. يفقد الباحث القدرة على اكتشاف القانون المنظم لها ويجب عدم وقوف الباحث عند الجزئيات .
3- القضية العلمية قضية اجتماعية ، أما اللاعلمية هي قضية فردية ، فعلى الباحث أن يعرف ما يطرحه من قضايا علمية وأن يعرف أن ما يطرحه من قضايا علمية لابد أن يطرح بلغة اصطلاحية ورموز متفق عليها عند مجموعة من المشتغلين بنفس الميدان .
4- ثبات الصدق لدى الحقيقة العلمية عدم ثباته للمصادفات : فالقانون العلمي ينطبق على جميع الحالات المشابهة والموجودة .
5- تناسق خطوات البحث :
إن حقائق أي علم هي متكاملة، منظومة واحدة متكاملة ، وليست أشتاتاً مبعثرة ويجب أن يحرص على التنظيم في جميع مراحل البحث العلمي .
قد تكون الملاحظة الدقيقة هي الخطوة الأولى ثم جمع المعلومات وتنسيقها تليها عملية قراءة وتفسير وتحليل هذه المعلومات بقصد الوصول إلى تعميم أي قانون يؤكد الفرضيات الأولى أو ينفيها .
و يجب أن يناقش الباحث الملومات التي حصل عليها، ثم ما مدى التناسق بين هذه المعلومات وبين ما يتوصل غليه الباحث من استنتاجات كلها أسئلة هامة وتشكل سمة أساسية من سمات البحث العلمي.
6- الموضوعية :
تعتبر النزعة الذاتية واحدة من المزالق الخطيرة التي يتعرض لها الباحث ويمكن أن تؤدي إلى انحراف البحث ...
فالبحث العلمي هو بحث موضوعي ، وسمة الموضوعية التي تعتمد على استخدام أسس البحث العلمي شرط أساسي لا يكون البحث علمياً بدونه.
7-الدراسة العلمية هي دراسة متغيرات :
إذا أراد الباحث دراسة متغيرات لا بد من تناول قضايا كلية لا بد من تحليها ودراسة كافة العوامل التي تقف وراءها أو تؤثر بها .
ولكي تكون المعرفة علماً لا بد من التقدم بألفاظ كمية ( لا كيفية ) وأن تمثل الصورة المشتركة للجزئيات وتكون قابلة للاختبار صدقها في كل مكان وزمان وأن يكون صدقها ثابتاً وأن تقوم على شكل منظم وأن تكون خلاصة لدراسة جملة المتغيرات والعوامل التي يتوقع تدخلها وتأثيرها في الظاهرة المدروسة ولا بد أخيراً من أن تتصف بالموضوعية .
مزالق يمكن أن يقع الباحث فيها :
الخطر الأول الذي قد يعرض الباحث للانحراف عن النهج العلمي هو الطبيعة البشرية للباحث، ثم الأفكار والدوافع والمعتقدات والميول الخاصة التي تعود إلى عوامل بيئية وتربوية ومهنية.
عالج الفلاسفة الأسس العلمية للدراسة الاجتماعية وحدودها بكثير من الدقة والوضوح :
- ديكارت : أكد على عدم التسليم بصدق شيء دون التأكد من ذلك ودعا إلى تقسيم المشكلة – الظاهرة – إلى أجزاء ( التحليل ) حسب كل حالة وإلى ترتيب الأفكار ابتداء من البسيط والسهل صعوداً إلى المعقد والقيام في كل حالة ومرحلة بالإحصائيات التامة والمراجعات الكاملة لضمان عدم إغفال شيء .
دوركهايم : حرص على ضرورة دراسة الظواهر الاجتماعية بوصفها اشياء أي أن تدرس بذات الطريقة المتبعة في العلوم الطبيعية وهذا يعني أنها تصلح لأن تكون مادة للملاحظة والتجربة .
دعا للانطلاق من الشك وعد التسليم بصدق القضية ما لم يتم التأكد من صحتها ن لا بد من التحرر من الأفكار السابقة وعدم الوقوع في أسر الأفكار الشخصية .