مر ردح طويل من الزمن ً على الأمة العربية وهي في حالة (تقدم) مطرد نحو التخلف والجهل والسطحية والاستبداد وبهتان الحكام وغيره , ومر وقت أطول والأمة تشكي من (تراجع ) حاد في مجالات الإبداع الفني والأدبي ووو و تصنيع الفكر الراقي الإنساني الذي يكونَ لبناء حضارة واعية مستقبلا تنفع كل أبناء الأمة في جميع المجالات الذي يشغل بالي بصدق ألان هو سؤال يقول كيف استطاع العدو أن يكبل قدراتنا ويستغل الإجازة المفتوحة التي أعطيناها لعقولنا بمرتب كبير منحناه لأنفسنا و يتكون من عدد لا منتهي من جزيئات
(السذاجة والسطحية والاهتمامات التافهة ) التي أصبحت السمة الأساسية لشخصيات البعض منا والعياذ بالله, وكيف استطاع العدو الطامع أن يروض مشاعرنا وعقولنا التي صارت ترى بالحضارة الغربية والابتكار الغربي و كل ما يمت للغرب بصلة هو أمر لا غنى لنا عنه كيف لا والغرب هو الأكثر منا تقدم ووعي وثقافة وتطور وانفتاح , فهم ابتكروا الموبايل الذي نستخدمه وهم اخترعوا النت الذي صار من أسياسيات حياتنا اليومية وهم صنعوا الطائرة التي نسافر بها والتلفاز الذي نشاهده ووووووو ولا داعي لان اعّد المنجزات التي قدموها للإنسانية في الوقت الراهن ..أما نحن فقد انتهى بنا الحال لنكون أوطان مستعمرة اقتصاديا وسياسيا و عسكريا وهذا كله تحصيل حاصل لاستعمار خطير هو الاستعمار الفكري الذي نعاني منه أولا ...! و انأ هنا لست متحيزة ضد الحداثة والحضارة الغربية بشكل كامل لأني أؤمن أنها قدمت للبشرية مظاهر تكنولوجية علمية هائلة استفادت منها البشرية وهذه من حسنات الحضارة الغربية ذات الوجه الجيد التي اعترف
بها فقط , لكن عجبي هو أليس الغرب هم من اقتبسوا كل هذا من امة العرب أولا ..! نعم منا فهل نسينا أن امة العرب والإسلام هي أول من ولدت الحضارة بمفهومها الإنساني الراقي فمن يستطيع أن ينكر أفضال الفارابي وابن رشد وابن الهيثم والخوارزمي والذبياني وووو في مجالات الطب والرياضيات والهندسة والعلوم بل ومن ينسى مآثر الرسول الكريم والصحابة وآل البيت عليهم السلام أجمعين الذين أدخلهم الله في أصعب امتحانات الحياة ليكونوا لنا قدوة ومنهج نسير عليه , ولكننا بجهلنا وضحالة تفكيرنا أبينا أن نطور ارث حضارة هؤلاء وارث حضارة عصر النهضة وانشغلنا بحروب ومهاترات وتحزبات لعينة وتفرق وحماقة طائشة أحرقت الأخضر واليابس حتى فقدنا شهية الابتكار والتطوير وأغلقنا الإذن عن سماع بعضنا البعض لنشد من أزر ثقافتنا ووعينا ونمنح فرصة لتعميق الوعي بدواخنا وتشخيص مكان العلة حتى صرنا لا نعرف نقرأ ولا نعرف نكتب ونعاني بوضوح من أمية فكرية لأننا لا نفكر و لا نناقش ولا نمنح فرصة للعقل واللسان أن يتحدث وان حصل فنحن (نجعل الصراخ والشتائم ولغة المؤامرات والاتهامات الجاهزة التي تكون خارج نطاق ما نناقشه دائما هو أسلوب كلام وتفكير و بالتالي هو أسلوب حياة بحد ذاته) واستسلمنا لظاهرة الاستهلاك وليس الإنتاج ولهذا إن الأمة العربية صارت امة مستهلكة من الطراز الأول فبالرغم من أنها تمتلك مقومات رائعة تتمثل بأرض زراعية خصبة وثروات طبيعة مهمة كالنفط والغاز ووووو موقع استراتيجي تجاري مهم نحُسد عليه إلا إننا نادر ما نوظف كل هذا لصالحنا للأسف الشديد بل نتعارك ونتسابق لأهدائها الى الغريب مع برقية شكر وعرفان وقبله نطبعها على جبينه لمعروفه باكتشاف وتطوير ما نملك ومن ثم تقديمه لنا على شكل هبة فقيرة مع منة وذلة ونحن نفرح بها كفرح البلهاء...! أو أن تسخر هذه الثروات للحاكم وحاشيته دون الشعب وكأنها وجدت لأجله فقط ...! وهنا ينبغي لي الاعتراف بأن أعداؤنا يعرفون قيمة حضارتنا وقيمة أوطاننا أكثر منا والدليل هو سرقة المتحف العراقي وتهديم اللبنة الأساسية الحقيقية في فلسطين فهم _أي الطامعين_ يعون قدر بغداد والقدس و سوريا واليمن والسعودية وووو أكثر منا وما تملكه من إمكانات عظيمة وبذلك هم استطاعوا أن يوضفوا علومهم وحداثتهم ومزجوه بتاريخنا الذي نجهله وهم يعرفوه .. ونحن أخر من يعلم و يا لعمق المأساة
أقول هذا بوجع حقيقي لأننا وبكل بساطة أصبحنا ألان أبناء امة تذبح الخير وتكره التطور وتعشق التخلف والتقليد الأعمى كعشق الأم لأبنائها وأكثر , انظروا ألان إلى حال مثقفينا من الأدباء والكتاب والفنانين والشعراء و المفكرين الذين وكما نقول باللهجة الشعبية
(رايحين بين الرجلين لا حول لهم ولا قوة ) بعد أن مزق الجوع والفقر والمرض والمنافي ومضايقات النظام كل ما استطاع أن يصل إليه , ليعطي الفرصة للجهلة والطارئين والدجالين من المتملقين وأبواق الفن الهابط و أصحاب الأقلام الرخيصة ليحتلوا مراكز مهمة ما كانت لتخطر في أحلامهم حتى .. فكم من مبدع ومفكر وصاحب قلم راق وأصيل يحمل هم أمة وصفها رب العزة ورسوله الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بأنها خير الأمم , يركن على الرف بعد ا ن غمرته وخنقته وغطت على ملامحه عاصفة هذا المتملق الهوجاء ..؟وكم من فنان سواء كان ممثل أو مطرب أصيل أو شاعر مهم وكاتب مبدع يبات ليله يتلوى ألماً وهو لا يملك ثمن العلاج بل ولقمة العيش وإيجار السكن وووو ..؟ أليس هذا الواقع المر الذي نتذوق علقمه كل يوم , نحن نقوم بما يطلب منا وما اعتدنا عليه دون تفكير فنحن نصلي وكأن الصلاة واجب دون أن نفكر بمضمونها العميق الحقيقي الطاهر ونأكل بشراهة دون معرفة الإضرار لهذه الشراهة وننام بشكل مفرط ونسافر لأننا نريد الاستمتاع فقط دون أن نفكر بفائدة الاطلاع والاحتكاك بشعوب العالم الذي يوفره لنا السفر لان هذا الذي اعتدنا عليه دون أن نسأل أنفسنا بالضبط ماذا نريد لأننا أصلا تجد صعوبة في تحريك الذهن والتفكير . نحن متطرفون كل شي لدينا أما ..أو ... من نحبه نجعل منه ملاك منزه من الأخطاء ومن نكرهه نجعل منه شيطان رجيم نريد الحد الأقصى من كل شيء دون وعي عميق .. أسلوب معاملتنا للأطفال خاطئ وأسلوب تفكيرنا بالمرأة إلى ألان جاهل و سطحي وخاطئ نجهل الكثير عن اقرب الناس ألينا لأننا نخشى الاقتراب منهم ..نسعى لاغتيال الجمال في القصيدة لأننا فقط لا نهتم بالشعر وليس بنقد حقيقي...! والكلمة التي تقال على اللسان تفُسر حسب ما نريد نحن وليس كما يقصد بها المقابل سواء خيرا أو شرا ...! نصرف ساعات لمشاهدة القنوات التافهة التي تسطح الذهنية أما البرامج التعليمية التثقيفية التي تخاطب العقل فهي محذوفة من قاموس حياتنا ولا نرد على مواضيع غاية في الأهمية لم نتعمق بقراتها لأننا بمزاج لا يسمح
بذلك وتحتل المجاملات الكاذبة والإفراط بالمديح حد اللاحد بتعاملاتنا مع بعضنا. إلى ألان نفهم العولمة على أنها تقليد للأخر بشكل اعمي كما نرى بشبابنا اليوم الذي يثير منظرهم الاشمئزاز
(والتعميم مرفوض طبعا ) و لم نفهما على أنها تبادل ثقافات وحضارات تحت نطاق سليم لا يخدش الهوية والفكر ويرحب بالتطور العقلاني الفاهم نستخدم كل ما هو جديد ومتطور علميا للإساءة وليس للمنفعة ونريد من الأطروحات ما تطابق مقاييس أفكارنا الذي لا تتبدل ويا ليتها كانت أفكار نيرة , نشكو من جور حكامنا دون أن نتجرأ على مواجهتهم , نريد التغيير بطريقة ثورية متهورة دون معرفة العواقب , نتجادل بجهل وتطرف في أمور لم يعاصرها حتى أجدادنا ولا نعرف كيف أن نجعل من ا خطاء الماضي عبرة وسلم لنصعد عليه لبناء غد أكثر وعي و إشراق , نحلل الحرام ونحرم الحلال و نفسر الدين على ما يناسب مصالحنا فقط ونتمسك بمذاهبنا بطريقة همجية دون ديننا بالأصل ...! ونرى الأمور من وجهة نظر واحدة متعصبة والويل للمن يريد النقاش بأمور خارج نطاق ما اعتدناه , نحكم على المظهر دون الجوهر , وووووو وبكل ما نملكه من إمكانات وموارد لم تحظ بها غيرنا من الأمم ومع المعجزة العظيمة التي انزلها الله على امتنا وهو القرآن الذي نزل ليكون نواة الإسلام الرحب المتسامح الذي يجعل من الاختلاف شيء طبيعي ومن دعوته للوحدة والتكاتف أسلوب حياة راقية ومن الأخذ بعبر الماضي و ترتيب حياة الإنسان بكل خير هو غاية ومقصد عظيم ومن الخصوصية التي حباها الله لنا ومع هذا لسنا بأكثر الأمم رقي وثقافة وعلم ووعي وتوحد بل على العكس نحن من نوصف ببلدان العالم الثالث الذي ما يزال يباع به النفط في مركبة يجرها حمار .. أجلكم الله وهذا اقل ما خطر على بالي . لا نجيد الفصل بين الإرهاب والمقاومة وبين الوطني والخائن وبين المتعلم والمثقف. ومازال للامية و التخلف والفقر وهو الثالوث المدمر مساحة شاسعة في حياتنا ومازلنا امة مسلوبة الإرادة غير قادرة على تغيير مجرى حياتها لأنها لا ترضى بتغيير عقول أبنائها (ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ..لكن متى وكيف ونحن غارقين في مستنقع الخلاف الذي يطحن العلاقات الإنسانية فيما بيننا كآدميين فكيف إذا أردنا ذلك كأبناء وطن وأمة واحدة متى نتحد ونفهم أن الاختلاف مقبول مادام يصب في مصلحة الأمة اجمع دون ذكر تشخيص محدد .. انأ هنا ادعوا إلى التحرر الفكري الذي يخرج البدائل ويشخص مكامن الضعف ويحفظ هيبة وكرامة إنسانية الآدمي سواء كان عربي أو لا المهم انه إنسان لكني خصيت العرب بهذا لأنهم أكثر من يحتاج إلى القيام بعزم من هذه الكبوة أقول هذا لأني أحب أمتي وأغار عليها وأريد أن أراها أفضل وأحسن الأمم أريد أن يكون للحوار الراقِ المنفتح دور في حياتنا يجب أن يكون الخلاف والرغبة الحقيقية بالتغيير للأفضل مكان يجب أن نستمع إلى نداء العقل والضمير ونعترف بأخطائنا ونتخذ من النهضة والحداثة التي لا تمحو هويتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية الأصيلة مذهب فكري ومرجع نعود إليه كل ما اشتدت بنا الحيرة وأسلوب حياة تليق بآدمي متنور واعِ يسعى للكرامة والعزة في وطنه فبهذا وحده نستطيع أن نقول بأن وضعنا إقدامنا إلى أولى خطوات التحرر فالتحرر الفكري هو الخطوة الأولى نحو التحرر الاقتصادي والسياسي والعلمي وووو دعونا نؤسس للأجيال القادمة ارث ينتفع به بدل هذا الحال المخزي فهل سنفيق من غيبوبتنا الفكرية القاتلة ومتى .. و هنا الرهان الأكبر