آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: اللغة الأردية في الصحافة الباكستانية ( صحيفة صوت العصر نموذجاً ) - المبحث الثاني

  1. #1
    رئيس قسم اللغة الأردية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة مصر الصورة الرمزية إبراهيم محمد إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    236
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي اللغة الأردية في الصحافة الباكستانية ( صحيفة صوت العصر نموذجاً ) - المبحث الثاني

    المبحث الثاني : الصحافة الأردية بعد قيام باكستان
    وبعد قيام باكستان عام 1947م واصلت الصحافة الأردية مسيرتها بكل ما لقيته من معاناة ، وصدرت صحف ومجلات تعدت المئآت ، ومن هذه الصحف والمجلات " مساوات : يوليو 1970م – لاهور – فيصل آباد ، وأصدرها حنيف رامـ " - " ليل ونهار : يناير 1957م " – " امروز : 4 مارس 1948م – لاهور " – " جسارت : 1970م " – " نوائـ وقت : 23 مارس 1940 " – " هلال باكستان : 6 أغسطس 1954م – لاهور " – " زميندار " والتي أصدرها مولانا ظفر علي خان – " آفاق : 1950م لاهور " – " كوهستان : 14 أغسطس 1953م – راولبندي " – " مشرق : سبتمبر 1963م – لاهور – كراتشي – كويته – بيشاور " – " ندائـ ملت : 20 يونيو 1969م – لاهور " – " اردو دائجست : نوفمبر 1960م – لاهور " – " سويرا : 1946م – لاهور " – " نقوش : مارس 1948م – لاهور ، وكان يديرها في أول أمرها الأديب المعروف أحمد نديم قاسمي والأديبة المعروفة هاجره مسرور " – " فنون : أبريل 1963م " ، ومن الصحف الإنجليزية " باكستان تائمز : Pakistan times " – " سن : Sun " – " داؤن : Down " وغيرها ، هذا بالإضافة إلى المجلات النسائية ومجلات الأطفال والمجلات الزراعية والاجتماعية والسينمائية .
    وبعض هذه الصحف والمجلات والجرائد يصدر باللغة الأردية في مدن باكستان الكبرى " كراتشي – لاهور – بيشاور – فيصل آباد – راولبندي وغيرها (6) " وهو عدد كبير يدل على أن هذا الشعب لا يستطيع - برغم كل شيء - أن يعيش حياة ثقافية أو علمية بغير اللغة الأردية ، وأنها اللغة الوحيدة التي يعبر بها الشعب الباكستاني عن نفسه ، ويتواصل من خلالها مع بعضه البعض في ظل وجود مجموعة من اللغات التي يتحدث بها كل إقليم من أقاليم باكستان الأربعة (7) .
    ويقوم على تنظيم أمور الصحف والجرائد في باكستان قوانين معينة تنظمها فيما يسمى " بيبرا " ، وهي اختصار للمسمى الإنجليزي : press and publications regulatory authority ، وتكتب باللغة الأردية هكذا : بريس ايند ببليكيشنز ريكوليتري اتهارتي ، وتعني هيئة تنظيم الصحف والمطبوعات . وهناك كذلك " المجلس الأعلى الباكستاني للصحافة : باكستان فيدرل يونين آف جرنلستس : بي – ايف – يو – جـ : Pakistan Federal Union of Journalists " .
    والصحف الباكستانية بصفة عامة – ومن بينها صحيفة نوائـ وقت بطبيعة الحال - لها أسلوب خاص في عرض الأخبار وتقديمها على صفحاتها، وهو أسلوب قد لا يجد استحساناً من القارئ العربي أو المصري الذي اعتاد على الجرائد المصرية ، فالصحف هنا تحرص على أن تضم الصفحة الأولى لها معظم الأخبار الهامة والساخنة والمثيرة الملفتة للنظر ، وبطبيعة الحال لا يمكن أن تستوعب صفحة واحدة كل هذا الكم من الأخبار وما أكثرها هنا في باكستان حيث الأحوال السياسية والأمنية غير المستقرة والتي ينتج عنها أحداث مثيرة ومؤلمة ومحزنة في غالب الأحيان ، وبالتالي تلجأ الصحف إلى إيراد العناوين مع سطر أو سطرين في عمود عن الخبر بما لا يعطى القارئ فكرة كاملة عنه ، ثم تحيل القارئ إلى تكملة المقال في الصفحات الداخلية تحت أرقام معينة مثل 20 على 1 ، 21 على 2 ، 23 على 2 وهكذا ، والصفحات الداخلية المخصصة لهذه التكملات في صحيفة نوائـ وقت هي الصفحة رقم 8 والصفحة رقم 10 ، وأحياناً تنضم إليهما صفحة 7 عند الضرورة، وعلى القارئ أن يبحث عن تكملة المقال في هذه الصفحات تحت الأرقام المشار إليها في الصفحة الأولى، وهو ما يستغرق بعض الوقت وخاصة من قارئ ليس من أهل البلد .
    وللإعلانات في الصحف الأردية حظ كبير من حيث المساحة، حيث تحتل الإعلانات المتنوعة ما لا يقل بحال من الأحوال عن خمس صفحات من مجموع صفحات الجريدة البالغ أربع عشرة صفحة، وهذا الإحصاء وإن كان خاصاً بصحيفة نوائـ وقت، إلا أن الصحف الأخرى تشاركها في هذا الأمر مع اختلاف بسيط بالزيادة والنقصان في النسبة .
    والغالب على الصحف الأردية الباكستانية عموماً ميلها إلى العناوين المثيرة العارية عن الدقة في بعض الأحيان ، والمبالغة إلى حد واضح في وصف الأحداث طبقاً للميول السياسية للصحيفة ، وإطلاق الألقاب بشكل مبالغ فيه (8) ، فتجد ألقاباً ضخمة تطلق على بعض الشحصيات المعروفة مثل " خطيب الأمت – خطيب الملت – شيخ الإسلام وغيرها بما يضفي نوعاً من الفخامة والقدسية على الشخصية محل الحديث ، وخاصة الشخصيات الدينية ، واستخدام جمل قاطعة فيما يتعلق بها تجعل القارئ المثقف يتوقف كثيراً في قبول الخبر أو رفضه ، على غرار " لا يمكن لأحد أن يقوم بما يقوم به هذا العالم مثلاً ، ولا يستطيع أحد أن يفعل مثلما يفعل ، فيوحي الخبر إلى القارئ باستحالة أداء هذا العمل إلا عن طريق هذه الشخصية ، ولا يقتصر الأمر على الشخصيات الدينية فحسب ، وإنما يمتد إلى كل الشخصيات التي تنقل عنهم الصحيفة خبراً أو تستضيفهم على صفحاتها من الساسة والأدباء والشعراء والنقاد والصحافيين ورجال الأعمال ، بل وعلى مستوى الجانب السلبي أيضاً في حالة الحديث عن شخصية لا تميل إليها الجريدة أو تختلف معها في الرأي (9) ، ولذا تعمل الجريدة على استخدام جمل غاية في الإثارة وقاطعة الدلالة في إيراد الأخبار التي تحتمل الصدق والكذب أو حتى درجة بينهما (10) ، وكل هذا يؤثر بالطبع على مصداقية الجريدة ، ويؤدي إلى عدم إقبال القراء عليها وخاصة المثقفين منهم ، وربما يرجع هذا إلى طبيعة الباكستانيين أنفسهم مما جبلوا عليه من حب المبالغة ، وإلى عدم الدقة الصحفية التي تنتج عن عدم إتقان المهنة ، بالإضافة إلى اتجاه الصحيفة نفسها والذي يحتم عليها إعلاء شأن بعض الناس لمصلحة خاصة تتعلق باتفاق الميول والاتجاهات .
    والأمر الآخر الذي يمكن أن نلحظه على الصحف الباكستانية عموماً هو أن معظمها صحف مستقلة لا تصدر عن حزب معين ، وإن كانت معظمها تسير في ركاب الأحزاب بما يحقق المصالح السياسية والتجارية ، وبالتالي لا نجد صحفاً قومية حكومية بالصفة التي عليها الصحف المصرية القومية مثل الأخبار والأهرام والجمهورية ، والتي تتبنى وجهة نظر الحكومة أو الحزب الحاكم وتدافع عنها بشكل عام ، وتحاول دائماً إبراز الجانب الإيجابي في إنجازات هذه الحكومة ، وتجاهل الجانب السلبي أو التقليل من شأنه وعدم تسليط الضوء عليه ، فالصحف الباكستانية عموماً لا تسيطر عليها الحكومة ، ولا تقدم لها مساعدات مادية في الغالب ، ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد صحف تعبر عن الحكومة القائمة ، فهناك كثير من الصحف تتبنى اتجاهها وتدافع عن سياستها ، لكن المؤكد أن الصحف الباكستانية – ومن بينها صحيفة " نوائـ وقت : صوت العصر " محل الحديث – تبذل جهدها في أداء وظيفتها ، وإلقاء الضوء على كل أمور المجتمع الباكستاني ، وإن كانت في الغالب تركز الضوء على الجوانب السلبية في سياسة البلاد ، وتعمل على إبرازها ، في الوقت الذي تشير فيه إلى الجانب الإيجابي بشكل أقل تأكيداً مما لو تناولته جريدة حكومية ، ومن هنا قد يعتقد القارئ الأجنبي لهذه الصحف – خاصة إذا لم تكن لدية خبرة متراكمة من معايشة الحياة في باكستان - أنها كلها جرائد معارضة تقف ضد الحكومة القائمة ، ولا شك أن مثل هذا الطرح الذي تتبناه الصحف الباكستانية يشوبه في بعض الأحيان نوع من المبالغة ، فيظهر الخبر البسيط كأنه مأساة ، إلاّ أن له فائدة لا تخفى وهي عرض السلبيات على الحكومة والرأي العام ، وتنبيههما إلى مخاطرها على المجتمع .
    والقارئ الدائم للصحف الباكستانية بشكل عام يستطيع أن يلمس قدراً كبيراً من الحرية المتاحة لها فيما تتناوله من موضوعات بحكم اتجاهاتها السياسية ووجهة النظر التي تراها فيما يخص تسيير أمور البلاد ، وتتعرض بالنقد اللاذع لكل من ترى أنه يستحق هذا النقد من أعلى سلطة في الدولة متمثلة في رئيسها ورئيس وزرائها وحتى الإدارات المحلية والأفراد أيضاً دون أن تتعرض في الغالب إلى المصادرة أو الإغلاق ، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى الخروج عن حدود الصحافة الصحيحة والدخول في دائرة الأغراض الشخصية مما يؤدي إلى نوع من العداء لدى العاملين في مجال الصحافة تجاه الحكومة ، ولكنه على أية حال ينم عن القدر المتاح من الحرية أمام الصحافة الباكستانية ، وبالرغم من ذلك فإن هذا لا يعني أن الصحف والجرائد الباكستانية مطلقة الحرية بشكل كامل ، فهناك قوانين معينة تنظمها فيما يسمى " بيبرا " أو غيرها ، وقد أشرنا إليها سابقاً .
    هوامش :
    6 - عادة ما يكون الاختلاف بين طبعات الجريدة الواحدة للمدن المختلفة هو أن كل إصدار يركز في أخباره الداخلية على المدينة التي يصدر منها ، بينما تبقى الأخبار العالمية والقومية والمقالات الرئيسية موحدة في الطبعات كلها .
    7 - اللغة السندية في إقليم السند ، واللغة البنجابية في إقليم البنجاب ، واللغة البلوتشية في إقليم بلوتشستان ، ولغة البشتو في إقليم الحدود ، هذا بالإضافة إلى لغات ولهجات محلية أخرى كثيرة .
    8 - ربما كان هذا من سمات الأسلوب الصحفي في العالم كله عموماً ، ولكنها على أية حال سمات سلبية .
    9 - جاء في جريدة نوائـ وقت – مجلد 66 – عدد 328 – بتاريخ 21 فبراير 2007م – ص 2 هذه الجملة في ثنايا خبر عن الاحتفال بعيد ميلاد الشيخ طاهر القادري السادس والخمسين : " بين المذاهب كي تعليم شيخ الاسلام داكتر طاهر القادري سـ بهتر كوئي نهين ديـ سكتا : لا يستطيع أحد أن يقوم بالتوفيق بين المذاهب أفضل من شيخ الإسلام الدكتور طاهر القادري " ، ونحن لا نعترض في شيء على الدكتور طاهر القادري ، ولا نقلل من شأنه كعالم كبير من علماء باكستان الذين يبذلون جهداً كبيراً في مجال التوفيق بين المذاهب والفرق الدينية الموجودة في باكستان ، وإنما الإشارة هنا إلى هذه المبالغة القاطعة في عدم وجود آخر ، وإطلاق الألقاب بشكل غير محسوب ، فوجود آخر غير الدكتور طاهر القادري في مجال التوفيق بين المذاهب أمر وارد وممكن وحادث فعلاً ، إذ من المنطقي أن يكون هناك علماء آخرون في هذا الميدان ، ولا نظن أن الدكتور طاهر القادري نفسه يظن أنه لا يوجد غيره في هذا الخصوص ، لكنها المبالغات الصحفية ذات الأثر السلبي .
    10 - وفي خبر في العدد السابق ص 9 – جاء العنوان كالتالي : " باكستان غير ملكي سرمايه كارون كـ لئـ سب سـ بهترين ملكـ هـ : باكستان أفضل الدول للاستثمار الأجنبي " ، ولا يخفى أن التعميم بهذا الشكل يعد من قبيل التعميم غير الجائز ، ثم جاء في تفصيل الخبر " غير ملكي سرمايه كارون كـ لئـ باكستان خطـ مين سب سـ بهترين ملكـ هـ : باكستان أفضل بلد في دول المنطقة للاستثمار الأجنبي " ، وهنا قلّ التعميم وأصبح ينحصر في دول المنطقة فقط ، وهذا هو الذي صرّح به المسئول ، لكن الصحفي آثر أن يحذف كلمة " في المنطقة " في العنوان لمزيد من الإثارة والمبالغة ، والأمثلة من هذا القبيل كثيرة ومتعددة في كل صفحة من صفحات الجرائد ، وتتسم بعدم الدقة في تقديم الخبر .


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    28/08/2007
    العمر
    36
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: اللغة الأردية في الصحافة الباكستانية ( صحيفة صوت العصر نموذجاً ) - المبحث الثاني

    اولا اود ان اشكر سيادتكم على هذه الدراسه الشامله الوافيه
    ثانيا هو استفسار لى لقد سبق وان اوضحت ان اغلب الصحف الباكستانيه هى صحف مستقله تتبع جزبا معين والسؤال هو كيف يتثنى لى معرفة الحزب الذى تتبعه الجريده واذا اردت ان اقوم بتتبع بعض القضايا التى تتناولها جريدة ما واقوم بدراستها فكيف اجد اسماء الصحفيين الذين قامو بنقل الاخبار حتى يتثنى لى تتبع اسلوبهم فى الكتابه ومعرفة اى نهج يسلكونه فى كتابة الاخبار


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •