ان الجمع بين فعلي الصيام والقيام لا يخلو من طرافة.انه جمع لا نتحدث عنه حديث الفقهاء فالامر ليس من اختصاصنا.بل يدفعنا التامل الى اعتباره جمعا ينزع نحو شمول الفعل و شموخه.دلك اننا ادا افترضنا ان الصوم يرتبط بتعطيل الجسد.فان فك دلك الرباط يفسح المجال لنشاط دهني وفكري وروحي كبير.ان الحالة للقصوى للتدرب الدي عاشه الجسد طيلة اليوم يجعله قادرا على فعل اقصى من طبيعة ثانية.فهو يقبل على تلاوة النص المقدس وسماعه .فضلا عن متابعته في صلاة تروح عن النفس وتريحها.وهكدا يتكامل الفعلان.حد اقصى يمهد للاخر.صيام يتخفف من خلاله الجسد وقيام يثقل من خلاله الفكر بمعتى يغنم.وفعلا فان ما يبدو لنا ملغزا انما هو بموجب تلك الشروط ممكن.اي بموجب الصوم والقيام يمكن المضي اشواطا في انجاز المهام الثقال.اليس الصوم علاج.اليس القيام علاج.اليس الصوم ارادة.اليس القيام معرفة.
لا نروم ان يقتصر حديثنا على رسم صورة مثالية.فنحن نعرف ان الصوم لا يمر دون عثرات.وكدلك القيام فهو لا يخلو من تثاقل واغفاء.هدا ليس المشكل فلا كمال للفعل الانساني.بل ما نهدف اليه هو تصيد هده الوضعيات القصوى للدفع بالممارسة الانسانية الى مراتب عليا.ويساعدنا على دلك الارتقاء هدا الفضاء العقدي الرمزي.انه لا يدعونا الى ما لانستطيع بدليل اننا استطعنا.وعلى هدا الاساس فان التقاء الصيام والقيام فرصة نادرة لتمثل الانسان القادر و الانسان المريد.وتلك هي بعض شروط الاعمار والاستخلاف..والله اعلم.....وللتامل صلة.