آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التنشئة الاجتــــــماعية ..... وأبعادها المستقبلية

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية ابراهيم الساعدي
    تاريخ التسجيل
    16/04/2008
    العمر
    36
    المشاركات
    28
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي التنشئة الاجتــــــماعية ..... وأبعادها المستقبلية

    التنشئة الاجتــــــماعية ..... وأبعادها المستقبلية ، في ظل تأثيرات المؤسسات التربوية وخطاب الفضائيات

    تعتبر عملية التنشئة الاجتماعية من أهم عمليات التفاعل الاجتماعي. بحكم أنها هي من يصنع شخصية الإنسان.
    وهناك تعريفات كثيرة لعملية التنشئة الاجتماعية منها : هي عمليه تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد، كما أنها عملية استدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية
    كذلك يمكن وصف عملية التنشئة الاجتماعية بأنها العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكه لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنه لدورة الراهن أو المستقبل في المجتمع.
    والدكتور سعد الدين إبراهيم يعرفها بأنها العملية المجتمعية التي يتم خلالها تشكيل وعي الفرد ومشاعره وسلوكه وعلاقاته بحيث يصبح عضواً فاعلاً ومتفاعلاً ومنسجماً ومنتجاً في المجتمع)
    أما الدكتور حامد زهران فيعرفها بأنها عملية تعليم وتعلم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف الى اكتساب الفرد طفلاً فراشداً شيخاً سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية. إذ إنها عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية

    إن عملية التنشئة الاجتماعية من أهم العمليات تأثيراً على الأبناء في مختلف مراحلهم العمرية، لما لها من دور أساسي في تشكيل شخصياتهم وتكاملها، وهي تعد إحدى عمليات التعلم التي عن طريقها يكتسب الأبناء العادات والتقاليد والاتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها، وعملية التنشئة الاجتماعية تتم من خلال وسائط متعددة، وتعد الأسرة أهم هذه الوسائط، فالأبناء يتلقون عنها مختلف المهارات والمعارف الأولية كما أنها تعد بمثابة الرقيب على وسائط التنشئة الاخرى، ويبرز دورها- الأسرة - في توجيه وإرشاد الأبناء من خلال عدة أساليب تتبعها في تنشئة الأبناء، وهذه الأساليب قد تكون سويه أو غير ذلك وكلا منهما ينعكس على شخصية الأبناء وسلوكهم سواء بالإيجاب أو السلب .
    وإذا كانت الأسرة من خلال دورها، كأهم وسيط من وسائط التنشئة تسهم في تشكيل سلوك الأبناء، فأنه لا يمكن إنكار دور المناخ الاجتماعي الذي تعيش فيه الأسرة سواء أكان مجتمعا محليا أو مجاورة سكنية وما يتسم به من بعض الصفات والخصائص والثقافة الفرعية التي تميزه عن غيره من سائر المجتمعات ، والتي يكون لها –في اعتقاد الباحث – تأثير لا يقل أهمية عن دور الأسرة على إفرادها بمعنى :أن المناخ الاجتماعي يسهم بما لا يدعوا للشك في تبنى أساليب معينة في التنشئة الاجتماعية تختلف من مكان لآخر باختلاف الثقافة الفرعية للمجتمع إلى جانب المستوى التعليمي وثقافة الوالدين داخل الأسرة


    وطالما راح ضحية لسوء التنشئة أفرادا كثيرون. منهم من تعرض لفقدان الأبوين في سن مبكرة.ومنهم من لاقى الاستهجان والاستصغار وسوء المعاملة داخل أسرته. فأثرت سلباً في شخصيتهِ مما أدى إلى ظهورها الجلي في شخصيته حتى بعد البلوغ

    إن عملية التنشة الاجتماعية هي تصنع الشخصية. كما أنها بعين الوقت تحدد ضعفها وقوتها. وهذا يعود بالطبع على السلوك المتبع من قبل أفراد الأسرة للمُــُـنشّئ

    فإذا كانت الأسرة تتبع في تربيتها " تنشئتها للطفل" أسلوب الثواب والعقاب فيعتبر هذا من أنجع الأساليب المُتبعة عند تربية الأطفال. وهذا ما اجمع عليه علماء النفس والاجتماع. بيد إن هناك عوائل لا تتبع هذا الأسلوب الهادئ.إذ هي تتبع أسلوب العنف ضد الأطفال. وهذا ما أنتج لنا العديد من الأطفال الذين يحملون في ثنايا أفكارهم بذرة العنف. وحدة المزاج. بالإضافة إلى ظهور بعض التصرفات الحيوانية لديهم. وهم بالطبع لا يتحملون أي مسؤولية في ذلك.إنما المسؤولية تقع على عاتق الأسرة

    إن الطفلَ عندما يولد وحتى سن 12 هو عجينة بيد الأسرة. فهي من يصنع هذه العجينة ويقولبها بالشكل الصحيح. لذا يركز علماء النفس والاجتماع على هذه الفترة المهمة من حياة الطفل. وهناك من يقول إن الطفل يبقى عجينة بيد الأسرة إلى غاية 18 سنة.
    وبالتالي فان أي خلل في التنشئة في هذه الفترة سينعكس سلباً على هذا الطفل.مما يؤدي به أحيانا إلى ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس. وكذلك الانفصام في الشخصية وغيرها.

    لقد كانت التنشئة الاجتماعية تجري بشكل رتيب، على الأقل في 80 % من العائلات في العالم.
    أما اليوم وفي ظل تأثيرات المؤسسات التربوية والانفتاح الحضاري – الثقافي وخطاب الفضائيات(5) فأن عملية التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة تتأثر وبشكل ملحوظ جدا


    إن الأسئلة التي تطرح نفسها الآن هي
    هل إن للانفتاح الحضاري – الثقافي وخطاب الفضائيات تأثيراً مباشراً أو غير مباشر على عملية التنشئة الاجتماعية بصورة عامة؟
    هل يمكن لنا أن نتلافى هذا التأثير ؟ وكيف ؟
    لقد أصبح في العالم اليوم الكثير من المؤسسات التربوية، الروضة - جماعة اللعب - المدرسة –الجامعة – المسجد ، وأصبح الطفل في هذه الفترة يقضي اغلب أوقاته بها. فهل تقلل هذه المؤسسات من أهمية التنشئة الاجتماعية –المتمثلة في داخل المنزل ؟
    الروضة – المدرسة – الجامعة – تأثرت هي الأخرى بتأثيرات الانفتاح الحضاري، فهل من الممكن أن تنعكس هذه التأثيرات على الطفل ؟
    ما هي رؤيتكم المستقبلية لعملية التنشئة الاجتماعية داخل المنزل من ناحية أهميتها ؟
    هل تفقد أهميتها بعض الشئ في ظل تقاسم دورها مع المؤسسات التربوية ؟






    * إعداد وتحضير:

    إبراهيم الســــــاعدي
    كاتب - باحث انثروبولوجي


    لقد قررتُ أن لا أتوقــّـــــفَ عن التفكيـــر لحظة واحدة في حياتي، فعقلي هبة من عند الخالق. إن لم أستخدمه ....... فأنــــــــــــــــــا لا أستحقــــــه !!
    * إبراهيم الســـــــــــــــــاعدي
    كاتبٌ وباحثٌ عراقي
    ibraheemalsaady@yahoo.com

  2. #2
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: التنشئة الاجتــــــماعية ..... وأبعادها المستقبلية

    أبدعت وأجدت أستاذ ابراهيم الساعدي

    فالتنشئة الاجتماعية لا تقتصر فقط على دور الأسرة فكما ذكرت في آخر موضوعك هناك الروضة والمدرسة والجامعة والمسجد والأندية والمجتمع المحيط به ، ووسائل الإعلام بأنواعها والتكنلوجيا بشتى أنواعها والانترنت
    كلها تبلور شخصية الفرد بشكل أو بآخر ..

    سرني الانتهال من الفائدة والمعرفة التي تكرمت بها ... احترامي

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •