تعيش امتنا ىالعربية حالة من الضياع والتشتت حتى وهي ترسم مخططات عالية الجودة في تصليح العملية التعليمية. فمشكلة التعليم الحقيقية لدينا هي التركيز على التلقين والحفظ إضافة إلى المناهج التقليدية التي لاتساعد على التفكير والابداع وتكوين شخصية الطالب, والفجوة الحضارية الموجودة بيننا وبين المجتمعات الغربية تتركز في عملية التفكير والابداع, وفي بعض الدول العربية نسمع بالمبادرة في تطوير التعليم العربي من أجل نقله من نظام التلقين والمناهج الجامدة إلى مناهج للابداع.
وأنا واحدة من الأشخاص الذين يعيشون في دولة التعليم لمرحلة جديدة لما لها من أهداف جمة في تطوير الانسان والهدف ولكن ما أراه من تحطيم للانسان المدرس والمنسق من قبل المسؤوليين لا يحتمل فالمدرس ما زال مضطهد بكل المعايير
وأتساءل هل يعني التحصيل الدراسي الابداع والتميز لا وألف لا فإلى الآن في مدارسنا نحن لا نستطيع التفريق بين الابداع والتفوق في التحصيل الدراسي ولقد أثبتت الدراسات العالمية أنه ليس بالضرورة أن يكون الطالب الذي تحصيله الدراسي مرتفع مبدعاً أو ذا موهبة ولم يقتصر مفهوم الموهبة والابداع على التفوق ونحن الى الآن لا يوجد اهتمام بمدارستا بالفنون التي تظهر موهبة الطالب لا والأدهى أن المسؤولين عن تطوير العملية التعليمية يرفضون جعل مادة الفنية أساسية ذات معلم ين متخصصين والمهم فقط هو التحصيل العلمي في مواد أساسية أربعة الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية واللعة العربية وهذا من العيوب المغروسة في النظام التعليمي في الدول العربية حيث لا توجد مدارس تعنى بمن لديه موهبة الرسم أو الموسيقا أو الاختراع.. وعلى سبيل المثال: لدي طالب كان موهوبا في مادة الرسم ومع أن المدرسة التي كنت منسقة بها من المدارس المتميزة والتي كلفت الدولة الكثير وهي مدرسة امريكية لم يكن فيها مدرس للرسم وكان هذا الطالب في الصف التاسع يرفض الدراسة ولديه طاقات متفجرة ومع ذلك لم يجد أي اهتمام وبهذا سيكون مصيره البطالة فأي استراتيجية نتحدث عنها في ظل هذا التخلف وهل صحيح أن الغرب سيعطينا طرق لنكتشف الابداع إن ما مارسته معهم يدل على التخلف الحقيقي وأنهم ليسوا سوى شرذمة من المتخلفيين وسيزيدونا تخلفا إذا وثقنا بهم وأعطيناهم زمام المبادرةإضافة لهذا فإن الثقافة التربوية العربية بحاجة إلى إعادة نظر وتغيير وتطوير. وعندما كنت أناقش معهم الأمر يقولون المشكلة في التمويل وأقول في المكان الذي أعيش فيه لا مشكلة في التمويل لدينا ولكن المشكلة في الأمانة في وضع الانسان المناسب في المكان المناسي إذ لدينا مؤسسات خاصة و برامج خاصة للموهوبين والمبدعين نسمعه ونكتب به في وسائل الاعلام ولكن الاحتياج يفتقد إلى الامناء ممن يدعون أنهم يمسكون بزمام الأمور من المسؤولين فلا بد من وجود المخلصين في مجال التعليم وحم موجودين ولكنهم مهمشين.أمام المناهضين للابداع. الذين يعملون على منع الحرية
إن أول استراتيجية هي إعادة النظر في القيم الاجتماعية ومفهوم التمرد الإيجابي لأن الابداع عموده الفقري هو التمرد على ما هو سائد, والسماح لحريات أوسع تسمح لنمو الابداع, وإعطاء الخبال دور أوسع بعيدا عن الفقر والتفكير فقط برغيف الخبز الذي أصبح هاجس كل عربي كبيرا أو صغير.
ويجب البدء بالاهتمام ب الفئات الجديدة من الشباب المبدعين بحيث تأخذ مكانها في المجتمع وهذا يحتاج إلى عمل جاد ووضع استراتيجية وطنية في كل بلد عربي. والتخطيط لإضافة مناهج اثرائية ودعم البحث العلمي والتنسيق مع الجامعات لتعزيز رعاية الموهبة منذ البداية وحتى آخر المرحلة. نحن في دولنا نسمع فقط الشعارات ولكن للأسف كلها شعارات جوفاء لاأساس لها من الصحة وأنساءل لماذا هل هي حرب مازالت سائرة؟؟؟!!!.
إن الآفاق المستقبلية واضحة ونسمع عنها الكثير ولكن أتمنى أن تكون جدية ومع ممارساتي وخبراتي فإني أجدها مستحيلة حيث يسير هذه العملية مجموعات وللأسف من المتخلفين وأؤكد بأن لدينا كوادر رائعة ولكنها للمرة الألف أقول بأنها مهمشة
ونصيحتي للمهتمين أن
1- أبعدوا اللاهثين وراء الكاميرات ووراء الأموال والثروات فنحن نريد جيلا محبا للعلم لا كارها للحرف والكتاب.
2- أعطوا المعلم حقه حتى يستطيع أن يبدع ولا تتمسكوا بمن يسير في سياسة فرق تسد وهذه الأجواء منتشرة من قبل الادارات لمعرفة ما يدور في غرف المعلمين وكل هذا ليس خوفا على العملية التعليمية وبناء الوطن وبناء جيل يستطيع ـأن يحمل هم الأمة بل من أجل جمع الثروات التي لن تفيد غير صاحبها لفترة معينة ثم تطير في الهواء.
المفضلات