قبل اسبوعيين من تاريخ يومنا هذا بدأت الحرب السادسة فى صعدة. هذه المحافظة اليمنية فى أقصى شمال اليمن. وبغض النظر عن السبب الرئيس وراء إشتعالها الا ان هذه المرة زج الرئيس على عبد الله صالح بكافة قوة جيشه فى هذه الحرب مستخدما جميع الأسلحة بما فيها الطيران. تحت تكتم إعلامى رهيب. ومع بداية هذه الحرب التى هى عبارة عن إختبار لقوة الدولة ومؤسساتها وقوة رئيس الجمهورية صدرت عن الرئيس شروطه الستة لوقف القتال. هذه الشروط تتلخص فى القاء سلاح الحوثيين وبسط سيطرة الدولة ومن ثم البدء فى الحوار وإشراك الحوثيين كحزب سياسى فى العملية السياسية.
لقد كانت الشروط مشروعة وواضحة وفيها من العنترية ما تفوق عنترية عنترة بن شداد بجلالة تاريخه.لقد تلقينا هذا الإعلان كشعب يمنى بأمل كبير أنه مازال هناك دولة ومتى ما ارادت ارادت، وعرفنا أغانى النصر بإجتثاث هؤلاء المخربين القتلة.
لم يحس أى يمنى برحمة او شفقه او تعاطف مع هؤلاء المجرمين، كما العالم كله لم يحرك ساكنا لالف سبب وسبب ومن ضمنه نجاح فى السياسة اليمنية فى إبعاد الازمة عن تناول وسائل الإعلام. وفى الأسبوع الأخير بدأت الأخبار تتضارب مرة إيجابية ومرة سلبية. فمثلا سيطرة الجيش على حرف سفيان (إحدى معاقل المتمردين الحصينة) تتضارب من المصادر الحكومية نفسها فمرة يقول المصدر (المسؤول) سيطرنا على حرف سفيان وبعد يومين دخلنا حرف سفيان وبعد يومين اخرين تدور العارك على مشارف حرف سفيان. يبدوا أن سيطرة الجيش عندنا فى اليمن تتقهقر ولو إستمر الجيش فى التقدم الى الوراء لسمعنا بعد شهر وقد واصل الجيش تقدمه حتى وصل الى صنعاء.
المشكلة الأن فى سكان صعدة الذين وثقوا بالدولة وببسط سيطرتها على صعدة واجتثاث الحوثيين، ماذا سيفعلون فيما إذا لم تحقق الحرب أهدافها ولم يذعن الحوثيون للشروط العنترية الستة؟ كيف ستحميهم الدولة من بطش الحوثيين؟ تساؤلات لمن يصحى ويأمر بالقتال، لينام ويأمر بوقف القتال وبدون مقدمات وحسبان للعواقب.!!!!
إن ما يدور حول هدنة هذه الأيام هو هزيمة معنوية بكافة المقاييس العسكرية للجيش ولسكان صعدة الموالين للدولة، وكأن الرئيس لايريد أن يتعلم من الهُدن السابقة.
وخلاصة القول حصلت الحرب السادسة ووضع لها أهداف 6 ولم يحقق أى هدف والان الحديث حول هدنة. قبل أمس كانت هناك تصريحات لوزير إعلام اليمن (حسن اللوزى) حيث يقول أن إتفاقية الدوحة انتهت فعليا وكررها وكأنه يقول لقطر أنقذينا من جديد فشروطنا الستة لا نقدر على تنفيذها، كانت لهجته ضعيفة وانهزامية وذكرنى بعنتريات الصحاف أيام سقوط بغداد، الله يرحمه.
ولنسأل الأن من هو المنتصر فى هذه الحرب السادسة إذا حصلت الهدنة؟؟؟
إذا حصلت الهدنة فهذا يعنى أن الحوثيين إنتصروا وهزم الرئيس والدولة. لأن الاهداف العنترية لسيادة الرئيس لم تحقق. فما زال الحوثيون فى مواقعهم يحملون سلاحهم، ومازالت الدولة مغيبة فى صعدة. والنجاح الوحيد التى حققته الدولة فى صعدة هى إنضمام من كانوا يراهنون على الدولة لحمايتهم الى صف الحوثى.
الانتصار بالنسبة للدولة يكون بإجتثاث الحوثيين او إستسلامهم دون قيد او شرط، اما بالنسبة للحوثيين فمجرد الهدنة هى إنتصار.
لا أعتقد أن الجيش يرضى بهذا ويصبح وقودا مستمرا للمساومة الإقليمية. قد تكون الهدنة إجراء تكتيكى وأتمنى ذلك، اى تكون هدنة إعلاميا لكن عمليا يزداد شد الخناق. اما أن تكون هدنة فعلا وعملا فهذه هى الهزيمة ولا إسم لها غير ذلك؟
إذا كان الرئيس غير قادر على القضاء على حركة التمرد الحوثية، فاليترك صعدة تستقل بل نعاملها كدولة ونعطيهم جوازات وهم حريين. ماذا فيها صعدة، ستكون كيانا مثل إسرائيل عالة على إيران لإفتقارها الى الموارد، وستشكل بؤرة تهديد للسعودية التى تدعم الى منتصف الطريق وتترك كما أنها ستكون وبالا على سيادتكم يا سيادة الرئيس إذا لم تلحق نفسك وتبنى دولة حقيقية تحميك من دولة صعدة. إذا كنت لا تدرك خطورة الامر فلا تقتل أبنائنا فى الجيش كل مرة وتزج بهم فى حروب خاسرة.
الكل سيدفع الثمن فسكان صعدة سيدفعون ثمن سكوتهم كل هذه الفترة على الحوثيين، واليمن سيدفع ثمن سكوته بإجتزاء صعدة من سيادته بل وربما تجزئة اليمن، والسعودية ستدفع ثمن بخلها وسياستها الدائمة فى إستنزاف اليمن بقلقلة راحتها وربما بضياع نظام حكمها الى الأبد، والعرب بدخول إيران الى هذه المنطقة، والعالم بدخول كل قوى الإرهاب مثل القاعدة.
المفضلات