آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: خبْط ... لزْق/القسم الأول/د. جابر قميحة

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي خبْط ... لزْق/القسم الأول/د. جابر قميحة

    خبْط ... لزْق/القسم الأول

    أ.د/ جابر قميحة


    ( كثيرا ما يستخدم المصريون هذا التركيب " خبط ... لزق " . وهذا التركيب ليس عاميا كما يعتقد بعضهم : فالخبط هو الضرب ، واللزق هو اللصق . ويستخدم هذا التركيب في الدلالة على أن الضرب أو الرأي أصاب ، وأتى بنتيجته مباشرة دون تأخر ) .

    وهذه الحلقات تعد من الأدب الهادف الذي يحمل في بساطة وعفوية إسقاطات سياسية واجتماعية ، يدركها المواطن المصري بسهولة . ومن حق القارئ أن ينسبها إلى " الأدب الساخر " .



    (1)

    فى بيتنا فأر

    كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة مساء, وزوجتي في المطبخ تعد طعام العشاء, وفجأة ندّت منها صرخة رهيبة «فار.. فار».. وقفزتٍ بكل ما تملك من قوة مغادرة المطبخ, وغلّقت الباب وراءها:

    - ماذا جري؟!!!

    - فار.. فار.. في حجم القطة.. دخل من شباك المطبخ.

    - علي أية حال نتناول العشاء.. ولا تتركي أي طعام مكشوفًا والصباح.. رباح.

    وأحكمنا إغلاق باب المطبخ إلي أن نستعد في الصباح لخوض المعركة مع هذا «المستوطن» الغريب. وفي الثانية صباحًا سمعت صوت خشب باب المطبخ كأنما يُقرض من الداخل. فلم أهتم للأمر. وفي الصباح فتحت باب المطبخ بحذر شديد خشية أن ينطلق الفأر من المطبخ إلي حجرات النوم فتكون كارثة.. فرأيت عجبًا.. سيادة الفأر «قرض» باب المطبخ من أسفله بطوله, وبارتفاع سنتيمتر واحد, وبعمق قرابة نصف سنتيمتر.. فأكل من الخشب ما أكل ، وترك أغلب ما قرضه في خط مستقيم.

    لابد من مصيدة.. وليكن الطُعم «بسطرمة», ولكن سيادته رفض دخولها علي مدي يومين.. واستخدمنا «اللاصق» القوي علي قطعة من الكرتون في وسطها قطعة من الجبن, ولا فائدة.. استعنّا بكل أنواع السم وخلطناه بجبن, ولحم, ولانشون.. ونثرناه في أماكن متفرقة من المطبخ.. ولا فائدة, ولكن العادة التي حافظ عليها الفأر.. هي «قرض» مزيد من باب المطبخ من أسفله..

    خمسة أيام لم يعد للفأر حس.. ماذا حدث ؟ الله أعلم.. ومرت ثلاثة أيام لا حس ولا خبر.. وشعرنا بشيء من الطمأنينة.. وفي المساء دخلت زوجتي المطبخ لتعد العشاء كالعادة. وفجأة سمعتها تصرخ: «الفار.. الفار» ولكنها لم تغادر المطبخ هذه المرة.. لقد عثرت عليه ميتًا تحت القرص الأعلي لـ«البوتاجاز»..

    عجيبة: لأول مرة أري فأرًا بهذا الحجم ولونه يميل إلي «البنفسجي», وهو يرقد بسلام علي جنبه الأيسر, وقد التف علي نفسه في شكل دائرة, وطرف ذيله في فمه.. وناديت البواب الذي رفعه.. وأنا أقول له: حلال عليك.. فالحصول عليه أسهل من الحصول علي اللحم السوداني.

    تعليقات

    - قال خبراء الفيران في تفسيرهم لتفضيل الفأر الخشب علي اللحم والبسطرمة: أصله فار «فأري». وبعضهم قال: أصله فار «نباتي».

    - يُعتقد أن هذا الفأر كان ذا ميول أدبية شعرية ؛ لأنه كان مغرمًا «بقرض» الخشب.

    - قيل إنه وضع طرف ذيله في فمه وهو يموت ؛ لأنه كان يعض «ذيل» الندم.

    - كان الفأر في هيئة دائرة مغلقة ؛ لأنه أراد أن «يقفل الدايرة عليه» بمناسبة اقتراب موسم الانتخابات.

    - يقال إنه كان من «الفيران السمان» ، ورحم الله رفعت المحجوب صاحب اصطلاح «القطط السمان».

    - يقال إن الذي «سمّنه» أنه «هبر» مبلغًا ضخمًا من «فيدرال فأريشن بنك» . وعمْر الحرام ما ينفع.

    - كان الفأر بنفسجي اللون.. وقابلته أرواح أجداده بأغنية «ليه يا بنفسج؟».

    (2)

    الجاسوس مصراتى

    سلاح التجسس في كل صوره تستخدمه إسرائيل, بل يستخدمه الصهاينة قبل أن ينهبوا أرض فلسطين, ويقيموا عليها دولة الغدر والعدوان. هذه المعلومة أعرفها جيدًا, وقرأت عن حالات من التجسس الصهيوني غريبة كل الغرابة.

    ولكن الجديد الذي لم أكن أعرفه هو حكاية الجاسوس مصراتي, ولولا ما نشره عنه الأستاذان الفاضلان مختار نوح وجابر قميحة في عدد الأسبوع الماضي لكنت -كما كنت- خالي الذهن جاهلاً كل شيء عن هذا الخنزير الذي استخدم للتجسس كذلك ابنه وابنته التي كانت تستخدم الدعارة لنقل الإيدز للشباب المصري .

    كان ذلك سنة 1992. وذهلت حين قرأت أن «مصراتي» «بال» علي المحكمة واعتدي بالضرب علي الضابط المصري الذي أراد أن يوقف «دُشه» البولي الموجه .. وطبعًا أُفرج عنه وعن آله لسبب لا نعلمه.

    تعليقات..

    - ثبت أن جد مصراتي هذا من مدينة «بال», كما أنه يمت بصلة قرابة إلي «جون بول».

    - أصر مصراتي أن ينُتدب للدفاع عنه محامي من «مصلحة المجاري» قال أحد الظرفاء: ما تخافش : ما جاري عليك إلا كل خير.

    - اقترح أحد الصحفيين الإسرائيليين علي دولته أن يكون شعارها «المبٍولة» بدل النجمة تخليدًا لذكري معركة البول.

    - ثبت من التحقيقات أن «مصراتي» أصلها «صُرَماتًي» وغيّر اسمه لزوم التجسس.

    - وغلب عليه لقب «صرماتي» لأنه في شبابه كان يعمل «اسكافي» أي يصلح الأحذية المحزوبة. واسمه الأصلي في شهادة الميلاد «كوهين المجلد».

    - في استراحة الجلسة طلب «مصراتي» «واحد قهوة إسكافيه».

    - ثبت أن مصراتي كان بينه وبين والد عزام عزام «رباط» صداقة.

    - سئل مصراتي: بعد عودتك إلي إسرائيل, ما مشروعك المستقبلي ؟ فأجاب: لخدمة المواطنين سأنشيء مصنعًا «للبول المعلب».

    (3)

    خروفيات

    في عهد السادات وقف النائب محمد أحمد في مجلس الشعب يصرخ -والسادات علي المنصة:

    - الغلاء يا ريس.. الغلاء هياكل الناس.. البيضة الآن بأربعة قروش.. وبكره تبقي بخمسة.

    ومن بضعة أيام شاهدت فيلمًا من إنتاج الستينيات يُعرض في التليفزيون, والأم تحث ابنتها الجامعية علي البحث عن عمل.. ومما قالته لها:

    - كل حاجة الوقتي بالغلا والكوا : كيلو اللحمة يا بنتي الوقتي بثمانين قرش.. بكره يوصل لجنيه..

    ورحم الله أيام طفولتي كان الكبش بثلاثة جنيهات ، والتيس الضخم بجنيه واحد, ورطل اللحم بقرشين.

    والقرش يشتري عشر بيضات. يعني الجنيه يشتري ألف بيضة. لا ثلاث بيضات كما هو الحال الآن.

    وكانت مصر تُطعم جيوش العالم في الحربين العالميتين الأولي والثانية.

    أما الآن فثلاثة أرباع ما يدخل بطن المصري مستورد من الخارج بما في ذلك دول العالم الثالث.. من لحم وقمح وأرز وسكر. ولا أنسي أن مصر كانت ترسل معونات عينية إلي بلاد ودول (صغري) تفوقت عليها حاليًا في الإنتاج الزراعي والصناعي.

    وحتي اللحم المستورد من الحبشة والصومال والسودان, يسمع به المواطنون ولا يشاهده إلا «فئة» معينة من أهل الحظوظ و«الوصول», ووصل سعر كيلو اللحم الضاني البلدي إلي 40 جنيهًا.. يعني ثمن 13 كبشًا في أيام طفولتنا.

    ونقول لشعبنا المطحون: جوعوا تصحوا.. أو موتوا تصحوا.. يرحمكم الله. تعليقات

    *سئل مسئول كبير جدًا في الحزب إياه (حزب الغُلٍبيّة): كيف تستوردون اللحم من الصومال والسودان والحبشة, ونحن بلد الخير والسمك واللحم ؟ فأجاب بحيرة: يا ناس افهموها بقي!! إننا نعيش «قرن» العولمة. وهدفنا سياسي لا اقتصادي, وهو العمل علي الاندماج في «وحدة أفريقية شاملة» . وقد كلفنا المغني المصري المشهور «معلوف عكاوي» بأداء أغنية بهذا المعني ذات كلمات رقيقة و«لحم مميز».

    * دفع أحدهم 800 جنيه في خروف صغير ، بعد أن أوسعه بائع الخراف ضربًا لأنه أجرم وقال للبائع البلطجي: داه مش خروف ده أرنب!!

    سُحب الخروف إلي زوجته.. رأته والكدمات في وجهه وملابسه مبهدلة.. صرخت: ما هذا؟!.. إيه اللي جري؟

    - الراجل المفتري ضربني لأني قلت: ده مش خروف ده أرنب.

    - إنت لم تكذب.. أرنب.. وحياتك أرنب.

    - مش كده؟

    - طبعًا.. بس أنا ما أقصدشي الخروف.

    * قال لصاحبه: تصور.. اللحمة الضاني البلدي في السوق بعشرين جنيها..

    - مش ممكن.. كدٍب.. شيء لا يصدق!!

    - ليه يا أخي.. بقول لك تصوّرٍ.. تصوّرٍ هو التصور حُرُم.

    * الواد بلية سار مع أبيه في السوق فرأي اللحم معروضًا عند الجزارين فصرخ: بابا.. بابا.. اللحمة طلعت..

    - اخرس يا ابن (......) دي تـهيؤات.

    * زعيم عربي أراد أن يعرف رأي الناس فيه من كلامهم العادي العفوي, فتنكر في «شكل جزار» ووقف في دكانه الذي اكتظ بالعجول والخراف المعلقة, ولكن أحد أبناء البلد من العيال المخلصة عرفه فقصده قائلاً:

    - يا معلم, اديني كيلو من «الجبهة».

    - آسف.. معنديش إلا «لسان».

    * في برنامجها الإذاعي الناجح توجهت آمال فهمي بالسؤال لأحد المواطنين:

    - اسمك إيه من فضلك؟

    - محروم السيد مفروم من قرية «كَرٍعة» مركز «بهرٍيز القصٍّ».

    - تحب تسمع إيه لأم كلثوم?

    - أغنية «طوف وصوف».

    - ومين الشاعر اللي يعجبك ؟ وليه؟

    - يعجبني الشاعر «أنجر الساطوري» وخصوصًا في قوله:

    أنا اللي قلبي اندبحٍ بإزازة مكسورةٍ

    أنا اللي قلبي انكوي بقي لحمةٍ مشويّة

    * حقق أحد معارض الصوتيات ثروة طائلة من بيع شرائط كاسيت «المأمأة».. وهي مسجل عليها أصوات الخراف. وكان أغلب المشترين من المواطنين الفقراء ومتوسطي الحال.. والهدف «إيهام الصغار والجيران بوجود خروف» في السكن.. من باب «الفشخرة» . والأسعار المعلنة: شريط صوت كبش 5 جنيهات, شريط صوت خروف عادي 4 جنيهات, شريط صوت مأمأة جدٍي: 3 جنيهات, شريط أصوات مختلطة خراف, كباش, جدٍي 6 جنيهات.

    * رأي الديك الرومي الخروف وهو يساق إلي الذبح فضحك شامتًا.. فلعنه الخروف وقال له: بكرة جاي لك الكريسماس يا ابن التيس.

    وكل أضحى وأنتم بخير.

    عن رابطة أدباء الشام

    التعديل الأخير تم بواسطة السعيد ابراهيم الفقي ; 04/09/2016 الساعة 02:09 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •