السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ان لي تجارب كثيرة في هذه القضية, قضية ال "مع والضد". وانا اعتقد من الطبيعي جدا ان يكون الانسان مع وضد نفسه: فمع حين يكون الانسان راضيا عن اعماله وتصرفاته, وضد حين يجد الانسان في نفسه نوعا من التقصير والتي هي تسمى نقد الذات.
اما الامر الثاني, فان اغلب المرائون في الحياة يسلكون منهج المع والضد ليس في انفسهم بل امام الناس, وهؤلاء وجودهم في هذه الحياة يعني فساد المجتمع , فكلما كثر وجودهم كلما فسد المجتمع, هؤلاء لا يفكرون الا لمصلحة انفسهم ولا يوجد اي شيء لديهم ليقدمونه للمجتمع, وهؤلاء هم كذابون.
اما الامر الثالث وهو اخطر الامور. وهو انني لا استطيع شرحه الا عن طريق هذا المثال (( لنفرض انني كنت معلمة في مدرسة ووضع المدرسة من ناحية اقتصادية تحصيلية سيئة للغاية, المعلمون كلهم يائسون يتذمرون يرددون دائما الاقوال "لا ينفع معهم شيء" "انهم حمير لا يستوعبون" وفعلا اذا انا اتيت وقلت لهم العكس وقلت انه لربما هناك امل ومجال للتغيير فانهم سيبدؤون بالاستهزاء بي. وانا اعلم ان هؤلاء لا يمنعون فقط انفسهم من النجاح ولكن ايضا يمنعون غيرهم, تبقى المعلمة التي تضطر ان تكون معهم ظاهريا وباطنيا تسعى للتغيير والمثابرة وتحسين الوضع. فهذه المعلمة ايضا اتبعت منهج المع والضد ولكنه ليس رياء للناس. وهي مثل ان تقوم باعمال خيرية والناس الذين حولك لا يدرون بما تقوم به.
المفضلات