خبْط ... لزْق/القسم الثالث

أ.د / جابر قميحة


(7)

المخدرات والطوارئ

علي مدى ربع قرن , وشعبنا المسكين المطحون يعيش تحت وطأة الطوارئ... أما القوانين الطبيعية فقد خدروها لتروح في نوم عميق.. عميق, وتحولت مصر.. من مصر المحروسة.. إلي مصر المخروسة. فطردت «الخاء» الخيبانة, «الحاء» اليقظانة. وتسمع من «الأمنيين الكبار جدًا» أن الطوارئ ما هلّت إلا لمحاربة الإرهاب وتجار المخدرات, وتأتي أحداث «طابا» لتخرج لسانها في تحدّ وتبجح.. وقلنا: إن الإرهاب لا يحارب إلا بالعدل والتربية ورفع مستوي الشعب, فقالوا: اخرسوا أيها الظلاميون..

أما المخدرات فلها مكانها في كل مكان.. وتعددت أنواع المشمومات وأشهرها الهيروين.. وظهر ما هو أشد تأثيرًا منه واسمه (أبو الجماجم) ، وينتج بتحويل الجماجم البشرية إلي مسحوق.. أما الحشيش فهو سيد المدخنات, وأرقاه وأغلاه (الغبارة).. أما أحط الأنواع -ويسمونه حشيش الفقير- فهو «البانجو» وهو يباع في القري والأحياء الشعبية «بالحزمة» كالفجل والجرجير, كما أنه يزرع فوق سطوح المنازل وفي شرفاتها..

وكل شيء «انكشفَنٍ وبان» كما يقول الممثل عبد المنعم مدبولي. وثبت أن قانون الطوارئ إنما شرع لحماية «الكراسي».. وضرب أصحاب الفكر, وكتم «أنفاس» كل ذي رأي بنّاء معارض. لينفرد «الوطني» بالساحة وصدق الشاعر الشعبي:

ولا كل من لبسْ العمامة يزينها

ولا كل من ركب الحصانْ خيّالٍ

تعليقات

تفنن تجار المخدرات في أسماء «ماركة» يكتبونها علي أغلفة ترب الحشيش وهي تصنع من الدمور والدبلان الفاخر, ومن أشهر الأسماء : حبايبنا الحلوين- كركر وفكّر- الشيشة والتحبيشة -ليالي الأنس في الكبسة- باطنية ميّة الميّة- بص ورص- كلّه «ماشي»- أما فحٍم- العبارة في الغُبارة- الحجر الكريم- ليّمني ع الكرسي.

* بين مسطولين دار الحوار الآتي:

- الحكومة بتقول: لا أمن ولا أمان إلا تحت مظلة الطوارئ. هيّ مظلة الطوارئ دي فين؟

- طبعًا في شبرا المظلات. وبعضهم بيقولو في شبرا الخيبة.

- طيب ما تيجي ناخد لنا فيها «تعسيلة».

*. سأل الشمام صاحبه:

- هيه.. هوّ ابنك كده مش كبر وبقي شمام زيك؟

- لا أبدًا. وحياتك دا لسّه «كونتلوب».

.* سألوا الحشاش: تحب إيه من الفاكهة؟

فأجاب: أحب التفاح والكمثري و«البانجو»

.* وقالوا له: انت زعلان علشان ابنك جاب مجموع بسيط في الثانوية العامة؟!!

- أبدًا وحياتك.. أصل أنا ما يهمنيش الكم, أنا يهمني «الكيف».

*. سألوا الحشاش: أنت ليه سميت ابنك «ولعة»؟

فأجاب: عشان أخده «للجوزة» وقت عوزة.

.* سأل مدرس العربي الواد «ولعة»: ما مؤنث «كبش» يا ولعة؟

- «كبسة» طبعًا.

*. دار الحوار التالي بين حشاشين:

- هيه.. إزيّ صحتك الوقتي؟

- الأشيا «معدن» والحمد لله.

- وابنك «ولعة» ؟

- شقي قوي.. وطايش, و«ميزانه» خفيف.

- معلهش.. استحمله.. اوعي «تشدّ» معاه.

.* سألوا تاجر المخدرات - وهو في طريقه إلي حبل المشنقة -: نفسك في إيه؟

- نفسي أشوف «جوزتي» وولادي.

*. والطبيب يوقع الكشف علي حشاش:

- خد نَفس..

- إزاي؟ هوّ ينفع آخد نفس ع الفاضي؟

.* سأل الحشاش زميله:

- قلٍ لي: هوّ الساكن الجديد ده زينا «ابن حِتّة»؟

- لا يا سيدي.. دا ابن سنيّة.

.* حوار بين حشاشين:

- أخبار الصنف إيه؟

- السعر زاد.. في عهد الحكومة الجديدة.

- يعني «القرش» «النضيف» بكام؟!

- النهاردة بالميت يساوي 200 جنيه.

- طبٍ ومن غير الميت؟

(8)

بنزينيات ...

نشرت مجلة المصور في العدد (4193)- (18/2/2005) في التقرير الذي كتبه غالي محمد:

شهدت سوق البنزين في الأيام الأخيرة حالة من الارتباك في بعض محطات القاهرة, ساعد عليها اختفاء البنزين 90 في بعض هذه المحطات, في حين لم يختف البنزين 80, والبنزين 92 في البعض الآخر.

وزاد من ذلك تدافع المستهلكين علي المحطات التي يتواجد فيها البنزين 90, وما قاله عمال محطات البنزين حول نية الحكومة إحلال البنزين 92, محل البنزين 90 تحديدا ورغم نفي مجلس الوزراء لاتجاه الحكومة لرفع أسعار البنزين ، أو إحلال البنزين 92 محل البنزين 90 ، إلا أن هناك حالة من فقدان المصداقية, خاصة أن النفي كان دائما يقترن بعدم رفع أسعار البنزين في الوقت الحالي, مما يوحي أنه محتمل في المستقبل, فضلا عن أن الحكومة سبق وأن فاجأت الناس برفع سعر السولار من قبل, وعللت الحكومة ذلك بارتفاع أسعار النفط, وزيادة الدعم المخصص للمنتجات البترولية (18/2/2005).

وتفاقمت الإشاعات, واستشرى القلق بين المواطنين, ومما ساعد علي ذلك تصريحات رئيس الوزراء أمام مجلس الشورى» حيث قال: إن سعر لتر البنزين في مصر جنيه واحد مقابل عشرة جنيهات في أوروبا...

والخلاصة يا سيدي يا دكتور نظيف أن المواطن المصري أصبحت حياته كلها «منظومة» من المشكلات والمصائب التي لا تتوقف, ولا تعد ولا تحصى ، ولن يكون البنزين آخرها.

تعليقات

.* بين صديقين:

- هيه... ابنك نجح في كلية الحقوق؟

- الحمد لله. بس عنده تخلف في مادة «الجالون الجنائي»

*. كبير في الحزب الجمالي الصفوتي الشاذلي خطب في أحد مؤتمرات الحزب قائلا: يجب أن يدخل «الفكر الجديد» في كل مظاهر حياتنا: ففي مجال الفن - اعتزازا باتفاقية الكويز- نعدل أغنية «الطشت قال لي» فتصبح «الكوز قال لي». وفي مجال المطعومات - اعتزازا بالشُّربة في السياسة والطعام- يباع اللحم «باللتر» لا بالكيلو. وفي مجال المناهج الدراسية -اعتزازا بالأدب الشعبي- يدرس طلاب الجامعات شخصية «أبو سمنة بلدي» بدلا من شخصية «أبو زيت الهلالي».

*. بعد سماعه الخطاب السابق انطلق إلي الجزار. وقال له:

- إديني «لتر» لحمة من «الدوش» وحياتك.

.* ذهب «الأفيونجي» إلي محطة البنزين بسيارته. سأله العامل وهو يستعد بطلمبة البنزين:

- بنزينك إيه لو سمحت؟

- ع الريحة أو مضبوط.. بس بُن تقيل وحياتك.

.* خطب كبير من الحزب إياه في مؤتمر الجودة... فقال: والحكومة تبذل كل جهودها «لتحسين» أنواع البنزين - بفكر جديد - فأصبح عندنا بنزين 80, ثم 90, ثم 92, ثم 95. والدولة تبذل أقصي جهودها لتقديم أرقي أنواع البنزين وهو: 999,99.

* سألها عامل البنزين:

- أحط في عربيتك كام لتر ياست ؟.

- 40 لترًا من فضلك.

- يعني أفوّل؟ (صرخت غاضبة):

- أعوذ بالله... فوّل علي نفسك مش عليّ يا ابن ال (..).

.* أخذ يصرخ في الشارع:

- رفعوا سعر البنزين... يا خراب بيتي...

سألوه: أنت إيه.. بتشتغل سواق ؟

- لا مكوجي.

.* بين اثنين مساطيل:

- صحيح همَّه في بلاد برة... اخترعوا عربية بتمشي «بالمية» ؟.

- آه صحيح... بس مش أي «مية».. لازم تكون مية من تحت تبن..

- الله!! طب ليه مبيستوردهاش لمصر... ؟

- مش ممكن... أصلهم خايفين يزعلوا البهايم.

.* ليلة خطوبة بنتها أخذت الأم تزغرد في فرح وسعادة.. ومن شدة فرحتها قالت:

- ندر عليّ يا سعاد.. ليلة فرحك لازم وحتما نسقي المعازيم بنزين سوبر 999,99.

.* حرامي غافلَ عمال محطة البنزين, وعلّق جركن زيت سوبر ماركت «شل».. ولكنهم أمسكوا به, ويواجهه المحقق بالتهمة فقال: أنا مش حرامي يا بيه.. دانا عبد المأمور.. أنا يا بيه نفذت أمر صاحب المحطة.. لقيت الجركن مكتوب عليه «شًلٍ» قمت «شًلته» ومشيت.

(9)

التليفزيون والفضائيات

أصبح الكلام في هذا الموضوع مملاً مستهلكًا, فقد ثبت أن المسئولين عن هذا الجهاز الخطير بقنواته المختلفة يرفضون أي نقد, ولا يستجيبون لأي توجيه. فحقّ عليهم قول الشاعر:

لقد أسمعت لوّ ناديت حيًّا ولكن لا حياة لمن تنادي..

فلا مانع عند هؤلاء من إجازة الخلاعة رقصًا وغناءً.. والترحيب بالثرثرات الفارغة في البرامج والحوارات..

والأبواب الدعائية مفتوحة لقيادات الحزب الوطني (حزب الأغلبية!!!!!), وأدعياء التنوير. أما أصحاب الفكر الرصين, والقيم العليا, والرأي الصريح!!.. فمغلقة في وجوهم الأبواب.. وإذا سمح «لظلامي» بالكلام.. ففي حدود ضيقة. وبعدها يعمل «المونتاج» عمله بالقصّ والحذف. أما «عربية» المذيعين.. والمذيعات فغارقة في كل أنواع الأخطاء.. ولا عزاء للعقلاء.

تعليقات

*. شفت حنفي أفندي ضرب زوجته ضرب قاتل ولمَّت عليه الجيران..

- ما تأخذوش أصله طول عمره رجل «هوائي»

.* بيقولوا عبده بيشتغل مغني في التليفزيون..

- إيه عرّفك؟

- شفته امبارح لابس بدلة «وصلتين»!

.* الناس بتوع قناة «اقرأ» دول ما عندهمش رحمة.

- ليه؟

- سايبين «الفتاوي» علي «الهوا» في عز البرد.

.* أبدي أحدهم إعجابه بالبرنامج السابق.. فقال له مقدمه: «خلاص ما دمت أنت» «راضي» فأنا «سعيد» .

*. بين اثنين مساطيل:

- هيّ «قناة الجزيرة» دي فين؟

- آه يا غبي.. طبعًا جنب قناة النيل.. علي طول.

.* يقال: إنهم ضبطوا واحد بيصطاد سمك في قناة النيل من غير ترخيص.

.* بين اثنين مساطيل:

- قول لي يا حنفي مين اللي أسس قناة «المحور»؟

- هيّ عايزة سؤال؟؟ طبعًا هتلر وموسولوني.

.* وبينهما أيضًا:

- بيقولوا «حنفي سنية» مات امبارح بمس كهرباء.

- لا.. أبدًا دا مات ب«مَس» «بيرو».

- غريبة.. وإيه اللي وداه «بيرو»؟! يستاهل.

*. همّه.. سموها قنوات فضائية ليه؟!

- لأنها أغلب كلامها في الفاضي.

.* هوّ عبده أفندي وجَع دماغنا طول الليل يلت ويعجن ويدش.

- له حق يا عم.. أصله ركب امبارح «دش».

*. شفت مرشح الحزب الوطني كاتب في البرنامج بتاعه «مطالبة الدولة بقناة لكل مواطن»

- آه بس كان المفروض يقول «.. قناة ومركب لكل مواطن».

.* بين اثنين مساطيل:

- أنت ليه ضربت ابنك كل الضرب ده؟

- الواد خرج معانا.. ورجعنا بعد ساعتين لقينا الشقة غرقانه..

- الله.. طب ليه؟!

- الواد فتح قناة النيل ونسي يقفلها..

- طيب يا أخي.. ركبوا لها جلدة..

عن رابطة أدباء الشام