آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الأخلاق والأدب

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    24/07/2009
    المشاركات
    22
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الأخلاق والأدب

    الأخلاق والأدب - فيصل عبد الوهاب


    قبل سنوات حضرت مناقشة أطروحة ماجستير في الأدب العربي وكانت عن شعر نزار قباني ففوجئت بأن أحد الأساتذة المناقشين يشن هجوما على الشاعر ويصفه باللا أخلاقي ويستنكر على الباحث أن يتناول شعر هذا الشاعر بالبحث والدراسة..ولاحظت حيرة الباحث في الرد حينما أجاب بأنه غير معني بالنواحي الأخلاقية في شعر الشاعر بقدر ما هو معني بالنواحي الفنية في شعره..ولم يقتنع الأستاذ بهذا الجواب وقال بأن الأدب والأخلاق أحدهما يكمل الآخر ولا انفصام بينهما..وبالطبع فان نظرة الأستاذ للأخلاق نظرة ليست بمعناها الواسع أو الفلسفي بل كانت منحصرة في مشكلة الجنس في شعر نزار. وبعد سنوات أيضا التقيت بالباحث صدفة فسألته إن كان قد أكمل دراسته للدكتوراه في الأدب العربي أم لا أجابني أنه قد أكمل الدكتوراه في اللغة وليس في الأدب ! ولم أتمالك نفسي من الدهشة وقبل أن أبادره بالسؤال أجاب : لقد أقنعني الأستاذ المناقش في مرحلة الماجستير بآرائه وقد اكتشفت لاحقا أن نزار قباني لم يكن شاعرا صادقا بل كان يركب عواطف الشباب ويتلون حسب طبيعة كل مرحلة في شعره السياسي وليس له موقف مبدئي، وقد غيرت اتجاهي الدراسي من الأدب إلى اللغة متأثرا بهذه المسألة.
    ومثلما تعج النصوص الأدبية بمواقف إنسانية وأخلاقية رائعة فإنها تعج أيضا بالمواقف اللا أخلاقية واللا إنسانية أيضا باعتبار أن الكاتب يعكس الواقع في كتاباته بغض النظر عن المسألة الأخلاقية. ولكن المشكلة الأساس هو في موقف الكاتب أو الأديب من هذا الواقع فقد يعكس النص تعاطف الكاتب مع وضع إنساني معين وقد يعكس عدم تعاطفه أيضا بل يعرض الموضوع بطريقة حيادية والأكثر من هذا أن يوغل في عدم تعاطفه إلى درجة يمكن اتهام ذلك الأديب باللا إنسانية واللا أخلاقية. . وهنا تبرز إشكالية مهمة تعود بنا إلى نظريتي (الفن للفن) و (الفن للمجتمع) وعن دور الأديب ورسالته ، وسيكون الانحياز قائما باتجاه نظرية الوظيفة الاجتماعية للأدب ولكن بشرط الابتعاد عن الطريقة الممجوجة في المباشرة والوعظية التي تقرب الأدب من لغة الخطابة والمقالة.


  2. #2
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    20/04/2009
    العمر
    89
    المشاركات
    1,066
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الأخلاق والأدب

    أخي الفاضل فيصل الوهب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    ما طرحته هو موضوع عام هام حساس ودقيق، يحتاج كل إنسان منا الإهتمام به وفهمه فهماً مستحقاً من جميع جوانبه ولجميع مراميه، ومناقشته باستمرار مع نفسه ومع من يتسنى له التواجد معهم وبينهم من أهله وأبناء مجتمعه.

    لقد تكرر سماعي (ربما مئات المرات، في جميع مراحل عمري) توجيهاً تربوياً، لا أشك في أن كثيرين آخرين من أبناء أمتنا قد سمعوه مثلي (ربما قليلاً أكثر أو أقل مني، فهو توجيه شاع وشائع في كل مكان)، ألا وهو: "الأدب فضَّلوه على العلم"، وكما يعرفه الجميع ولا يختلف عليه إثنان، فإن المعني هنا بالأدب هو - ألأخلاق، وطبعاً - الأخلاق الفاضلة، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت - فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

    كنا بخير حينما كانت الرقابة في منطقتنا تزاول بطريقة أخلاقية على وسائل الإعلام، فما كنا نسمع أو نقرأ كلمة خارجة عن الأصول في أيَّة من الإذاعات والكتب والجرائد والمجلات، قبل أن يسمح بنشرها ( كانت نصوص المقالات والتمثيليات والمسرحيات والأفلام تراجع مراجعة دقيقة، فإن صدف وأفلتت مجرد كلمة عفواً، كان الكل يتندر بها ويشترك في مناقشتها في المجالس التي كان يتواجد فيها، إنه ماض لو عدنا له فهو حميد).

    أما الآن، فحدِّث ولا حرج، فقد وصل بنا الحال إلى وضع الخوف على أبنائنا وبناتنا، مما نسمع عنه أو نراه.

    هناك الآن فضائيات بعيدة عن أيَّة رقابة، منها الملتزمة، ومنها غير الملتزمة وهي أكثر عدداً تقصد الإثارة وتروج لها، فتسيء إلى المجتمع وإلى مستقبل الأجيال.

    وإن كنا ننظر إلى ونتمنَّى التطوُّر السريع لمستقبل أفضل، بل ونسابق به الأمم، حتى من هي سابقة لنا كثيراً، فكل ذلك جائز وممكن ويعتمد على أن نبدأ وباسرع ما يمكن، فبالعلم والأخلاق قبله:
    "بالعلم والمال يبني الناس ملكهم - لم يبن ملك على جهل وإقلال".


  3. #3
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    24/07/2009
    المشاركات
    22
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الأخلاق والأدب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي حسن القرمة مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل فيصل الوهب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    ما طرحته هو موضوع عام هام حساس ودقيق، يحتاج كل إنسان منا الإهتمام به وفهمه فهماً مستحقاً من جميع جوانبه ولجميع مراميه، ومناقشته باستمرار مع نفسه ومع من يتسنى له التواجد معهم وبينهم من أهله وأبناء مجتمعه.
    لقد تكرر سماعي (ربما مئات المرات، في جميع مراحل عمري) توجيهاً تربوياً، لا أشك في أن كثيرين آخرين من أبناء أمتنا قد سمعوه مثلي (ربما قليلاً أكثر أو أقل مني، فهو توجيه شاع وشائع في كل مكان)، ألا وهو: "الأدب فضَّلوه على العلم"، وكما يعرفه الجميع ولا يختلف عليه إثنان، فإن المعني هنا بالأدب هو - ألأخلاق، وطبعاً - الأخلاق الفاضلة، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت - فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
    كنا بخير حينما كانت الرقابة في منطقتنا تزاول بطريقة أخلاقية على وسائل الإعلام، فما كنا نسمع أو نقرأ كلمة خارجة عن الأصول في أيَّة من الإذاعات والكتب والجرائد والمجلات، قبل أن يسمح بنشرها ( كانت نصوص المقالات والتمثيليات والمسرحيات والأفلام تراجع مراجعة دقيقة، فإن صدف وأفلتت مجرد كلمة عفواً، كان الكل يتندر بها ويشترك في مناقشتها في المجالس التي كان يتواجد فيها، إنه ماض لو عدنا له فهو حميد).
    أما الآن، فحدِّث ولا حرج، فقد وصل بنا الحال إلى وضع الخوف على أبنائنا وبناتنا، مما نسمع عنه أو نراه.
    هناك الآن فضائيات بعيدة عن أيَّة رقابة، منها الملتزمة، ومنها غير الملتزمة وهي أكثر عدداً تقصد الإثارة وتروج لها، فتسيء إلى المجتمع وإلى مستقبل الأجيال.
    وإن كنا ننظر إلى ونتمنَّى التطوُّر السريع لمستقبل أفضل، بل ونسابق به الأمم، حتى من هي سابقة لنا كثيراً، فكل ذلك جائز وممكن ويعتمد على أن نبدأ وباسرع ما يمكن، فبالعلم والأخلاق قبله:
    "بالعلم والمال يبني الناس ملكهم - لم يبن ملك على جهل وإقلال".

    صدقت يا عزيزي بتنا نترحم على الماضي الرقابي..علما أن الرقابة اقترنت في أذهاننا بمعنى سيء..تحياتي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •