آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم

  1. #1
    صحفي الصورة الرمزية صالح النعامي
    تاريخ التسجيل
    17/07/2007
    العمر
    58
    المشاركات
    147
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم

    أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم
    صالح النعامي
    تعالت مؤخراً الدعوات داخل إسرائيل لتجنيد قدر أكبر من الموارد لتزويد المؤسسات الأمنية والإستخبارية والأكاديمية البحثية بالمستشرقين والباحثين اليهود في الشؤون العربية، على إعتبار أن التحديات التي تواجه الدول العبرية تفرض عليها الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن العالم العربي. وتأتي هذه الدعوات على الرغم من أن الدولة العبرية تولي أصلاً اهتماماً كبيراً بعلوم الإستشراق والمؤسسات البحثية التي تعنى به. ومن يتتبع خارطة مراكز الأبحاث في إسرائيل، فأنه لا بد أن يشعر بالدهشة لكثرة عدد مراكز البحث والدراسات الاسرائيلية التي تتخصص في دراسة مختلف القضايا في العالم العربي، وهذه المراكز لا تترك شاردة ولا واردة في العالم العربي إلا وتشبعها بحثا ودراسة حتى تخلص في النهاية الى تقديم استنتاجات بشأنها. وأذكر أن أحد اصدقائي كان يعد رسالة الماجستير في الشريعة الإسلامية، واحتاج الى بعض المراجع، وبحث عنها في مكتبات كل الجامعات الفلسطينية، فلم يعثر عليها، لكنه وجدها في مكتبة الجامعة العبرية في القدس المحتلة.
    يشرحون العرب
    والى جانب العديد من مراكز البحث المتخصصة في دراسات العالم العربي، فأن كل جامعة في اسرائيل تضم أكثر من مركز أبحاث متخصص في دراسة قضايا العالم العربي، ناهيك عن مراكز البحث التابعة للأجهزة الاستخبارية الاسرائيلية ، فمثلاً جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية" الشاباك " له مركز أبحاث متخصص في دراسة التطورات التي تشهدها الاراضي الفلسطينية من مختلف النواحي ، و " الشاباك " لا يستغل العملاء فقط في الحصول على المعلومات الاستخبارية المتعلقة بنشطاء الفصائل الفلسطينية الذين يساهمون في انشطة المقاومة، بل أيضاً يوفر هؤلاء العملاء الكثير من المعلومات لمركز الابحاث التابع ل " الشاباك " الذي يطرح اسئلة محددة ويطلب من العملاء الحصول على اجابات عليها. كما أن جهاز الموساد يملك مركز أبحاث ضخم يتولى دراسة التطورات في العالم العربي، وهذا المركز يقدم توصيات لدوائر صنع القرار السياسي بشأن مستقبل العلاقة مع العالم العربي. في نفس الوقت، فأن جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية المعروف ب " أمان " يضم بين أقسامه مركز أبحاث كبير متخصص بدراسة العالم العربي وقضاياه المختلفة. وتكمن أهمية مراكز البحث في اسرائيل المتخصصة في الشؤون العربية سواء المستقلة أو تلك التابعة للاجهزة الاستخبارية في أنها توفر المعلومات والرؤى التي تساعد دوائر صنع القرار السياسي في الدولة العبرية على اتخاذ القرارات المتعلقة بالصراع. أن المرء عندما يحاول أن يرصد
    أبحاث وقرارات
    الجهد الاسرائيلي في مجال تأمين أسباب التمكين للمشروع الصهيوني يفاجأ من ذلك الحرص الصهيوني الفائق على معرفة كل ما يدور في العالم العربي عبر رصد علمي موضوعي ومحاولة تحليله وفق آليات تحليل منطقي تتولاه مراكز بحث ودراسات متخصصة في مجال رصد المعلومات وتحليلها واستقرائها واستنباط نتائج تؤسس لتحقيق فهم أكبر لما يدور في العالم العربي من تطورات وأثر ذلك على اسرائيل. وفي نفس الوقت تقوم فرق بحث اخرى بوضع خطط لمواجه هذه التطورات في العالم العربي بما يخدم مصالح الكيان الصهيوني. ومن المعروف أن رئيس الوزراء في اسرائيل يتلقى مرتين شهريا خلاصة ما تعده المراكز البحثية في كل من الشاباك والموساد والاستخبارات العسكرية، كما أن أركان مكتبه يطلعونه على نتائج الأبحاث ذات العلاقة بالقضايا التي تبحثها الحكومة. وقد أقر بيريس عندما كان رئيسا للوزراء في العام 1984 بدور مراكز الأبحاث في مساعدة الحكومة الاسرائيلية في اتخاذ قراراتها تجاه العالم العربي.
    وماذا نعرف عنهم ؟
    وفي المقابل فأن هناك قصور يثير الاستفزاز في مجرد محاولة العرب فهم ما يدور في اسرائيل، فأين هي المراكز البحثية العربية المتخصصة التي تعنى بدراسة الشأن الاسرائيلي من مختلف جوانبه، فإذا كانت اسرائيل تملك أكثر من خمسة عشر مركز أبحاث متخصصة في شؤون العالم العربي، فأن العالم العربي الكبير المترامي الاطراف لا يملك أي مركز متخصص لدراسة الشان الاسرائيلي بشكل جدي، وعندما نقول بشكل جدي، فأننا ندرك أن هناك مراكز أبحاث تدعي انها تعنى بالشأن الاسرائيلي، في حين أنها لا تحتفظ حتى بالصحف الاسرائلية ولا تتابع الاصدارات باللغة العبرية، ناهيك عن عدم قيامها بأبحاث حول الشأن الاسرائيلي ويقتصر عملها على توثيق ما ينشر في الصحف الإسرائيلية، أو أنها تصيغ الأبحاث وفق ما يشتهيه نظام الحكم القائم. والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا كل هذا التقصير العربي في مجال محاولة فهم ما يدور في اسرائيل من تطورات.. فلماذا لا يتم انشاء مراكز أبحاث متخصصة تعنى بالشأن الاسرائيلي ولماذا لا تعنى مراكز الابحاث القائمة بهذه القضية الهامة جداً.
    في حال ثاب موسى إلى رشده
    أعي أن آخر ما يعني الأمين العام الجديد للجامعة العربية عمرو موسى، وكما دلل سلوكه خلال الحرب على غزة حصانة الأمة العربية في مواجهة إسرائيل، ولكن – وفي حال تاب عاد إليه ضميره – فإن عليه أن يسعى للتخلص من هذا الخلل القائم، عليه أن يعمل على اقامة مراكز ابحاث عربية متخصصة في الشان الاسرائيلي، صحيح أنه لا يوجد قيادات سياسية تعنى بنتائج هذه الدراسات التي ستعدها هذه المراكز، لكن مجرد وجود مثل هذه المراكز هو متطلب سابق لكل جهد في مواجه دولة الاحتلال .
    ولعل أهم مقومات المواجهة التي يتوجب علينا تحقيقها، هي معرفة عدونا بشكل موضوعي ودقيق قائم على الدراسة والبحث والتمحيص واعمال الفكر وليس عبر الركون الى فيض العواطف والمواقف المسبقة التي تعكس في أحسن تقدير هيمنة الجهل والخضوع لمعايير اللعبة التي تفرضها اسرائيل. فهناك اساب كثيرة وراء قدرة عدونا دوما على الحاق الهزائم بنا، وهذا لا يرجع الى قدرات الصهاينة الفائقة التي لا يمكن الوقوف امامها، بل لأننا بكل بساطة ننأى بأنفسنا عن أسباب النصر والتمكين والقدرة على المواجهة .

    http://www.naamy.net

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية بلقاسم مكريني
    تاريخ التسجيل
    06/07/2007
    المشاركات
    433
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: أبحاث الإسرائيليين تسبق صواريخهم

    أخي الفاضل صالح النعامي
    كاد مقالك الرائع أن يؤخرني عن صلاة الجمعة اليوم..ولما تداركت الموقف بسبب قرب المسجد من بيتي..ها أنذا أعود إليه فأنهي قراءته...
    لم تكن الفكرة في شكلها العام والمحوري بالجديدة علي أو على أحد - ربما - ممن قرأوا الموضوع... بيد أن الفائدة الكبرى تكمن في المعلومات والتفاصيل القيمة التي ضمّنتها فيه..نحن نعرف ضعفنا وقوتهم... تقاعسنا وتنبلتنا مقابل حزمهم وجدّيتهم...
    جاء في مقالكم حديث عن أمل في أن تسهر جامعة الدول العربية على اقامة مراكز ابحاث عربية متخصصة في الشان الاسرائيلي، فأين تلك الجامعة يا أخ صالح...وأين كانت أيام الحرب على غزة..وأين هي الآن مما يجري في العراق؟؟؟ ولنفرض أن الجامعة انتفضت للقيام ببرنامج أو مشروع بحثي استراتيجي لتحقيق الهدف المنشود، فأين المسؤولون من الساسة العرب الذين يتمتعون بالمؤهلات الكفيلة بالمشاركة والنهوض بمثل هذه البرامج. ولقد أجبتَ فكفيت حين قلت: (صحيح أنه لا يوجد قيادات سياسية تعنى بنتائج هذه الدراسات التي ستعدها هذه المراكز، لكن مجرد وجود مثل هذه المراكز هو متطلب سابق لكل جهد في مواجه دولة الاحتلال .). وأما إذا كنت تقنع ببقاء المشروع( متطلبا سابقا) إلى أجل غير مسمى، فهو مكسب نطمع بأقل منه في ظل ظروفنا وأوضاعنا الراهنة.
    إن الإسرائيليين يجندون كل القوى والطاقات لتحقيق أهدافهم والحفاظ على مصالحهم...ويلتقي لديهم العلماء والباحثون مع الساسة وأصحاب القرار ...وفي ذلك كثير من أسباب نجاح مشاريعهم..
    وأقدم مثالا مختصرا بما حدث، قبل أسابيع، من عملية عبرنة أسماء المدن والشوارع ...إنه مشروع تضافرت فيه جهود اللسانيين (علماء وخبراء اللغة والسياسيين) وإن اتخذ له طابعا سياسيا..كما أنه ليس وليد هذا العام أو حتى هذا القرن...بل بدأ مع بن غورين الذي أسس أكاديمية اللغة العبرية في بداية الخمسينيات من القرن الماضي...
    وللحديث بقية
    مع تحياتي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •