يتجه الصوم راسا الى التعطيل المؤقت لمطالب الجسد من مشرب وماكل ومنكح.وقد يرى البعض في دلك اضعافا للجسد من جهة وتقوية للنفس او الروح من جهة اخرى.الا ان الامر يحتاج الى التدقيق.دلك ان التعطيل المؤقت لا يفيد فكرة اماتة الشهوة و كسر شوكة الجسد.بل على العكس سيكون بعد الصيام اكثر اقبالا على تلك المعطلات.ولا عجب في الواقع ان يتحدث النص النبوي على =فرحة الصائم=.فرحة اولى ادا هو افطر فيتمكن من العودة بالجسد الى عفويته بعد عقله.صحيح انه استطاع النجاح في امتحان التعطيل فهو يفرح.ولكن طالما ان المقصد ليس مجرد التعطيل فانه سينتبه الى قيمة التعطيل الممارس.وستكون الفرحة اعمق عندما ينفتح الصوم على المطلق حيث الجزاء او الثواب الالهي.وهكدا فالاحتفاء بالجسد قائم وارادة امتحانه من اجل قوته وصلابته وصحته.الم يقل نبي الامة عليه السلام..صوموا تصحوا..
ان مسالك الروحانية قائمة في الصوم ولا ريب.فالاتجاه بالصوم الى الله عز و جل يعني ان الصائم يستحضر في فعل التعطيل المدكور طاعة لله.يكون هو المسؤول عنها.وهو بفعل الصوم يحاكي ممارسة رمزية للانبياء والقديسين.وكانما هو يهم بالتضحية بنفسه من اجل المطلق.انها ممارسة رمزية لا غير لانه لايقدر على المضي بعيدا من جهة ولان الامر الالهي لا يتجه بالفعل الانساني نحو النفي او القتل.
وبالجملة فلا معنى للفصل بين الروح و الجسد.ولا معنى للنفي و القتل في الفعل الانساني.وهدا هو معنى الاستطاعة التي تحكم فعل الصوم كما العديد من العبادات الاخرى.والله اعلم........وللتامل صلة.