من المعروف بان ركائز التربية الاساسية موقعها المدرسة والشارع ايضا نظرا لهيمنتهما على الطفل الا ان البيت في الواقع يعتبر الركيزة الاولى والاهم بل وامتنها واقواها جميعا لانه اي الطفل يقضي اغلب وقته فبه ولان الوالدين هما القدوة الاولى له خيرا ام شرا وتأثيرهما اشد.
دور الام اكبر لانها اكثر التصاقا به ولذلك قال الشاعر
الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
وتتضح اهمية تربية البيت اكثر من خلالها لان فيه يتم صقل الفطرة التي ولد عليها ..
ذكر ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم اكده علماء الترية عبر العصور,وهذا ( رينية دويو) يقول = لقد شعرت بارتياح كامل منذ البداية في كل مكان عملت فيه بالولايات المتحدة ولا اظن مكانا اخر في العالم كان سيمنحني الصحة والنجاح والسعادة التي وجدتها هنا ,ومع ذلك وبعد اكثر من اربعين سنة من الحياة فيها لايزال لدي تحفظ ذهني عندما اقول أنا أمريكي لانني لم اتجاوز ولااريد ان اتخلص من تقاليدي التي اكتسبتها في قريتي الفرنسية الصغيرة حيث امضيت سن تكويني التي تركت طابعا لايمحى من وجودي العضوي والفردي.._ انتهى_ .
ان الطفل يتعلم كل السلوكات من البيت وتؤكد الابحاث ان اسس السلوك الاجتماعي توضع في المنزل ..سلوكا يبقى ثابتا قلما يتغير مدى العمر ليصبح احد السمات الشخصية.
لذلك من اراد ان يربي اولاده عليه بدقة الاختيار للزوجة المتربية الواعية بمختلف شؤون الحياة والمد ركة لمعاني التربية الجمالية الواسعة والتدبير المنزلي حتى يشبوا على الجمال الخلقي والاخلاقي والنظام .
ان ما يحدث للطفل في السن المبكرة يرسم الملامح الاساسية لشخصيته المستقبلية وكما تشير الدراسات الى ان ازاحة الملامح غير السوية اكثر صعوبة من السوية ولذا يقول margaretmaher ( ان السنوات الثلاث الاولى من حياة كل انسان تعتبر ميلادا اخر.)
تماسك الاسرة واحترام الوالدين لبعضهما له الاثر الفعال على سلوك الابناء وحسن تكيفهم وتفوقهم العقلي وارتفاع مستوى المحصول الد راسي.
اذن البيت هو الذي تتم فيه العملية التربوية للفرد الذي يعتبر كمثل المضغة في الجسم التي قال عتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ' ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد ' , فالفرد بصلاحه يصلح المجتمع والعكس صحيح ,اذن بالصلاح يشب على الاخلاق الفاضلة ولايذوق مرارة الانحراف ...
لذلك نؤكد ان دور البيت هام وهام جدا من اجل تنشئة جيل يساهم في تقدم وطنه وامته لالحاقه بركب الدول المتقدمة خاصة اذا قامت السلطات المعنية بشؤون المراة والاسرة والطفل بدورها على هذه الاسس.