اللغة الأردية في الصحافة الباكستانية ( صحيفة صوت العصر نموذجاً ) - المبحث الثالث
المبحث الثالث : صحيفة " نوائـ وقت : صوت العصر " اليومية
ومن أهم الجرائد التي تصدر باللغة الأردية في باكستان جريدة ( نوائـ وقت : صوت العصر ) ، وهي أشهر الصحف والجرائد الباكستانية وأكثرها انتشاراً ، وأحسنها مكانة واحتراماً في قلوب الباكستانيين بعامة ، وتصدر طبعاتها من المدن الكبرى المختلفة في وقت واحد ، كما أنها تصدر كل صباح وبشكل متواصل منذ عام 1944م فيما عدا اليوم التالي للإجازات والعطلات الرسمية في البلاد كلها مثل عطلات العيدين وما شابه ذلك من عطلات ، وسيقتصر حديثنا على الطبعة التي تصدر لهذه الصحيفة من مدينة لاهور الباكستانية نظراً لأني أعيش هذه الفترة في هذه المدينة ، وتتوفر لي أعدادها بشكل يومي .
وصحيفة ( نوائـ وقت : صوت العصر ) صحيفة يومية تصدر من عدة مدن كبرى في وقت واحد ( لاهور – كراتشي – راولبندي – فيصل آباد – إسلام آباد – الملتان ) كما أشرنا سابقاً ، ومؤسسها الكاتب الصحفي الكبير المرحوم حميد نظامي (11) الذي أصدرها على نفقته الخاصة مع مجموعة من شركائه في 23 مارس عام 1940م ، وكانت تصدر في بادئ أمرها كل خمسة عشر يوماً في ست صفحات فقط ، ثم بدأت تصدر كل أسبوع فيما بين ثماني صفحات إلى اثنتي عشرة صفحة بداية من 15 نوفمبر عام 1942م حتى 22 يوليو من عام 1944م ، ومنذ هذا التاريخ ( 22 يوليو 1944م ) وحتى الآن وهي تصدر بشكل يومي ، ويرأس تحريرها الصحفي الكبير مجيد نظامي (12) ، وكان لهذه الصحيفة دور كبير وفعال في حركة تأسيس باكستان والتعبير عن أهداف حزب الرابطة الإسلامية بقيادة مؤسس باكستان محمد علي جناح ، وربما كان هذا أهم الأسباب التي خلقت نوعاً ما من الثقة بين الصحيفة والقراء ، وجعلها الأكثر انتشاراً وتوزيعاً .
وتصدر " نوائـ وقت : صوت العصر " عادة في اثنتي عشرة صفحة من ورق الجرائد (13) من الأخبار المتنوعة سياسية واقتصادية وثقافية وعسكرية وعلمية واجتماعية وغيرها ، بالإضافة إلى أربع صفحات يومية أيضاً ( الصفحة الأولى والرابعة منها ملونة ) تتحدث عن موضوعات معينة تتغير كل يوم فيما يشبه التحقيقات الخاصة ، فيوم السبت يكون عنوانها " صحت ، زراعت وصنعت : الصحة والزراعة والصناعة " ، ويوم الإثنين يكون عنوانها " خواتين ايديشن : عدد خاص بالسيدات " ،ويوم الثلاثاء يكون عنوانها " بهول كليان : الورود والبراعم " ، وهي للأطفال ، ويوم الأربعاء يكون عنوانها " فن وثقافت : الفن والثقافة " ويوم الخميس يكون عنوان هذه الصفحات الخاصة " قومي أفق : الأفق القومي " ، ويوم الجمعة يكون عنوانها " ملي ايديشن : العدد الديني " ، ويوم يكون عنوانها " ادبى ايديشن : العدد الأدبي " ، وتصدر بعنوان " اشاعت خاص : الطبعة الخاصة " في اليوم الذي يقتضي ذلك لمناسبة معينة دون ارتباط بيوم بعينه من أيام الأسبوع ، كما أن هذا التقسيم ليس ملزماً ، ويمكن التحلل منه في بعض الأحيان ، والغالب على هذه الصفحات هو الطبعات الخاصة التي تتناول كما قلنا موضوعات ملحة وراهنة ، بينما لاتصدر هذه الصفحات آيام الآحاد نظرا لصدور العدد الأسبوعي بدلاً منها ، والعدد الأسبوعي كما ذكرنا يصدر يوم الأحد من كل أسبوع باعتبار أن العطلة الأسبوعية تكون يوم الأحد ، ولذلك يصدر هذا العدد بعنوان " سنديـ ميكزين : مجلة الأحد " ، وهي مجلة منفصلة عن الصحيفة من اثنتين وثلاثين صفحة من ورق الجرائد في قطع أقل من قطع الصحيفة يبلغ نصف قطعها تقريباً ، ويوزع مجاناً مع الصحيفة ، ويضم تحقيقات مكثفة ومقالات مطولة عديدة عن الموضوعات المختلفة التي ظهرت خلال الأسبوع ، بالإضافة إلى الأبواب الثابتـة مثل " آب كا هفته كيسا كزريـ كا : كيف سيكون أسبوعك " ، وهو عن الأبراج ، وباب " هوميوبيتهكـ مشوريـ : استشارات من الطب الهوميوباتهي أو العلاج بالمثل " ، وبالإضافة كذلك إلى الإعلانات التجارية والتي تستغرق جزءاً لا بأس به من المجلة ( أكثر من خمس صفحات في الغالب ) وهو يشبه عندنا عدد الجمعة من الأهرام مثلاً ، إلا أن الفارق هو أن عدد الأحد يكون مستقلاً عن الصحيفة نفسها في حالة نوائـ وقت ، بينما يكون ضمن الصحيفة وفي داخلها في حالة الأهرام .
هوامش :
11 - التحق بالكلية الإسلامية عام 1934م ، وكان يكتب في مجلة الكلية التي كانت تصدر بعنوان " كريسنت " ، كما عمل مدراً لها أيضاً ، وكان خطيباً مفوهاً ورئيساً لاتحاد الطلاب بالكلية ، وفي عام 1938م حصل على الليسانس ، ثم حصل على ماجستير اللغة الإنجليزية من كلية " إيف . سي " الحكومية ، وعمل مديراً مساعداً لمجلة سياسية كانت تصدر إذ ذاك بعنوان " ساربان " ، وتوفي في السابع والعشرين من فبراير عام 1962م . لمزيد من التفصيل راجع : د . عبد السلام خورشيد – صحافت باكستان وهند مين – مكتبه كاروان – كجهري رود – لاهور – بدون – ص 262 ، 263 .
12 - صحفي مخضرم ولا يزال على قيد الحياة ، وأخوه الأكبر حميد نظامي مؤسس " نوائـ وقت " ، وله أخ آخر هو بشير نظامي رحمه الله ، وكانوا جميعاً يعملون في المجال الصحفي ، وقد حصل مجيد نظامي على الماجستير في العلوم السياسية ، وكانت رسالته بعنوان " بريس إن باكستان :Press in Pakistan : الصحافة في باكستان ، وهي مطبوعة في شكل كتاب بنفس المسمى . نوائـ وقت - سنديـ ميكزين – الأحد 11 فبراير 2007م – ص 8 ، 9 .
13 - نوعية ورق الجرائد والمجلات الأردية هنا بصفة عامة أقل جودة من مثيله في مصر ، والطباعة نفسها أيضاً أقل جودة سواء من ناحية الأحبار أو الألوان ، أو حجم الخط الذي يتميز بصغره الشديد في الجرائد الباكستانية مما يجعل قراءته صعبة على من يقل نظره عن 6 على 6 ولو قليلاً ، وغالبا ما يحتاج من يقرأ الجرائد هنا إلى نظارة خاصة بالقراءة ، وهو ما نراه بالفعل لدى الباكستانيين الذين يحرصون على قراءة الجرائد بصفة مستمرة . أما الصحف التي تصدر باللغة الإنجليزية فهي أحسن حالاً من مثيلاتها الأردية من حيث نوعية الورق والأحبار والألوان وحجم الخط أيضاً .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب صديق
المفضلات